شهدت محافظاتُ المنطقة الشرقية ومُدُنُها خلال مارس الماضي أكبر «مهرجان» ثقافي وسياحي وفني وترفيهي، وتنوعّت «خريطة» فعالياته، التي ضمت 100 فعالية ــ بين العروض الغنائية والمسرحية والسينمائية والألعاب النارية والأمسيات الشعرية ولقاءات مع نجوم عالميين ــ وحضره نحو ثلاثة ملايين بينهم 720 ألف زائر جاؤوا من خارج المنطقة، في واحدة من أكبر ما شهدته المنطقة الشرقية من فعاليات وطنية، وفي إطار «موسم الشرقية» الذي جاء ضمن خريطة واسعة يشتمل عليها برنامج «جودة الحياة 2020» الذي أطلقه وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد ابن سلمان بن عبدالعزيز.
4000 وظيفة مؤقتة للشباب والفتيات في اللجان والأنشطة والفعاليات وتشغيل المرافق السياحية والتجارية
وعلى مدار 17 يوماً، كانت المنطقة الشرقية محفلاً لواحدة من أبرز الفعاليات الوطنية خلال 2019، وهو «موسم الشرقية» الذي جاء كأول المواسم السعودية الـ 11 التي تأتي ضمــن برنامج (جــودة الحيــاة 2020)، الذي اعتمده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهو يعد واحداً من أهم برامج رؤية المملكة 2030.
وشهدت المنطقة خلال هذه الفترة الممتدة من (14 وحتى 30 مارس 2019) أكبر تظاهرة ثقافية وترفيهية وسياحية نوعية، شملت كافة مدن ومحافظات المنطقة الشرقية: (الدمام، والظهران، والخبر، والأحساء، والجبيل الصناعية، والقطيف، والنعيرية، والخفجي، وحفر الباطن)، إذ تم تقديم أكثر من 100 فعالية متنوِّعة، نجحت في تلبية رغبات مختلف الأذواق وتحقيق تطلعات شرائح المجتمع كافة، فضلاً عن استقطابها للسائحين من خارج المملكة، حيث كشفت جوازات المنطقة الشرقية، عن دخول أكثر من 720 ألف زائر للمنطقة منذ بدء فعاليات الموسم، في الرابع عشر من مارس الماضي.
وتعاون في تنظيم هذا الحدث الوطني الكبير عديد من الجهات الحكومية والخاصة، وهي: إمارة المنطقة الشرقية، والأجهزة الأمنية المختلفة، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للترفيه، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، والهيئة العامة للثقافة، وشركة أرامكو السعودية ممثلة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وأمانة المنطقة الشرقية، وأمانة الأحساء، إلى جانب غرفة الشرقية، وغرفة الأحساء.
فعاليات متنوِّعة ومميزة
توزعت فعاليات الموسم (الثقافية والترفيهية والسياحية) بين كافة مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، الأمر الذي أكسبها انتشاراً واسعاً بمساحة المنطقة التي تُعد أكبر مناطق المملكة من ناحية المساحة الجغرافية، وشهدت الفعاليات توافد الآلاف من الزوار خاصةً في الواجهة البحرية بالخبر، حيث وفرت اللجنة المنظمة وسائل النقل للزائرين لمواقع «جادة الترفيه» و«القرية الثقافية».
وتنوعت تلك الفعاليات ما بين عروض في الواجهات البحرية في مختلف مدن المنطقة، والحفلات الغنائية التي شارك فيها كبار المغنين العرب والعالميين، بالتعاون مع روتانا للصوتيات والمرئيات، وعروض السيرك والمسرح الخليجي، والفعاليات الترفيهية المتنوعة، واشتملت خريطة هذه الفعاليات على ما يلي:
- مهرجان الشرقية للتسوق، شارك فيه أكثر من 900 مؤسسة ووكالة وعلامة تجارية.
- الحفلات الغنائية، وشارك فيها كبار المغنين السعوديين والعرب، تقدَّمهم فنان العرب محمد عبده، والنجم الأمريكي أيكون، وتوزعت الحفلات بين الدمام والقطيف والأحساء، والخبر.
- عروض الأفلام السعودية في مركز (إثراء).
- ليالي الشعر، التي شارك فيها كبار الشعراء الخليجيين.
- عروض الفنون العالمية، معرض فان جوخ، وليوناردو دافنشي.
- عروض الألعاب النارية اليومية، في الواجهة البحرية في كل من الدمام والخبر.
- منتدى (إثراء)،وشارك فيه متحدثون شباب عرضوا تجاربهم وقصصهم الشخصية الملهمة.
- مسرح السعودية، وفيه شارك كبار الممثلين الخليجيين في عرض مسرحياتهم الجديدة.
- أمسية مع النجوم، واستضاف مركز (إثراء) الممثل الهندي البارز سلمان خان، والممثل الأمريكي كوبا غودينغ جونير، الفائز بجائزة الأوسكار، في حوار مثير عن تجاربهم السينمائية.
الخالدي: مشاركة الغرفة في موسم 2019 تأكيد لدورها في تحقيق رؤية 2030 وأهدافها الخاصة بتنويع الفرص ومصادر الترفيه والفنون والثقافة أمام الجميع
إبداع.. وتطوُّع
وأتاح «موسم الشرقية» فرصة قيّمة، ووفر منصة مهمة لاكتشاف المبدعين السعوديين، وإظهار مواهبهم وإطلاق قدراتهم الخلاقة في مختلف مجالات الثقافة والفنون والآداب والرياضة، وتطويرها بطريقة تفاعلية وإبداعية رائعة من خلال التفاعل والتواصل المباشر مع الجمهور، للمساهمة في إثراء الحياة وصناعة البهجة، وبناء مجتمع إبداعي للارتقاء بجودة الحياة في المملكة، فضلاً عن دوره في مساعدة الشباب على تحقيق التميّز، وإكسابهم الخبرة والاستعداد للمنافسة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
720 ألف «سائح» يزورون المنطقة خلال الموسم.. و100فعالية و17 يوماً من التسوق والفن والترفيه
وأسهمت الفعاليات في توفير أكثر من 4000 وظيفة مؤقتة لأبناء وبنات الوطن، من خلال العمل في اللجان المشرفة على الموسم، أو في الأنشطة والفعاليات المصاحبة له، بالتالي فإن قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وفرها الموسم، غير النتائج الإيجابية الأخرى التي وفرها الموسم في تشغيل عديد من المرافق السياحية والتجارية العامة.
كما شارك آلاف من المتطوعين والمتطوعات، الذين قدَّموا أكثر من 60 ألف ساعة تطوعية في خدمة الزوار، بعد أن تم تدريبهم بدورات متخصصة لإكسابهم مهارات إدارة الفعاليات، والرد على استفسارات الجمهور.
دراسة تقويمية
وبحسب دراسة ميدانية على عينة من زوار فعاليات الموسم أجراها مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع لهيئة السياحة واللترات الوطني، قال %54 من أفراد العينة التي بلغ حجمها 383 فرداً، إن مهرجان موسم الشرقية ممتاز، فيما عدّه %37 جيداً جداً.
وأشارت الدراسة إلى أن زوار المهرجان قدموا من 17 وجهة من مختلف المناطق، وحضر فعالياته %52 منهم بغرض السياحة وقضاء العطلات، بينما استهدف %30 منهم زيارة الأهل والأصدقاء في المنطقة الشرقية.
وأفادت الدراسة أن %66 من أفراد العينة حضروا إلى المهرجان بمفردهم، في حين أن %33 منهم قدموا للفعاليات بصحبة آخرين (الأصدقاء).
وبلغ متوسط الإنفاق اليومي لأفراد العينة حدود 2019 ريالاً، خلال فترة الموسم، واستقطع السكن %7 من إجمالي الإنفاق، فيما أنفق على التسوق %65.
الأهالي والزوار تمتّعوا بتسوق مميز طوال فترة المهرجان الذي أصبح نموذجاً لبقية المواسم
معرض الصور:
غرفة الشرقية تستقطب أكثر من ٩٠٠ مؤسسة تجارية في أضخم مهرجان للتسوق في الشرقية
وبمناسبة الحديث عن التسوق، فقد جاءت مشاركة غرفة الشرقية، ضمن فعاليات الموسم من خلال إطلاقها مهرجاناً للتسوق، أقيم في عدد من المجمعات التجارية المعروفة في المنطقة الشرقية (الراشد مول، والشاطئ مول، ودارين مول)، ويعد من الفعاليات المميزة والمهمة في الموسم بالنظر إلى ما احتواه من عروض مميزة وتخفيضات كبيرة، إضافة لبرامج ثقافية وترفيهية وعروض ممتعة وسحوبات قيّمة التي قُدرت قيمتها بمئات الآلاف من الريالات كجوائز للزوار والمتسوقين.
وتميز مهرجات التسوق بضخامته وروعة أجوائه الاحتفالية وبتنوُّع أنشطته وفعالياته، التي أبرزت طابع المنطقة الشرقية، وعبرت عن أصالتها وثقافتها الممتدة عبر التاريخ، مؤكدة على الهوية الوطنية وترسيخها بين الأجيال القادمة، فيما قدّم تخفيضات فريدة وعروض مُميزة وغير مسبوقة على المئات من العلامات التجارية وبيوت الموضة والأزياء ومستلزمات العائلة.
وقد تم التنسيق لإقامة هذا المهرجان مع 950 مؤسسة تمثل عدداً كبيراً من المتاجر ذات العلامات التجارية المعروفة، وبيوت الموضة والأزياء، ومحلات مستلزمات العائلة والمجمعات والمراكز التجارية، والمطاعم والمقاهي والفنادق والمنتجعات السياحية، وقدَّموا جميعاً عروضاً مميزة وتخفيضات استثنائية خلال فترة الموسم (والمهرجان) مما وفر للعائلات فرصة الاستفادة من العروض المقدَّمة، فضلاً عن الجوائز الناجمة عن السحوبات اليومية، خلال فترة المهرجان،وهي فترة الموسم.
وضمن فعاليات المهرجان ــ وهو فعالية واحدة من 100 فعالية من فعاليات موسم الشرقية ـ أقيم في الثلاثة مجمعات التجارية المذكورة، أركان المسرح وحديقة الطفل التي تُحاكي معالم المنطقة الشرقية، وأضيف لها في مجمعي «الراشد مول ودارين مول» الركن التراثي وركن الطاقة، ومن خلال هذه الأركان تم تسليط الضوء على المنطقة الشرقية ومعالمها القديمة والحديثة، حيث يُجسِّد ركن ميناء دارين حالة الميناء التاريخي قديماً،وتعريف مختلف شرائح الجمهور بنبذة تعريفية عن الميناء وكيف أنه كان أحد أهم المنافذ الاقتصادية لنقل البضائع والتوابل من الهند سابقاً، وكذلك ركن الواقع الافتراضي، الذي يتطرق إلى تاريخ النفط في المملكة وبدايات استخراجه، وبالتالي أتاح للمتسوقين نظرة عن التاريخ الاقتصادي للمنطقة الشرقية، وللمملكة بشكل عام.
وكشفت معطيات المهرجان في اليوم الختامي له (يوم السبت 30 مارس 2019) مشاركة أكثر من 50 ألفاً من أهالي المنطقة وزوارها في الفعاليات التي انطوى عليها المهرجان، منهم نحو (25) ألف شخص شاركوا في عمليات السحب الفورية، حيث فاز منهم (457 مشاركاً ومشاركة) بمجموعة قيّمة من الجوائز، والتي بلغت قيمتها الإجمالية حدود الـــ (6) ملايين ريال، وكان من بينهم (13) فائزاً بسيارات فارهة قدّمتها مجموعة من وكلاء السيارات بالمنطقة ممن شاركوا في فعاليات المهرجان،
وحسب رئيس غرفة الشرقية عبدالحكيم ابن حمد العمار الخالدي، فإن مشاركة الغرفة في موسم العام تعد تأكيداً لدورها في تحقيق رؤية 2030م ومستهدفاتها في تنويع الفرص ومصادر الترفيه والفنون والثقافة أمام المواطنين والمقيمين وكافة زائري المملكة، مُقدّما شكره لكافة الجهات التي تعاونت مع الغرفة لأجل إنجاح مهرجان التسوق وجعله نموذجاً أمام مواسم المملكة الأُخرى.
تلك هي المنطقة الشرقية، كانت ناجحة دائماً، وهكذا شهدت الموسم الأول من مواسم المملكة.