منذ أن تأسست غرفة الشرقية عام 1952م، ونحن كقطاع أعمال نراها “النموذج” الأكثر وضوحًا وتطبيقًا للاستدامة، إذ كنا ـ ولازلنا ـ ننظر إلى تجربتها بشغف المعرفة والتطلع إلى نقل تجربتها المتميزة والرائدة على مستوى قطاع الأعمال والمؤسسات الاقتصادية، إلى رواد ورائدات الأعمال في المنطقة والمملكة بأكملها.
لقد قادتني الرغبة في خدمة قطاع الأعمال إلى سدة المسؤولية ومواصلة الحفاظ والتطوير للإرث المتراكم لكافة أجيال مجالس الإدارة المتعاقبة، فرأيت كيفت تأصلت في غرفة الشرقية مفاهيم ـ أكاد أُجزم أنها من بواكير الغرف التجارية في تأصيلها ـ ألا وهي مفاهيم: (التنويع والاستدامة والعنصر البشري)، وكيف اتخذت من فلسفة الاستعداد والتأهب الدائم شعارًا، وكثفت مساعيها إلى ترجمته في كل أنشطتها لتدعيم هذه المفاهيم الثلاثة؛ فكانت منذ اللحظات الأولى صاحبة الأفكار الإبداعية والمبادرة دومًا في تقديم المبادرات والبرامج الخلاقة، والباب المفتوح دائماً للحوار والنقاش حول كافة الموضوعات التي تخص قطاع الأعمال، فحصدت قلوب ليس فقط قطاع الأعمال بل وكافة أبناء المنطقة الشرقية، فكما اقتربت من مجتمع الأعمال، اقتربت كذلك من المجتمع بمختلف فئاته بحرصها الدائم على تنفيذ ودعم كافة الأنشطة التي تخصه.
وإذا كانت غرفة الشرقية قد حقَّقت نجاحًا باهرًا في مسيرتها السبعينية ـ ولاتزال ـ، فإن ذلك يعود إلى الله تعالى أولاً ثم للدعم والرعاية المستمرة لحكومتنا الرشيدة ـ أعزها الله ـ للعمل المؤسسي الخدمي بشكل عام والعمل الاقتصادي على وجه الخصوص، فهي لم تدخر جهدًا في مؤازرة أعمال الغرفة وكافة الغرف التجارية بالمملكة العربية السعودية.
وأنتهز هذه الفرصة لأقدِّم بالأصالة عن نفسي وكافة أعضاء مجلس الإدارة ممن شاركوني هذه الدورة الثرية بالأحداث الاقتصادية الوطنية، خالص شكري وامتناني لكل الأجيال المتعاقبة من مجالس الإدارات التي قدمت صورة ناصعة للمشاركة الفاعلة والمؤثرة والداعمة لقطاع الأعمال مع قضايا الوطن الاقتصادية والإجتماعية وأيضًا إلى الجهاز التنفيذي للغرفة على الأدوار الفاعلة والسعي الدؤوب في ترجمة تطلعات قطاع الأعمال وخدمة مصالحه وتطوير الخدمات المُقدمة، وفقًا لأعلى معدلات الجودة والأداء، والشكر الموصول لقطاع الأعمال بالمنطقة الشرقية وكافة مناطق المملكة على دعمهم الدائم لغرفة الشرقية، مما انعكس إيجابًا على المساهمة الإيجابية في تحقيق مستهدفات الوطن الاقتصادية.