«الشرقية» تتصدّر «الإشغال» في السعودية بـ %76.2 تليها مكة فالرياض ثم المدينة
ارتفاع عدد الرحلات السياحية الداخلية إلى 10 ملايين رحلة سنوياً بإنفاق حوالي 21 مليار ريال
أول صندوق سياحي بـ «الشرقية» برأسمال 100 مليون ريال لبناء 20 شاليهاً في «الدانة» وتحالفات لصناديق سياحية جديدة
الأرقام وحدها هي اللسان الذي يتحدث، فلا يُخطئ.. دلالتها صادقة، واضحة، حاسمة، وقاطعة.. وكل معطيات واقع البنية التحتية والمنشآت «الفندقية» في المنطقة الشرقية تؤكد حجم النمو الهائل الذي شهدته «الشرقية» في قطاع الفندقة خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي تغيرت معه «خريطة» الفندقة والإيواء السياحي، والليالي السياحية، بما تعكسه من مؤشرات ودلالات على النمو، في بيئة استثمارية شهدت تطوراً غير مسبوق في مجال البنية الأساسية للسياحة، وحيث تُعدُّ «الفنادق» والمرافق والإنشاءات وما توفّره من الغرف معياراً جوهرياً ورئيساً للنمو السياحي، ومن أهم عناصر جذب السائحين.. الأرقام في هذا المجال دفعت «الشرقية» إلى «صدارة» المشهد السياحي في السعودية، وتؤهلها لاستقطاب أعداد متزايدة من المستثمرين المحليين والأجانب.
فقد شهد القطاع الفندقي في السعودية، خلال العامين الماضيين نمواً متسارعاً في الاستثمارات، مستفيداً مما يُحرزه الاقتصاد السعودي من تقدُّم ونمو، وهو ما اعتبرته «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني» نقلة في حجم الاستثمارات الفندقية وتنوعها، خصوصاً مع دخول أسماء فندقية عالمية للسوق السعودية للمرة الأولى. ووفقاً لإحصاءات «الهيئة»، تجاوز حجم الاستثمار الفندقي في المملكة العام الماضي 139 مليار ريال، مقارنة بـ 33 مليار ريال في 2005.
تتسق هذه الأرقام مع ما تشهده المنطقة الشرقية منذ أكثر من عشر سنوات، من قفزة كبيرة في مجال الجذب السياحي، بسبب موقعها الاستراتيجي وللخيارات السياحية التي تقدِّمها للسياح، وقد ارتفع عدد الرحلات السياحية الداخلية إلى 10 ملايين رحلة سنوياً، بقيمة إنفاق تقدر بنحو 21 مليار ريال.
وتتصدر المنطقة الشرقية معدل الإشغال في السعودية، الذي يبلغ %76.2، تليها منطقة مكة المكرمة فالرياض، ثم منطقة المدينة المنورة.
أمام هذه الأرقام، وعلى الرغم من التحديات التي يواجها المستثمرون في القطاع، تحتاج المنطقة الشرقية لبناء مزيد من المنتجعات السياحية لمواجهة الطلب على المرافق السياحية الذي يزداد سنوياً، حالياً تضم المنطقة 17 منتجعاً سياحياً، ووفق المؤشرات تحتاج إلى 30 منتجعاً لمواجهة نمو الطلب السنوي.
طفرة مشاريع
يبلغ متوسط النمو السنوي للقطاع السياحي، خلال السنوات الثماني الماضية ما يقارب %7، وسط توقعات بأن يصل إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية أكثر من 100 مليار ريال (نحو 26.6 مليار دولار)، في عام 2020.
يُرجح الخبراء ومختصون في السياحة أن تشهد السعودية، وخاصة في المنطقة الشرقية طفرة في المنشآت والمشاريع الفندقية خلال العامين المقبلين، يأتي هذا بالتزامن مع التطور الذي تشهده المدن السعودية والنمو السنوي المتزايد للسياحة المحلية وفق خطط رسمتها هيئتا السياحة والترفيه، ومن المتوقع بحلول عام 2020 الانتهاء من إنشاء عدد كبير من فنادق مختلفة الفئات، بحجم استثمارات يُقدر بـ 143.9 بليون ريال.
يؤكد المهندس عبداللطيف البنيان المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية على أن الصلاحيات والقروض التي مُنحت من قبل مجلس الوزراء أسهمت بشكل كبير في التنمية السياحية وعودة كثير من المستثمرين الوطنيين في الخارج للاستثمار في السوق السعودية، ويقول لـ «الاقتصاد»: أعطينا قروضاً أكثر من أي منطقة أخرى، وهناك كثير من المشاريع تحت الإنشاء، كما أن هناك منتجعات جديدة دخلت السوق، والازدحام بات أقل، السوق اليوم يستوعب بشكل كبير. ويضيف: هناك طفرة في المشاريع، في السابق كانت ليلة العيد من الصعب إيجاد شقة أو منتجع، وإن وجدها فتكون بأسعار عالية، اليوم عملنا وفق الرؤية وصنفنا المعايير بشكل علمي أراح المستثمر، وجعله يُقبل على الاستثمار ونمت الفنادق من 51 فندقاً أغلبها فنادق بسيطة، إلى أكثر من ضعف هذا الرقم اليوم، ولم تعد هناك إشكالية في الإسكان. ويشدِّد البنيان على أن الهيئة أطلقت الأسعار وفق سياسة العرض والطلب، وكانت النتيجة هبوط الأسعار بسبب كثرة العرض الذي بات يفوق الطلب، عكس ما كان عليه في السابق.
البنيّان: الهيئة أطلقت الأسعار للعرض والطلب فهبطت الأسعار ومشاريع كثيرة تحت الإنشاء
توقعات بافتتاح 13 فندقاً في «الشرقية» ضمن 77 مشروعاً فندقياً خلال السنوات الثلاث المقبلة
شهدت المنطقة الشرقية في عام 2015 إنشاء أول صندوق سياحي بالمنطقة الشرقية برأسمال 26.6 مليون دولار (100 مليون ريال) لبناء 20 شاليهاً في خليج الدانة في شاطئ نصف القمر، وجاء الإعلان عن انطلاق أعمال الصندوق بحضور مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، وتنوي الشركة إبرام تحالفات أخرى لإنشاء صناديق سياحية جديدة في نفس المشروع الذي تقدر الاستثمارات فيه بأكثر من أربعة مليارات ريال. وقامت الشركة بحسب تصريحات لعبدالمحسن الراشد رئيس مجلس إدارة شركة خليج الدانة ببيع أكثر من 42 ألف متر مربع على شركة المستثمر للأوراق المالية، بهدف بناء وتطوير 20 شاليهاً على مساحات مختلفة وإنشاء صندوق سياحي مقفل خاص.
وتعمل الشركة حالياً على إنشاء منتجع شاطئي يحتوي على نحو 110 فيلات بشواطئ خاصة، وسيتم الانتهاء منها قبل نهاية العام المقبل إلى جانب حديقة مائية على مساحة 15 ألف متر مربع جرى الانتهاء من التصاميم ويتوقع البدء في إنشائها قبل نهاية العام الحالي، والعمل قائم حالياً على تصميم فندق يحتوي على 180 غرفة و45 فيلا على جزيرة وسط المشروع.
فنادق جديدة
قبل نحو أربع سنوات، منحت الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية 23 ترخيصاً جديداً لمنتجعات سياحية وفنادق، بعضها على وشك الدخول في السوق نهاية هذا العام، والبعض منها دخل فعلاً حيز التشغيل، بعد أن شهدت المنطقة الشرقية افتتاح 12 فندقاً مع نهاية 2018، ليرتفع عدد الفنادق والمنتجعات السياحية لـ 127 فندفاً ومنتجعاً، تضم أكثر من 19 ألف غرفة و910 وحدات سكنية مفروشة بها أكثر من 21 ألف غرفة، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم للضعف، بعد افتتاح الفنادق والمنتجعات التي تم الترخيص لها مؤخراً، وأكدت مصادر للاقتصاد في هيئة السياحة أنه يتوقع افتتاح 13 فندقاً و10 شقق فندقية من فئة الخمس نجوم في المنطقة الشرقية ضمن 77 مشروعاً فندقياً خلال السنوات الثلاث المقبلة.
143 مليار ريال
بحسب تقرير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فإنها تعتزم جلب استثمارات بأكثر من 143 مليار ريال خلال الأعوام الأربعة المقبلة، من خلال السماح لـ 75 فندقاً جديداً بالدخول للسوق السعودية، منها 33 فندقاً جديداً كلياً في المنطقة الشرقية بحلول عام 2025.
بحسب تقرير الهيئة الإحصائي، بلغت السعة الفندقية في السعودية في نهاية 2015 نحو 446,603 غرف ووحدات سكنية مفروشة شاملة 282,618 غرفة فندقية، و163,985 وحدة سكنية مفروشة، ويتوقع أن تصل السعة الفندقية في 2020 إلى 621,630 غرفة ووحدة سكنية مفروشة، تتكون من 393,316 غرفة فندقية، و228,314 وحدة سكنية مفروشة.
وبلغ عدد المنشآت في قطاع الإيواء السياحي حتى نهاية فبراير 2016 نحو 6,347 موزعة بواقع 1,685 فندقاً، ووحدات سكنية مفروشة 4,298 وحدة، وفلل فندقية 5، وشقق فندقية 271، ونزل سياحية 58، ومنتجعات 13، وفنادق الطرق 17.