شهدت المنطقة الشرقية في الشهر الماضي واحداً من أعراسها «الوطنية» البهيجة التي تعيشُها مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكلما تفضّل بقدومه الميمون إليها، وتشرّفت بكريم «حضوره» ووليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان في تلامس مباشر مع آمال المنطقة، وتواصل حيّ مع تطلعات أبنائها، وتفاعل حقيقي مع مشكلاتهم وطموحاتهم.. امتلأت شوارع وميادين «الشرقية» ــ خصوصاً الدمام والخُبَر ــ وطرقها الرئيسة والسّريعة بلافتات الترحيب، تُعلن لمليك البلاد عن فرحة تغمر قلوب أهالي المنطقة وأبنائها، وسعادتهم بالزيارة «التاريخية». وعكسَت عبارات «الترحيب» التي تزيّنت بها الشوارع والطرق الرئيسة تلاحم القيادة السعودية بأبناء الوطن، كما عكسَت «الطبيعة» المتميّزة و«الفريدة» لعلاقة القيادة السعودية بالمواطنين والمواطنات السعوديين، حيث تسود روح «الأسرة» الواحدة، بين الأب كبير العائلة وراعيها، والأبناء والإخوة، وهو ما كان سائداً ــ بشكل دائم ومستمر ــ في لقاءات خادم الحرمين الشريفين بأهالي المنطقة وأبنائها، وهو ما ميّز لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز بجمع من أهالي الشرقية في إطار الزيارة الأخيرة.
صدور توجيه خادم الحرمين يقضي بإطلاق سراح السجناء المعسرين
فقد ابتهجت المنطقة الشرقية بالزيارة الميمونة التي خصّها بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتضمَّنت لقاءً بالمواطنين والمسؤولين وتلمس حاجات المنطقة، وكرَّست مفهوم الرعاية التي تحف بها القيادة هذا الشعب والتلاحم الدائم بالمجتمع، ومصحوبة بشحذ الهمم والتشجيع لمواصلة مسيرة البناء والتنمية في البلاد.
من تونس إلى الشرقية
كان مطلع أبريل الماضي موعداً لموطئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز – حفظه الله – على تراب المنطقة الشرقية – أرض الخير – قادماً من تونس، بعد مشاركة إخوانه قادة الدول العربية، رئيساً لوفد المملكة في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثلاثين.
قطاع الأعمال يبتهج بالزيارة ويراها تقوي العزيمة وتدفع مسيرة البناء
كان في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين الشريفين عند سلم الطائرة في مطار قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الظهران، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية.
وشملت زيارة خادم الحرمين للمنطقة استقباله أصحاب السمو الأمراء، وأصحاب الفضيلة، والمعالي، وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه والترحيب بمقدمه، وذلك في قصر الخليج بمدينة الدمام.
ترحيب بالمقدم الكريم
وأعرب صاحب السمو الملكي الأمیر سعود بن نایف بن عبدالعزيز أمیر المنطقة الشرقية عن سعادة أهالي المنطقة بمقدم خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً وقوف المواطنين صفاً واحداً خلف خادم الحرمين الشريفين القائد الملھم والمحبوب، موضحاً أن المملكة تحت قیادة خادم الحرمين الشريفين تعبر إلى بر الأمان بكفاءة سیاسیة وإدارية واقتصادية مذهلة، وأن المملكة تستمر في مشروعات التنمية وبناء الوطن ومواكبة التطورات، بما یحقق للمواطنين رفاھیتھم التي یتطلعون إلیھا بكل النواحي.
ولفت سموه إلى حرص القيادة على تطوير الموارد البشرية، حتى تصل أقصى مراحل التطور، وتعمل بكل جھدھا من أجل وطنها، مشدداً على أن المسیرة ماضية ولا تتوقف أبداً، بهمة قائد الحزم، ومن خلفه مواطنون لا یتردَّدون في الوقوف صفاً واحداً خلف قائدهم.
فيما أكد صاحب السمو الملكي الأمیر أحمد بن فھد بن سلمان نائب أمیر المنطقة الشرقية أن زیارة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد للمنطقة الشرقية تأتي تعبيراً صادقاً عن عمق التلاحم بین القيادة والشعب، وترسيخاً للوحدة الوطنية بین أبناء المملكة في مختلف المناطق، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في وقت تشھد فیه المنطقة الشرقیة نمواً اقتصادیاً، وازدهاراً معیشیاً على كل الأصعدة، من بينها إطلاق مشروعات عملاقة بدعم حكومي سخي.
أمير الشرقية: المملكة تحت قیادة الملك سلمان تعبر إلى بر الأمان بكفاءة سیاسیة وإدارية واقتصادية مذهلة
نائب أمير الشرقية: زيارة خادم الحرمين تعكس عمق التلاحم بین القيادة والشعب وترسخ الوحدة الوطنية
من ناحيته، أكد أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير أن الزيارة عكست حرص القيادة واهتمامها المتواصل بتلمس حاجات الوطن والمواطنين وتفقد أحوالهم عن كثب، مشيراً إلى أن تفقد أحوال المواطنين كان على رأس أهداف الزيارة، إضافة إلى الاطلاع على المشروعات، وتلمس خطوات تطور عملية التنمية، وبينها الاهتمام بالقطاع البلدي، وتسخير كافة الإمكانات لتقديم خدمات مميزة للمواطن والمقيم.
إطلاق سراح المعسرين
وخلال الزيارة الكريمة، أصدر خادم الحرمين الشريفين توجيهاً كريماً بإطلاق سراح جميع السجناء المعسرين من المواطنين بالمنطقة في قضايا حقوقية وليست جنائية، ممن لا تزيد مديونياتهم على مليون ريال، والذين ثبت إعسارهم شرعاً، وتسديد المبالغ المترتبة عليهم.
ورفع سمو أمير المنطقة الشرقية باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً أن هذه المكرمة دلالة على تلمس احتياجات المواطنين والسعي المستمر لحلها. وأشار سموه إلى أن هذا التوجيه الكريم من والد الجميع أدخل الفرح والسرور والبهجة على الأسر المُعسرة، وسيعيد لم شمل أسر ذوي المعسرين بعد إطلاق سراحهم.
من جهته، قال سمو نائب أمير الشرقية «إن التوجيه الكريم بإطلاق سراح جميع السجناء المعسرين من المواطنين بالمنطقة الشرقية، له وقعه في نفوس المعسرين وأسرهم لتكتمل فرحتهم بلقاء ذويهم بعد انقضاء مديونياتهم»، داعياً الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يجزيهما خير الجزاء على ما قدَّماه للوطن والمواطن.
طائرة نفَّاثة محلية الصنع
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، دشَّن أول طائرة تدريب نفاثة من طراز «هوك» تم تجميعها وتصنيع عدد من أجزائها محلياً بأيادي أبناء الوطن، وذلك في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي.
واطلع سموه على مراحل تجميع وتصنيع الأجزاء الرئيسة لطائرة «هوك» من قبل الشباب السعودي، والاختبارات التي تتم على الطائرة بعد التجميع، واختبار قبول الطائرة بعد الطيران، بالإضافة إلى شرح مفصَّل عن مبادرات البرنامج السعودي البريطاني في نقل وتوطين التقنية.
البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي يُشرف على تدريب الشباب السعودي بالتعاون مع (BAE SYSTEMS) و25 شركة
ويعمل أكثر من %70 من الشباب السعودي على تجميع 22 طائرة من طراز هوك بعد تدربهم لأكثر من سنتين على أيدي خبرات عالمية، تمكيناً للصناعات الوطنية الحربية، ودعم الاقتصاد الوطني، وخلق وظائف نوعية، في إطار تحقيق أحد أهم أهداف «رؤية السعودية 2030».
وقام سمو ولي العهد بسحب مجسّم لمقود الطائرة وأزاح الستار عن الطائرة، كما قام بالتوقيع على مقدِّمة الطائرة، وعقب ذلك توجه إلى منصة عرض إقلاع الطائرة، حيث استأذن قائد الطائرة من ولي العهد عبر جهاز الاتصال اللاسلكي بالإقلاع، ووجهه بالإقلاع، قائلاً: «بسم الله، وعلى بركة الله، حلّق فوق أغلى أرض».
وقد أشرف البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي بالتعاون مع شركة (BAE SYSTEMS) – بي أيه إي سيستمز – على تدريب الشباب السعودي بمشاركة أكثر من 25 شركة وطنية.
خادم الحرمين يزور البحرين تلبية لدعوة الملك حمد بن عيسى
المنامة – «الاقتصاد»
من المنطقة الشرقية، غادر خادم الحرمين الشريفين إلى مملكة البحرين الشقيقة في زيارة أخوية، استجابة لدعوة من أخيه الملك حمد بن عيسى
آل خليفة ملك مملكة البحرين. وعقد خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين لقاءً أخوياً في قصر الضيافة بمملكة البحرين الشقيقة، حيث استعرضا العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، وآفاق التعاون والتنسيق المشترك في شتى المجالات.
وبعد مغادرة خادم الحرمين الشريفين لمملكة البحرين، بعث ببرقية شكر لملك البحرين، أكد فيها أن الزيارة زادت من عمق العلاقات التاريخية والأواصر الأخوية بين البلدين الشقيقين، والرغبة المشتركة في تعزيزها في المجالات كافة.