رأي

أبجديات النجاح في سوق الأسهم!

التجارة في سوق الأسهم مهمة ليست باليسيرة ولا يمكن أن تكون “اعتباطية” إلا لأولئك الذين يخسرون فيها، كونهم يتصورونها عبارة عن وعاء خيري أو أن تحقيق الأرباح من خلالها عبارة عن ضربة حظ ليس إلا!

أبجديات التعاطي مع أسواق الأسهم عديدة ويقف على رأسها الإلمام المسبق بالمتغيرات السياسية، والاقتصادية العالمية، والإقليمية والمحلية، وذلك لتحري درجة انعكاس وتأثير العوامل الخارجية على اقتصاد البلد المستهدف بالتداول في سوقه المالي، ولمعرفة حالة بلد التداول من حيث الاستقرار السياسي ومستوى النمو في اقتصاده وقطاعاته وشركاته.

والكفاءة في استخدام أُسس التحليل المالي والفني لأسهم شركات السوق المالي، والتمييز المسبق لنوع السوق المالي (رشيد وكفء أم لا)، والوعي بأن أسواق الأسهم وعاء مالي عالي المخاطرة وأن الاستثمار فيها لا يتم إلا من خلال فائض المال للشخص.

فضلاً عن محاولة فهم النهج السلوكي للقوى المالية المؤثرة بحركة سوق الأسهم وكيفية تعاطيها مع السوق، وهي مهمة ليست بالسهلة خاصة أن كانت تلك القوى المالية من النوع الذي لا يتبنى استراتيجية نشطة إلا في أوقات مختارة بناءً على مصلحتها (لا على معطيات الاقتصاد والوضع المالي للشركات).

في الدول النامية غالبًا ما ينقسم المتداولون داخل سوق الأسهم إلى عدة فئات، أولهم فئة القوى المالية الكُبرى المؤثرة بحركة السوق ككل، ويمثلها عادة الصناديق الحكومية والشبه حكومية وصناديق المؤسسات المالية وحركة هؤلاء داخل سوق الأسهم في المجمل تكاد تكون متوائمة! وهذه الفئة وإن كانت ملمة بأبجديات التعاطي مع سوق الأسهم، إلا أن ما يميزها أنها تستطيع “متى ما رغبت” أن تُسير اتجاه حركة السوق كيفما تشاء وتحت أي ظروف أو مؤثرات، عطف على قدرتها المالية.

وثانيهم فئة كبار المستثمرين (الأفراد) وبدورهم ينقسمون إلى قسمين، قسمًا يستثمر لفترات طويلة دون أن يبيع ويعتمد على المردود المالي من أرباح الشركات المستثمر بها ومن منح الأسهم -إن وجدت-، والقسم الآخر “الأنجح” مستثمر يقلب محفظته (بيع وشراء) كل مدة مختارة اعتمادًا على أمرين “ذروة” الأسعار في السوق وعلى الوضع المالي للشركات المستثمر بها، وبذلك يستفيد أضعاف القسم الأول، وهذه الفئة ملمة بأبجديات التعاطي مع السوق وأن حصل خلاف ذلك فهو استثناء.

وثالثهم فئة كبار المضاربين (الأفراد)، عادة هذه الفئة تستهدف أسهم الشركات المتوسطة وقليلة العدد في الأسهم المتداولة، والمحترف منهم من يضع اعتبار لقوانين السوق ولاتجاه حركة القوى المالية الكُبرى في السوق وعدم مخالفتها بصورة فجة خاصة إن كان السوق في حالة تصحيح لموجة رئيسة، وهذه الفئة ملمة بأبجديات التعاطي مع السوق إلا أن بعضها لا يهتم بالوضع المالي للشركات التي يستهدف المضاربة فيها.

ورابعهم فئة صغار المستثمرين والمضاربين وهذه الفئة هي من عليها أن تستوعب أبجديات التعاطي مع سوق الأسهم بصورة صحيحة لتستفيد ولا تكون ضحية نتيجة جهلها بتلك المعطيات.

 

وقفات:

  • من يستثمر ماله بشركات خاسرة ماليًا أو آيلة للخسارة فهذا لا يعد استثمارًا كاصطلاح.
  • التسرع باتخاذ قرار البيع أو الشراء في سوق الأسهم يُعد أحد العوامل الرئيسة المؤدية للخسارة، والصبر يكون محمود في حالة امتلاك الشخص أسهم شركة ذات وضع مالي إيجابي أو يتوقع لها نمو مستقبلي قريب وفي ذات الوقت سعر سهمها في السوق منخفض بدرجة فارقة عن المعتاد، فمثل هذا الأمر مدعاة للتفكير في زيادة المركز المالي بها لا التسرع في بيع أسهمها.