أمير الشرقية يرعى “منتدى القطيف للاستثمار 2019“
الصفيان: 50 مليون متر مربع مدينة للصناعات التحويلية بين القطيف والجبيل
الخالدي: المحافظة غنية بالموارد البشرية والطبيعية لتحقيق مستهدفات الرؤية
الفرج: غرفة الشرقية تدعم كل من يريد الاستثمار بالقطيف
الحسيني: 52 فرصة استثمارية واعدة في المجالات الترفيهية والسياحية
قال محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظهما الله ـ أولت اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الخاص ومنحته دورًا أكبر للشراكة في النهوض بالاقتصاد الوطني، وعالجت ما يخصه من تشريعات وركزت على تطويره وتوفير المناخ المناسب لممارسة نشاطاته، ما انعكس إيجابًا على حركته واتساع حجم مشاركته.
وأضاف الصفيان في افتتاح “منتدى القطيف للاستثمار 2019” الذي نظمته غرفة الشرقية مؤخرا بمركز الأمير فيصل بن فهد للمناسبات بسيهات برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز به أن القطاع الخاص يتميز بروح المبادرة والقدرة على الانخراط الإيجابي في برامج التنمية المستدامة التي تستهدفها البلاد، موضحا أنه أمام التوجهات الاقتصادية الجديدة وما أحدثته من تطور مُذهل في شتى مجالات الحياة، ونمو متصاعد يشهده الاقتصاد الوطني في مختلف قطاعاته، فإن الآمال معقودة على مثل هذه المنتديات بأن تُضيف طاقات إنتاجية جديدة إلى تلك المتوفرة في القطيف، وتدفع بها إلى مقدمة المُدن في الاستغلال الأمثل للطاقات والموارد المتاحة، مشيراً إلى أن المنطقة الشرقية، ومنها القطيف تتمتع بموارد اقتصادية وطبيعية متعددة، تؤهلهـا لأن تتصـدر المشهد الاقتصادي في المملكة، فهي بجانب ما تحتويه من موارد طبيعية وموقع جغرافي متميـز على الضفة الغربية للخليج العربي، تمتلك إرثًا تاريخيًا وامتدادًا ثقافيًا ومعرفيًا لآلاف السنين، منحها مقومات متفردة في مختلف المجالات.
وأعرب الصفيان عن أمله، أن يكون هذا المنتدى داعماً للكشف عما تمتلكه القطيف من مقومات استثمارية مميـزة واعدة، وأن تعود أعماله بالنفع على المنطقة الشرقية وأبنائها من القطيف، وأن تخرج هذه الفعاليات بتوصيات تدعم تطلعاتنا في الوصول إلى اقتصاد متنوع ومزدهر، في ظل حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسموّ ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله.
معاً لدعم الاستثمار
من جانبه أوضح رئيس الغرفة عبدالحكيم بن حمد العمّار الخالدي أن الغرفة وهي تنظم هذا المنتدى في نسخته الثالثة، تعمل من أجل تحقيق مساهمة فاعلة لهذه المحافظة الغنية بمواردها البشرية والطبيعية في تحقيق مستهدفات الرؤية وتطلعاتها، حيث تعظيم قدراتنا الاستثمارية خاصة المحلية منها، لما لها من دور حاسم في تحقيق تنمية طويلة الأجل، مضيفا أن للاستثمار دوراً حيوياً في عملية التنمية الاقتصادية، فهو من العناصر المهمة في تحقيق معدلات نمو متزايدة في الناتج المحلي الإجمالي، فزيادة معدلات الاستثمار، لاسيّما المحلية منها، تؤدي إلى ارتفاع الطاقة الإنتاجية، وتحافظ على القائمة منها، وتعمل على تجديدها وتطورها، فهي رافد أساسي للاقتصاد الوطني يزيد من قدرته، ويدعم تطوره ونموه بصورة مستمرة.
ولفت الخالدي إلى أنه في الآونة الأخيـرة، يُدرك المتابع للاقتصاد السعودي، حجم التغيـرات والتسارع الذي يشهده في مختلف القطاعات، فقد عزّزت حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين من البيئة الاستثمارية في البلاد، ووفّرت مناخًا اقتصاديًا نوعيًا يسوده الثقة والاستقرار وحفظ الحقوق، وحفّزت المستثمرين المحليين على الاستثمار في مختلف الأنشطة الاقتصادية، ما شكل نموًا ملحوظًا للاستثمارات المحلية وتمكينًا أكبر للقطاع الخاص من المساهمة في التنمية الاقتصادية، باعتباره من أهم الخيارات الوطنية في دعم رؤية 2030م ومستهدفاتها، حيث الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وفتح الأبواب واسعة للاستفادة مما تمتلكه المملكة من مقومات استثمارية في كافة مناطقها، وهذا التسارع في الاقتصاد الوطني، والاستمرار في تنفيذ المشروعات التنموية، إنما ينبئ بانفتاح أكبر نحو المزيد من الفرص الاستثمارية أمام قطاع الأعمال والمستثمرين المحليين، لما يُمثلونه من ركيزة أساسية في تحقيق بناء اقتصادي يتصف بالنمو والاستدامة.
وشدد الخالدي على أننا أمام ما تحتويه القطيف، وما تتمتع به من موقع جغرافي متميز، وما تمتاز به من خارطة استثمارية متنوعة، فإننا نتطلع لأن تكون ساحة متسعة لمشروعات وبرامج ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، تدعم خياراتنا الوطنية نحو تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة.
خطوات جادة .. وآفاق واعدة
إلى ذلك نوه رئيس مجلس أعمال فرع الغرفة بالقطيف عبدالمحسن الفرج إلى أن الحكومة الرشيدة اعتمدت في رؤيتها للتحوُّل الاقتصادي، على ثقتها الكبيرة بسواعد أبنائها وقدرتهم على التفاعل الإيجابي مع ما تخطوه البلاد من خطوات جادة نحو تنويع قواعدها الاقتصادية، فمهدت الطريق، وأطلقت البرامج والمبادرات، وقدّمت المُحفزات والتسهيلات، وطوّرت من الأدوات الاستثمارية لإطلاق إمكانات وقدرات قطاعاتنا الاقتصادية، وعززت من دور الشركات المحلية الكبيرة منها والصغيرة لأن تكون لاعبًا أساسيًا في الاقتصاد الوطني، وهو ما بدأنا نرى نتائجه بشكل كبير على أرض الواقع من اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية والتنمية المتوازنة والشاملة لمختلف المدن والمناطق.
وأضاف أن هذا المنتدى يعد تجسيدًا للواقع الذي نسجت خيوطه وحددت مساراته رؤية المستقبل، باستغلال مكامن القوة ومحاور التّميـز في مختلف المناطق والمحافظات، فآفاق العمل واسعة، ومجالات الاستثمار في القطيف عديدة ومتنوعة، مدعومة بالتوجه الحكومي الكريم لتنويع مصادر الدخل، وتحسين البيئة الاستثمارية، وجذب الاستثمارات المحلية، وهو ما يؤكد قيمة منتدى اليوم وأهمية الموضوعات التي يطرحها والهدف الساعي لتحقيقه، حيث التشجيع على توظيف السيولة المحلية في استثمارات داخلية تدعم وصولنا إلى اقتصاد متنوع ومستدام، يعتمد على سواعد أبنائه.
وذكر أن مجلس أعمال فرع الغرف بالقطيف، يقف بجوار كل من أراد الاستثمار فيما تطرحه القطيف من فرص استثمارية، ونقدم لهم كامل الدعم والمساندة لأجل أن يشاركوا في مسيرة النمو والتنمية، معربا عن أمله في أن يكون هذا المنتدى محفزاً للاستثمارات المحلية التي هي قوام الاقتصاد الوطني ومصدر استدامته، سائلين الله السداد لما فيه الخير والتوفيق.
الجلسة الأولى
كشف الصفيان خلال مشاركته في الجلسة الأولى للمنتدى التي حملت عنوان “سبل تعزيز جاذبية الاستثمار والفرص المتاحة” عن قرب افتتاح المدينة الصناعية الواقعة بين القطيف والجبيل على مساحة 50 مليون متر مربع لاستقطاب الصناعات التحويلية، مؤكدا أن المحافظة تلعب دورا أساسيا لمساعدة المستثمر من خلال تذليل الصعوبات، مشيرا إلى أن القطيف تعتبر بيئة استثمارية جاذبة، مرجعا ذلك لوجود القوة الشرائية والكثافة السكانية البالغة 650 ألف نسمة.
وذكر الصفيان أن القطيف تمتاز باجتماع ثلاث بيئات استثمارية جاذبة، زراعية، بحرية، وبرية، داعيا رواد الأعمال الشباب لاقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة، مؤكدا أن المحافظة تعمل على هدف استراتيجي هو جذب الاستثمار باعتباره ركيزة أساسية لتشغيل الأيدي الوطنية العاملة وأيضا أثره الإيجابي على المجتمع.
52 فرصة استثمارية
من جهته كشف رئيس بلدية القطيف المهندس محمد الحسيني عن طرح 52 فرصة استثمارية واعدة في مختلف المجالات الترفيهية والسياحية، منها مدينة شعبية في دارين، مشيرا إلى أن البلدية تعمل على تهيئة الأراضي المناسبة للاستثمار في القطاع التعليمي، مؤكدا اعتماد افتتاح 3 شوارع رئيسية مربوطة مباشرة بالجبيل، متوقعا افتتاح سوق الأسماك المركزي الجديد في غضون 24 شهرا، حيث تم اعتماد المخططات الرئيسة للسوق بعد مراجعتها من قبل البلدية وكذلك إصدار التراخيص اللازمة للمستثمر.
وذكر الحسيني أن القطيف تمثل بيئة استثمارية خصبة جدا، مضيفا أن البلدية عملت خلال السنوات الماضية على توفير البيئة التحتية وطرح العديد من الفرص الاستثمارية، مضيفا أن البلدية على استعداد تام للتعاون مع الغرفة لطرح جميع الفرص الاستثمارية، لافتاً إلى أن البلدية لديها المرونة اللازمة للتعاون مع المستثمر في تبديل بعض الاستخدامات للفرص الاستثمارية المتاحة، لافتاً إلى أن جزيرتي دارين وتاروت ستكونان وجهة سياحية نوعية، وبيئة استثمارية جاذبة حيث اعتمد مخطط متكامل لجعلها منطقة سياحية ترفيهية بمواصفات مميزة.
ثروة سمكية
من جانبه قال رئيس مجلس أعمال فرع الغرفة بالقطيف المهندس عبدالمحسن الفرج، إن الخريطة الاستثمارية بالقطيف واعدة ومشجعة للغاية، مرجعا ذلك لوجود كثافة سكانية عالية بالمحافظة، حيث يمثل المواطنون %87 من إجمالي عدد السكان، مشددا على ضرورة الاستفادة من الفرص الاستثمارية في الثروة السمكية وكذلك توجيه الاستثمار صوب القطاع الزراعي، إضافة إلى اقتناص الفرص المتاحة في القطاع السياحي، لافتاً إلى أن الفترة الحالية تمثل فرصة ذهبية للاستثمار في القطيف، نظراً لتسهيل الإجراءات من قبل الجهات الممولة وكذلك سهولة الحصول على التراخيص اللازمة، مضيفا أن المجلس يولي أهمية بالغة لتحسين بيئة الاستثمار و تقديم المشورة للمستثمر لتجاوز الصعوبات التي تواجهه في البداية.
وطالب الفرج بضرورة الاستفادة المثلى من أراضي الأوقاف غير المستغلة، داعياً إلى استخدام الأوقاف بشكل أفضل، بما يوفر فرصا استثمارية نوعية، مما يساهم في خلق الفرص الوظيفية، وتحريك الدورة الاقتصادية.
الجلسة الثانية
الجلسة الثانية تناولت “المقومات الاقتصادية والجهات المحركة للاستثمار وأهمية دورها”، وأدارها نائب رئيس مجلس أعمال فرع الغرفة بالقطيف هشام آل سيف، وتم خلالها بحث آليات الدعم من قبل المؤسسات المعنية.
وقال مدير إدارة الخزينة والاستثمار ببنك التنمية الاجتماعية مقعد بن عبدالله الخميس إن البنك كان متخصصا في القروض الاجتماعية، لكنه بات مؤسسة تمويل لمشاريع تنموية، وبلغ عدد المشاريع التي قام بتمويلها حوالي 23 ألف مشروع، منها 1800 مشروع بالمنطقة الشرقية، استحوذت القطيف على %15 منها، ورصد لها أكثر من 5 مليارات ريال، إذ أن مهام البنك تغيرت.
وأضاف أن البنك يقدم دعما ماليا يصل إلى 4 ملايين ريال، بفترة سداد 4 سنوات، وهي فرص متاحة لأي سعودي لديه مشروع، شرط أن يكون هو المالك والقائم عليه، وليس لديه عمل آخر، ولا تستغرق عملية الصرف أكثر من 3 أشهر من التقديم على القرض.
فيما قال رئيس الاتصال والتعاون بمركز أرامكو لريادة الأعمال “واعد” يعقوب بن معاذ الصالح إن المركز لا يدعم فقط المشاريع ذات العلاقة بأعمال وأنشطة أرامكو السعودية، بل يدعم أي مشروع استثماري بوسائل مختلفة، فقد دعمنا خلال تسع سنوات 120 منشأة، ساهمت في توفير آلاف الوظائف، فالدعم يتم عبر التمويل، أو الشراكة في رأس المال، أو تنفيذ الحاضنات للمشاريع الجديدة.
وأكد مدير عام التمويل الإقراضي بالهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة خالد بن عبدالرحمن الجعفري أن الهيئة من مهامها تقديم برامج دعم مباشرة وغير مباشرة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومنها الاستشارات والتدريب فضلا عن التمويل، كاشفا عن أن الهيئة لا تقرض بشكل مباشر وإنما عبر شركات تمويل متخصصة، تدعمها، ولديها شراكات مع 12 شركة تمويل، موضحا أن الهيئة تدعم أي رائد أعمال عبر عدة مراكز منتشرة في شتى مناطق المملكة، انطلاقا من كون المنشآت الصغيرة والمتوسطة تحتل %98 من عدد المنشآت في المملكة.
من جهته قال المدير التنفيذي للإدارة الاستراتيجية بالهيئة العامة للترفيه غسان بن عقيل خان إن الهيئة تعنى بتنظيم قطاع الترفيه وحوكمته، دعما للسياحة والاستثمار فيها، مبينا أن الهيئة تتعامل مع 17 نشاطا ترفيهيا مختلفا، ومؤكدا أن الهيئة تعتمد في أنشطتها على القطاع الخاص، فهي هيئة ليست بديلا عن الناس ولا عن القطاع الخاص الذي يفكر ويخطط وينفذ، والهيئة تمنح الترخيص، خاصة أن من أهداف الهيئة، دعم الاستثمار في هذا المجال.
وذكر أن الهيئة وضعت منصة لاستقبال المقترحات حول موسم الشرقية السياحي الذي سوف يطلق في مارس القادم، علما أن الموسم كان أكثر مواسم المملكة جذبا للسياح من الخارج، موضحا أن القطيف من المناطق المستهدفة في الموسم المقبل، لكننا نتطلع لأفكار الأهالي والمؤسسات حيال الفعاليات التي يتم تنفيذها في الموسم، الذي نجده فرصة للتعريف بالقطيف من كافة النواحي، مؤكدا أن الهيئة تجري دراسة مفصلة لأي موسم بعد الانتهاء.
تكريم الرعاة