التنافس على القيادة أولى خطوات انهيار الشركات العائلية
لا أعترف بالمركزية والمهارات يكتسبها شباب الأعمال في الميدان
أنصح رواد ورائدات الأعمال بالاستثمار في ”التقنية”
تجربتي في “الشورى” ثرية ولابد من تفهم هموم الناس حتى تعرف كيفية مناقشتها
جائحة كورونا علمتنا دروسا كثيرة أبرزها الحرص على قضاء وقت أكبر مع العائلة
دعا عضو مجلس الشورى رئيس مجلس الغرف السعودية الأسبق عبدالرحمن بن راشد الراشد رواد الأعمال إلى المزيد من البحث والمعرفة، اذا ما أرادوا المشاركة والتأثير في صنع القرار، مؤكدا أن استمرار أعمال الشركات العائلية ضرورة، وتطويرها على أسس علمية صحيحة مرتبط بأجيال جديدة من أبناء هذه الشركات، تتبنى الفكر الريادي وتدرك أهمية الحوكمة والتخطيط في إدارة الشركات.
وقال الراشد ــ الذي حل ضيفا في غرفة الشرقية، ضمن برنامج “تجربتي” الافتراضي أحد برامج مجلس شباب الأعمال، الثلاثاء 8 سبتمبر 2020، وتحدث خلاله عن ابرز محطات حياته المهنية والعملية ــ إن رواد ورائدات الاعمال يتسمون بالحماسة والانطلاق وحبهم للتغيير والتطوير، من خلال تنفيذ أفكارهم التي تسهم في تجديد آلية العمل في شركاتهم العائلية، ولكن ينقصهم الخبرة في فنون عدة وابرزها فن التواصل والاقناع، مشيرا إلى أن رواد الاعمال إذا كانوا لا يملكون هذا الفن، فلن يستطيعوا اقناع أصحاب القرار بأفكارهم التي قد تكون ذات قيمة حقيقية، موضحا أهمية اكتساب هذه الفنون والمهارات، وأن اكتسابها يأتي من التجربة العملية خارج اطار العائلة.
ثقافة العمل
وفي حديث عن بداياته اكد الراشد أنه تعلم من والده حب العمل ومفهوم ثقافة العمل والتعامل مع الاخرين والالتزام بالأنظمة والإجراءات، وقال: والدنا المؤسس زرع فينا حب العمل والحرص على تحقيق النجاح، فالناجح يهتم بنجاح الاخرين ومن حوله في فريق العمل، لافتا الى انه من الافضل انخراط أبناء العائلة التجارية في العمل خارج الشركة العائلية، خصوصا بعد المرحلة الجامعية، حتى يتعلموا مهارات ربما لن يستطيعوا اكتسابها في شركة العائلة، حيث ابن العائلة تلاحقه هذه النظرة دائما، وستكون لها اثرها السلبي على شخصيته أولا وعلى العمل ثانيا.
وحول تجربته العملية خارج إطار العائلة اشار الراشد خلال اللقاء ــ الذي اداره عضو مجلس شباب الاعمال سعد المعمر ــ الى أكثر من تجربة عملية صقلت شخصيته واكسبته مهارات مختلفة، وأن التجربة العملية الحقيقية التي اختبر فيها جميع مهاراته هي تصفية الشركات، حيث كلفه والده المؤسس رحمه الله بهذا العمل، ورغم انه كان شاقا في تفاصيله الا انه تعلم من خلاله الكثير، وأضاف مهارات جديدة لشخصيته، ومنها التفاوض واحترام رأي الاخرين ومقاربة وجهات النظر وعدم المركزية في العمل.
وحول اهم الخطوات لتطوير الشركات العائلية واستمرارها، قال الراشد إن استمرار الشركات يعتمد على أعضاء مجددين من نفس العائلة ويحبون العمل الحر ويهتمون بتطوير العمل وتأسيس الشركات ويتقنون ذلك، وفق طريقة منهجية وخطة عمل يقودها قائد مرن ومتمكن، وسط أجواء احترام وود متبادلين بين الجميع وعدم الاستسلام للمشاعر والعاطفة، لافتا الى ان الخصومات والتنافس على القيادة هي اولى خطوات انهيار الشركات العائلية.
وابرز الراشد أهمية حوكمة اعمال العائلة وخاصة حوكمة العلاقة بين افراد العائلة، مشددا على ضرورة الايمان بثقافة العمل، فالإختلافات يكون مكانها اطار العمل فقط، ويجب المحافظة على مكانها الطبيعي حتى لا تتطور وتصبح خلافات تهدم العلاقة الأخوية والعملية والكيان المؤسس.
غرفة الشرقية
وردا على سؤال حول الإدارة المركزية، قال الراشد انه ليس بالضرورة ان تصنع المركزية نتائج إيجابية، والأفضل ان يقوم الجميع بمهامه ووظائفه، وعن تجربته الشخصية في القطاع غير الربحي والشأن العام متمثلة بغرفة الشرقية ومجلس الغرف بالتوازي مع القطاع الخاص المتمثل في اعمال العائلة. وأوضح: “لم اعمل بطريقة مركزية واستطعت تحقيق النجاح في القطاعين، فانا مؤمن بطاقات من حولي ولا أفضل ابدا العمل بمركزية”.
وتحدث الراشد عن شغفه وحبه للعمل التطوعي وغير الربحي مشيرا الى عمله في الغرف التجارية (مجلس الغرف السعودية، وغرفة الشرقية) وقال: ترأست غرفة الشرقية وعمري 40 عاما آنذاك، وكانت فرصة للعمل مع كبار رجال الاعمال في المنطقة الشرقية والجلوس معهم على طاولة واحدة، والاستفادة من تجاربهم الكبيرة في الحياة الشخصية والعملية، مؤكدا انها تجربة ثرية استهدفت تطوير العمل فيها ومناقشة تطلعات وتحديات قطاع الاعمال، “بل ذهبنا الى اكثر من ذلك حيث اعددنا دراسات بالتعاون مع بيوت الخبرة ورفعناها الى الوزراء حتى يكونوا قريبين من قطاع الاعمال ويستأنسوا برأيه عند اتخاذ القرارات، وكانت نتائجها مرضية لجميع الأطراف”.
وتابع الراشد: ان غرفة الشرقية عرفت بتميزها ونشاطاتها المتنوعة والفاعلة، التي جذبت حتى الوفود التجارية والرسمية الزائرة للمملكة الذين كانوا يطلبون ان تكون الغرفة وجهتهم الأولى.
وقال: في فترة رئاستي حرصت على تأسيس مجلس شباب الاعمال استشعارا مني ان هناك جيلا جديدا قادما من الاسر التجارية، له تطلعاته وطموحاته، ويجب ان يكون للغرفة تواصل معه لدعمه والاستفادة من طاقاته، ومنها انطلق المجلس وأصبح لديه برامجه وقضاياه وأنشطته، فضلا عن تأسيس مجلس لسيدات الأعمال هو الأول من نوعه على مستوى الغرف السعودية إيماناً بأهمية تمكين المرأة في العمل الحر ودورها في رفد الحركة الاقتصادية.
ونصح رواد ورائدات الاعمال الى التفكير في الاستثمار في قطاع التقنية الذي أصبح الان مزدهرا وبرز بشكل كبير اثناء فترة الحظر بسبب جائحة كورونا، مؤكدا ان الاستثمار في هذا القطاع اصبح مشجعا الان.
مجلس الشورى
وعن تجربته في مجلس الشورى السعودي، وصفها الراشد بالتجربة الثرية التي تخطت حدود تجربته في القطاع التطوعي غير الربحي متمثلا بعمله في الغرف التجارية السعودية، قائلا: في مجلس الشورى تتعلم كيف تتفهم هموم الناس حتى تعرف كيف تناقشها مع جميع زملائك في المجلس في إطار الحدود المعروفة.
وردا على سؤال يستطلع خططه المقبلة، قال الراشد ان جائحة كورونا علمتنا دروسا كثير وأبرزها الحرص على قضاء وقت أكبر مع العائلة، “فانا أدركت أنني كنت منهمكا كثيرا في العمل ولا التقي عائلتي الا في فترات لا تعتبر كافية، والان العمل اصبح يدار عن بعد وهي ميزة تساعدني في البقاء اكثر مع عائلتي”.
واختتم الراشد لقاءه بضرورة ان يكون لقطاع الاعمال مشاركة نحو المجتمع فهو اخذ الدعم والمساندة منه ولابد ان يرد هذا الجميل له، حتى يبارك الله تعالى في اعماله.
وفي نهاية اللقاء أثنى رئيس غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، على الادوار الكبيرة التي شهدتها الغرفة اثناء فترة رئاسة الراشد وزملائه اعضاء مجلس الادارة، كما أكد رئيس مجلس شباب الأعمال بالغرفة فهد الفراج، على الدعم المتواصل الذي يجده المجلس من قبل الراشد.