أبهرت المملكة العربية السعودية العالم كله، بإعلانها عن التصاميم الخاصة بمدينة ذا لاين، المدينة الرئيسية في “نيوم”. التصاميم العمرانية الجريئة والثورية المعلنة لهذه المدينة الأخاذة لم تكن تحمل فلسفة تقليدية، بل قفزت بمفهوم التخطيط الحضري والعمراني إلى آفاق غير مسبوقة في التاريخ البشري، بدأنا حيث انتهى الآخرون، بل تجاوزنا خطوط نهايتهم تلك بآلاف الأميال في مزيج عجيب من التكامل بين الإنسان والبيئة والزمان بشكل متوافق مع معايير جودة الحياة الرفيعة، هل يمكن أن تكون هناك مدينة صديقة للبيئة بدون سيارات؟ هذه المرة لم تأت الإجابة من الشرق والغرب، بل أتت من المملكة العربية السعودية.
هذه القفزة الحضارية في التنمية العمرانية الحديثة وتخطيط المدن والجرأة في التفكير يجب أن يُصاحبها قفزة مماثلة في نماذج الأعمال والتفكير الاستراتيجي والشراكات الاستراتيجية مع مجتمع الأعمال الدولي والتفكير بعقلية عالمية ننافس فيها أعتى الشركات وأكبر رؤوس الأموال العالمية.
في “ذا لاين” لن تكون المنافسة في مجال الأعمال منافسة تقليدية، بل ستعتمد على الابتكار بشكل رئيسي، من يبتكر أفضل وأسرع يكسب أولاً وأخيرًا.. (التغيير قادم ومن لا يتقدم، يتقادم).
” ذا لاين” لن تكون المدينة الوحيدة في “نيوم”، مع إعلان الخطط الحكومية المتتابعة لبناء مدن “نيوم” الأُخرى مثل “تروجينيا” و“أوكساجون” وربما غيرها في المستقبل القريب، يجب أن تكون الفلسفة المستقبلية لمدن “نيوم” حاضرة في كل خطط الأعمال للشركات السعودية، هذه الفرص العملاقة التاريخية هي من الفرص النادرة والتي قد يتغير فيها مشهد التجارة والأعمال بشكل جذري ويمتد أثر ذلك لباقي المدن السعودية.
في “نيوم” ومدنها وفلسفتها المستقبلية لا مكان لأنصاف الحلول، وأنصاف الجودة، والخدمات متوسطة المستوى، بل على النقيض من ذلك تمامًا هناك مساحات شاسعة للابتكار والإبداع والتميز في المنتجات والخدمات.
فهل سيستطيع المبادرون وسيدات ورجال الأعمال أن يوائموا أعمالهم ويعيدوا تشكيلها استراتيجيًا، أم سنشهد في “نيوم” بروز لاعبين جدد في مجال التجارة والأعمال يقرأون المشهد بشكل جيّد ويتحركون بشكل أسرع وأعمق وأكثر تأثيرًا؟
وختامًا.. في المملكة يُصنع التاريخ والمستقبل معًا، فكما صنع الفراعنة الأهرام، والبابليون الحدائق المعلّقة، وكما صنعت شعوب العالم عبر التاريخ عجائب الدنيا السبعة، ها هم السعوديون بقيادة ملهمة للعالم والبشرية يبنون الأعجوبة الثامنة من عجائب الدنيا: “ذا لاين”.