مفتاح

رسالة عرفـان وامتنـان

عاشت «الشرقية»، ومعها عاش مجتمع الأعمال والإعلام في الشهر الماضي، لحظة فرح حقيقي واحتفاء كبير، كانت عروسها مجلة «الاقتصاد»، بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة أولى أعدادها.
وكانت لمسة وفاء واحتضان وتكريم، تلك التي لقيتها «الاقتصاد» في حضور كبير شرّفه أمير المنطقة وجموع رجال الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى، بالإضافة إلى حضور ملحوظ لقطاع الإعلام والصحافة الاقتصادية على نحو خاص، في بادرة عبَّرت بكل وضوح عن تقدير واحترام لهذه التجربة الإعلامية الرصينة التي تشرَّفت بحمل لواء الإعلام التخصصي الاقتصادي، مع بدايات بروز الصحافة والإعلام في البلاد.
وجاء احتفاء «غرفة الشرقية» بمجلة «الاقتصاد»، اعترافاً منها بالدور الذي لعبته على صعيد الإسهام في إطار دورها التوعوي والتثقيفي والنقدي وتسليط الضوء على مكامن الخلل ومراكز الضعف في مجالات اقتصادية شتى، منها التجارة والأعمال والاستثمار والصناعة وعشرات النشاطات الأخرى، لدعم مسيرة التنمية والنمو والتطور في اقتصاد المملكة.
نكتب اليوم في خضم احتفال المجلة بمضي خمسة عقود على بقائها رغم عواصف التحديّات ومطبّات المراحل التي واجهتها، فوقفت صامدة شامخة ورسمت لنفسها خطوطَ سياسات انفردت بها وتميّزت عن الأخريات، وحققّت بمثابرتها نجاحات لا تزال تتوالى، وبنت جسوراً تتراكم عليها المعارف والمعلومات والمصادر والخبرات والعلاقات؛ سخَّرتها جميعاً في منتج رصين يروق لذائقة القرَّاء، ويحترم مختلف مشاربهم واتجاهاتهم.
وإذ تعيش المجلة اليوم ألَقهَا وتوّهجها، أرفع باسمي ونيابة عن زملائي في هيئة التحرير والعاملين والفنيين أسمى رسائل الشكر ومشاعر العرفان والامتنان لتشريف أمير منطقة الشرقية بحضور حفل اليوبيل الذهبي للمجلة، والشكر موصول لإخوتنا في «غرفة الشرقية»، ممثلة برئيس مجلس إدارتها والأعضاء الموقرين والأمين العام ولقطاع العلاقات العامة والاعلام ممثلاً بمساعد الأمين العام وجميع العاملين الذين سخروا طاقاتهم للإسهام في هذا الظهور المشرِّف، وقد جسدوا بحق مهنية العمل، وروح العائلة الواحدة، فشكراً لهم جميعاً.
ووسط الزهو الخاص إلى تفاعلات الواقع العام، إذ شهدت البلاد حدثاً اقتصادياً بارزاً لابد من الإشارة إليه وهو ما يتعلق بطرح سندات دولية لأول مرة في تاريخ شركة «أرامكو السعودية» لقيت أصداء واسعة نتيجة حجم الإقبال عليها من المستثمرين العالميين وأدى إلى تغطية الطرح بأكثر عشرة أضعاف المطلوب. ما يهمنا أن هذا الطرح وكهذا إقبال يعطي دلائل واضحة بمدى الثقة العارمة للمستثمرين في الاقتصاد التي تعمل في إطاره وتحت مظلته هذه الشركة، كما يضفي روح الاطمئنان على مستقبل الطرح العام للشركة في حال إتمامه.
ومن الحدث العام إلى دائرة الإقليم، شهدت المنطقة الشرقية حضور الملتقى الأكبر من نوعه للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «بيبان» الذي جاء تحت عنوان: «للطموح فكرة وللنجاح بيبان» بحضور رفيع من وزراء ومسؤولين في الدولة، ما يجذب البهجة في هذا التجمع أنه يأتي في سياق إبقاء جذوة الإبداع والتطور والابتكار وصناعة الأعمال ودعم الشباب والشابات وروَّاد الأعمال في منظومة عمل واحدة تمتد من الاستشارة في الفكرة وصولاً إلى التمويل تحت مظلة ملتقى واحد وبرعاية من جهة حكومية مختصة ستعتني بهؤلاء الروَّاد ومشروعاتهم، وهو الأمر الذي طالما دعونا لإيجاده وأن تكون الحاضنة الكبرى لبلد يفوق نسبة الشباب فيه عن %70.
نحن فخورون بهكذا حراك مستديم لا يهدأ وبعزيمة لا تلين وتطلّع دائم بتنمية هذه البلاد والرقي بها ومن عليها إلى الأعالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.