تقنية

التقنية الحيوية.. وجهة المملكة الجديدة

قيمتها السوقية أكثر من 700 مليار دولار عالميًا

تم تدشين واحة التقنية الحيوية الطبية (بكيمارك)، كواحدة من مبادرات منظومة التقنية الحيوية الطبية في المملكة، التي ستسهم في إتاحة فرص التطوير الاقتصادي المبني على المعارف الطبية

قامت وزارة الصحة بتسهيل وصول المواطنين إلى الاستشارات الطبية عن طريق توسيع نطاق خدماتها ليشمل تقديم الاستشارات الطبية المرئية والصوتية عن بعد مع الأطباء من جميع مناطق المملكة

تسعى المملكة لأن تصبح مركزًا عالميًا للرعاية الصحية وعلوم الحياة، ووجهة مُتميزة ومُفضلة للاستثمار الطبي لاسيما في تطوير التقنيات الحيوية وتصنيعها؛ إذ أبرزت المتغيّرات التي حصلت في الأسواق العالمية بسبب جائحة كوفيد19- دور السوق السعودي الأكبر خليجيًا لكونه يخدم مجتمعًا يعيش فيه نحو 35 مليون نسمة.

وبشكل عام من المتوقع أن يشهد قطاع الرعاية الصحية بالمملكة نموًا في الإنفاق بمعدل سنوي مركب نسبته %5، ليبلغ 220 مليار ريال في عام 2025م، وذلك أمام حزمة من المحفّزات التي منحتها الحكومة الرشيدة للقطاع الصحي ومنها: تمكين المستثمرين الأجانب من التملك في القطاع الصحي بنسبة %100، إضافة إلى خصخصة 295 مستشفى و2259 مركز رعاية صحية والعمل على زيادة عدد الأطباء إلى 13700 طبيب بحلول عام2030م.

المعارف الطبية

ولعل قمة الرياض العالمية للتقنية الطبية، التي انطلقت سبتمبر الماضي تأتي في إطار رؤية 2030م، والتي تم خلالها تدشين واحة التقنية الحيوية الطبية (بكيمارك)، كواحدة من مبادرات منظومة التقنية الحيوية الطبية في المملكة، التي ستسهم في إتاحة فرص التطوير الاقتصادي المبني على المعارف الطبية، ومن المتوقع حسب وزارة الصحة أن تصل القيمة السوقية العالمية للتقنية الحيوية إلى أكثر من 700 مليار دولار بحلول عام 2025م، ومن المرجح أن تبلغ المبيعات العالمية في أدوية التقنية الحيوية إلى 351 مليارًا في هذا العام نفسه.

كما تم خلال القمة توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية ومؤسسة “فايزر” لتصنيع لقاحات فيروسية وجينية، بعدما أثبتت مصانع المملكة قدرتها على مواجهة التحديات خلال جائحة كورونا.

رفع النفقات

وخلال العام الماضي (2020م) كانت المملكة قد وضعت سلسلة من الأهداف المتعلقة بالقطاع الصحي، شملت رفع نسبة النفقات المخصصّة للقطاع الصحي الخاص من %25 إلى %35 من إجمالي نفقات هذا القطاع، إضافة إلى زيادة عدد المنشآت الصحية المرخصة من 40 إلى 100 مُنشأة، وزيادة عدد المستشفيات المعتمدة دوليًا، ومضاعفة عدد زيارات الرعاية الصحية الأوليّة للشخص الواحد، فضلاً عن رفع النسبة المئوية لعدد المرضى الذين يتلقون الرعاية الصحية بعد الرعاية الحرجة والاستشفاء طويل الأجل من %25 إلى %50، ولمدّة تصل إلى أربعة أسابيع، مع تحسين جودة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية، والتركيز بشكل أكبر على الابتكارات الإلكترونية في مجال الرعاية الصحية.

التقنيات الحديثة

وكانت وزارة الصحة قد قامت بتسهيل وصول المواطنين إلى الاستشارات الطبية عن طريق توسيع نطاق خدماتها ليشمل تقديم الاستشارات الطبية المرئية والصوتية عن بُعد مع الأطباء من جميع مناطق المملكة، وزيادة أعداد المستفيدين من التطبيقات، من أجل استثمار التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، وإعطائهم الفرصة في التواصل مع المختصين.

تركيز الجهود

ويأتي إنشاء برنامج تحول القطاع الصحي كأحد البرامج المستحدثة لرؤية المملكة 2030م والمزمع إطلاقه خلال العام الجاري، وذلك لضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية الصحية في المملكة وتركيز الجهود في هذا القطاع المهم، وذلك بعد أن حقق برنامج التحول الوطني إنجازات ومستهدفات استراتيجية طورت من القطاع الصحي ليواجه التحديات المتعلقة بالخدمات الصحية من خلال رفع جودتها وكفاءتها، ورفع مستويات الوقاية ضد المخاطر الصحية.

خُطى ثابتة

وبحسب تقرير حديث صادر عن كي بي إم جي في السعودية، يشير إلى أن المملكة تسير بخطى ثابتة ومتفوقة، لإحداث تغييرات في النظام الصحيّ بأكمله نحو وضعٍ أفضل لزيادة الكفاءة والجودة، وذلك عبر اتّباع نظام إدارة دورة إيرادات الرعاية الصحية، وفقًا لرؤية المملكة 2030م وبرنامج التحوّل الوطني، والذي بدوره يدعم تحول وزارة الصحة، من كونها مقدمًا ومزوِّدا للخدمات الصحية إلى جهة تنظيمية ورقابية في الغالب.

سوق جاذب

ويشير برنامج التحوّل الوطني إلى أن المملكـة تعتبـر سـوقًا جاذبـة للمسـتثمرين، لمـا تمتـاز بـه مـن الاسـتقرار الأمنـي والاقتصـادي، ويشـكل القطـاع الصحـي أحـد أبـرز المجـالات الزاخـرة بالفـرص الواعـدة للقطـاع الخـاص، ويكشف برنامج مشاركة القطاع الخاص (PSP) ملامح الـدور المسـتقبلي للقطـاع الخـاص فـي الاقتصـاد السـعودي وتعزيـز قدراتـه مـن جهـة، وفـي تحقيــق تنميــة واســتدامة فــي الخدمــات الصحيــة المقدمــة بنــاء علــى الخبــرات المتقدمــة التــي يحظــى بهـا من جهة أخرى، وفـي هـذا الإطـار يعمـل البرنامـج علـى تعزيـز تحقيـق عـدد مـن مسـتهدفات برامـج تحقيـق الرؤيـة ومنهـا: رفـع الطاقـة الاسـتيعابية والكفـاءة الإنتاجيـة، ترشـيد الإنفـاق المالـي وتخفيـف العـبء علـى الموازنـة العامـة عبـر إدخـال أسـاليب تمويـل جديـدة.

 المشروع الأكبر ..الذكاء الاصطناعي

وسيمكن نظام الملف الطبي الإلكتروني والذي يعرف باسم (EPIC) توسيع نطاق توفير خدمات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي بالمملكة لتحسين الخدمات والتثقيف الصحي، فضلًا عن العلاج في المستشفيات ومنازل المرضى.

جاء هذا النظام ثمرة لمذكرة تفاهم وقعتها المملكة بداية العام الحالي مع شركة فيليبس الشهيرة، وهي شركة يقع مقرها في بولندا وتختص بمجال الصحة والرفاهية.  وتكشف المذكرة عن خطط مشتركة لإنشاء مركز معرفة بالذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز المواهب المحلية في هذا المجال، وتعزيز الخبرات في تطوير ذات الصلة محليًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويتم تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة الحالة السلوكية لملفات المرضى عن طريق 700 عيادة متخصصة تقدم خدمات تحليل البيانات المتقدم والتي تمكن الفريق الطبي من أخذ إجراءات وقائية وتقديم التوعية اللازمة،

وبحسب وزير الصحة السابق الدكتور توفيق الربيعة، فإن مشروع الملف الطبي الإلكتروني أحد أهداف الخطط الاستراتيجية ضمن خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، التي تذلّل العقبات كافة وتسخّر التقنيات الحديثة التي تُمكّن مقدم الخدمة الصحية من الاطلاع على جميع تفاصيل ملتقي الخدمة، الأمر الذي يؤكد المضي قدمًا نحو برنامج التحول الصحي في برامج وزارة الصحة. وسيكون نظام (EPIC) في المدينة الطبية المشروع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط من حيث أنظمته المتعددة وخدمات الرعاية الصحية التخصصية المقدمة.

وأشرف على المشروع فريق سعودي من المدينة الطبية، استطاع خلال العامين الماضيين نقل 41 مليون سجل من البيانات الطبية المتعددة وجعِلها متاحة للكادر الصحي، إضافة إلى أرشفة ما يقارب 800 ألف ملف طبي للمرضى وفقًا للنظام الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.