يتزامن هذا العدد من مجلة الاقتصاد (الثامن بعد الستمائة)، مع تاريخ انطلاق رؤيتنا المباركة في أبريل 2016م، ومرور ثماني سنوات استنهضت خلالها المملكة كافة مكامن القوة التـي تمتلكها على جميع الأصعدة وفي جميع القطاعات، وأضاءت الطريق نحو مستقبل ينمو فيه الوطن والمواطن، عبر (11) برنامجًا متكاملاً وعديد من المبادرات والاستراتيجيات الطموحة التي جعلتها الرؤية “النموذج”.
الرؤية “النموذج”، لأنها أوصلت إيرادات الأنشطة غير النفطية، بحسب التقرير السنوي للرؤية 2023م، لأعلى مستوى تاريخي لها، فمن 185.7 مليار ريال عام 2016م إلى 457.7 مليار ريال العام الماضي، وانخفضت بمعدلات البطالة لـ%7.7 عام 2023م مقارنة %8.0 عام 2022م، وانخفضت كذلك بمستويات التضخم رغم الظروف العالمية المحيطة لأدنى معدل تاريخي لها بما نسبته %1.6 عام 2023م مقارنة بـ%3.1 عام 2022م، وعظَّمت من قيمة الأصول المدارة لصندوق الاستثمارات العامة بنحو 2.81 تريليون ريال، ورفعت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر من الناتج المحلي الإجمالي إلى %2.4، ووضعت المملكة ضمن تصنيف ائتماني ذي نظرة مستقبلية إيجابية ومستقرة، ما يؤكد قوة أداء الاقتصاد الوطني ومرونته في التعاطي مع التغيرات شبه المستمرة التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
الرؤية “النموذج”، لأنها وضعت المملكة أيضًا ضمن مصاف الدول الأكثر تنافسية، فجاءت في المركز (17) من بين (64) دولة الأكثر تنافسية، والثانية عالميًا ضمن مؤشر ريادة الأعمال والأول في عدد من المؤشرات الفرعية للعام الماضي، والخامس عالميًا والثالث بين دول مجموعة العشرين في مؤشر السوق المالية، وغيرها من المراكز المتقدمة في مختلف المجالات التي لا تتسع هذه المساحة لكتابتها، وضاعفت من عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة بما نسبته %108 العام الماضي مقارنة بعام 2016م، وأعلت من مكانة سوق الاتصالات والتقنية السعودي لتجعله الأكبر والأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأصبحت النموذج الرائد في سد الفجوة الرقمية.
الرؤية “النموذج” لأنها أخذت المملكة إلى آفاق رحبة وانتقلت بها إلى مصاف الدول الرائدة في مختلف المجالات، استنادًا على قيم متجذرة في الوجدان المجتمعي، وقيادة شابة ألهمت كافة قوى المجتمع، فكانت النتائج تفوق التوقع والوصول للمستهدفات بسرعة أكبر تجاوزت في عديد من القطاعات الموعد المحدد، فلا يسعني إلا أن أقول بأن الرؤية رسخت ولا تزال أثر دائم وتجربة ونموذج ثري في الداخل والخارج.