كل المؤشرات والدلائل والإشارات تؤكّدُ أن السعودية قادمة بقوة إلى مركز متقدِّم في صناعة «المعارض والمؤتمرات»، وهي مجال واسع في عالم سياحة الأعمال، وتُشكّلُ رافداً مهماً في قطاع السياحة والسفر والترفيه.
المقومات التي تمتلكها المملكة في هذا المجال تؤهلها إلى وضع متميز تصبح فيه «مركزاً إقليمياً» لسياحة المعارض والمؤتمرات، وتتحدث الأرقام و«التطورات» الجارية على الأرض عن نمو كبير تحقق ــ خلال السنوات الماضية ــ في هذا المجال، يرشحها لتتبوّأ موقعاً يليق بمقوماتها وإمكاناتها على الصعيد «الإقليمي»، وعلى المستوى العالمي أيضاً، «الاقتصاد» ترصد هنا مستقبل الاستثمار في سياحة المعارض التجارية والصناعية.
تشهد صناعة إقامة المعارض التجارية والصناعية نمواً لافتاً على الصعيد العالمي، حيث تتسابق الدول في أوروبا وأمريكا على توفير مناخ الاستثمار المناسب لتعزيز إقامة المعارض، وتأتي المملكة العربية السعودية على رأس منطقة الشرق الأوسط التي تتوافر على أرضها كافة مقومات إقامة سياحة المعارض التجارية والصناعية المختلفة، على مدار شهور العام في ظل رؤية 2030 التي تدعم تحول المملكة إلى مركز إقليمي بارز في قطاع السياحة والسفر، مستفيدة من مكانتها الاقتصادية الإقليمية والعالمية وموقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة، لاسيما المطارات والفنادق وشبكة الطرق البرية والمرافق الحيوية الحديثة.
أرقام عالمية ومحلية
قدرت عائدات السياحة في العالم بنهاية 2018 بنحو 1.35 تريليون دولار، نصيب سياحة المعارض والمؤتمرات منها 15%، وذلك وفق تقديرات منظمة السياحة العالمية والتي بينت أن حجم الإنفاق اليومي للسياح عالمياً يقدر بنحو 4 مليارات دولار في اليوم الواحد، كما قدرت أيضاً وصول أعداد السياح الدوليين الوافدين لنحو 1.3 مليار سائح، وأن يبلغ نصيب منطقة الشرق الأوسط منها قرابة 62 مليون سائح بنسبة نمو سنوي 5 %.
56.3 مليار دولار إيرادات «السياحة والسفر» في المملكة والوظائف مليوناً و54 ألفاً منها 304.7 للسعوديين
وفيما يخص المملكة العربية السعودية من كعكة السياحة والسفر بنهاية 2018، فإن تقريراً صادراً عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث قدر إيرادات قطاع السياحة والسفر في المملكة بمبلغ 211 مليار ريال (قرابة 56.3 مليار دولار)، وتصل أعداد الوظائف السياحية المباشرة وغير المباشرة لنحو 1.054 مليون وظيفة، منها 304.7 ألف للسعوديين، فيما يستحوذ قطاع المعارض والمؤتمرات على نسبة 25% من إجمالي إيرادات السياحة في المملكة.
وتعزز الأرقام مكانة القطاع كأحد ركائز الاقتصاد الوطني في الفترة المقبلة، وتسلط الضوء على الدور الذي تلعبه سياحة إقامة المعارض التجارية والصناعية، أو ما يعرف عالمياً بمصطلح سياحة الأعمال (Business Tourism) والتي تسهم في ازدهار اقتصاديات الدول المستضيفة وزيادة عوائدها المالية من السياحة الوافدة، كما تعزز روح التنافس بين مختلف الشركات المحلية والأجنبية في إطار سعيها لتوفير أفضل العروض والخدمات لعملائها، كما أنها تُعد فرصة جيدة للقطاع الخاص لتفعيل دوره ليكون المحرك الأساسي للعملية الاقتصادية في البلاد. وترجح منظمة السياحة العالمية أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طفرة غير مسبوقة في سياحة الأعمال خلال السنوات المقبلة، وأن تستقبل المنطقة نحو 195 مليون سائح بحلول العام 2030، مما يمثل فرصة كبيرة لنمو هذا النوع من السياحة في المملكة المؤهلة لأن تصبح مركزاً إقليمياً رائداً في إقامة المعارض التجارية والصناعية بين دول الشرق الأوسط والعالم، بما تمتلكه من مراكز عديدة في الرياض وجدة ومكة والمنطقة الشرقية مؤهلة لاستضافة المعارض والفعاليات الكبرى وممثلي الشركات على مدار العام.
جذب الشركات العالمية
مكانة السوق السعودية الواعدة في مجال سياحة المعارض كان الدافع الأكبر في تنافس الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم المعارض على دخول السوق، وفي طليعتها شركة أنفورما للمعارض والمؤتمرات التي تمتد أنشطتها لتشمل 55 دولة حول العالم، وقد وجدت في مناخ الاستثمار الرائع الذي تشهده المملكة العربية السعودية فرصة لزيادة إيراداتها السنوية التي تقدر بنحو 1.3 مليار دولار. واستطاعت في النصف الثاني لعام 2018 دخول السوق السعودية والحصول على سجل تجاري لممارسة نشاطها الرسمي. وشهدت الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2018 تنظيم الشركة لعدد من الفعاليات أبرزها معرض ملتقى الصحة العالمي تحت رعاية وزارة الصحة، بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، وكذلك معرض الشرق الأوسط للكهرباء السعودي تحت رعاية شركة الكهرباء السعودية، بالإضافة إلى مؤتمر تطوير المواهب السعودية، وأيضاً منتدى استراتيجية المستقبل، ومؤتمر سلسلة التوريدات والخدمات اللوجستية 2030 بمحافظة جدة. وتقدر أعداد المؤتمرات والمعارض التي أقيمت في المملكة عام 2018 بأكثر من 10500 فعالية مرخصة من البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات. ومن المرجح أن ينمو هذا القطاع في السنوات الخمس المقبلة بنسب تتراوح مابين 15 إلى 20%، وذلك بفضل امتلاك المملكة لكافة مقومات هذه الصناعة، وفي مقدمتها الاستقرار السياسي وشيوع الأمن والأمان في كافة أنحاء المملكة، وكذلك وفرة المنشآت السياحية التي تزيد على 60.6 ألف منشأة، ومن المرجح أن ترتفع إلى 77.8 ألف منشأة سياحية بنهاية العام 2020.
الرؤية الرشيدة
يرجع الفضل الأكبر في كل هذا الازدهار الذي يشهده قطاع سياحة المعارض في المملكة للدعم الكبير والرؤية الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله، وولى العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «رعاه الله»، ولجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبفضلهم يحقق البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات إنجازاً تلو الآخر، تارة باستقطاب الشركات العالمية المتخصصة للعمل في السوق المحلية ونقل الخبرات للسعوديين، وتارة آخرى عبر الشراكات والمبادرات التي أسسها البرنامج مع القطاعين العام والخاص.
قطاع المعارض والمؤتمرات يستحوذ على 25% من إجمالي إيرادات قطاع السياحة السعودي
ووفقاً لتقارير صادرة من البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، فإن نسبة إنجاز المبادرات الواردة في خطته للأعوام من 2014 إلى 2018، والبالغ عددها 90 مبادرة وصلت إلى 76 %، وأسهم ذلك في تنوع فعاليات المعارض المقامة في المملكة لتشمل 22 قطاعاً اقتصادياً، وتضاعفت أعداد المستثمرين في هذه الصناعة من منظمين وموردين ومرافق. كما يعزز فرص نمو هذا القطاع ما تشهده المملكة من استثمارات تزيد على 500 مليار دولار في مشاريع ترتبط بمجالات السياحة والترفيه والثقافة بأنحاء متفرقة من المملكة أبرزها على ساحل البحر الأحمر، والعلا، والقدية، والدرعية التاريخية، والطائف، وعسير، والباحة، وجازان.
الكفاءات المدربة
يعزز من فرص نمو سياحة المعارض في المملكة توافر الكفاءات السعودية المدربة، حيث حصل 24 متدرباً سعودياً مؤخراً على البرنامج التدريبي للرخصة الدولية في إدارة المعارض (CEM)، بعد اجتيازهم جميع الاختبارات الخاصة بهذه الرخصة الدولية. وتُعد المملكة أول دولة في الشرق الأوسط يعقد بها هذا البرنامج التدريبي الذي احتضنته مدينة الرياض برعاية البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات. كما اعتمدت اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية لصناعة المعارض (UFI) مؤخراً، عضوية المملكة العربية السعودية ممثلة بالبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات في الجمعية الدولية لصناعة المعارض (UFI)، وهي ثاني جمعية دولية متخصصة في صناعة الاجتماعات تنضم إليها المملكة بعد الجمعية الدولية للمؤتمرات ICCA، ويبلغ عدد أعضاء الجمعية الدولية لصناعة المعارض نحو 754 عضواً يمثلون 87 دولة، وتضم الجمعية أيضاً أكثر من 55 منظمة محلية وإقليمية. وهناك أربع جمعيات دولية أخرى تستهدف المملكة الانضمام إليها في الفترة المقبلة، وهي: الجمعية الدولية لمحترفي الاجتماعات (MPI) والجمعية الدولية للمعارض والفعاليات (IAEE) والجمعية الدولية لتسويق الوجهات (DMAI) والجمعية الدولية لمحترفي إدارة الملتقيات (PCMA) مما ينعكس بالإيجاب على تطوير صناعة الاجتماعات والمؤتمرات السعودية وتعظيم عوائدها الاقتصادية والسياحية والاجتماعية.
أكثر من 500 مليار دولار لمشروعات ترتبط بالسياحة والترفيه والثقافة في مناطق المملكة
تجربة فريدة
لعل أبرز ما يميز تجربة المملكة في إقامة المعارض هي تلك المتعلقة بارتباطها بالثقافة المحلية والتراث الوطني، مما يمثل تجربة فريدة أمام الزوار من لحظة وصولهم حتى مغادرتهم، حيث يتاح لهم – إلى جانب سياحة الأعمال – التعرف على التراث العظيم والثقافة العريقة للمملكة، في تكامل وتناغم رائع، لتكون توجهاً لما ستكون عليه السياحة في المستقبل، حيث تعتمد على إبراز هويات الدول والثقافات المختلفة، والخلفيات المتنوعة التي تصنع التجربة الثرية في كل منطقة، وتحفز على الزيارة والتجربة.
أمر ملكي بإنشاء هيئة للمعارض والمؤتمرات
الرقـــم: أ / 154
التاريـخ: 20/4/1440هـ
بعون الله تعالى
نحـن سلمان بـــن عبدالعزيــــــز آل سعود
ملـــك المملكـــــــــــة العربيــــــــة السعوديـــة
بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/90) بتاريخ 27/8/1412هـ.
وبعد الاطلاع على نظام مجلس الوزراء، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/13) بتاريخ 3/3/1414هـ.
وبعد الاطلاع على الأنظمة والتنظيمات والأوامر والمراسيم الملكية والقرارات ذوات الصلة.
وبناءً على ما أوصى به مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
أمرنا بما هو آت:
أولاً: تنشأ هيئة باسم «الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات»، ويكون للهيئة مجلس إدارة يُعين رئيسه بأمر ملكي.
ثانياً: تقوم هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ـ بالتنسيق مع من تراه من الجهات ذوات العلاقة ـ وخلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخه بإعداد ما يلزم لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.
ثالثاً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
الرقـــم: أ / 155
التاريـخ: 20/4/1440هـ
بعون اللــــه تعالـــــى
نحـــــن سلمـان بـــن عبدالعزيــــــز آل سعـود
ملـــك المملكـــــــــــة العربيــــــــة السعوديـــة
بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/90) بتاريخ 27/8/1412هـ.
وبعد الاطلاع على نظام مجلس الوزراء، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/13)
بتاريخ 3/3/1414هـ.
وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم (أ/154) بتاريخ 20/4/1440هـ القاضي بإنشاء «الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات».
أمرنا بما هو آت:
أولاً: يُكلف معالي الدكتور/ ماجد بن عبدالله القصبي برئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات.
ثانياً: يتولى معاليه القيام بأعمال مجلس إدارة الهيئة وإدارتها إلى حين تشكيل مجلس الإدارة.
ثالثاً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود