أكدت دراسة أكاديمية متخصصة حديثة أن الصحافة الاقتصادية لعبت دوراً كبيراً في دعم برامج وفعاليات رؤية 2030 والتي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ابن عبدالعزيز، ورصدت الدراسة التي حملت عنوان “دور الصحافة الاقتصادية في دعم رؤية 2030” عددا من الموضوعات الخاصة بالصحافة الاقتصادية بشكل عام، يتضمن مهامها ومتطلباها، حيث ركزت على مجلة “الاقتصاد” التي تصدرها غرفة الشرقية، في دعم هذه الرؤية التي تجسد وتمثل طموح الدولة والشعب في السعودية.
ورصدت الدراسة التي تم تقديمها لكلية الآداب بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل بالدمام، وأعدتها أربع طالبات بقسم الاتصال وتقنية الإعلام، هن “عبير الغامدي، أهوان الأسمري، بلقيس العامري، وشيماء الدايل”، بإشراف الدكتورة ماجدة سليمان، وبرئاسة الدكتورة باسمة الغانم رئيسة قسم الاتصال والإعلام في كلية الآداب، أبرز مساهمات مجلة “الاقتصاد” في المجال الاقتصادي، حيث سعت الباحثات إلى التعرف على دور الصحافة الاقتصادية في دعم رؤية 2030 خلال الفترة الزمنية من أبريل 2016م وحتى ديسمبر 2019م.
وحددت الباحثات أربعة أهداف فرعية للدراسة هي: “رصد الأفكار المحورية التي وظفتها الصحافة الاقتصادية السعودية في دعم رؤية 2030، تحليل الأشكال الصحفية التي استخدمتها الصحافة الاقتصادية في دعم الرؤية، الكشف عن دور الصحافة الاقتصادية في تنمية الوعي الاقتصادي بأهداف الرؤية، وتقييم دور الصحافة الاقتصادية في رسم الصورة الأساسية لمستقبل الدولة وما تريد الوصول إليه خلال فترة زمنية محددة”، وكل ذلك بالتطبيق على مجلة “الاقتصاد” من خلال قراءة تحليلية للمواد المنشورة في المجلة ورصد مساهمتها في دعم مشروع الرؤية.
وأرجعت الباحثات سبب اختيار مقالات الرأي في مجلة الاقتصاد كشواهد على مساهمة الصحافة الاقتصادية للرؤية إلى “أن هذه المجلة متخصصة في المجال الاقتصادي وتمارس نشاطا اقتصاديا كبيرا، وتتداول الأخبار الاقتصادية بشكل شهري، وتولي اهتماما كبيرا برؤية 2030 في مضمونها”.
واستعرضت الدراسة تاريخ مجلة “الاقتصاد” مشيرة إلى أنها تعد “أولى المجلات على مستوى الخليج التي وجهت اهتمامها إلى الاقتصاد، وتقدم الخبر وتشرح أبعاده لقارئها، حيث استطاعت أن تكون صوتا للاقتصاد السعودي عامة، ولقطاع الأعمال في المنطقة الشرقية خاصة، وهي أول من تبنى التطور الاقتصادي فيما يخص البترول، واستمرت في تطورها حيث تبنت خطط التنمية لرؤية 2030، موضحة أنها أتمت أكثر من 50 عاما في مسيرتها الصحفية الزاخرة بالإنجازات، حتى أصبحت مرجعا لما يدور من أحداث ووقائع ومواقف اقتصادية في المملكة، وهذا ما يدفعنا للعودة إلى تاريخها العريق والاطلاع على تفاصيلها”.
واستعرضت الدراسة تاريخ مجلة “الاقتصاد” وقالت إنها “لم تتوقف عن التطور عاما بعد عام، فمع ظهور الأقلام الإعلامية في عالم الصحافة الاقتصادية، وتطوّر فنون الطباعة، طرأت عليها التطوّرات سواء من الناحية الإخراجية في صفحة الغلاف أو في صفحاتها الداخلية” فضلا عن التطوّرات العديدة في المضمون والذي كان يعرض باللغتين العربية والانجليزية في جميع الأعداد، قبل أن تصدر الغرفة مجلة متخصصة في الاقتصاد باللغة الإنجليزية تحت اسم “سعودي كوميرس” حيث “قدمت المجلة رؤية حول الجوانب المختلفة للتجارة والصناعة والاقتصاد والأعمال مع تحليلات وتعليقات من الخبراء لفهم التطورات الحالية في الاقتصاد السعودي من منظورها الصحيح.
قفزات وراء قفزات شهدتها “الاقتصاد” أثبتت جدارتها ونجاحها في المجال الصحفي الاقتصادي وقدرتها على مواصلة العطاء الذي أشاد به كبار المسؤولين في دول الخليج العربي كافة” و”استطاعت أن تكون الوجهة الأولى للإعلام الاقتصادي بتقديمها المواد الصحفية الصادقة والتزامها بالمهنية الخالية بعيدا عن بالدعاية، كونها تصدر من كيان اقتصادي ذي تاريخ عريق هو غرفة الشرقية”.
واستعرضت الباحثات أسماء من تعاقبوا على العمل في المجلة كرؤساء تحرير أو صحفيين وخلصت إلى القول إن “مجلة الاقتصاد العريقة أثبتت جدارتها رغم تقدم السنين والتغيير المستمر في طاقم العمل، ورسخت جذورها في الإعلام الاقتصادي المتخصص، ولم تفقد بريقها، رغم مرور أكثر من 50 عاما على إصدارها وتخصصها في المجال الاقتصادي، وواكبت جميع الأحداث الاقتصادية داخل المملكة وخارجها، وموثّقة لحياة المواطن السعودي من خلال المهن المختلفة التي امتهنها طوال السنين التي مضت من تجارة وصناعة وزراعة فضلا عن المهن البحرية التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية”، حتى أصحبت المرجع الأساسي للاقتصاد في المملكة.
واستعرضت الدراسة كافة معالم الرؤية وأهدافها وبرامجها وآلية العمل لتحقيق تلك الأهداف، وإنجازاتها، بدءا من أبريل العام 2016 على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لعرض مساهمة “الاقتصاد” في دعم هذه الرؤية التي تجسد وتمثل طموح الدولة والشعب في السعودية، مؤكدة أن “الصحافة الاقتصادية كانت الداعم لهذه الرؤية منذ انطلاقتها، حيث قامت بنشر المعلومات والأحداث لأفراد المجتمع كافة عن الرؤية وعن الخطط التي تسعى إلى تنفيذها وتحقيق أهدافها، وكلّما تحقق هدف من الرؤية تتسابق الصحافة الاقتصادية السعودية المتخصصة أو الأبواب الاقتصادية في الصحف العامة إلى نشر هذا الهدف المحقق على شكل أخبار أو تقارير أو مقالات .. إلخ”.
وذكرت الدراسة أن للصحف الاقتصادية دورا فاعلا في تفعيل وتحقيق رؤية 2030 من حيث نشر خططها التنموية وإصلاحاتها الاقتصادية والتعريف ببرنامج التحوّل الوطني، وسعيها لحث شرائح المجتمع للمساهمة في تفعيل هذه الخطط والبرامج التي تهدف إلى الارتقاء بالمملكة. وبناء على هذه المعطيات تستعرض الدراسة النتائج التحليلية للمواد المنشورة في “الاقتصاد” لتؤكد بالتفصيل والأرقام والأسماء والعناوين مدى تناغم هذه المواد مع الرؤية وأهدافها وبرامجها وخططها.
وعرضت الدراسة مجموعة كثيرة من المقالات بأسماء كتابها والأعداد المنشورة فيها، ورصدت كافة الطروحات التي أثارتها مجلة “الاقتصاد” دعما لمشروع رؤية 2030، وخلصت إلى القول بأن “الاقتصاد” كنموذج للصحافة الاقتصادية السعودية دعمت رؤية المملكة بالشرح والتفسير لأحداث وتطور الرؤية، كما دعمت الرؤية بالتشجيع والتحفيز وتقديم المعلومات حول المشاريع التنفيذية التي تطرحها المملكة ضمن رؤية 2030 مثل مشروع نيوم، كما تناولت مضامين الرؤية من خلال مواد الرأي ورسوم الكاريكاتير وغيرهما، وساهمت في رسم الصورة المستقبلية للرؤية.
وأوصت الدراسة بضرورة وأهمية توفير مجلة “الاقتصاد” وبيعها في الأسواق، وزيادة الاعتماد على الأرقام المنشورة فيها لأنها تثبت صحة وقدرة أداء المملكة في ظل رؤية 2030.