أكد وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للخدمات البريدية واللوجستية المهندس خالد البكري أن الوضع بعد أزمة فيروس كورونا لن يكون على حال ما قبل الأزمة، خصوصا في مجال التحوّل التقني في شتى الأنشطة الاقتصادية، فكل المبادرات التي نتوقع أن تأخذ فترة زمنية تقاس بالسنوات أطلقت في أسابيع، والتجربة السعودية في هذا الشأن سوف تكون “قصة تجربة تحكى للأجيال القادمة”.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية عن بعد، وأدار حواراته عضو اللجنة عثمان الزهراني، وتركزت حول “مستقبل القطاع اللوجيستي بالمملكة وتحديات أزمة كورونا”.
وقال البكري إن الظروف كانت مفاجئة، لكن ردة الفعل الرسمية السعودية كانت سريعة والقرارات استباقية ومبادرات التحول الرقمي التي يقودها وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه جنبتنا الكثير من المشاكل، وجعلتنا نحصد العديد من النتائج، ودفعتنا للعمل على الاستفادة من الأزمة لنكون أكثر قوة وتماسكاً، فنحن في ظل هذه الظروف لم نشعر بضرر ولله الحمد، ولم تتعطل الخدمات فكل شيء متوفر، ويكفي على سبيل المثال انطلاق التجارة الإلكترونية بشكل كبير، فقد انطلقت تطبيقات ومنصّات خدمات المجتمع وربطت بين مقدمي الخدمة والمستفيدين وفتحت فرصا كثيرة للعمل وكانت عند مستوى الحدث.
وذكر البكري أنه بنى تلك النتيجة للتناغم الكبير والمبادرات العديدة، واللجان التي تم تشكيلها لتتعامل مع كافة المراحل ومنها لجان ما بعد الأزمة، فضلا عن التعاون الكبير بين الجهات الحكومية والجهات الخاصة وهذه أحد نتائج رؤية 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي بدأت تؤتي أكلها ولله الحمد.
وأضاف أننا كمواطنين متواجدين في منازلنا، لكن ثمة عناصر وممثلين لجهات حكومية تسهر على راحتنا مثل: رجال الأمن ورجال الصحة، وتعمل معهم قطاعات أخرى منهم موظفو خدمات الدعم اللوجيستي في منصات التوصيل، وغيرهم ممن ساهم في سلامة الحياة واستمرار التناغم دون الشعور بالنقص في أي مجال، معربا عن تفاؤله بالمستقبل، خصوصا على صعيد التحوّل التقني ودخول الذكاء الصناعي، الذي بدأته بعض المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة بشكل سريع، مما يؤكد أن الوضع ما بعد الجائحة لن يكون كما كان قبلها، خاصة أن المملكة تعد من الدول السباقة في هذه المجالات، مؤكدا أن الشركات التي لا تتفاعل مع الوضع الجديد يمكن أن تختفي وتخرج من السوق.
وأشار البكري إلى أن الأزمة رغم ما أحدثته من وضع غير طبيعي، لكنها أوضحت للجميع على الصعيدين الإقليمي والدولي مستوى وقدرة المملكة على التعامل مع الأزمات، ونتوقع أن يتم دراسة التجربة السعودية في هذا الشأن على المستوى العالمي، مضيفا أننا ومن خلال الأزمة، تعلّمنا ضرورة تواجد الجاهزية تجاه مثل هذه الأزمات، وأن نسير وفق الطريق الذي سرنا عليه في دعم الصناعة الوطنية وتطويرها، حتى نصل إلى مرحلة كبيرة من الاكتفاء الذاتي من العديد من المنتجات، وأن تلبي مصانعنا الوطنية الحاجة المحلية.
وأضاف أننا سوف نخرج من الأزمة في وضع أقوى ـ بإذن الله ـ ونتوقع خلال سنوات قليلة أن نحقق الكثير من الإنجازات، مع الاعتراف بوجود بعض التحديات التي سوف نسعى للتغلب عليها.
وفي مداخلة لرئيس الغرفة عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي أكد أنه يحق لنا أن نفخر بما تحقق خلال هذه الأزمة، خصوصا على صعيد الاستثمار في العنصر البشري.