البتّال: هدفنا أن تكون مرافق المنطقة الرياضية ليست مجرد ساحات رياضية، وإنما وجهة ومقصد
الرشيد: حريصون على التعاون مع الشركاء كافة لتطوير أدوات استثمارية تفتح الآفاق لدخول المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مجال الاستثمار الرياضي
الخالدي: نسعى إلى بناء مكّون معرفي بكافة الأوعية الاستثمارية التي يتضمنها القطاع وأحدث الممارسات والأطر التنظيمية والقانونية التي يحتويها
«الرياضة استثمار المستقبل»، بهذا الشعار أَطلقت غرفة الشرقية مُلتقى رواد الرياضة في أوائل شهر يونيو2021م، تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية، صاحب السموّ الملكي الأمير «سعود بن نايف بن عبدالعزيز»، وافتتحه وكيل إمارة المنطقة الشرقية، الدكتور «خالد بن محمد البتّال»، وشارك فيه مسؤولين حكوميين ومدراء استثمار في كُبرى الأندية الرياضية بالمملكة، وخَلُص إلى أن القطاع الرياضي في المملكة ينتظره فرصًا استثمارية كُبرى لاسيما مع التطورات التي لحقت بالبيئة التشريعية بإيعاز من ولاة الأمر –حفظهم الله- لتصبح أكثر أمنًا للمستثمرين في هذا القطاع المتنامي، وأن برامج الحوكمة والخصّخصة سوف تُسهم في الانتقال بالقطاع الرياضي إلى آفاق أرحب من النمو في كافة نشاطاته المتنوعة، وعلى القطاع الخاص استغلال هذه المؤشرات بإقامة المزيد من شركات خدمات المُساندة لاسيما وأن القطاع لازال في حاجة إلى المزيد منها.
متابعة دؤوبة
وكان البتال قد عبر في كلمته التي ألقاها عن أهميته في تقديم طروحات جادة للارتقاء بالقطاع الرياضي لاسيما في ظل ما يشهده القطاع الرياضي من تنمية شاملة وما يحظى به من دعمٍ واهتمامٍ ومتابعة دؤوبة من القيادة الرشيدة، التي تنطلق من قناعة بأن الرياضة قبل أن تكون مصدرًا للإيرادات الوطنية، هي دعامة أساسية في تحقيق التنمية الاجتماعية والبيئية، ومصدرًا رئيسيًا في تطوير وإصلاح المجتمعات، والشريك الفاعل في مضمار النمو والتطور الذي تعيشه البلاد في مختلف القطاعات.
التميز والريادة
وأشار البتال إلى أن القطاع الرياضي شهد في الآونة الأخيـرة مرحلة جديدة من صناعة التميز والريادة، فأصبحت المملكة اليوم مؤهلةً للتنافسية العالمية، التي تتطلب من رواد هذا القطاع الحيوي عملاً وجهدًا مُضاعفًا نحو ابتكار آليات تشاركية وتسويقية جديدة تدعم جهود الدولة في تطوير هذه الصناعة ونقلها لآفاقٍ أرحب.
عناية بالغة
ومن جانبه أشار محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، المهندس «صالح بن إبراهيم الرشيد»، إلى أن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ينعم اليوم باهتمام وعناية بالغة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لأمين، اللذان يحرصان كل الحرص على تطوير هذا القطاع الحيوي المهم ودعمه وتمكينه لما له من دور كبيـر في دعم الاقتصاد الوطني، كاشفًا عن زيادة حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المشتريات الحكومية من %14 في عام 2016 إلى %28، وكذلك حصتها من إجمالي القروض من %2 في عام 2016 إلى %8.3، وقال بأن هناك أكثـر من 25 ألف منشأة استفادت من مبادرة استرداد الرسوم الحكومية بإجمالي مبالغ مستردة تجاوزت 2.6 مليار ريال، كما وصل إجمالي عدد المستفيدين من بوابة التمويل إلى 1,322 منشأة بإجمالي تمويل بلغ 3.3 مليار ريال، وأن الهيئة قدّمت الدعم إلى أكثـر من 320 منشأة متسارعة النمو من خلال برنامج “طموح”، وأصدرت 190 رخصة لمجمعات الأعمال ومساحات العمل المشتركة.
الطاقة الاستيعابية
وأكد الرشيد، بالتزام «منشآت» بتصميم البـرامج والمبادرات التي تساهم في دعم وتنمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد ورائدات الأعمال لرفع إنتاجية تلك المنشآت وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد السعودي، وصولًا إلى رفع نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي إلى %35، بالإضافة إلى المساهمة في خلق المزيد من الوظائف.
واستطرد بقوله: إن «منشآت» حريصة على لتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص لتطوير أدوات استثمارية مبتكرة لتوسيع نطاق دخول المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مجال الاستثمار الرياضي، والذي يُعد من القطاعات الواعدة والحافلة بالعديد من الفرص الاستثمارية.
تعزيز الاستدامة
وأشار الرشيد، إلى وجود مساعي بزيادة استثمارات المنشآت الصغيرة والمتوسطة وذلك في جميع المجالات بما فيها المجال الرياضي لتعزيز استدامتها وزيادة مواردها، لافتًا إلى أنه في مطلع العام الجاري أطلقت منشآت حملة (نكمل بعض ونصنع الفرق) بالشراكة مع وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الدوري السعودي للمحتـرفين، بهدف خلق بيئة استثمارية مُحفزة في المجال الرياضي وجذب المزيد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة للاستثمار بهذا المجال، وكذلك أطلقنا بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة كأحد الصناديق والبنوك التنموية التابعة لصندوق التنمية الوطني، والذي سيبدأ عمله قريبًا بهدف زيادة التمويل المقدم إلى قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسد الفجوة التمويلية.
صناعة عالمية
ومن جهته أكد رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، «عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي»، أن الرياضة أصبحت اليوم صناعة عالمية ذات مردودات اقتصادية كُبرى وتتخطّى في العديد من بلدان العالم عوائد قطاعات اقتصادية رئيسية وتتصدر مرتبة متقدمة ضمن مصادر الدخل الوطني لهذه البلدان، لافتًا إلى إنه رغم حداثة عهد المملكة بالاستثمار الرياضي، فإنها في السنوات القليلة الماضية وأمام ما أولته الحكومة الرشيدة ضمن رؤية2030م، من اهتمامٍ كبيـرٍ بقطاعات الشباب والرياضة، باتجاهها نحو توسيع قاعدة الاستثمار فيه بغرض بناء قطاع رياضي على أسس سليمة وقواعد راسخة، شهدنا حراكًا متسارعًا نحو صياغة سُبل جديدة من شأنها الارتقاء بهذه الصناعة المتنامية، التي بجانب ما تحققه من عوائد مالية مرتفعة، تبقى من أكثر المجالات الاستثمارية ارتباطًا بالعديد من المجالات الأُخرى والأكثر استيعابًا للطاقات البشرية لاسيما من فئة الشباب.
مكّون معرفي
وقال الخالدي، إن غرفة الشرقية ومن واقع مهمتها التوعوية، تحاول من خلال ما يطرحه المُلتقى بناء مكّون معرفي بكافة مجالات الاستثمار الرياضي، والتعريف بالأوعية الاستثمارية التي يتضمنها وأحدث الممارسات والأطر التنظيمية والقانونية التي يحتويها، وطرح بـرامج تطويرية ودراسات منهجية في كيفية استغلال فرصه الاستثمارية، ونقل الخبـرات الناجحة سواء الدولية أو الإقليمية في الارتقاء بالصناعة الرياضية.
مردود إيجابي
فيما تحدث رئيس مجلس شباب أعمال الشرقية، «فهد الفراج»، عن أهمية صناعة الرياضة قائلاً إنها تُعد رافدًا مهمًا في زيادة مداخيل الدول، وواحدة من أهم الأدوات الاقتصادية ذات النفع الكبيـر والمردود الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع، ولهذا اعتبـرت رؤية المملكة 2030م القطاع الرياضي قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا، وسعت إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية وتوسيع قواعد الاستثمار الرياضي، فكان تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز برنامج الاستثمار الرياضي بمشاركة روّاد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في هذا القطاع الناهض.
فرص استثمارية
وأكد من جهته، نائب محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة لريادة الأعمال، عصام الذكير، إن الرؤية خلقت حالة من الشراكة والتعامل في العمل بين كافة الجهات، لافتًا إلى أن منشآت باعتبارها جهة ممكّنة قدّمت الكثير من المبادرات لمساندة قطاع المنشآت الصغير والمتوسطة ومهدّت الطريق للعديد منهم للخوض في مجال الاستثمار الرياضي سواء من حيث توفير الدعم المعلوماتي أو الدعم التمويلي أو دعم فتح الأسواق، وهذه هي التحديات التي كانت تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وقال الذكير، إننا في منشآت نعمل على تطوير أعمال قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة بجميع المجالات بما فيها مجال الاستثمار الرياضي، ورفع نسبة نجاحها عبر برامج تدريبية متنوعة وخدمات استشارية وإرشادية يقدمها فريق من المختصين، أن مستهدف منشآت بحلول 2030م هو تقديم كامل الدعم والمساندة سواء بفتح الأسواق أو تسهيل عمليات التمويل عبر بوابة التمويل أو توفير المعلومات حول الفرص الاستثمارية في هذا القطاع المتنامي للوصول به إلى ما نسبته 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن السنوات الأخيرة شهدت تطور ملحوظ ونمو مزايد يستدعي التفاؤل بالوصول إلى الأهداف قبل 2030م.
زيادة الأندية في المملكة
قالت وكيل التطوير والتخطيط في وزارة الرياضة، «أضواء العريفي»، في إحدى جلسات المُلتقى، أن الوزارة تستهدف زيادة عدد الأندية في المملكة التي يبلغ عددها حاليًا نحو 170 ناديًا رياضيًا وذلك لزيادة القدرة الاستيعابية للمواهب الرياضية بالمملكة، كاشفةً بزيادة كبيـرة في عدد الممارسين للرياضة في المملكة من %13 قبل انطلاق الرؤية إلى %19 في عام 2019م، فضلاً عما شهده العام الماضي وحده من زيادة ملحوظة للممارسين نظرة لجملة البـرامج والمبادرات التي انطلقت بالشراكة مع كافة الجهات، لافتةً إلى أن مستهدف الوزارة في عام2030م هو الوصول بنسبة الممارسين للرياضة إلى %40.
وأوضحت، أن المملكة استضافت أكثر من 50 حدثٍ رياضيٍ في السنوات الأخيـرة تضمن أكثر من 2مليون زائر، وحظيت الفوز باستضافة نسخة عام 2023م من دورة الألعاب العالمية للفنون القتالية، وهو حدث دولي متعدد الرياضات يضم 15رياضة وفنون قتالية، وقالت: إن استضافة البطولات العالمية يَصب مع مساعينا نحو تعزيز مجتمع نابض بالحياة مع اقتصاد متنوع وفقًا لرؤية 2030م.
خَصْخصة الملاعب
أكد «أحمد المشهدي»، الرئيس التنفيذي لقطاع الرياضة والترفيه بشركة الوسائل السعودية، خلال إحدى الجلسات، أن خصّخصة الملاعب، وفتحها أمام الاستثمار الخاص فتح مجالاً واسعا للمنشآت الرياضية، فضلا عن أنه داعم للرياضة فهو داعم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أن تقدم خدماتها في الملاعب من قبيل التذاكر التي هي درجات مختلفة حسب المواقع، لافتًا إلى أن الملعب منشآه عقارية علينا أن نشغّله حسب الهدف الذي من أجله أُنشئ، وتأتي بعد ذلك أنشطة الرعايات والبـرامج الترفيهية والفعاليات المختلفة، التـي تدعمها السمات التي تتصف بها الملاعب من المساحة والمواقع المجهزة لاستقبال جمهور عريض، على المنشآت الصغيرة والمتوسطة أن تكون مؤهلة لتوفير متطلبات هذا الجمهور، والاستفادة منها، وسوف يكون النجاح حليفها قدر إمكانياتها وقدر ارتباطها بالجانب الرياضي والترفيهي.
رؤى مدراء الاستثمار
- الرئيس التنفيذي لشركة نادي الهلال الاستثمارية، «سلطان آل الشيخ»، البيئة التشريعية دعّمت توجه الأندية ناحية الاستثمار فأصبحت أكثر أمانًا للمستثمرين ومحفزًا لدخول المستثمر إلى مشاريع الأندية المختلفة.
- عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التسويق والاستثمار بنادي النصر، «معتـز المزروع»، الأندية تستند على قاعدة جماهيرية تدعمه في زيادة مداخيلها المالية، وهو أمر يجعل النادي يفكر بعمل منتج استثماري مقنع يستطيع تسويقه إلى المستثمرين.
- المدير المالي بنادي القادسية، «فارس المُفلح»، الأندية الرياضية أصبحت بتطبيق الحوكمة مجالاً خصبًا لجذب قوى العمل الوطنية، وهو ما أثر بشكل إيجابي في عملية الالتـزام بأنظمة العمل.
- الرئيس التنفيذي لنادي الاتفاق، «معاذ العوهلي»، قطاع الخدمات المساندة للأندية، رغم مردوداته المالية العالية، إلا أنه يفتقر إلى وجود شركات محلية كافية تعمل فيه.
- مديرة تطوير الأعمال بشركة نجام الرياضية، «شدن الصقري»، تطور السوق المحلي ومواكبة متطلبات العملاء يستوجب من المستثمر في الأندية الرياضية أن يعي أولاً ماهي مفاهيم الأندية، وماهي احتياجات السوق بحسب المدينة أو المحافظة واهتمامات شريحة العملاء المستهدفين من متطلبات.
مدينة رياضية ترفيهية تحت الترسية بالشرقية
كشف المهندس «عبدالله البقمي»، من الإدارة العامة للاستثمار التجاري بأمانة المنطقة الشرقية، خلال إحدى ورش العمل المصاحبة للملتقى، عن أن من المشروعات التي ما تزال تحت الترسية، هو إنشاء مدينة ترفيهية بالمنطقة تكون من أكبر المدن الترفيهية بالمملكة وتتضمن 40نشاطًا ترفيهيًا ورياضيًا بتكلفة تصل إلى 350 مليون ريال وتقع على مساحة 2.200 مليون متر مربع.