كانت المملكة قد تقدمت تحت عنوان (حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل) بملفها الرسمي إلى المكتب الدولي للمعارض بباريس لاستضافة (إكسبو 2030م)، ذلك الحدث العالمي الأبرز منذ القرن الـ 18، والمعني بتسليط الضوء على أحدث الإنجازات والتقنيات العالمية، والترويج للتعاون بين دول العالم في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة والثقافة والفنون، فضلاً عن نشر العلوم والتكنولوجيا.
ويمثل (إكسبو الدولي) حدثًا عالميًا على درجة كبيرة من الأهمية تتنافس العديد من الدول كل خمس سنوات لاستضافته، فبجانب أهميته الاقتصادية للدول يشكل فرصةً كبُرى للتعريف بالبلدان وهويتها ومساعيها الإنسانية والتنموية، فإنه ملتقى عالمي للمعرفة والتواصل والحوار حول الإنسانية وصنع مستقبلها، وهو ما يفسر لنا اهتمام وحرص قيادتنا العليا على استضافة هذا الحدث العالمي؛ فقد شارك ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في حفل الاستقبال الرسمي الذي أقامته المملكة مؤخرًا في باريس للتعريف بمدى جاهزيتها وخططها ومشاريعها للاستضافة، التي خصصت لها ما يُقدر بنحو 7.8 مليار دولار، مستهدفةً جذب 40 مليون زائر، ومليار زيارة افتراضية عبر تقنية الميتافيرس.
وثمة مؤشرات عدة تقودنا – بإذن الله – للفوز باستضافة هذا المحفل العالمي في عام 2030م، ذلك العام الذي يتزامن واحتفالنا بتحقيق مستهدفات رؤيتنا المباركة، كقوة الملف الذي تم تقديمه للجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض، وتضمن بنودًا وخططًا نالت إعجاب الجميع، وعدد الدول الكبير التي أعلنت دعمها بالتصويت للمملكة للفوز بالاستضافة، فضلاً عن تلك الحالة التي تعيشها المملكة، ونعيش نحن كمواطنين ومقيمين تفاصيلها على أرض الواقع، من نمو وتطور اقتصادي وبيئة استثمارية لا حدود لها وانفتاح ثقافي على كافة المستويات، ما يستدعينا جميعًا إلى الاستعداد بحماس لهذا الحدث العالمي الذي يواكب تطلعاتنا ومستهدفاتنا تجاه البشرية أجمع ويأتي في نفس توقيت التتويج للجهود الكبرى التي تبذلها بلادنا من أجل المستقبل.
وأود التأكيد، بأنه على الرغم من أن هذا الترشح يُعد تحديًا، ولكننا كلنا ثقة – بالله تعالى – وبقدراتنا ومدى رغبتنا الحقيقية في مشاركة العالم لتجربتنا والتزامنا بتقديم نسخة استثنائية من (إكسبو الدولي) وتجربة عالمية فريدة في تاريخ تنظيم هذا الحدث العالمي، وأن يكون هو منصة احتفالنا مع العالم أجمع بتحقيق مستهدفاتنا لعام 2030م.