شهدت المنطقة الشرقية الشهر الماضي فعاليات أكبر ملتقى نوعي لتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية، حول تقديم الدعم والتحفيز والحلول للأفكار الإبداعية في قطاع الأعمال، وسط حضور جهات حكومية ومسؤولين كشفوا عن اهتمام بالغ من الدولة بتحسين بيئة الأعمال، وتمكين المنشآت، وتقديم التسهيلات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
جاء انطلاق المنتدى، الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، تحت عنوان «للطموح فكرة وللنجاح بيبان» تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف ابن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية خلال أبريل الماضي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، بالإضافة إلى معالي محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد.
إصلاح بيئة الأعمال
وكشف معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي خلال لقائه قطاع الأعمال في المنطقة الشرقية عن نمو الشركات في المنطقة الشرقية بنسبة %24، ونمو المؤسسات بنسبة %11 خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك نتيجة لإصلاحات وتحسينات جرت على بيئة الأعمال وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية.
وأوضح أن أبرز ما تعمل عليه الوزارة لتحسين بيئة الأعمال هو إطلاق المركز السعودي للأعمال الاقتصادية خلال الربع الثاني من العام الجاري، والتوسع في مراكز دعم وتمكين المنشآت، والتحول الرقمي في الخدمات الحكومية، وتوفير مزيد من التسهيلات الائتمانية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووضع وتطبيق سياسات وقوانين الاستثمار، والتوسع في إعادة هندسة إجراءات التراخيص في الجهات الحكومية.
من جانبه، أكد معالي محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) المهندس صالح الرشيد أن هذا الملتقى الذي تنظمه «منشآت» في نسخته السادسة يتميز بتفرده بجمع كل المهتمين بقطاع الأعمال والجهات الداعمة والممكنة تحت سقف واحد، إضافة إلى ريادته، فهو الملتقى الأول من نوعه الذي يُعنى بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشدداً على أن الملتقى لا يقتصر على الجانب النظري بقطاع الأعمال فحسب؛ بل يقدم حلولاً مناسبة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويزخر بعديد من حلقات النقاش العلمية وورش العمل المتخصصة.
وأضاف الرشيد أن الملتقى يُعد طريقة مبتكرة لنشر ثقافة ريادة الأعمال وممارسة العمل الحر، من خلال احتضانه لنموذج منظومة ريادة أعمال متكاملة، انعكست على مكونات «بيبان» لتحفيز دخول منشآت جديدة للسوق، وذلك باحتواء روّاد الأعمال والمبتكرين ومساعدتهم على إطلاق المشاريع واحتضانها في مسرعات وحاضنات الأعمال ومساحات الأعمال المشتركة، وتسهيل الأعمال والوصول إلى التمويل.
وكان الرشيد قد كشف خلال لقاء سابق جمعه برجال الأعمال في «غرفة الشرقية» عن استعدادات قائمة لإطلاق أول مركز ابتكار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المنطقة الشرقية خلال الربع الثاني من العام الجاري 2019م، إضافة لعديد من المشاريع سيتم تنفيذها بالمنطقة، مشيراً إلى أنه تم إطلاق عديد من المبادرات في «منشآت» لتحفيز القطاع الخاص بلغت قيمتها 12 ملياراً كمبادرة الصندوق الاستثماري الجريء، ومبادرة رفع رأس مال الكفالة التي تحوي 8 محافظ.
ومما تجدر الإشارة إليه بأن ملتقى «بيبان» يستند على مفهوم الأبواب العشرة والتي تقدم خدمات متعددة تضمن نجاح أفكار المشروعات من قبيل: «التدريب، والتأهيل، والإرشاد، والتمويل» تفتح جميعها أمام زوار الملتقى من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال على مدار أربعة أيام من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة الحادية عشرة مساء.
وكان ملتقى بيبان قد عقد في منطقة الرياض نهاية عام 2017م، لينتقل بعدها إلى مناطق: القصيم، وعسير، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وحقق في هذه المحطات حضور أكثر من 224 ألف شاب وشابة، فيما شهد انعقاد أكثر من 1216 ورشة عمل، ونحو 3057 جلسة إرشادية، ومشاركة 370 جهة راعية ومقدمة خدمات.
القصبي: %24 نمو عدد الشركات في المنطقة الشرقية بفضل تحسين بيئة الأعمال
الرشيد: الملتقى طريقة مبتكرة لنشر ثقافة ريادة الأعمال وممارسة العمل الحر
اتفاقية تعاون
على هامس الملتقى، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف ابن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي أحمد بن فهد ابن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية، ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ورئيس الغرفة عبدالحكيم ابن حمد العمار الخالدي ومحافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، وقَّعت كل من غرفة الشرقية والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» يوم الأربعاء 3/4/2019 اتفاقية تعاون، لنشر ثقافة العمل الحر ودعم وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع مستوى إسهاماتها في التنمية الاقتصادية، ومشاركتها في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وبموجب الاتفاقية التي وقَّعها كل من أمين عام غرفة الشرقية عبدالرحمن ابن عبدالله الوابل ونائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» للتخطيط والتطوير سامي الحسيني، فقد اتفق الطرفان على التعاون وتنسيق الجهود مع اللجان المختلفة والفعالة داخل غرفة الشرقية في مجال ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بجميع قطاعاتها، وإقامة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات والندوات التعريفية، وغير ذلك.
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن الجهود الكثيرة التي تبذلها غرفة الشرقية لرعاية ودعم وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة، منها برامج التدريب والاستشارات والندوات المتخصصة، فضلاً عن الفعاليات التي تنفذ من قبل مجلسي شباب وشابات الأعمال المختلفة.
مركز سعودي للأعمال الاقتصادية خلال الربع الثاني من 2019
دعم الاستثمار النسوي
وعلى ذات الصعيد، أبرمت غرفة الشرقية ممثلة بالمجلس التنفيذي لسيّدات الأعمال يوم الأربعاء 3 أبريل 2019م «اتفاقية تعاون» مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) لتمكين السّيدات من الاستثمار في القطاع الصناعي، وإنشاء تجمعات صناعية نسائية في المدن الصناعية، مثل تجمع صناعة التجميل والأزياء وغير ذلك.
ونصت الاتفاقية التي وقَّعها الأمين العام لغرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، ومدير عام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التنقية «مدن» المهندس خالد بن محمد السالم، على أن تقوم الغرفة بتزويد «مدن» بالمستندات والمعلومات التي تخص أي تجمع صناعي نسوي مثل «تجمع التجميل»، ليتم البدء فعلياً بتفعيل المشروع، بما يتضمن نقل المعرفة العالمية في هذا الشأن.
وأوضح المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» المهندس خالد بن محمد السالم، أن الاتفاقية مع غرفة الشرقية تأتي في إطار استراتيجية «مدن» لتعزيز علاقاتها بشركائها وتلبية متطلباتهم في تهيئة بيئة استثمارية مُحفِّزة للاستثمارات النسائية الصناعية في المملكة، حيث تستهدف الاتفاقية التعاون في دعم رائدات الأعمال للاستثمار بالقطاع الصناعي، وتشجيع المستثمرات على استغلال رؤوس أموالهن في مشاريع صناعية تحقق التنوُّع الاقتصادي وفقاً لرؤية المملكة 2030.
وأفاد السالم أن «مدن» ستكون معنية بتوفير البُنى التحتية والمواقع اللازمة لإنشاء التجمّعات الصناعية المتخصصة كتجمّع لمستحضرات التجميل والأزياء. وأضاف: كما أننا سنبحث إمكانية ابتكار منتجات جديدة تتواءم مع ما ستقوم به «غرفة الشرقية» من دراسات الجدوى الفنية والسوقية التي تدعم إنشاء هذه التجمّعات الصناعية المتخصصة بالاستفادة من التجارب العالمية المثلى.
من جانبه رحَّب الوابل بالتعاون مع مدن، موضحاً أن الاتفاقية تهدف لدعم مبادرة «تجمع التجميل» والمتمثلة في «تعزيز سلسلة القيمة في صناعة ومنتجات التجميل، عن طريق تحديد الفجوات، وفرص النمو في السلسلة، والفرص الاستثمارية في هذا الشأن، إضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية للعاملين والعاملات في هذا القطاع».
وبموجب الاتفاقية التي وقِّعت على هامش ملتقى بيبان الشرقية التابع للهيئة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تقوم الهيئة بمنح المشاريع المنبثقة عن المذكرة حوافز مناسبة متنوِّعة، مع منحهم الأولوية بأية حوافز تُقر لاحقاً وتقوم أيضاً بتوفير مواقع في المدن الصناعية التابعة لها بعد ما يرى الطرفان مناسبتهما.
غرفة الشرقية تبرم اتفاقيتين لدعم العمل الحر مع «منشآت» و«مدن»
من جانبها أوضحت رئيسة المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال بغرفة الشرقية مرام الجشي أن هذه الاتفاقية تأتي من ضمن مبادرات المجلس في تمكين السيدات للاستثمار في القطاع الصناعي من خلال السعي لتنشيط الحركة الاستثمارية النسائية وتشجيع سيدات الأعمال على استثمار رؤوس أموالهن في مشروعات تحقق التنوُّع الاقتصادي المنشود وفتح آفاق جديدة لاستثمار الطاقات النسائية الوطنية في خدمة الاقتصاد السعودي بهدف تسهيل ورفع الاستثمارات النسائية في القطاع الصناعي.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار دعم غرفة الشرقية للتوجهات الاستثمارية النسوية، وكذلك في إطار التعاون المشترك مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية لدعم وتطوير القطاع الصناعي، لما يمثله من قيمة مضافة.
مركز «ابتكار» للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في «الشرقية» الربع الثاني من العام الجاري