نافذة

استدامة الأمن الغذائي!

لم تكن أزمة جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات ومظاهر دولية مفاجئة كإغلاق الحدود ومحاولة التنافس والاستئثار بالمكاسب ومعاضل عمليات الشحن (نقل البضائع) إلا أخر أهم المؤشرات العالمية المتكررة التي من المفترض أن تسترعي انتباه الدول للتعاطي بكل جدية وعلى كافة الأصعدة مع مسألة تفعيل التحوط الاستراتيجي الكفائي!

 

مفهوم الأمن الغذائي (بشقيه المطلق والنسبي يعد ركيزة أساسية ضمن دائرة التحوط الاستراتيجي العام التي تطمح كافة الدول لتحقيقه مع سعي الجميع الوصول لحد الكفاية المطلقة بعد تحقيق الحد النسبي منه (الأمن الغذائي المطلق أي كفاية الدولة من الإنتاج المحلي وأحيانًا الزيادة والنسبية يعني حاجتها جزئيًا للاستيراد).

 

تمتلك المملكة المقومات والبنى التحتية التي تؤهلها لزيادة الزخم للتحول من مستوى الأمن الغذائي النسبي إلى المطلق بل والدخول إلى مستويات مؤثرة في عملية التصدير للمنتجات الزراعية والحيوانية (موجودة نسبيًا) فالمساحات الزراعية ومصادر المياه والحاضنات الحيوانية والقدرة المالية والتقنية والخبرة  كلها متوفرة.

 

إن بلورة تلك المقومات لتحقيق الكفاءة في منظومة الأمن الغذائي تتطلب مجابهة التحديات التي تعترضها بصورة دورية سواء من ناحية جودة الإدارة والاهتمام بالأبحاث والتقنيات المستجدة وأساليب التسويق والتخزين الحديثة وكفاءة استخدام الموارد المائية أو على مستوى الاهتمام بالصناعات التحويلية المرتبطة بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية ومعرفة أسباب قلة الأيدي الوطنية العاملة في هذا الحقل.

 

لا تقتصر أهمية التجربة السعودية الرائدة بزراعة القمح في ثمانينيات القرن الماضي عن كونها حولت البلد وقتها إلى مُصدر لهذه السلعة الضرورية (بعد الاكتفاء منه داخليًا) بل إلى الخبرة الزراعية الشاملة التي اكتُسبت أثناء وبعد هذه المرحلة وما رافقها من عملية تشجيع رسخت مبدأ ضرورة الأمن الغذائي الوطني رغم التحديات الدولية التي عادة ما تحاول السيطرة والتفرد بالجوانب الغذائية للدول!

 

وقفات:

  • لا زالت نتائج بعض الشركات السعودية المساهمة العاملة في قطاع إنتاج الأغذية دون المستوى المطلوب وبعضها يحقق الخسائر منذ سنوات وهذا الأمر بخلاف استنزافه لأموال المساهمين فأنه لا يساهم بتعزيز الناتج المحلي الإجمالي والمعالجة بهذه الحالة أصبحت مُلحة.

 

  • برامج رؤية السعودية 2030م شملت محور الأمن الغذائي لأهميته الاقتصادية وإدراج الشباب السعودي المؤهل في قطاع إنتاج الأغذية القادر على احتوائهم من خلال برنامج “السعودة” ستكون قيمة مضافة للبلد.

 

  • حسب تقدير المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) فأن جائحة كوفيد19- قد بينت هشاشة الأنظمة الغذائية والزراعية العالمية (الإنتاج وسلاسل الإمداد الغذائي وشبكات النقل الداخلي والاستهلاك).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.