بأقلامهم كتبوا، عن “الاقتصاد” في خمسينيتها، ويوبيلها الذهبي..
كتبوا، من دائرة الوعي بدور”الاقتصاد”، وبما انفعلت له الذاكرة الحاضرة التي تحتفظ للمجلة بكثير من المواقف، وإدراكاً لـ “الرسالة” التي نهضت بها، وقامت بأدائها، خلال الـ 50 عاماً ارتباطاً بالأرض، والإنسان، وانتماءً للوطن تاريخاً ممتداً من الماضي، فحاضراً ومستقبلاً..
كتبوا، بما تحرّكت له مشاعرُهُم، فجاءت الكلمات تحمل باقات من عاطر الورود وأريجها، محبّة ستظل باقية تتجدّد مع كل عطاء تعطيه “الاقتصاد” ــ عن حُب ــ لوطنها الغالي، وولاء لقيادة الوطن، ومع كل أداء..
كتبوا عما حققته “الاقتصاد” من تطوير “نوعي” ونقلات “كيفية” طوال تاريخها.
كما كتبوا عن إسهاماتها في المتابعة الأمينة لتطوّرات الاقتصاد الوطني، ومشاركتها بالرأي والخبر والتحقيق والاستقصاء، بالفكرة والعنوان والصورة والتعليق، في ملاحقة “الحدث” الاقتصادي في كل أرجاء المملكة، وفي علاقته بالإقليمي والخليجي والعربي والعالمي.
كتبوا وأوجزوا ببعض ما عرفوه، فكانت هذه “الصورة” في السطور التالية:
شمعة المعرفة
«المجلات والصحف، لا أعمار لها، فهي شباب دائم، وإن كانت السنون وصروف الزمن وانعطافات الحياة، تمدّها بكثير من خبرة مكابدة الانكسارات، والرشد وأصالة العطاء، وأيضاً تلهمها بهجة الولادات الجديدة نشوة النجاح والبهاء.
لهذا فالخمسون عاماً ليست مجرد سنوات تندفن في أطباق الزمن، وإنما هي ثراء ورافعة تحلّق بالمجلة في آفاق جديدة.
من الصعب أن أتحدّث عن «الاقتصاد»، المجلة التي عشت كثيراً من أحلامها وتوجساتها، إذ كنت قريباً من ثلاثة ماجدين تولوا رئاسة تحريرها ومنحوها شغاف القلب وعصارة الخبرة والفكر، وشاركت في الكتابة في صفحاتها، لهذا شهاداتي مجروحة، لكني أحفظ لـ»الاقتصاد» أنها غذّت عقولنا بكثير من أنوار المعرفة في تحقيقاتها وموضوعاتها وومضات كتّابها».
مطلق: الاقتصاد غذّت عقولنا بأنوار من المعرفة
نعم .. تجاوزنا مرحلة الاختناق
عندما كنت صبياً يافعاً كنت أستغرب في حال المقارنة بيننا وبين الدول الأخرى، بدأت عندهم الصحيفة الفلانية قبل مائة عام، وهذه الصورة لاحتفالات رأس السنة قبل سبعين سنة، وتلك شركة الطيران الفلانية تحتفل بيوبيلها الذهبي .
في ذلك الحين كان كل شيء لدينا هو وليد اللحظة؛ المدرسة والطيارة، والسيارة، والتلفزيون، والجريدة، ومعظم متطلبات المدنية الحديثة، فقد كانت وحدة هذا الكيان الكبير جديدة، وكان الاتجاه نحو العصرنة في بلادي مازال يرسم خطواته الأولى، لكن الآن أصبح بإمكاننا في المملكة العربية السعودية أن نتحدث عما قد حدث، وما استجد، وما كان مدهشاً ثم دخل عوالم الاعتياد، أجل فقد صار تعليم الفتاة واقتناء الراديو والتلفزيون وقيادة المرأة للسيارة ـ كل ذلك صار تاريخاً يروى، لقد دخلنا في هذه البلاد مرحلة الرسوخ، والاستقرار، وتثبيت الهوية وملامح الكيان .
عندما أخبرني الصديق قصي البدران (رئيس تحرير مجلة الاقتصاد) أنهم سيحتفلون بمناسبة مرور 50 سنة على صدور مجلة الاقتصاد، تأكد لي أننا قد عبرنا المضائق وتجاوزنا الاختناقات، وصار الطريق أمامنا سالكاً للصعود بهذا الوطن الراسخ نحو ذرى المجد.. خمسون تحية وإجلالاً وتقديراً لهذه المجلة ولهذه الغرفة التي نطلُّ من خلالها على الحركة التجارية والاقتصادية في ساحلنا الشرقي وموردنا النفطي في دانة البحر وزرقة الخليج وصرخة اليامال.
مبروك و»عقبال» الــ 50 الأخرى.
الدريس: لا غرابة فقد تجاوزنا مرحلة الاختناق
بيت ” الصحافة” الاقتصادية
لا يمكن أن يذكر تاريخ الصحافة في المنطقة الشرقية دون أن تذكر مجلة «الاقتصاد» هو تاريخ من الصحافة الاقتصادية في أعرق بيت تجاري في المملكة والمنطقة عامة، لم تكن بدايات هذه المجلة سهلة، حالها في ذلك حال كثير من الإصدارات والمطبوعات مع بداية الطباعة وشح الورق والأحبار والتراخيص.
ومع زيادة النشاط الاقتصادي المعرفي والتي تُعدُّ التكنولوجيا أحد عناصرها، أبحرت «الاقتصاد» في تغطياتها مواكبة بذلك عصر الصحافة المتقدّمة وقدّمت نسختها التقنية بجانب الورقية بسرعة مذهلة، وتطوُّر لافت لصناعة الإعلام الاقتصادي الذي أول من انطلق فيه في المنطقة الشرقية لتؤسس له.
أباحسين: «الاقتصاد» تؤرّخ الصحافة الاقتصادية في أعرق بيت تجاري في الشرقية.
مثالاً يُحتذى
«خمسون عاماً من العمل الإعلامي المهني المختلف، رأيناه في مجلة «الاقتصاد»، تلك النافذة الجميلة على المجتمع السعودي بشكل عام والشرقاوي بشكل خاص، نطلُّ من خلالها على كل ما هو جديد ومختلف في عالم الأعمال، وإننا من خلال المجلة نقرأ رجال الأعمال وننهل من تجاربهم القاسية أحياناً والناجحة غالباً، ونطلّع على تفاصيل حياتهم الخاصة التي من خلالها وُلدوا من جديد، ليكونوا من أنجح رجال مجتمعاتهم، على مستوى المملكة دائماً، وعلى مستوى العالم أحياناً.
مجلة «الاقتصاد»، وخلال نصف قرن، ضربت مثالاً يُحتذى بالعمل المهني الدقيق والشاق، الذي من البديهي أن يجعل كل مهتم بشؤون المجتمع، وليس شؤون أعماله فقط، أن يتطلّع للحصول على نسختها الجديدة»
المسحل:»الاقتصاد» مثال يُحتذى في المهنية الدقيقة والشاقة
حرية كبيرة
«تُعدُّ مجلة «الاقتصاد» واحدة من أعرق المطبوعات في السعودية، سبقت كثيراً من الصحف اليومية الرائدة، كما أنها من أوائل المجلات المتخصصة، وهي تختلف عن بقية المطبوعات التي تصدر من الغرف التجارية بأنها تأخذ خطاً مختلفاً، وذات استقلالية في طرحها، عندما كنت أكتب فيها لم يكن أحد يُملي علىَّ شيء وكنت حراً في كتابة ما أريد، وبالشكل الذي أريد، دون قيود.
المزيد: من أعرق المطبوعات السعودية ومن أوائل «المتخصصة»
دورٌ رياديٌّ
لعبت هذه المطبوعة ومازالت تلعب دوراً فاعلاً في تسليط الأضواء على الحركة الاقتصادية المؤثرة بالمملكة، وهو دور يثمِّنه كل إعلامي يرقب بعينه المجرَّدة محتويات هذه المطبوعة منذ صدور أعدادها الأولى وحتى اليوم. فقد ظلَّت هذه المطبوعة تمارس أدوارها الريادية والطليعية لخدمة مسارات النهضة المتصاعدة بالمملكة، لاسيما تلك المتعلَّقة بالخطوات الاقتصادية المتنامية.
وهذه المطبوعة وهي تحتفل بمرور سنوات مديدة من عمرها، أدت كثيراً من الواجبات الصحافية التي أهلّتها لتغدو شريكاً إعلامياً في نهضة هذا الوطن المعطاء وتنميته وازدهاره، ولاشك أن دورها كان فاعلاً ومؤثراً في رصد التحركات الاقتصادية الهائلة بالمملكة».
الصويغ: شريك إعلامي في نهضة الوطن
نصفُ قرنٍ ذهبي
تحتفل غرفة الشرقية باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور مجلة الاقتصاد المتميزة بالعطاء والجودة في ما تقدِّمه من معارف لقطاع الأعمال في المملكة، حفل اليوبيل الذهبي تجسيد وتقدير لما تقدِّمه هذه المجلة من منافع عديدة للاقتصاد الوطني.
كان التطوُّر الملموس في مجلة الاقتصاد نتيجة التزام القائمين عليها بتقديم معرفة مضافة لمنسوبيها من رجال وسيّدات الأعمال، لكن عطاءها لم يتوقف عند هذا المستوى فحسب، بل شمل مجتمع الأعمال السعودي بتميز واقتدار، خاصة في صفحات التحقيقات التي تطرح فيها قضايا تلامس القطاع الخاص.
تستحق مجلة الاقتصاد اليوبيل الذهبي على هذا التقدم النوعي المستمر والمستدام لخدمة الاقتصاد السعودي».
القحطاني: الالتزام بتقديم معرفة مضافة وراء التميّز في «الاقتصاد»
مصدرٌ ثريٌ
تميَّزت المجلة بأنها كانت تحت إشراف متخصصين، ونجحت بفضل ذلك في أن تكون منبراً اقتصادياً مهماً، وكان لديها القدرة على أن تكون سبَّاقة في طرح القضايا المهمة، ومتابعتها في المنطقة وفي السعودية بشكل عام، وأيضاً حول العالم، لهذا أصبحت مصدراً ثرياً للمعرفة والثقافة الاقتصادية لرجل الأعمال ولكل متخصص في المجال الاقتصادي، أبارك للمجلة والقائمين عليها عيدها الخمسين، وأنا متأكد من أنها ستواصل نجاحاتها بشكل لافت خلال السنوات المقبلة».
د. الرشيد: مصدر ثري للمعرفة لرجال الأعمال والمتخصصين.
عندما خاب ظنّي في « الاقتصاد»
عندما وجِّهت إليّ الدعوة للكتابة في صفحات «الاقتصاد» قبل أكثر من عام استغربت من مجلة اقتصادية تهتم برجال الأعمال واقتصادياتهم أن تستكتب إعلامياً عُرف عنه أنه من المهتمين بالمستهلك والمدافعين عن قضاياه، كنت متخوفاً من رفض بعض مقالاتي التي تشير على استحياء إلى حقوق المستهلك وموقف بعض رجال الأعمال.
إلا أنه خاب ظنّي عندما فُتح لي المجال على مصراعيه لأضع هموم وقضايا المستهلك بين سطورها وليحتل كرسيه بين صفوف الشركات والمؤسسات وقطاع الأعمال بين صفحاتها، عندها تيقنت أن صوت هذه المجلة لن ينطفئ طالما بقيت تساير الإعلام الحديث بكل فنونه وقوالبه واتجاهاته الحديثة والانفتاح على الرأي الآخر والعلوم الأخرى.
الخضيري: المجلة صوت لن ينطفئ لأنها تساير الإعلام الحديث.
تحوُّلات تقنية
نجحت مجلة «الاقتصاد» في أن تمدّ جسوراً قوية للتواصل مع قطاع المال والأعمال، وأن تؤسّس لعمل صحافي متميّز وأن تسهم في تعزيز الحركة الصحافية والفكرية والمعرفية المتخصصة.
وخلال الخمسين عاماً الماضية شهدت المجلة تحوُّلات تقنية مرتبطة بالإخراج والطباعة، وتحوّلات معرفية على علاقة بالمحتوى، وهو تحوُّل متناغم مع المتغيرات العامة في المجتمع وقطاع الأعمال، ومن المهم الإشارة إلى النقلة النوعية التي تحققت لها في السنوات الأخيرة، ونجاحها في مواكبة التحوُّل الرقمي والإعلام الحديث، من خلال النشر الإلكتروني الذي يعتقد أنه ستكون له الغلبة في قطاع النشر.
البوعينين: شهدت كل التحوّلات التقنية والمعرفية وواكبت التحوُّل الرقمي
الأفضلُ خليجياً
كون مجلة الاقتصاد تصدر لعامها الخمسين دون انقطاع، فهذا إنجاز كبير بحد ذاته يسجل لجميع أعضاء ورؤساء مجالس إدارات الغرفة الذين مروا عليها، الأمر الثاني أن المجلة حافظت على وضعها التحريري الجيد، وبشكل عام أعتبر أن غرفة الشرقية تملك أفضل مجلة متخصصة حتى الآن، على مستوى الخليج وليس السعودية فقط، ونتطلّع لأن تتطوّر أكثر مستقبلاً.
دراج: «الاقتصاد» من أفضل المجلات المتخصصة على مستوى الخليج.
تحديات كبيرة ومصادر موثوقة
مع التحديات الكبيرة التي تتناول الطباعة الورقية وطغيان الإعلام الإلكتروني والرقمي والجديد، تبرز مجلة «الاقتصاد» بفضل المادة و التقارير والتغطية التي تقدّمها في مختلف القطاعات إضافة إلى مواكبة التطوّرات الاقتصادية المهمة التي تشهدها المنطقة من خلال التحليل الاقتصادي الذي يقدِّمه نخبة من الكتّاب والمحررين.
وتشرّفت أن أكون ضمن فريق العمل لأقدّم المعلومة الاقتصادية كما أفعل دائماً من خلال برنامجي الأسبوعي التلفازي ووسائل التواصل الاجتماعي.
تبرز المجلة أكثر وأكثر وتؤكِّد حضورها في هذه الأوقات المهمة وتجدون فيها التقارير والأرقام والبيانات المهمة التي تتناول الاقتصاد الكلي أو مختلف القطاعات والشركات من خلال تقارير تنفرد بها المجلة مع الأخذ بالاعتبار المصادر الموثوقة محلياً أو عالمياً.
الهوا: التحليل الدقيق والنظرة الموضوعية نجدها في «الاقتصاد»
دورٌ كبيرٌ في مجالها
«مجلة الاقتصاد من أفضل المجلات المتخصصة، في الجوانب الاقتصادية، وهي تقدِّم محتوي ممتازاً، وعبر تاريخها قدّمت عطاءً متميزاً، وقامت بدور كبير في مجالها، وأعتقد أنها دعامة قوية لوجود إعلام اقتصادي قوي».
العنزي: دعامة قوية لإعلام اقتصادي مميّز
تطوُّر مستمرُّ
نثمِّن استمرارها لخمسين عاماً، كمجلة متخصِّصة ورائدة في المجال الاقتصادي، مرَّ عليها عديد من الأقلام المميّزة، تظل الوحيدة التي لا منافس لها في المجال الاقتصادي، ما زلت أمتلك عددها الأول، وأحتفظ به وأعتز به، لا يسع أي متابع إلا أن يقف باحترام وتقدير لهذه المجلة، التي حقَّقت كثيراً من النجاح، يكفيها الاستمرارية بكامل قدرتها وقوتها، وتطوّرها، من عدد لآخر، الاستمرار بحد ذاته نجاح لها، فما بالك بالتطوُّر والارتقاء للأفضل».
الأحمد: الاقتصاد متخصصة ورائدة وتظل الوحيدة بدون منافس
انطلاقة قوية ومحتوى أقوى
لقد انطلقت مجلة الاقتصاد بقوة وجدّية، ولعل أبرز ما يميّزها هو الحرص التام على تقديم أفضل المعلومات وأحدثها، ومن ثم استضافة عدد غير قليل من المتخصّصين لتحليلها وقراءة ما وراءها، وهذا ما انعكس على قوة محتوى المجلة، وجعلها من أعمدة النشر المختصة بالاقتصاد والاستثمار بالمنطقة، للقارئ والمطلّع والمُختص.
ولهذا السبب حظيت هذه المجلة بعناية خاصة من قِبل المؤسسات التجارية فضلاً عن والأفراد وروّاد الأعمال، وذلك نظير ما تقدّمه لهم من معلومات ترصد مستجدات الأسواق والأعمال والاقتصاد.
المغلوث: مجلة الاقتصاد انطلقت قوية بمحتوى متميِّز
“الاقتصاد” خمسون عامًا من العطاء
غالباً ما توصف المنطقة الشرقية بأنها قلب المملكة النابض، فمنها وتحت أرضها ومياهها تدفّق شريان «الذهب الأسود» الذي أصبح مصدر دخلها الوطني الذي قامت عليه نهضتها الحديثة ورفعها إلى مقام القوى الاقتصادية الكبرى، حيث دخلت بكل جدارة نادي مجموعة العشرين.
ومنذ توقيع اتفاقية الامتياز في العام 1933 وتأسيس شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) وبدء أعمال التنقيب في المنطقة، ثم ما أعقبها من تدفّق الزيت في أول بئر منتجة في الوطن، توالت المشروعات الاقتصادية وبدأ تصدير أول شحنة بترول من ميناء رأس تنورة دشّنها الملك المؤسس عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- عام 1939.
وقد كانت أرامكو ومازالت عصب الاقتصاد ومحركه في هذه المنطقة الحيوية، وقد شجّعت – منذ نشأتها- رجال الأعمال السعوديين على إقامة شركات توفِّر لها الخدمات اللوجستية والمساندة، وتتولى القيام بمشروعاتها المتعدّدة مثل مدّ خطوط الأنابيب وصيانة منصات الحفر وغير ذلك من الأعمال، التي قام على أثرها عدد من الشركات العائلية السعودية.
وقد استدعى هذا النشاط الاقتصادي الكبير قيام جهات تنظِّم عمل تلك الشركات وتكون حلقة الوصل بينها وبين نظيراتها في الدول الأخرى، فنشأت الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية في ستينيات القرن الماضي، وأصبحت عنصر استقطاب للأعمال الإدارية لتلك الشركات تمدّ لها يد العون فيما تقتضيه الحاجة من تصديق للأوراق وتسهيل للمعاملات التجارية البينية والخارجية .
وبنظرة ثاقبة من القائمين على هذا الجسم الفاعل –آنذاك- تم تبني إصدار مجلة ناطقه باسم الغرفة عام 1968 لتكون نافذة متخصصة يطل منها القارئ على الحركة الاقتصادية في المنطقة الشرقية، ترصد ما يدور من حراك اقتصادي وتجاري في المنطقة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام، وقد صدر العدد الأول من (الاقتصاد) في شهر صفر 1388 الموافق شهر إبريل 1968.
وقد حرص القائمون على المجلة منذ نشأتها الأولى على أن تكون بمستوى الطموح وأن تتصف بالتميّز من حيث المحتوى والمظهر العام، وهي بحق أول مطبوعة متخصصة في المنطقة والمملكة مازالت توالي الصدور منذ انطلاق عددها الأول.
واكبت «الاقتصاد» التحوّل التقني العالمي في إصدار المطبوعات، فقد بدأت بإصدار نسختها الإلكترونية منذ عام 2008، كما أنها لم تكتف بذلك بل أنشأت تطبيقاً خاصاً على الهواتف الذكية سعياً منها لخدمة قرائها ومواكبة منها لما يستجد من أمور تقنية في الفضاء الصحافي.
وعبر مسيرتها الطويلة المباركة وفي ذكرى احتفالها بيوبيلها الذهبي لابد من الإشادة إلى الربابنة الذين تولوا دفّة هذه السفينة المباركة، حيث تعاقب على إدارة «الاقتصاد» عدد من الأسماء اللامعة، التي كان لها كبير الأثر في تطورها منذ انطلاقها حتى وصولها هذا المستوى الرائع الذي يشار إليه بالبنان والذي منحها التألق والتميّز بين نظيراتها التي تصدرها الغرف الأخرى وهم:(عبدالله الدحيلان، حمدان السريحي، عبدالواحد الحميد، فارس الحربي، قصي البدران).
وإن كان لي من كلمة بهذه المناسبة – بصفتي أحد كتّاب هذه المجلة العريقة- فهي أن أشيد بالمثابرة التي يتصف بها القائمون عليها سعياً لتطويرها رغم ما تتصف به من تطوّر ملحوظ وتميز مشهود، وما زلت أذكر أنني دعيت يوماً – قبل ما يقرب من عشرين عاماً- لحضور جلسة نقاش –ضمّت مجموعة من الإعلاميين- حول السبل المثلى لرفع مستوى «الاقتصاد» ودفع عجلتها نحو التفرد والتميز، وأذكر حينها أن أمين عام غرفة الشرقية آنذاك الأستاذ إبراهيم العليان قال في تلك الجلسة:»نحن نعلم أن المجلة تتصف بالتميّز بين نظيراتها ولكنّا مع ذلك نطمح إلى دفعها نحو الأحسن».
تهنئة من القلب لهذه المطبوعة المتألقة دائماً بإذن الله، ودعوة إلى القائمين عليها بأن يوفقهم الله ويسدّد خطاهم لكل خير .