يحل مؤتمر الأطراف (26) في «غلاسكو»، مع أهداف طموحة لإحراز تقدم ملموس في تحقيق اتفاق مُلزم لأكبـر عدد من الدول لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، وبالتالي كبح ارتفاع درجة الحرارة.
وترتبط الأهداف المناخية التي تقودها الأمم المتحدة ببـرامج متعددة، منها المتعلقة بمصادر الطاقة، والأنماط الاجتماعية للشعوب، ومنها المتعلق أيضًا بالبيئة والغابات والمحيطات وبالجوانب البحثية والعلمية، ومنها المتعلق بالجوانب التنظيمية واللوائح التنفيذية، إلا أن التحدي الأكبـر سيكون على تحقيق اتفاق قابل للتنفيذ .. والأهداف المناخية لن تتحقق بالاتفاق أو بالالتزام فقط، ولكنها تتطلب تكاليف باهظة جدًا على اقتصاد عالمي مُثقل بتبعات الجائحة وما واكبها من أضرارٍ اقتصاديةٍ جسيمة.
تجاذب المصالح وصراع القوى سبق الاجتماع بفتـرة ليست بالقليلة، فنـرى تكتلات دولية ضاغطة على المؤتمر ومركز صنع القرار، الدول السبع اجتمعت أكثـر من ثلاث مرات على مستوى الرؤساء خلال العام الجاري، وهي حريصة أن تحظى بأن تكون المصدر الرئيسي لتصدير متطلبات المناخ وخفض الانبعاثات وتحقيق أكبـر المصالح من خلال القدرات التقنية والتصنيعية والمعرفية.
تتواجد أيضًا كتلة (الدول الأقل تنمية)، وهي كتلة من 46 دولة يعيش بها ما يربو على المليار نسمة وترفع شعار (أنها المتضرر الأكبـر من الخطر المناخي)، وبالتالي تُطالب بأكبر قدر ممكن من الدعم المالي، ثم هناك كتلة الدول ذات النمو الاقتصادي الأسرع بتكتل يطالب بتحفيـزات مالية تضمن لها وللعالم الاستمرار في النمو.
كما أن هناك تكتل دول الـ77 مع الصين وهو التكتل الذي يجمع الصين بمحيطها الجغرافي والدول المتعاونة معها والمناهضة لتوزيع الثـروات بأهداف مختلفة، كما أن هناك تكتلات عديدة تبحث وراء مصالح مختلفة.
وقد استبقت المملكة المؤتمر بإعلان منتدى (مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)، بهدف حماية المناخ والبيئة، ومواجهة التغيـرات المناخية، وتجهيـز البنى التحتية لخفض الانبعاثات، مع تأسيس إطار تنظيمي وتنسيقي للمنطقة يضمن المتابعة المستمرة.
اختارت المملكة أن تضع أيضًا تصورها لأُسس الحل، والذي بلورته من خلال اقتصاد الكربون الدائري، الذي حظي بدعم الدول العشرين العام الماضي .. وبذلك سيكون الوزن التفاوضي للشرق الأوسط خلال المؤتمر القادم حاضرًا بثقل إقليمي تدفعه مصالح الكوكب والبيئة بقيادة المملكة العربية السعودية ببرامجها وخططها القابلة للتنفيذ وبالوسائل المتاحة، بعيدًا عما تطرحه بعض الجهات التي تضع أهدافًا كُبـرى تكاد تكون أقرب إلى الخيال.