قدم المتخصص في قطاع المياه والبيئة الدكتور محمد بن حامد الغامدي، عددا من الحلول والمقترحات لدعم فكرة تحويل المطر إلى مخزون استراتيجي، وذلك للحفاظ على مياه الأمطار من الهدر والضياع.
وقال الغامدي خلال لقاء عن بعد نظمته لجنة البيئة بغرفة الشرقية مؤخرا، بعنوان “كيف نحول المطر إلى مخزون استراتيجي” وأداره رئيس اللجنة طلال بن سلطان الرشيد، إن أهمية المياه في المملكة تأتي من الندرة، ولا تقل أهميتها عن البترول، الذي يعتبر مهما جدا في المجال الاقتصادي، وكذلك الماء الذي من المفترض أن يكون في المرتبة الأولى، لكنه حاليا يأتي في المرتبة الثانية في مجال الاهتمام.
وأوضح الغامدي أن المياه الجوفية مصدرها المطر، مشيرا إلى أن %60 من سكان المملكة كانوا يعيشون على امتداد شريط ضيق جدا عرضه لا يزيد على 10 كيلو مترات يمتد من الطائف وحتى آخر نقطة في المنطقة الجنوبية، معتبرا هذا الشريط هو الحياة نظرا لتوفر المياه فيه، مبينا أن المطر هو الحل الوحيد أمامنا لاستغلاله وليس مشاريع التحلية، وذلك من خلال إعادة إحياء نظم قديمة تتمثل في إنشاء مدرجات مائية وهي قديما تسمى “سدود”، وتحويل الشريط إلى محمية لصيد وتجميع وتخزين أكبر كمية من المياه حيث يمكن اصطياد وحصاد حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه سنويا، والحفاظ على نبات العرعر الذي يساعد في عملية تخزين المياه، والذي يشكل حوالي %70 من الغطاء النباتي لهذا الشريط المطير، كما طالب بالقضاء على المخالفات القائمة، والتي تتسبب في جفاف المياه الجوفية، مثل حفر الآبار الارتوازية ـ الأنبوبية ـ في ذلك الشريط، والبناء العشوائي، والعبث بالجبال من خلال عمليات الإزالة.
وقال الغامدي إن الشريط الممتد من الطائف وحتى الجنوب سيكون خزانا استراتيجيا للمياه للأجيال القادمة، وأيضا طالب بإحياء المهارات التراثية الخاصة لكل مناطق المملكة، والمختصة في الحفاظ على المياه وإدارتها، حيث أن لكل منطقة إجراءات ومهارات خاصة ونظما تقليدية، تحتاج فقط إلى إعادة إحيائها والعمل على تعظيمها، مشيرا إلى أن المدرجات المائية في الشريط المائي تعمل على تغذية العيون الموجودة حتى في منطقة الأحساء وذلك لطبيعة التكوين الجيولوجي للمملكة.