خمسة أعوام مرّت على تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، شهدت فيها المملكة من الإنجازات ما أجمع عليه ليس السعوديون وحدهم، بل وشعوب العالم العربي، وشعوب الإقليم كله، في دول منطقة الشرق الأوسط، يشاركهم العالم الذي تنظر شعوبه بكل الإعجاب والتقدير لما حققه السعوديون، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
ولاشك أن “الاقتصاد” كان على رأس الاهتمامات التي أولاها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده اهتمامهما وعنايتهما الكبرى.
فقد شهدت الأعوام الخمسة تحديثا “غيرَ مسبوق” لاقتصاد المملكة، ليحتل مكانه اللائق على الخارطة العالمية بما يعكس دور ومكانة وقدرات وإمكانات المملكة الهائلة، واتسمت الإنجازات الاقتصادية بالتركيز على إطلاق عدد من “المشروعات التاريخية” الكبرى، على رأسها مشروع “القرن” نيوم ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ الذي يمثل طموحا لاستثمارات عالمية لم يعرفها تاريخ الاقتصاد العالمي من قبل، تتطلع إلى المملكة كأمل ونموذج في الاستثمار، على مستوى الكم أو على مستوى الكيف، سواء في حجم الاستثمارات حيث هو تقريبا الأكبر من نوعه، أوعلى صعيد مفهوم الاستثمار وطبيعته وأشكاله ومفهوم الشراكة وانعكاسات ذلك كله على المنطقة والإقليم بل وعلى العالم، واستقراره ومدى تحقق الأمن والسلام في واحدة من أكثر مناطق العالم افتقادا للسلام.
لم تقتصر عملية إطلاق المشروعات الكبرى على “نيوم”، بل امتدت هذه المشروعات إلى مختلف أنحاء ومناطق المملكة، حيث شهد الاقتصاد السعودي تطورا تعكسه مكانة المملكة في نادي قمة الـ 20 الذي يضم أقوى 20 اقتصادا في العالم، وقد تفوقت المملكة على هذه الدول “مجتمعة” في الكثير من “المؤشرات”، ما يؤكد تنامي قوتها وتطور مركزها العالمي، وتقف “شهادات” المؤسسات الاقتصادية الدولية، وعلى رأسها البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والمؤسسات الائتمانية الكبرى، لتؤكد على هذه الحقائق التي باتت تشكل “ثوابت” في عالم الاقتصاد الدولي يعرفها الجميع، وينظر إلى المملكة من خلالها بكل إعجاب واحترام وتقدير.
ويأتي استكمال الإصلاحات في البنية الاقتصادية للمملكة سواء بنية تنظيمية أو أساسية بغية تهيئة الأجواء لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي من شأنها تقوية وتحصين الاقتصاد الوطني، ترسيخا لمكانته اللائقة ولزيادة فرص التوظيف والاستثمار أمام أبناء الوطن، بما يدعم قوتنا ومكانتنا محليا وإقليميا وعالميا…
وقد لقي “القطاع الخاص” السعودي أكبر دعم وأقوى تشجيع من القيادة السعودية، وخاصة في المنطقة الشرقية، حيث تطور الاستثمار كما ونوعا، كما تنامت المشاريع على نحو غير مسبوق، إذ شهد القطاع الخاص في المنطقة نموا كبيرا ومتزايدا في الأعوام الخمسة الأخيرة، ولا يزال يتجه إلى مزيد من النمو، كما يشهد “طفرة” في الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وهناك أمثلة ونماذج عدة في هذا المجال، في كافة محافظات ومدن “الشرقية” خاصة مدنها الصناعية الكبرى، والدلائل كثيرة في مدينة الجبيل الصناعية، والجبيل 2 التي تشهد استثمارات عملاقة ربما تعد الأكبر في ليس في تاريخ الصناعة بالمنطقة الشرقية فحسب، بل على مستوى المملكة، وعلى مستوى دول الخليج العربي وإقليم الشرق الأوسط أيضا.
إن مرور خمسة أعوام على “مبايعة” السعوديين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا وقائدا للبلاد، هو تتويج لمسيرة قائد قدم لبلاده عُمرَه كله في تحقيق النهضة والتقدم لوطنه، عرفه السعوديون، وأحبّوه، ويعرفون أنهم ماضون معه ــ ومع وليّ عهده الأمير محمد بن سلمان ــ إلى مزيد من الإنجازات والنجاح، ومزيد من الخير والرفاهية والرخاء.