مفتاح

الجافورة نبع الخير..

بالتزامن مع الأجواء الاحتفالية التي شهدها شهر فبراير الماضي بيوم التأسيس، كشف لنا وزير الطاقة، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عن كميات كبيرة من الاحتياطيات المؤكدة للغاز الصخري في حقل الجافورة، بلغت 15 تريليون قدم مكعب، فضلاً عن ملياري برميل من المكثفات، وهو ما يصل بموارد حقل الجافورة إلى نحو 229 تريليون قدم مكعب من الغاز و75 مليار برميل من المكثفات، ويدفع بالمملكة إلى تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في أسواق الغاز العالمية، إذ يتوقع لها أن تشهد السنوات القادمة ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الغاز نظرًا لحالة الاضطراب الحاصل في إمدادات الغاز عالميًا من جهة، وحالة النمو الاقتصادي العالمي لاسيما في الدول النامية وتضاعف احتياجاتها من الطاقة من جهة أُخرى، وأيضًا للملاءمة التي يمتلكها الغاز الطبيعي للتحوّلات الجديدة في قطاع الطاقة عالميًا، كونه وقودًا منخفض الانبعاثات الكربونية، ومساعي التحوُّل المتسارع للعديد من الدول إلى تقليــــــل اعتمادها في استخداماتهــــا الصناعية وغيرها على الفحم الحجري إلى مصادر طاقة أنظف.

هذه الزيادات الكبيرة والمؤكدة من احتياطيات الغاز والمكثفات، بجانب أنها تؤكد نجاح المملكة في جهودها وتقدمها في مساعيها بأن تكون دولة رائدة في إنتاج كل أنواع الطاقة وليس النفط فحسب؛ تدفع كذلك بالمملكة إلى التسريع في الوصول بمستهدفاتها المرتبطة باعتمادات توليد الطاقة الكهربائية محليًا بنسبة النصف على الغاز والنصف الآخر على مصادر الطاقة المتجددة، بل وتنتقل بها من حيز الاستهلاك المحلي إلى حيز التصدير الإقليمي والعالمي؛ إذ يعني دخول المملكة الخريطة الجيواستراتيجية لأسواق تصدير الغاز العالمية، استدامة مكانتها كمنتج للنفط والغاز بمخرجاته قليلة الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن أن الانتقال إلى حيز التصدير ينعكس بالمزيد من الفرص أمام الشركات المحلية ذات الشأن بقطاع الطاقة، (فإن هذه الكميات الكبيرة من الاحتياطيات هي نبع خير لبلادنا والعالم، وإنجاز كبير نتيجة جهود متراكمة ضمن رؤية متكاملة للتنويع وحسن استغلال الموارد).