564 صفقة استثمارية وتمويلية للشركات الناشئة في الشرق الأوسط بـ 704 ملايين دولار %60 منها لـ “الإمارات”
“ناشئة” المملكة تسجّل 71 استثماراً بزيادة %92 مقارنة بعام 2018 وإجمالي قيمة التمويل 67 مليون دولار بارتفاع %35
“نون أكاديمي” تسجل تمويلًا بـ 8.6 مليون دولار في 2019 وتتجه لتطوير المنتجات ومضاعفة النمو وإطلاق خدمات جديدة
نعناع” تجذب استثمارات بـ 6.6 مليون دولار في قائمة تضم “شركاء وتر” و”الاستثمار الجريء” و”ومضة كابيتال“
“أعمال مسك” تضم 12 “ناشئة” بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومبادرات “مسك الخيرية” تطلق نسخة جديدة من “مسك 500“
“ساعي” تعمل بـ 5 آلاف شحنة يوميًا في 10 مراكز بالمملكة وألف سائق أكثر من %50 منهم سعوديون
“أعناب” تجذب استثمارات بـ 1.5 مليون دولار في أولى جولاتها التمويلية ووصلت لـ 37 ألف معلمٍ ”عربي”
“دكان أفكار” تُغلق جولتها الاستثمارية لـ 2019 بـ 19 مليوناً
بكثير من حيوية الاقتصاد السعودي ومتانته، وعلى خُطى “رؤية السعودية 2030” وأفُق واسع مفتوح من أهدافها، وبرامجها التي تنطوي على خطط طموحة، لدفع وتشجيع وتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة، قفزت الشركات السعودية الناشئة قفزات واسعة، وحققت تقدما واضحا في سوق جذب الاستثمارات الإقليمية على نحو خاص، وخطت خطوات كبيرة بالأرقام في “ماراثون” الاستثمار، واستقطاب “التمويل” وعقد الصفقات، متفوّقة على نفسها، بتسجيل 71 استثماراً، بزيادة %92 في 2019 مقارنة بعام 2018، مع ارتفاع إجمالي التمويل إلى 67 مليون دولار، وتؤكّد كل المؤشرات أن الشركات الناشئة السعودية تمضي إلى تحقيق نتائج أكبر، وإلى مركز أسبق وأبرز في “ماراثون” الناشئة إقليميا ودوليا.. وإلى التقرير التالي الذي يرصد “الصورة”..
استطاعت منظومة المشاريع والشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2019 تحقيق أرقام قياسية من حيث قيمة وعدد صفقات التخارج والاستثمارات التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث بلغ عدد الصفقات الاستثمارية 564 صفقة، جمعت من خلالها الشركات تمويلاتٍ بقيمة 704 ملايين دولار. وواصلت دولة الإمارات هيمنتها على %60 من إجمالي التمويل. وفي المملكة العربية السعودية شهدت منظومة الشركات الناشئة نموا سريعا، مما أهلها لتحقيق رقم قياسي جديد بعد جذبها لعدد من الاستثمارات والتمويلات.
وسجلت المملكة 71 استثماراً في شركات ناشئة سعودية، بزيادة تبلغ %92 مقارنة بعام 2018، كما بلغ إجمالي قيمة التمويل 67 مليون دولار، بارتفاع %35.، مما أهل المملكة للوصول إلى المرتبة الثالثة في المنطقة من حيث عدد الصفقات وإجمالي التمويل، بعد دولتي الإمارات ومصر.
وبحسب تقرير” MAGNiTT” الأخير، يشهد السوق نموا سنويا بنسبة 80 بالمائة للشركات الناشئة. وتستهدف الحكومة السعودية زيادة المساهمة الحالية للشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20 إلى 35 بالمائة عام 2030.
ودعم نشاط الشركات الناشئة في المملكة إطلاق برامج مسرعات أعمال جديدة، مثل مسرعة مسك 500 للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومسرعة أعمال مسك للنمو، وكذلك تدشين صندوق الصناديق “جدا” من قبل صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للاستثمار الجريء. حيث يتنافس المشاركون على الفوز بجوائز نقدية وخدمات التوجيه والدعم العالميين، فضلاً عن فرصة الانتقال إلى أبو ظبي لبرنامج الحوافز هوب 71، والذي يشمل ما يصل إلى 100 في المائة من المعيشة المدعومة، المساحات المكتبية والرعاية الصحية لمدة عامين.
وفي نفس الوقت، ارتفع عدد المؤسسات المستثمرة في الشركات السعودية الناشئة أكثر من أي وقت مضى وبنسبة %58 لتصل إلى 41 مؤسسة في العام الماضي، %68 منها من المملكة، كما استحوذت مسرعات الأعمال على ما نسبته %32 من إجمالي الاستثمارات.
ومع زيادة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، تصدر قطاع التجارة الإلكترونية قائمة القطاعات الأكثر نشاطاً، مستحوذاً على %27 من عدد الصفقات في عام 2019، بينما استحوذ قطاع النقل والمواصلات على أعلى نسبة تمويل بلغت %26..
منصة “نون”
كانت منصة “نون أكاديمي” التعليمية الإلكترونية على رأس قائمة الصفقات بالمملكة، محققة تمويلًا بقيمة 8.6 مليون دولار خلال العام الماضي، وتعتزم توظيف هذا التمويل الجديد في مواصلة بناء فرقها الهندسية وتطوير المنتجات، ومضاعفة النمو في أسواقها الحالية، وإطلاق خدماتها في أسواق جديدة.
وتمثل هذه الجولة أول زيادة في رأس المال للشركة من قِبَل مؤسسات استثمارية، وأكبر زيادة لرأس المال في قطاع منصات التعليم الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمت الجولة بقيادة كلٌ من صندوق “رائد فنتشرز”، وصندوق STV، ومشاركة “العصامية للاستثمار”، بالإضافة لعدد من المستثمرين الأفراد من بينهم المؤسس الشريك لشركة “كريم” عبد الله إلياس، وعبد الرحمن الجضعي الرئيس التنفيذي لشركة عِلم، والمستثمر السعودي مازن الجبير، وحظيت بدعم الشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC).
ويوفر الموقع خدماته بشكل مجاني أو مدفوع، وتركز منصة نون بشكل أساسي على مساعدة الطلاب في اجتياز اختبار القدرات العامة السعودي والاختبار التحصيلي في المملكة العربية السعودية، وتتميز المنصة عن منافسيها بكونها معتمدة من قبل المركز الوطني السعودي للقياس. كما بدأت نون أكاديمي خدماتها مؤخرًا في مصر، والتي تعتبر سوقًا رئيسيًا للمنصة في المنطقة العربية.
وبالمعدل، يقضي الطالب النشيط على الموقع حوالي 55 دقيقة بشكل يومي مستخدمًا تطبيق المنصة، وهو ما يعادل تقريبًا أربعة أضعاف معدل الوقت الذي يقضيه الطلاب على بقية منصات التعليم الإلكتروني الأخرى. وقد نجحت المنصة في جذب أكثر من مليوني طالب، ولديها أكثر من 1500 معلم مُجاز.
منصة البقالة “نعناع”
جذبت المنصة استثمارات بقيمة 6.6 مليون دولار. في الجولة الاستثمارية أ من (Middle East Venture Partners MEVP) وImpact46. وتضمنت قائمة المستثمرين أيضاً “شركاء وتر” و”الشركة السعودية للاستثمار الجريء” و”ومضة كابيتال”.
وتتعامل المنصة بالأساس مع المحلات ومتاجر السوبرماركت ، في إطار نموذج الشركات الصغيرة والكبيرة بالاعتماد على على الابتكارات التقنية وتوظيفها بأسلوب يعود بفوائد ملموسة على جميع الأطراف.
وتقوم منصة نعناع بتوفير خيارات عديدة للمستفيدين السعوديين للحصول على ما يرغبون بوقت أقل وجهد أقل، وهو ما رفع صيت المنصة خلال الفترة الأخيرة.
وكان التطبيق قد أعلن في فبراير 2019 عن حصوله على استثمار جديد لتوسيع عملياته بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي، و ذلك بعد جولة استثمارية قادتها مجموعة شركاء الشرق الأوسط الاستثمارية Middle East Venture Partners MEVP، رفقة المجموعة السعودية للاستثمارات Saudi Venture Capital (SVC)، وImpact 46.
مسرعة مسك 500
جاءت مسرعات الأعمال، مثل مسرعة مسك 500 للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومسرعة أعمال مسك للنمو من بين أكثر المستثمرين نشاطًا في المملكة. وضم مشروع مسرعة أعمال مسك للنمو، الذي يطلقه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية “مسك الخيرية”، سبتمبر الماضي 12 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحصل هذه الشركات على تمويل استثماري بقيمة 100 ألف دولار أمريكي (375 ألف ريال)، وستظفر بفرصة عرض مشروعاتها بعد الانتهاء من برنامج “المسرعة” على نخبة من المستثمرين المستقلين وشركات الاستثمار في رأس المال الجريء مع نهاية المشروع، فيما سيخضع مؤسسو هذه المشروعات إلى برنامج عملي لتطوير قدراتهم في ريادة الأعمال.
ويعدّ مشروع “مسرعة أعمال مسك للنمو” فرصة لدعم وتدريب أصحاب المنشآت الريادية ودعم الشباب المتطلع إلى الوجود بشكل أكبر وفعلي في السوق المحلية، وزيادة نمو مشروعاته، بما يُسهم في خلق أكبر فرص من النجاحات، الأمر الذي ينعكس على مؤشرات نمو السوق السعودية، وهو ما قد يكون بوابة لدخول الشركات الأجنبية للاستثمار.
وبشراكة استراتيجية مع “500 ستارت أبز” أطلق مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية “مسك الخيرية” في وقت سابق النسخة الثالثة من مسرعة مسك 500. وتحصل المشاريع المنخرطة في المسرعة على تمويل قدره 187 ألف ريال، على أن يستوفي المشروع شروط الحصول على التمويل، وعلى رأسها امتلاكه فريق عمل مؤهلا لإدارة المشروع، ومنتجا في مجال التقنية أو مجالات أخرى.
ويأتي إطلاق النسخة الثالثة في أعقاب النجاح الذي حققته النسخة الثانية من المسرعة في دعم 19 شركة ناشئة من دول عدة، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين والأردن مصر، وفي قطاعات: التوظيف، والتجزئة والتجارة الإلكترونية، وتخطيط الموارد المؤسسية، والأطعمة، والأزياء وغيرها.
وأسهم الدعم المقدم في الدورة الأولى من المسرعة في تعزيز احترافية رواد تلك المشاريع، وتمكينهم من مضاعفة إيراداتهم الشهرية بنسبة تصل إلى %400، وإيجاد وظائف تجاوزت 50 وظيفة، وتوسيع نطاق مشاريعهم الاستثمارية في أسواق المنطقة.
“منصة “ساعي” الإلكترونية
“ساعي” المنصة الإلكترونية المتخصصة في مجال خدمة التوصيل النهائي، والتي تمكنت هي الأخرى خلال العام الماضي من إغلاق جولة تمويل جديدة فئة (أ)، بقيمة 2.4 مليون دولار (9 ملايين ريال). وقادت الجولة الاستثمارية شركات سعودية وهي شركة حاضنات ومسرِّعات الأعمال “بياك”، وبمشاركة كلٍ من شركتي “تسهيل القابضة” و”أبو نيان القابضة”.
تعمل الشركة التي تأسست عام 2016 بأكثر من 5 آلاف شحنة يوميًا عبر أكثر من 10 مراكز إرسال مختلفة في أنحاء المملكة، كما يعمل لدى الشركة أكثر من ألف سائق نشط على منصتها، أكثر من %50 منهم يحملون الجنسية السعودية.
التمويل الجديد سيمكِّن الشركة من تقديم خدمات جديدة مثل خدمة التوصيل السريع في خلال 45 دقيقةً، فضلا عن تمكين الشركة من توسيع نطاق خدماتها عبر المناطق الحضرية والريفية في المملكة.
منصة “دكان أفكار”
بقيادة شركة حاضنات ومسرعات الأعمال “بياك” ومشاركة صندوق الرياض تقنية، والشركة السعودية للاستثمار الجريء، وعددٍ من المستثمرين الأفراد، تمكنت شركة “دكان أفكار”، صاحبة المنصة الإلكترونية السعودية المتخصصة في بيع المنتجات الإبداعية والمبتكرة، من إغلاق جولة استثمارية نهاية العام 2019 من الفئة “ب” بقيمة 19 مليون ريال سعودي.
ومن خلال هذه الجولة سوف تتمكن الشركة من التوسع في الأسواق العربية ثم العالمية، حيث تُعد دكان أفكار من الشركات الرائدة التي تدعم رؤية المملكة 2030 وأهدافها من خلال التحول الرقمي، في مجال البيع إلى التجارة الإلكترونية.
ويعتبر نواف الصحاف، الرئيس التنفيذي لشركة حاضنات ومسرِّعات الأعمال “بياك”، أن هذه الجولة الاستثمارية ا تأتي ضمن استراتيجية شركته الرامية لتمكين الابتكار وريادة الأعمال من كافة الجوانب بما فيها التمويل، مؤكدا أن نجاح هذه الجولة يعود للأداء الممتاز والنمو الكبير الذي حققته دكان أفكار خلال الأعوام السابقة مما عزِّز مكانها في مصاف الشركات التي تعمل في قطاع التجارة الإلكترونية.
تأسست منصة دكان أفكار عام 2013 بهدف مساعدة الباحثين عن التصميمات الجذَّابة والمنتجات التي تقدم الحلول الإبداعية المصنعة في المملكة وخارجها.
منصة “أعناب”
مع بداية 2020 نجحت منصة التدريب الرقمي للمعلمين العرب “أعناب” في جذب استثماراتٍ بقيمة 1.5 مليون دولار في أولى جولاتها التمويلية.
وقادت الجولة الاستثمارية الشركة السعودية “نور نوف للمعرفة” وشركة رأس المال المخاطر “ومضة”، التي تتخذ من الإمارات مقرًا رئيسيًا لها، مع مشاركة عددٍ من المستثمرين في قطاع التعليم.
وتخطط المنصة التي تعمل على تقديم دوراتٍ تعليميةٍ لتعزيز كفاءة المعلمين والتربويين، لاستخدام الاستثمارات الجديدة في تعزيز خططها التوسعية للوصول لشرائح وأسواقٍ جديدةٍ في مجال تدريب وتأهيل المعلمين عبر الإنترنت في عامها الثاني، وذلك بعد أن حققت نموًا ملحوظًا خلال أول عامٍ من إطلاقها، ونجاحها في الوصول لأكثر من 37 ألف معلمٍ في كافة أنحاء العالم العربي.
وقد بلغت نسبة إكمال الدورات التعليمية عبر المنصة نحو %28 وهو ما يمثل ضعف متوسط المعدل العالمي لمنصات التعليم المفتوح الأخرى، كما تمكنت المنصة من تحقيق مستوىً عالٍ من رضا المتدربين يصل إلى %95، وهو ما يؤكد ضرورة وجود منصةٍ متخصصةٍ في تقديم دوراتٍ تعليمية متقدمة للتطوير المهني.
ولتعزيز عملية التعليم المهني، أبرمت المنصة عدة شراكاتٍ مع مؤسساتٍ تعليمية عالمية ومنها “كامبريدج” التي يعتمد منهجها على الممارسة والتأمل في العملية التعليمية، وتمكن بالفعل 450 معلمًا من الحصول على شهادة كامبريدج العالمية.
كماأطلقت المنصة مؤخرًا “دورة المعلم التقني” بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة التعليم في السعودية، والتي ساهمت في تدريب أكثر من 1000 معلمٍ على مهارات التدريس بالتكنولوجيا الحديثة وتمكنيهم من دمج التكنولوجيا في التعليم.
وتشهد الشركات التكنولوجية المتخصصة في قطاع التعليم بالمنطقة تطورا كبيرا خاصة لبعد استفادتها من التطور التكنولوجي وتمكنها من جذب استثماراتٍ بملايين الدولارات على مدار الفترة الماضية. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي للتعليم التفاعلي عبر الإنترنت إلى 252 مليار دولار خلال العام الجاري، وفقاً لبيانات (EdTechXGlobal).