تعيش المملكة اليوم حقبةً حافلة بالتحولات الإيجابية على كافة المستويات، حقبة نراها ويراها العالم أجمع منذ انطلاق رؤية 2030م والانخراط في تنفيذ خطواتها ومتطلباتها على يد مهندسها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لتكون نموذجًا متفردًا يُعيد صياغة مفاهيم التنمية والاقتصاد إقليميًا وعالميًا.
إذ تقفز المملكة قفزات هائلة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بأن تكون “مركزًا للعالم” ونقطة التقائه ليس فقط بصفتها مركزًا لربط القارات الثلاث، ولكن بصفتها إشعاع تنموي متكامل يؤدي دورًا فاعلاً لغد مشرق للبشرية، ومحطة استكشاف جماعي تطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا، في ظل وتيرة متسارعة بيئيًا وتكنولوجيًا واقتصاديًا.
لقد فازت المملكة بعد تقديمها تصورًا شاملاً وعرضًا مميزًا ركَّز على الآليات والأدوات اللازمة لإعادة تشكيل مستقبل مزدهر ومستدام للعالم، باستضافة الحدث الدولي الأبرز “إكسبو”، في الفترة من أكتوبر 2030م إلى مارس 2031م.
وإن لهذا الموعد رمزيةٍ مهمة، كونه يتزامن مع احتفالنا بموعد تتويج رؤيتنا المباركة لأهدافها، ومشاركة العالم لرحلة تحولنا الكُبرى التي نخوضها على كافة الأصعدة، ويحمل ثقةً في قدرات بلادنا بأن تكون الوجهة المثالية لاستضافة المحافل العالمية، ويرسخ لمكانتنا الكبيرة بين الأمم ودور بلادنا الريادي والمحوري.
إن استضافة “إكسبو”، وما تتبناه المملكة من مستهدفات بشأنه، حيث تعزيز قدرة العالم على العمل في المشاريع ذات التأثير الإيجابي عالميًا وتغيير مسار العالم نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة، إنما يؤكد مواكبة المملكة للجهود والأهداف العالمية في التنمية المستدامة.
إن الفوز بالاستضافة بجانب أنه يُعزز من مكانة المملكة عالميًا، فإنه ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويدفع بالقطاعات الحيوية إلى الأمام كقطاعات (التكنولوجيا، والسياحة، والطيران، والمعارض والفعاليات، والعقارات، وتجارة التجزئة، وغيرهم الكثير)، فضلاً عن المكاسب الأُخرى ذات الصلة بزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.