تقف «الاقتصاد» على رأس عام جديد من عُمرها، إلا أنه ليس شبيهاً بغيره من أعوامها..
فهي تقف اليوم في لحظة متميِّزة، بعد 50 عاماً من عُمرها، وقفة «مع النفس» في مراجعة لأدائها خلال «الخمسينية» الأولى من عُمرها، تستحضر العبرَ والعظات من المواقف العصيبة التي عاشتها، وتستلهم الإشارات والدروس من المعوّقات التي شهدتها، كيف واجهتها؟ وكيف تغلّبت عليها؟ وتستشرفَ آفاقَ مستقبلها في عالم ملئ بالتقلبات والتطوّرات السريعة والمتلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات، وما يترتب عليهما من تحدّيات في مجال الإعلام، خصوصاً في مجال الصحافة الورقية التي لا يزال مشهدها مفتوحاً على كثير من المتغيرات!
50 عاماً مرّت من عُمر «الاقتصاد» حرصت خلالها على تعميق ولائها لقيادة البلاد، وترسيخ انتمائها للوطن، ارتباطاً بقضاياه الاقتصادية، ودعماً لطموحاته وتطلعاته في تأكيد موقعه الحقيقي ضمن القوى الأكبر على صعيد الاقتصاد العالمي.
50 عاما تبنّت خلالها ــ وفي العُمق ــ تطلعات بلادها في كافة المجالات، وأبقت عينها في الوقت نفسه على قضايا «إقليمها المحلي» ومنطقتها الشرقية، تطويراً لتطلعاتها الحضارية والاقتصادية، ودعماً لرسالتها وللمسؤوليات الاجتماعية التي تتبنّاها غرفة الشرقية.
50 شمعة تضيئها «الاقتصاد» احتفاءً بعقود من الأداء الجاد، حرصت خلالها على أن تكون صاحبة دور، وصاحبة رسالة. وفي «يوبيلها الذهبي» يجب أن نتوقَّف لنحيّي كل من تحمّل المسؤولية والأمانة في قيادة مسيرتها التحريرية والإدارية، ليتسلَّم مسؤوليتها جيل من بعده يتلوه جيل، في إخلاص من الجميع، وفي هذا الإطار، لابد أن نذكر إبراهيم صالح العطاس – يرحمه الله-، الذي كان وراء قرار إصدار «الاقتصاد»»، ومدير الغرفة عبدالله ناصر الدحيلان – يرحمه الله-، الذي أخذ على عاتقه تولّي إدارة التحرير ومَنْ جاء بعده من الأساتذة الكرام.
وفي «يوبيلها» نحيي كل من وضَع «لبنة» في بناء صرحها الشامخ، مقدِّرين كل جهد أسهم بالعَرِق والأعصاب، وبالوقت والصحة، من أجل استمرارها عزيزة وشامخة.
ولا بد أن نتوقَّف لنحيِّي أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء الذين دعموا مسيرة المجلة، طوال «خمسينيتها» الأولى، ونخص بالذكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية، كما نحيِّي شركاء النجاح رؤساء الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي وقفت إلى جانب المجلة تدعمها، طوال الـ 50 سنة، وجهود رؤساء وأعضاء مجلس إدارة الغرفة السابقين والحاليين في تعزيز دور «الاقتصاد» ورسالتها، وفي مقدِّمتهم رئيس غرفة الشرقية الأستاذ عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي وأعضاء مجلس إدارة الغرفة الحالي، الذين ما فتأوا يشجّعون المجلة، ويؤازرون نجاحها، وهي ماضية بإذن الله إلى مزيد من النجاحات في قادم الأعوام.
لقد عايشت الاقتصاد عديداً من التطوّرات الوطنية خلال سنواتها الخمسين، وها هي تجد نفسها اليوم أمام تطوِّر غير مسبوق بضخامته في تاريخ المملكة، متمثّلاً في «رؤية المملكة 2030» التي تشبه في تداعياتها اكتشاف الزيت في الظهران قبل ثمانين عاماً، وقد بدأت تثمر حراكاً اقتصادياً مختلفاً في ديناميته عن كل ما سبق. ونحن في «الاقتصاد»، سنستمر بمواكبة هذه المستجدات وغيرها، لتبقى هذه المجلة كما كانت دائماً، صلة الوصل بين رجال الأعمال وعالم الأعمال والله ولي التوفيق.