صعود واضح للسعوديات “دوليا” بالتزامن مع تطبيق إصلاحات تعزز المساواة في العمل بين الجنسين وفقًا لرؤية المملكة 2030
النشار.. 22 عاما في العمل المصرفي وأول سيدة تشغل منصب الرئيس التنفيذي في مصرف تجاري سعودي وأول امرأة تقود التزام القطاع المالي في دول مجلس التعاون الخليجي
السحيمي رابعة “فوربس” ترأس مجلس إدارة “تداول” أكبر بورصةٍ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
العليان رئيس مجلس إدارة “ساب” أول سعودية تنضم لعضوية مجلس إدارة شركةٍ مدرجة في “تداول” 2004
تخطو المرأة السعودية خطوات واسعة، بثقة وثبات، على طريق تأكيد “الذّات”، نجاحا وتفوقا، وعلى طريق الإبداع.. ليس محليا وخليجيا فحسب، بل وعربياً وعالميا أيضا، لتحتلّ مكانة مرموقة من حيث “الصورة” في المشهد العالمي للمرأة، ومتجليّة بتعبيرات الأرقام والحضور الفاعل والمؤثّر في الواقع المتغيّر والمتحرّك، إذ نجحت سعوديات بارزات في مجتمعهنّ في تجاوز “المحلّية” إلى احتلال مواقع متميزة بين الـ “أرقام” الدولية، وحصلن على تصنيفات إقليمية وعالمية، كان آخرها اقتحام القائمة الأشهر عالميا اهتماما بـ “المرأة”. السعوديات اللاتي جئن في قائمة “فوربس” الأمريكية لأقوى 100 سيدة في العالم 2019، تنوّعت مجالات التميّز والإبداع التي تفوّقن فيها، وبرزن في مجالات عدّة في قطاع المال والأسهم والاستثمار وإدارة الأعمال والصناديق الاستثمارية.. ليس غريباً أن تأتي “الأسماء” عبر مسيرة عمل “طليعية” ورائدة لكل منهنّ في محيطها “المحلّي”.. “الاقتصاد” تتابع أهم العلامات في حياة الرائدات السعوديات..
لا تتحدث قائمة “فوربس” عن تفاصيل عديدة في رحلة نجاح المرأة السعودية، ولا ما حظيت به من دعم الدولة، وحكومة خادم الحرمين الشريفين، خصوصا في السنوات الأخيرة من حياة المجتمع السعودي المعاصر.
فمن رانيا النشار، صاحبة المركز 97 عالميًا ــ الرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية، رابع أكبر بنكٍ سعودي من حيث قيمة الأصول، وهو التصنيف الذي أهلها لتحصل على الرتبة الثالثة على مستوى الشرق الأوسط في قائمة فوربس الشرق الأوسط لأقوى سيدات الأعمال في المنطقة التي صدرت فبراير الماضي ــ إلى 5 سعوديات أخريات، اثنتان من بينهن في قائمة العشر سيدات الأوائل جمعتهن الإدارة الناجحة للأعمال ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط لهذا العام. القائمة التي ضمت رائدات أعمالٍ من 23 جنسية، يمثلن 28 قطاعًا مختلفًا، 79 سيدةً منهن عصاميات.
وانعكاسا لمجمل التطورات التي شهدتها السعودية، ودعم الدولة للمرأة، خصوصا في المجال “الاقتصادي”، أصبحت المرأة قوة بتعليمها وعملها، وازدادت مشاركتها بشكل متصاعد في جميع المجالات، خاصة ريادة الأعمال وقيادة المؤسسات المالية والاقتصادية، وقد عززت التوجيهات الأخيرة ــ الخاصة بتمكين المرأة في سوق العمل، وتنمية الاقتصاد ــ مكانة المرأة السعودية في مجتمعها، وأتاح لها أن تكون لاعبا رئيسيا في رؤية المملكة 2030، حيث وضعتها أنظمة العمل في المقدمة، ومنها توحيد الأجور وإجراءات التوظيف للمرأة، ومنع فصل العاملة أثناء تمتعها بإجازة الحمل، كما تضمنت التعديلات أيضا نظام التأمينات الاجتماعية، وأنظمة التقاعد، مما يزيد من مشاركة المرأة في سوق العمل.
فيما يلي مسارهن المهني بالترتيب حسب تصنيف “فوربس”:
الميمان الـ 13 في “فوربس” أول خليجية تتولى منصب المدير الإقليمي بمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
المانع أشهر السعوديات في سيدات الأعمال العربيات وأول سعودية تؤسس كلية للعلوم الصحية وتحصل على الدكتوراه في الاجتماع
العزاز من أوائل “المحاميات” السعوديات والأمين العام لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودي
رانيا النشار
تعد النشار أول سيدةٍ تشغل منصب الرئيس التنفيذي في مصرفٍ تجاري سعودي “مجموعة سامبا المالية” في عام 2017، وهو الوقت الذي بدأت فيه السعودية تطبيق إصلاحاتٍ لتعزيز المساواة في العمل بين الجنسين، وفقًا لرؤية المملكة 2030. عملت في المجال المصرفي نحو 22 عاما، تنقلت خلالها بين العديد من قطاعات الأعمال في المجموعة من الخدمات المصرفية الخاصة إلى الخدمات المصرفية للأفراد، فيما كان لها دور رئيسي في تطوير استراتيجية “سامبا” المصرفية الإلكترونية، وإطلاق منظومة الخدمات المصرفية لسامبا عبر الإنترنت.
وتعد مجموعة “سامبا” المالية رابع أكبر المصارف السعودية بأصولٍ تتجاوز 63 مليار دولار في نهاية سبتمبر 2019. وقد شغلت النشار ــ التي تتمتع بخبرةٍ مصرفيةٍ تزيد على 20 عامًا ــ عضوية مجلس إدارة شركة “سامبا جلوبال ماركتز” المحدودة.
النشار سبق لها أن ظهرت في المرتبة الخامسة في قائمة أقوى السيدات العربيات لعام 2017، وفي عام 2019، أُدرجت النشار في المرتبة 97 في قائمة فوربس لأقوى 100 سيدةٍ في العالم. ومن بين المهام التي تولتها: التدقيق ومراجعة المخاطر لجميع مجالات أعمال وعمليات سامبا، بما في ذلك الخدمات المصرفية للشركات والخزينة والخدمات الاستثمارية وإدارة المخاطر، كأول سعودية تشغل هذا المنصب على مستوى القطاع. ويسجل للنشار أنها أول امرأة تقود مجموعة الالتزام في القطاع المالي في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي تشغل حالياً ــ إلى جانب موقعها كرئيس تنفيذي للمجموعة ــ منصب نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة “سامبا كابيتال” الذراع الاستثمارية لمجموعة سامبا المالية، وتشغل كذلك عضوية مجالس الإدارة في كل من بنك سامبا المحدود في باكستان، وشركة سامبا للأسواق العالمية المحدودة، ومعهد التمويل الدولي، فضلاً عن عضوية اللجنة الاستشارية بمجلس إدارة هيئة السوق المالية.
ومن بين الإجراءات التي اتخدتها النشار الإعلان عن مبادرتين من مجموعة سامبا، الأولى هي تأسيس صندوق سامبا للصكوك السيادية الذي يعد الأول من نوعه في السوق المحلية، ويستهدف الاستثمار بشكل رئيس في الصكوك السيادية الصادرة عن الجهات الحكومية في المملكة، والمبادرة الثانية هي اطلاق حساب ثمرات الادخاري، والذي تم تصميمه خصيصاً من قبل سامبا كمساهمة في جهود تعزيز ثقافة الادخار لدى المجتمع السعودي.
سارة السحيمي
ترأس السحيمي التي حلت رابعة على قائمة فوربس، مجلس إدارة سوق المال السعودية “تداول” وهي أكبر بورصةٍ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبجانب ذلك تشغل السحيمي منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة الأهلي كابيتال منذ مارس 2014.
نشأت السحيمي، المولودة عام 1979 بمدينة الرياض، داخل أسرة لها باع طويل في عالم الاقتصاد والمال، فوالدها هو جماز السحيمي؛ رجل أعمال سعودي وأول رئيس لهيئة سوق المال السعودية سابقًا، شغلت عدة مناصب أبرزها، الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي المالية، وعضو في مجلس الإدارة منذ مارس 2014, منصب مدير تنفيذي ورئيس قسم الاستثمار في إدارة الأصول بشركة جدوى للاستثمار، وقد انضمت إليها في مايو 2007 كمدير أول محافظ استثمارية
وكان للسحيمي دور مهم في إعادة هيكلة شركة الأهلي كابيتال، نتج عنه نمو أعمالها وتطوير المنتجات والخدمات التكنولوجية لصالح الشركة وعملائها. ودرست السحيمي برنامج الإدارة العامة بجامعة هارفارد ونالت درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة الملك سعود.
وشهد السوق السعودي في أواخر العام الماضي إدارج أكبر شركةٍ في العالم وهي عملاق النفط “أرامكو السعودية” بقيمةٍ تتجاوز 1.7 تريليون دولار.
لبنى العليان
هي ابنة رجل الأعمال السعودي الشهير سليمان العليان، نالت شهادة الماجستير من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال إدارة الأعمال.
حلت في المرتبة الخامسة في قائمة فوربس، وهي أول سيدةٍ تنضم لعضوية مجلس إدارة شركةٍ مدرجةٍ بسوق المال السعودية في عام 2004، وهي “البنك السعودي الهولندي”. واعتبارًا من شهر يونيو الماضي، شغلت العليان منصب رئيس مجلس إدارة بنك “ساب” الذي تمتلك فيه مجموعة العليان حصةً تصل نسبتها إلى %18 بقيمةٍ تقدر بنحو 3 مليارات دولار، وتعد المجموعة ثاني أكبر مساهمٍ في البنك الذي تتجاوز قيمته السوقية 18 مليار دولار.
كانت العليان قد قررت في أبريل 2019التقاعد من منصب الرئيس التنفيذي لشركة العليان للتمويل، مع استمرارها عضوًا في مجلس إدارة الشركة ومجلس المساهمين ومجلس عائلة العليان. وقادت العليان الشركة لأكثر من 33 عامًا، وهي إحدى الشركات التابعة للمجموعة العائلية العملاقة “مجموعة العليان” التي يقع مقرها في الرياض. وهي مجموعة شركاتٍ سعودية أسسها والدها سنة 1947، والتي بدأت كشركة شحن وطوّرت نشاطها مع الطفرة النفطية لتشمل المطاعم وصناعة الأغذية والورق والبلاستيك، ولها عدة شراكاتٍ متضامنة مع شركاتٍ عالمية، من أبرزها كوكاكولا وبرغر كينغ وغيرها.
وفي عام 2001، نجحت العليان في توظيف 40 سيدة للعمل في أحد مصانع الشركة، حتى وصلن إلى 500 موظفة. وتنهج العليان منهجا يدعو القطاع الخاص إلى تحمل مسؤولياته الاجتماعية لتقليل الفجوة بين مستوى الدخل بين الأغنياء والفقراء، كما تدافع بإصرار عن تمكين المرأة السعودية في كافة المجالات، كما أنها تشجع أيضًا الإصلاح فيما يتعلق بالمبادئ الأساسية والبديهية في المجتمع، ومنها تطوير المنهج التعليمي وتوفير فرص عملٍ للشباب رجالاً ونساءً وهو ما سينمي لديهم إحساسًا أقوى بالمشاركة والمسؤولية الاجتماعية.
العليان هي أيضا عضو في مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي وهى مؤسسة أهلية مستقلة هدفها نشر المعرفة وتشجيع الشباب على الإبداع وتمكينهم في سوق العمل من خلال عدة مشروعات وبرامج وفتح سُبل الحوار. وقد تأسست في عام 2000. وهي عضوٌ في اللجنة التنفيذية للمجلس العربي للأعمال المنبثق عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
بسمة الميمان
تعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها بسمة ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط لأقوى سيدات الأعمال في المنطقة، وقد حلت في المرتبة 13.
تُعد بسمة أول سيدةٍ خليجية تتولى منصب المدير الإقليمي بمنظمة السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقبل التحاقها بالمنصب في عام 2018 عملت الميمان لأكثر من 17 عامًا بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية. وهي أيضا عضو مؤسس في الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني (SCTH) وأصبحت فيما بعد عضوًا في مجلس الإدارة.
حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب واللغويات الإنجليزية من جامعة الملك سعود، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الفيصل.
وقد شغلت العديد من المناصب والأدوار الرائدة. كانت العضو المؤسس العربي الوحيد في لجنة البرنامج والميزانية التابعة لمنظمة السياحة العالمية، والتي تحدد عمل الوكالة وعمل مجلسها التنفيذي. منذ عام 2013 كانت مديرة قسم المنظمات واللجان الدولية في SCTH، ولا تزال مركز التنسيق السعودي الرسمي لمنظمة السياحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية.
كما تم تعيين الميمان في منصبها بمنظمة الأمم المتحدة للتجارة العالمية في عام 2018، متقدمة على مئات المترشحات من جميع أنحاء العالم للحصول على الوظيفة.
الشيهانة بنت صالح العزاز
هي الأمين العام لمجلس الإدارة والمستشار القانوني العام، لدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، جاءت في المركز 48 في القائمة، وتعد من أوائل النساء اللواتي مُنحن رخصة ممارسة المحاماة في السعودية.
نشأت العزاز في الرياض، في عام 2008 تخرجت بمرتبة الشرف، وتلقت مزيداً من التدريب العملي في دبي والكويت، قبل أن تقبل عرضاً للعمل في مكتب محاماة في نيويورك. وهناك أخذت تقدم استشارات قانونية في مجالات مختلفة بينها الدفاع والطيران والاتصالات والرعاية الصحية والأوراق المالية.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، ومن المستهدف زيادة أصوله خلال العام الجاري لأكثر من 400 مليار دولار، وفقًا لرؤية المملكة 2030،
في عام 2012 قررت وزارة العدل السعودية تغيير الأنظمة المتعلقة بحق المرأة في ممارسة المحاماة، لتفتح فرصاً عديدة امام السعوديات، ليس في مهنة القانون فحسب، بل على مستوى القوى العاملة بصفة عامة. مما فتح الباب أمام شيهانة العزاز للعودة الى السعودية حيث حصلت على رخصة ممارسة المحاماة وسرعان ما عُينت في شركة معروفة للمحاماة في الرياض.
ويعود الفضل في نجاحها في تولي منصب مديرة العقود في صندوق الاستثمارات العامة في الرياض إلى الجرأة، والخبرة معا.
عائشة المانع
هي أول امرأة تؤسس كلية للعلوم الصحية في السعودية، فقد أسست كلية محمد المانع للعلوم الصحية، كما تدير رفقة عائلتها المجموعة التي تعد أكبر مجموعات المستشفيات في المنطقة الشرقية بالسعودية.
من مواليد مدينة الخبر شرق السعودية، ونشأت في أسرة تجارية، فوالدها أحد كبار تجار المنطقة الشرقية، وقد اشتهرت كإحدى أكثر الشخصيات النسائية تأثيرا في سيدات الأعمال العرب، وهي أول إمرأة سعودية تحصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع عام 1980 من جامعة كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.
عملت مديرة لإحدى المدارس الإبتدائية بتشجيع من والدها، في وقت كان يعرف ندرة الكوادر النسائية في المنطقة، مما أهلها لتكون أولى النساء السعوديات التي تعمل كمديرة مدرسة في السعودية. تعمل حالياً عميدة لكلية محمد المانع للعلوم الطبية، والمدير التنفيذي لشركة باحث للبحوث والعلوم الطبية، ومديرة الخدمات لمجموعة مستشفيات المانع العامة.