أهداف مصنوعة يحققها الاقتصاد الخليجي
10 مليارات دولار إيرادات متوقعة من استضافة كأس العالم
خطط التنسيق الخليجي لإنجاح المونديال تسفر عن الاتفاق على تسيير 160 رحلة يومية من وإلى الدوحة
المملكة تخطط لتحقيق الجذب السياحي مع ميسي وبنزيما وصلاح
كأس العالم فرصة مثالية لتعريف العالم بالثقافة الخليجية تحفيزًا للعودة للمنطقة في فترات لاحقة
المنطقة الشرقية ستشهد انتعاشة بحكم مجاورتها لقطر
دبي: إرتفاع قياسي في نسب إشغال الفنادق والطيران أثناء إقامة كأس العالم
سلطنة عمان توفر ما يزيد على 20 ألف غرفة فندقية وأكثر من 200 منتج سياحي من خلال أكثر من 35 مشغلاً محليًا و10 شركات نقل بري
قبل أيام من المونديال شركات متخصصة في دبي تبيع “باقات خاصة” بالمشجعين تتضمن الذهاب للدوحة ثم العودة على متن رحلات مقننة
إنها الساحرة المستديرة.. التي كما تُسعد محبّيها باستقرارها في الشباك، تُنعش اقتصادات الدول وتفتح أبوابًا من الاستثمار في العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، وباتت صناعة تقطر وراءها عددًا لا حصر له من المجالات الداعمة للاقتصادات الوطنية، وتتجاوز عوائدها المجال الرياضي والاقتصادي لتشمل مناحي اجتماعية عدة.
ومع اقترابنا من انطلاق بطولة كأس العالم، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتستضيفها دولة قطر على مدى 29 يومًا خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2022م، تتجه أنظار عشاق كرة القدم من مختلف العالم صوب منطقة الخليج العربي لمتابعة الحدث الكروي الأهم عالميًا.
الحدث الأبرز
ثمة نحو المليون ونصف زائر من المتوقع زيارتهم لدولة قطر ودول الخليج المجاورة وعلى رأسها المملكة وهو ما ينعكس بالإيجاب على الخليج باعتباره وجهة استثمارية وسياحية عالمية، كما يتوقع أن يتابع المونديال عبر الشاشات أكثر من 3 مليار نسمة حول العالم وتقول الهيئة المنظمة للمونديال أن 80 مليوناً تقدموا لشراء عدد التذاكر البالغ عددها 3.1 مليون تذكرة.
وقد أحدثت قطر تحولًا كبيرًا في بنيتها التحتية وأنفقت خلال السنوات الماضية منذ إعلان فوزها بتنظيم المونديال نحو 200 مليار دولار، وهو ما يعادل %10 تقريبًا من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا منذ الفوز بحق استضافة البطولة، ذهب جزء كبير منها لتطوير البنية التحتية وتحديثها، ولبناء ثمانية ملاعب عملاقة لاستضافة المباريات الـ 64 عليها وتعتبر الدوحة ذلك إستثمارا للمستقبل وجزءاً من رؤية قطر 2030 الاقتصادية، بيد أن العوائد الضخمة المتوقعة من الحدث العالمي لن تجنيها الدوحة فقط، بل ستتقاسم جزءاً منها معها دول الخليج العربية الأخرى تلك الأرباح.
وهو ما يؤكده خبراء اقتصاديون يرون أن استضافة كأس العالم ستلعب دورًا كبيرًا في تحريك اقتصاد الدولة المستضيفة والدول المجاورة لها والتسويق الثقافي والسياحي والمعرفي لدول الخليج.
مكاسب اقتصادية
وإزاء ما يمكن أن تُحققه الدوحة من مكاسب اقتصادية لاستضافتها كأس العالم، والتي قد تصل إلى 10 مليارات دولار، أي ما يزيد عن ما حققته هذه البطولة في نسختها السابقة عام 2018م بروسيا والتي لم تتجاوز ملياري دولار ـ يتوقع بأن يكون للدول الخليجية المجاورة نصيب مهم من هذه المكاسب المباشرة وغير المباشرة على المدى المتوسط والطويل.
ودخلت دول مجلس التعاون الخليجي على خط دعم دولة قطر الشقيقة عبر تسهيل المرور عبر الأجواء والمنافذ الحدودية ؛ ومن ذلك الحين تحرّكت الفعاليات الاقتصادية، لإنجاح المونديال خصوصا في قطاع النقل الجوي، عقب توجه الخطوط السعودية والكويتية وشركة “فلاي دبي” والطيران العماني تسيير أكثر من 160 رحلة يومية من وإلى الدوحة انطلاقًا من كافة العواصم الخليجية، وسيعطي ذلك المونديال البعد الجماهيري المطلوب خليجيًا وعربيًا.
الإنفاق السياحي
وتوقعت دراسة بحثية أعدتها شركة “ريدسير” للاستشارات الاستراتيجية، أن تبلغ إيرادات الإنفاق السياحي في المنطقة الخليجية بسبب بطولة كأس العالم نحو 4 مليارات دولار، وستكون قطاعات الضيافة والمأكولات والمشروبات والسلع الرياضية والأزياء من القطاعات الرئيسية التي ستحصل على حصة كبرى من الإنفاق من قبل المشجعين والسياح خلال فترة البطولة.
وقالت الدراسة إنه على الرغم من أن قطر ستحتضن حصة الأسد (حوالي %85) من الإيرادات المتوقعة من الإنفاق المرتبط بكأس العالم 2022م من قبل السياح، فإن دول الجوار ـ وخاصة المملكة والإمارات العربية المتحدة ـ ستكون في مقدمة المستفيدين من الإيرادات المتوقعة خلال هذه الفترة، كما ستستفيد كل من البحرين وعُمان والكويت أيضًا من البطولة بنسب متفاوتة.
120 طائرة يوميًا
ويرى عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية بدر العبدالكريم على أن القراءة الاقتصادية لمشهد البطولة يؤشر بانعكاسات إيجابية ليس على دولة قطر الشقيقة وحسب، بل على كافة المنطقة، مشيرًا إلى اكتمال حجوزات الفنادق في المملكة والإمارات العربية المتحدة بشكل عام خلال فترة كأس العالم، وثمة خطط واسعة للطيران من دبي والمملكة بمعدل 120 طائرة يوميًا، وعلى المستوى المحلي فإن لجنة السلامة المرورية ـ برئاسة سمو أمير المنطقة الشرقية ـ كانت قد استعدت لهذا الحدث العالمي بزيادة عدد العاملين في المنافذ البرية وبخاصة منفذ سلوى الحدودي مع قطر وتمهيد الطرق الرئيسية المؤدية للحدود بين المملكة وقطر بإعادة رصفها وتهيئتها التهيئة الكاملة لتسهيل الحركة المرورية أثناء انعقاد المباريات، وأضاف: “باتت الطرق والخدمات جاهزة تماما وهو ما لاحظناه خلال زيارتنا وأعضاء مجلس إدارة الغرفة مؤخرًا إلى دولة قطر الشقيقة”.
ويقول العبد الكريم، إن الفرص الاستثمارية التي يقدمها مونديال قطر 2022 هي فرص عابرة للحدود ولا يقتصر مداها على الحدث، وإنّما قد يتسع على المدى المتوسط والبعيد لما بعد المونديال، لا سيما من ناحية السياحة الخليجية، حيث تتركز أنظار الملايين إلى منطقة الخليج ،وبلا شك سوف ينعكس ذلك على خبرات الزوار ومعرفتهم بالتنوع الثقافي والاقتصادي في المنطقة ومميزاتها السياحية الفريدة.
الترويج السياحي
ويتابع العبد الكريم بأن كأس العالم فرصة، لابد من استغلالها بشكل جيد لإبراز جهود دول مجلس التعاون الخليجي وإظهار ما لدينا من أمكانيات ومشاريع وأثار ومرافق سياحية تستحق الزيارة، معتبرًا أن قرار مجلس الوزراء بتحمّل الدولة تكاليف تأشيرة الدخول للمملكة من الراغبين في حضور كأس العالم دليل على أن التعاون موجود وعلى أقصي الدرجات.
ويضيف قائلا: “هي فرصة للترويج للسياحة بالمملكة، وثمة جهود كبيرة تبذل على هذا الصعيد، حتى أن القائمين على فعاليات موسم الرياض الذي بدأ أواخر شهر اكتوبر أخذوا يروجون للموسم بين زوار كأس العالم، وسيتم تشغيل المطار الجديد، وبدء تشغيل الصالة 3 والصالة 4 مع بدء المونديال، كما أن موقع (فيفا) يوفر في الوقت الحاضر الحجوزات اللازمة” مؤكدا على أن “نجاح قطر في تنظيم كأس العالم نجاح للمنطقة كاملة وإظهار لقدرتها على تنظيم الأحداث الكبيرة، وكلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الأمم المتحدة تؤكد على ذلك عندما شدّد على أن قطر ليس وحدها فقط في تنظيم كأس العالم بل دول الخليج جميعها، وأن هناك تعاونا كبيرا في هذا المجال”.
أقل من ساعة
والجدير بالذكر أنه في مونديال روسيا 2018م كان المشجع بحاجة إلى نحو 23 ساعة للانتقال من ملاعب سوتشي في الجنوب الشرقي إلى ملاعب العاصمة موسكو، كان ذلك في بلد واحد، لكن في مونديال قطر سيكون بمقدور المشجع التنقل من بلدان أخرى مجاورة كالمملكة أو دبي إلى الدوحة في أقل من ساعة مما يعتبر فرصة لدول الجوار من أجل تقاسم “كعكة” المونديال.
وتعول قطر على البلدان المجاورة للتغلب على تحدي الأعداد المتوقع حضورها، وكان لافتاً قبل بدء البطولة إطلاق الدول الخليجية “بطاقة هيّا” التي ستكون بمثابة تصريح مرور للجمهور الوافد من خارج قطر، إلى جانب حضور عدد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة للبطولة وهي البطاقة التي رحبت بها الدول المجاورة.
وقد قرّرت المملكة منح تأشيرات متعددة الدخول لحاملي بطاقة مشجع “هيا”، وهي وثيقة تعريف شخصية إلزامية للمشجعين لحضور المباريات، على أمل أن تستثمر المملكة في هذا العرس الكروي لجذب آلاف المشجعين لزيارتها على هامش المونديال وإنعاش قطاعها السياحي، خاصة في العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية.
واجهة جذب مونديالية
وسيسمح للزوار بدخول المملكة قبل 10 أيام من انطلاق البطولة، والحصول على تأشيرة إلكترونية من خلال المنصة الوطنية الموحدة للتأشيرات، وقد بدأ عدد اللاعبين الكبار في الترويج لكأس العالم، في مقدمتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، إذ كتب في حسابه في الإنستغرام: (إذا كنت قادمًا الى قطر لمشاهدة كأس العالم، وتريد الحصول على تجربة عربية أصيلة، لا تفوت زيارة كل ما تقدمه المملكة)، مثل هذا الترويج هو ما سيلفت الانتباه للتجهيزات التي تقوم بها الجهات الرسمية في المملكة، ولوحظ ظهور النجوم العالميين كريم بنزيما ومحمد صلاح في إعلانات تجارية تروج لموسم الرياض الضخم، ويرى المتتبع ان ظهور مثل هؤلاء النجوم العالميين الأبرز على مستوى كرة القدم هو إشارة ذكية لما ينتظر جمهور كأس العالم من مفاجآت متوقعة لحظة زيارتهم المملكة…
كما يتوقع أن يعزز هذا من انتعاش المدن بخاصة مدن المنطقة الشرقية منها سياحيًا واقتصاديًا كمدينة “النخيل والهفوف” في الأحساء التي لا تبعد من قطر سوى 120 كيلومترًا وهي المدينة المدرجة على قائمة “يونيسكو” ضمن قائمة التراث العالمي، وأيضًا العاصمة الرياض التي تعيش في فترة المونديال فعاليات موسم الرياض، الذي استقبل ما لا يقل عن 10 ملايين زائر في موسمه الماضي.
انتعاش الخدمات
ومن جانبه، يؤكد فيصل الشماس، الرئيس التنفيذي لشركة ريادة المالية، على أن هناك فرصا كبيرة يمكن الاستفادة منها خلال هذه الفترة أهمها خدمات النقل والسكن، متوقعًا أن تكون الحجوزات كاملة العدد في المناطق القريبة من قطر، مضيفا بأن قطر لا تستطيع استيعاب كل القادمين لمشاهدة المباريات، والمقدّر بنحو مليون ونصف زائر، وبالتالي يمكن للمناطق القريبة من قطر أن تقدم خدمات السكن والنقل، فنحن نتحدث عن قرابة الساعة الواحدة، أو الساعتين، وهي فرصة مثالية للاستفادة من هذا الكم الكبير من الزوار، لأن حجم المعروض لن يغطي، ويمكن للإحساء المساندة في هذا الجانب”،
ويشير إلى أن ثمة خطوات كبيرة قامت بها المملكة لمساندة قطر، سواء في التأشيرات أو توفير خدمات النقل الجوي، لافتًا إلى أن الاستفادة قد تكون محدودة خلال فترة المونديال، ولكن يمكن الاستفادة من الحدث للترويج للسياحة بالمملكة بأن هؤلاء الزوار الذين سيحضرون لكأس العالم يمكن أن يعودوا مجددًا.
إيرادات استثنائية
ويشدد الشماس، على أنه خلال فترة المونديال سيكون هناك إيراداً استثنائياً برقم لن يقل عن المليار دولار، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يصل إنفاق الزوار والمشجعين ما بين الـ (6 أو 7) مليارات دولار، بحسب تقديرات (فيفا)، ولن تقل الاستفادة عن %10 على الأقل من هذا المبلغ، وأكثر منه سواء من السكن أو النقل، أو قطاعات التجزئة والتغذية، وحتى شركات التأمين التي ستقدم خدامتها خلال فترة المونديال.
ويؤكد خبير التسويق الرياضي ونائب رئيس نادي الرياض الدكتور مقبل الجديع على أن الخطط التي تستهدفها المملكة، أبعد من الاستفادة الوقتية للمونديال، إذ أن هناك فرصًا استثمارية كثيرة، يمكن أن تحرزها المملكة ودول الخليج العربية الأخرى للاستفادة من تنظيم قطر لكأس العالم، فالمملكة منحت تأشيرات مجانية لحاملي بطاقة “هيا” الخاصة بكأس العالم، بهدف مساعدة القطريين في تخفيف الزحام المتوقع عليهم، وأيضًا جذب حاملي البطاقة لدخول المملكة، وهو ما سيكون له انعكاسات اقتصادية كبيرة، سواء في السكن أو النقل، إضافة لاستغلال ذلك للترويج لموسم الرياض الذي أنطلق حاليًا، وأيضًا هناك زوار مسلمون سيرغبون في أداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسة، كلّها أمور اقتصادية سيكون له مردود جيد، الحضور لن يكون قليلا بل سيكون بعشرات الآلاف.
وأضاف بأن المنطقة الشرقية سوف تنتعش سواء بالمواطنين أوالمقيمين الراغبين بحضور مباريات كأس العالم، فصلا عن الجماهير التي ترغب في حضور كأس العالم من مختلف دول العالم، ولا يرغبون في البقاء في منطقة صغيرة لفترة طويلة، فهي فرصة لهم للتعرف على بلاد أخرى، والاطلاع على بعض معالمها.
الثقافة الخليجية
ويقول الجديع، إن الحدث فرصة مثالية لنقل ثقافتنا لهم، وترك انطباع جيد للعودة مرة أخزى للمملكة في فترات لاحقة، فنحن لدينا نهضة سياحية كبيرة ولدينا مقومات كبيرة لذلك، نحن بلد نمزج بين أقصى ما وصل له العالم من تقنية وحضارة، وبين الأصالة والتاريخ، وهي فرصة مثالية لإظهار ذلك للعالم، خاصة وأن الفترة مثالية من ناحية الأجواء، وانخفاض درجة الحرارة، أكاد أن أجزم أن لدينا من التطور ما يغري للعودة، الهدف هو الترويج للسياحة، وليس فقط استغلال الحدث الحالي، نحن لدينا استراتيجية فعالة في هذا الجانب، كاشفًا عن أن هناك الكثير من شركات السياحة بدأت في الترويج لبرامج لزيارة للمملكة، ونظمت تنقلات بين المباريات عبر برامج سياحية خاصة لعدة أيام ثم العودة للمباراة الثانية وهكذا.
فرصة للإحساء
ويتفق المحللون على أن العائد الرئيسي خلال البطولة سيكون من الإنفاق السياحي، وتشير مبيعات التذاكر إلى أن حوالي 1.5 مليون سائح سيقصدون المنطقة، ويتوقع ان يبلغ متوسط أنفاق الفرد منهم 5000 دولار، خلال عشرة أيام، وهو ما يعني أن إجمالي الإنفاق السياحي الإضافي سيكون حوالي 7.5 مليار دولار، ويؤكد الخبراء في التسويق الرياضي أن كأس العالم 2022م سيوفر دفعة كبيرة للاقتصاد الخليجي بشكل عام، وليس قطر فقط، وأن أمام منطقة الأحساء بالذات فرصة مثالية لتحقيق مكاسب كبيرة، كونها المنطقة الأقرب لقطر، والتي لا يحتاج قاطنها لخطوط طيران للوصول للدوحة.
ويؤكد عضو الجمعية السعودية للاقتصاد عبدالله المغلوث على أن محافظة الأحساء هي المدخل البري الوحيد لقطر، وبالتالي يتوقع أن تستقبل مئات الآلاف من العابرين إليها، لافتًا إلى أن موقع الأحساء وقربها من مدينة الحدث يؤهلها أن تكون في دائرة الضوء خاصة مع وجود الإمكانات الكبيرة والمتنوعة مع البنية الأساسية التي تسهل عملية الانتقال بكل سهولة، وهي مدينة لها سمعتها المميزة في استقبال السياح على مدار العام، ويضيف: الكثيرون من الجماهير ستفضل الإقامة في الأحساء بدلاً من قطر خلال فترة تنظيم مباريات الكأس، ولأسباب مختلفة، كالابتعاد عن الزحام وطلبًا لإقامة سعرها معقول ومناسب لقدراتهم وإمكاناتهم المالية، وعلى الأخص الإخوة القادمين من الدول العربية الذين لم تتح لهم فرصة الحصول على تذاكر طيران.
الحركة السياحية
ويتابع المغلوث بأن الأحساء تتمتع بمقومات متنوعة، منها الموروث الثقافي، والتجاري، والسياحي، والزراعي، والصناعي، والبحري، وغيرها، لذلك كان التوجيه إلى تكثيف الجهود للنهوض بهذه المقومات لتكون الأحساء الوجهة الجاذبة لمختلف الأنشطة، بصدور القرار الملكي الخاص باستحداث هيئة تطوير الأحساء، والذي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030م، للاستفادة من هذه الخيرات بالشكل الأمثل، ولهذا ساهم بعض من المهتمين والعاملين في تنظيم الرحلات السياحية والإرشاد السياحي بالتعاون مع مجموعة من الفنادق، والشقق الفندقية، والمنتجعات، والمواقع السياحية والمتاحف الشخصية مع المطاعم والمرافق الزراعية والمخيمات بالشراكة مع الحرفيين، لإقامة مشروع تحت شعار تسويق الأحساء في كأس العالم 2022م، وهذه الخطوة جديرة بالاهتمام والتقدير لتقديم جميع التسهيلات الرسمية من أجل نجاحها؛ لما لها من عوائد كبيرة في إنعاش الحركة السياحية لمدينة تم تصنيفها عام 2019م عاصمة السياحة العربية، لما تتمتع به من مقومات سياحية كثيرة، وهي الواحة الصحراوية التي تحيط بها النخيل من كل النواحي، وتشتهر بمعالمها الطبيعية من الجبال والبحيرات والأماكن الأثرية والترفيهية التي تلبي جميع الأذواق.
المستفيد الأكبر
ويبدو أن شركات الطيران بالمنطقة ستكون المستفيد الأكبر، فالناقل الرسمي لدولة قطر لن يكون قادرًا وحده على توفير الرحلات الكافية لنقل المشجعين المتوقع وصولهم للدولة، لهذا دخلت الخطوط الجوية القطرية في شراكة مع شركات طيران إقليمية، لإطلاق 160 رحلة ذهاب وعودة يومية إضافية، وبأسعار مناسبة، وبدأت الخطوط الجوية السعودية في إتاحة الحجوزات للرحلات الترددية من وإلى قطر لتنقل المشجعين، كذلك فعلت خطوط الطيران في الأمارات العربية المتحدة، والكويت ومسقط.
ووفق تلك الاتفاقيات لن يكون هناك مرافق لفحص الأمتعة، لتسريع عمليات النقل، وسيتمّ توفير خدمات نقل مخصصة لنقل المشجعين من المطار إلى الملاعب، وسيكون من الممكن أيضًا القيادة من مدن مثل الرياض ودبي وأبو ظبي، وهي على بُعد مسافة أقل من سبع ساعات من الدوحة.
ومنذ أغسطس الماضي، أطلقت المملكة حملة استهدفت المشجعين من الدول المشاركة في البطولة وتصل إليها رحلاتها وهي بريطانيا، فرنسا، هولندا، ألمانيا، إسبانيا، سويسرا، وكوريا الجنوبية، يتم توجيههم إلى الصفحة المقصودة لحجز رحلاتهم وإنهاء كافة الإجراءات، إلى جانب عرض محتوى خاص لضيوف تلك الدول ترويجًا لزيارة مختلف المناطق السعودية.
رحلات مكوكية
وبدورها، أعلنت الإمارات عن برنامج ترحيبي داعم لاستضافة حاملي بطاقة “هيّا” وقالت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك في الإمارات إن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم أبوظبي لدولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022م من خلال استضافة زوار الحدث والسماح لهم بدخول أراضيها.
وفي محاولة لاستقطاب أكبر عدد من الزوار أعلنت الإمارات أن حاملي بطاقة “هيّا” المخصصة لمشجعي المونديال سيحصلون على تأشيرة دخول وإقامة في الإمارات لمدة تصل إلى 90 يومًا مقابل 27 دولارًا مع إمكان التمديد لفترة 90 يومًا إضافية، وتسهل كذلك الرحلات المكوكية بين دبي والدوحة على المقيمين في الإمارات أيضاً حضور المباريات من دون الحاجة للمبيت في الدولة الجارة.
ومن المجدي لدبي قصر المسافة بينها وبين قطر لإنعاش قطاع الخدمات المتطور فيها وفنادقها وقوانينها الاجتماعية المحفزّة لاستقطاب مشجعين سيتعين عليهم السفر والعودة عند كل مباراة يرغبون في حضورها في وقت قصير.
وقبل 10 أسابيع من المونديال بدأت وكالات رياضية وشركات متخصصة في دبي ببيع باقات للمشجعين تتضمن حضور المباريات في الدوحة ثم العودة إلى الإمارة على متن رحلات مقننة، وتوقع مجلس دبي الرياضي أن يقيم مئات آلاف المشجعين في الإمارات خلال البطولة التي تستمر حتى 18 ديسمبر ووصلت معدلات إشغال الفنادق في دبي إلى معدلات قياسية خلال فترة إقامة كاس العالم .
المشاركة الخليجية
وكان تقرير لوكالة “بلومبيرغ” كشف إن قطر ودول الخليج بصدد الحصول على دفعة لتعزيز القطاع السياحي فيها، متوقعة أن تستفيد المملكة والإمارات خصيصًا من الحدث، كاشفة أن من 90 رحلة جديدة ستهبط يومياً في الدوحة، ستغادر نحو 40 رحلة من الإمارات وحدها. وستشغل “فلاي دبي” 60 رحلة (ذهاباً وعودة) يومياً على مدار 24 ساعة في الاتجاهين، بين دبي والدوحة، بمعدل 30 رحلة بالتزامن مع مباريات كأس العالم.
وبين التقرير بأنه تم تخصيص فندق جديد تم بناؤه على جزيرة النخلة للضيوف الذين يخططون للإقامة في دبي، واستقلال رحلة 40 دقيقة إلى الدوحة بإجراءات سفر مبسطة، تقتصر على تذكرة دخول إحدى المباريات.
وفي عمان، كشف مسؤولون عمانيون عن استعدادات السلطنة لاستضافة مشجعي المونديال، بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية، وأكد وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة رئيس اللجنة التسييرية لإدارة البرنامج في السلطنة، عزان بن قاسم البوسعيدي، أن سلطنة عمان تدعم جهود دولة قطر لإنجاح استضافة البطولة من خلال عدد من مجالات التعاون، ووفرت السلطنة ما يزيد على 20 ألف غرفة فندقية وأكثر من 200 منتج سياحي من خلال أكثر من 35 مشغلاً محليًا و10 شركات نقل بري استفادت من الشراكة مع 52 شركة طيران حــول العالـــم تسيـــر رحلاتهـا إلى سلطنة عمان.