مفتاح

العشرية البيضاء!

تسطَّر بلادنا عامًا بعد الآخر، إنجازات ونجاحات متصاعدة في شتى المجالات وعلى كافة المستويات، وأصبحت واقعًا تبلورت ملامحه في عديد من الأوجه، فارتفعت معدلات النمو والازدهار والرخاء التي نعيشها جميعًا، وفق رؤية طموحة قادت الوطن إلى مصاف الدول العالمية؛ فقد حققت المملكة خلال الأعوام العشرة الماضية نجاحًا كبيرًا في مجال بناء قاعدة اقتصادية راسخة تنتهج التنويع وحسن استغلال الموارد، وذلك وفقًا لاستراتيجية يمكن رؤيتها في حالة التفاعل الثلاثي بين الدولة من جهة والقطاع الخاص والمواطنين من جهة أُخرى، فكل طرف من أطراف هذه المعادلة الناجحة، تبنَّى النهج الإنتاجي وفقًا لتصورات ومتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة، فكانت النتيجة ذاك النمو المتواصل في اقتصادنا الوطني، الذي حظي بارتقاءٍ متصاعد في مختلف مؤشرات التصنيفات الدولية، وسجل الأسرع نموًا من بين اقتصادات مجموعة الـ20.

فقد كان العام الماضي حاصدًا لسنوات “العشرية البيضاء”، التي سطَّرتها الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين (حفظهما الله)؛ إذ تعززت القدرات الإنتاجية في مختلف القطاعات، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي؛ وسجلت الأنشطة غير النفطية أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال عام 2023م بنسبة %50، وهو أعلى مستوى تاريخي تصل إليه على الإطلاق.

كما وارتفع رصيد الاستثمار الأجنبي في اقتصادنا الوطني إلى أكثر من 2553 مليار ريال مقارنة بـ621 مليار ريال عام 2015م، وأيضًا أصول صندوق الاستثمارات العامَّة إلى ما يُقدر بـ925 مليار دولار، وسجلت البطالة أدنى مستوى تاريخي لها بما نسبته %7.6، كما سبقت منجزاتنا السياحية التاريخ المستهدف بالوصول إلى 109 ملايين سائح عام 2023م، وحققت بلادنا المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، واحتلت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، والهيدروجين، وزيادة كفاءة الطاقة، وصارت من أكثر الفاعلين في مجالاتها إقليميًا ودوليًا، وأصبحت كذلك إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، واكتشفت عديد من ثرواتها الطبيعية، مسجلةً أكبر مخزون من الثروات الطبيعية عالميًا.

فكل هذه المنجزات، وغيرها الكثير، التي لا يمكن حصرها في مقالٍ واحد، وما يحمله المستقبل من مؤشرات تفاؤلية عدة، إنما تحتم علينا جميعًا كلٌ في مكانه وموقعه أن يستعد إلى “عشرية جديدة” في ظل الاستحقاقات المُقبلة، مليئة بالمحفزات والفرص في كافة المجالات.