مفتاح

روح جديدة

بالطبع فهذا ليس العدد الأول لمجلة الاقتصاد، التي تخطى عمرها الخمسين عامًا، غير أننا نراه العدد الأول في عمر رؤية طموحة وخطة تطويرية مستمرة، نسعى من خلالها ووفق مفرداتها للتبويب والهوية البصرية وملفاتها وموضوعاتها المختارة وقضاياها المطروحة مواكبة حالة التغيرات الهائلة والتنوع الكبير الذي تشهده ساحة الاقتصاد العالمي والمحلي.
ولأن مجلة الاقتصاد تعتبر حالة فريدة لاحتلالها رصيدٍ يمتدٍ لأكثر من نصف قرن فهي تُصنَّف ضمن أوائل الإصدارات الاقتصادية المتخصصة في الخليج والمنطقة، إذ تميزت طوال رحلة عطائها بالدقة والموضوعية وبخطٍ تحريريٍ يعتمد التحليل العلمي منهجًا، فهي قصة سردت، ورصدت، وحللت كافة مراحل التطور والنمو الذي شهده الاقتصاد الوطني في كل قطاع ومجال.
ارتأينا وكامل فريق العمل على أن تكون خطة التطوير للمجلة متصلة وليست منفصلة، بأن نواصل مسيرة تميُّز المجلة كقيمة إعلامية لقرَّائها ومصدرٍ موثوق لإلمامهم بكافة الشؤون الاقتصادية، وفي نفس الوقت أكثر انفتاحًا على القطاعات الاقتصادية المستجدة ومواكبةً لحركة التحوُّلات الكُبرى التي يشهدها الاقتصاد على المستوى المحلي والعالمي، وذلك التنوع الكبير الذي أصبح يُثري القضايا الاقتصادية ومدخلاتها وأيضًا مخرجاتها، وحركة التجديد غير المسبوقة التي تشهدها بصورة سريعة ومتلاحقة.
إن ما يشهده اقتصاد وإعلام اليوم من تطور متسارع فرضته التقنيات الحديثة، استوجب علينا البدء في عملية التحديث والتجديد، بتقديم “وجبة” اقتصادية شاملة يمتزج فيها البُعد التحليلي للوقائع والأحداث الاقتصادية والتنموية، بالبُعد الفني الذي بات يواكب كُبرى المطبوعات الاقتصادية العالمية المتخصصة فيما توصلت إليه من أحدث الفنون والصور الصحفية، وحرصنا على إحداث التمازج بين الهوية البصرية وما ترصده المجلة وتقدمه من موضوعات في كافة القطاعات التقليدية منها والحديثة.
ورغم كل التحديات التي تواجه المشهد الإعلامي حاليًا، فإن هدفنا تركز على تقديم الإثراء المعرفي والمعلوماتي لقارئ المجلة ووضعه في صورة المتغيرات الاقتصادية وإحداث الفرق في صناعة المحتوى الاقتصادي بعيدًا عن النمطية التي كانت سمة الكثير من الأعمال والمشاريع الإعلامية الاقتصادية.
يحدونا الأمل كهيئة تحرير بأن تبقى مجلة الاقتصاد المرجع والوثيقة الأبرز لإثراء المحتوى الإعلامي بكل الأحداث الاقتصادية التي يشهدها الوطن وما يعيشه الاقتصاد العالمي من تطورات في كافة مراحله.