نافذة

سفراء لنا لكن لايعملون

إدريس الدريس

منذ أن بدأت التنمية الحضارية في المملكة قبل عقود، اعتمدت هذه النقلة على الأيدي العاملة المستقدمة من بلاد العالم عرباً وعجماً ذكوراً وإناثاً وأجزم أنه قد دخل المملكة وأقام فيها أكثر بكثير من مائة مليون إنسان بعضهم بقي ردحاً من الزمن ثم خرج منها وجاء غيره بديلاً.

وكل هولاء الأوادم مسلمين وغيرهم ومتعلمين وأميين وبيض وسود قد وطأوا أرضنا المباركة فنالوا من خيرها ما وسعهم ذلك، ثم عادوا إلى بلادهم وأهلهم، فكان يفترض أن تكون هناك طريقة للتواصل مع من أمضوا في المملكة حداً معيناً من السنوات، خاصة وأن هناك الملايين الذين أمضوا عشرات السنين وتربوا عندنا وكان الأحرى والأولى أن تؤسس سفاراتنا الممثلة في بلادهم جمعيات صداقة أو روابط اتصال نسميها مثلاً (عاشوا بيننا) بحيث يكون لها حضورها الشعبي في الباكستان والهند والفلبين وبنغلاديش، وكذلك الحال في مصر واليمن والسودان وبقية الدول الأخرى، وكنت وما زلت أجد أن هؤلاء كان وما زال بالإمكان أن يشكلوا في مجموعهم قوة ناعمة وخط دفاع عن بلادنا في بلادهم خاصة مع ما تجده بلادنا – حكومة وشعباً – من عداء واستهداف متعمد ومغرض.

إنني أتطلع إلى أن تتولى وزارة خارجيتنا الاهتمام بهذه الخطوة التي ستشكل مع تكليف السفارات بالتواصل مع جمعيات المجتمع المدني وتفعيل أدوارها في الملتقيات العامة دوراً تنويرياً وسنداً شعبياً ودعماً غير مباشر للمملكة ومواقفها في الإعلام أو عبر وسائل التواصل وغير ذلك.

إنهم قوة غير منظورة وغير مستثمرة وهم الذين عاشوا معنا وتعرفوا علينا بشكل مباشر ودون وسائط، فكان علينا أن نجعلهم سفراءنا المحليين في بلدانهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.