السواحة: المملكة ماضية في التشغيل التجاري لخدمة الجيل الخامس نهاية العام 2019
«الاتصالات وتقنية المعلومات»: تقنيات الجيل الخامس ستخلق سوقاً تتجاوز قيمتها 12 مليار دولار بحلول العام 2030
20 ألف وظيفة جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي بحلول 2030
تضمّنت رؤية «السعودية 2030» استراتيجية شاملة لمواكبة المتغيرات المعاصرة، ومواجهة أيّ تحديات مقبلة، كما تضمّنت «خريطة طريق» للتحوُّل السعودي باتجاه المستقبل، استندت إلى تطوير شامل وواسع في التعامل مع المعطيات التكنولوجية الخاصة بثورة المعلوماتية وتقنيات الاتصال الحديثة، ترتيباً على أهمية امتلاك «مفاتيحها» لأيّ تحرك نحو «اقتصاد المعرفة» الذي بات ضرورة حيوية لازمة باتجاه أيّ طموح اقتصادي باتجاه المستقبل.. ما أنجزته الحكومة السعودية من «حرث» للأرض، وتمهيدها، وتجهيزها بالبنية التحتية والإمكانات والموارد اللازمة، وما حققته شركات الاتصالات السعودية، وما هي بصدد تحقيقه.. كله يقود إلى دور مستقبلي رائد لقطاع الاتصالات السعودي، يقود الشرق الأوسط إلى العصر الرّقمي.
الفرصة المواتية
تبدو الفرصة مواتية أمام الشركات العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السعودية لقيادة القطاع الرقمي في منطقة الشرق الأوسط نحو المستقبل بفضل بتقنيات 5G التي تُعد طفرة جديدة على صعيد عالم الاتصال والتواصل وسرعة التقنية. ويأتي تقدم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا المجال عبر استثمار مجالس إدارات شركات الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة التي ترتكز عليها «رؤية 2030»، وتعمل القيادة الرشيدة على تسخيرها لتوفير أفضل سبل الحياة العصرية أمام كل من يعيش على أرض المملكة، عبر توفير بنية تحتية عالمية، خاصة على صعيد شبكات الهاتف المتحرك وشبكات الألياف الضوئية، وفتح المجال أمام شركات القطاع لتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم، بما يضمن مواكبة أحدث التقنيات العالمية ورفع كفاءة الخدمات الرقمية وإثراء تجربة العملاء بمختلف مدن المملكة.
طفرة سعودية
يرى معظم الخبراء أن ما يجري في مجال أداء شركات الاتصالات في المملكة في الفترة الاخيرة، يُعدّ «طفرة» لا تقتصر فقط على نتائجها المالية أو نمو إيراداتها وأرباحها، وإنما أيضاً في انتقالها من مجرد مشغِّل تقليدي للاتصالات إلى تقديم خدمات الحلول المتكاملة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث نجحت إدارات الشركات في استثمار حيوية الاقتصاد ونموه من جهة، هذا بالإضافة إلى حزمة الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة وفقاً لرؤية 2030، لتحفيز القطاع من جهة أخرى.
النقلة النوعية في أداء الشركات العاملة في قطاع الاتصالات بالمملكة لم تقف عند نمو الإيرادات، وتطوير القدرة الرقمية، وتحسين تجربة العملاء، وإنما تأثيرها سيمتد إلى قيادة السعودية للمستقبل الرقمي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
ويعزِّز فرص تحقيق ذلك كون المملكة من الدول الرائدة في تمكين التحوُّل الرقمي والسبَّاقة في تفعيل التقنية والتكنولوجيا الحديثة عبر إطلاقها تقنية الجيل الخامس، قبل كثير من دول العالم، مما سيوفر بحلول 2030 أكثر من 20 ألف وظيفة جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتسهم في دعم الاقتصاد المحلي بأكثر من 19 مليار دولار.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، فإن %90 من مناطق المملكة مغطاة بتقنيات الجيل الرابع فيما تقدَّر نسبة انتشار الخدمات الصوتية على مستوى السكان بنحو %127.
وبلغت أعداد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة بالسعودية نحو 49.7 مليون اشتراك، بينما يقدَّر متوسط سرعة تحميل الإنترنت المتنقل في المملكة بنحو 31.06 ميجابت في الثانية. ويقدر استهلاك البيانات للاتصالات المتنقلة والثابتة أكثر من 15 مليون تيرابايت حتى مارس 2019، منها %54 عبر شبكات الاتصالات الثابتة و%46 عبر شبكات الاتصالات المتنقلة.
الاستراتيجية الناجحة التي تتبعها الشركات السعودية في الفترة الأخيرة، وفقاً لرؤية 2030 والبرامج الوطنية المنبثقة من الرؤية، باتت تؤتي ثمارها مبكراً، حيث جاءت شركتا «الاتصالات السعودية STC» و«موبايلي»، في المرتبتين الـ 24 والـ 99 عالمياً، وذلك بقائمة أقوى العلامات التجارية في عام 2019 لقطاع الاتصالات في العالم، والصادرة عن وكالة براند فاينانس العالمية.
من جهتها، رفعت وكالة «موديز» تصنيف الإصدار طويل الأجل لشركة الاتصالات السعودية (STC)، من الفئة A2 إلى الفئةA1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، مرجعة ذلك إلى التحسّن في البيئة التشغيلية والسيادية للشركة.
أولوية الجيل الخامس
وتأتي المملكة في طليعة دول الشرق الأوسط والعالم في إجراء تجارب شبكات الجيل الخامس بنجاح في الفترة الأخيرة. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، فإن الهيئة قامت بإصدار الرخص المؤقتة لتجارب شبكات الجيل الخامس، وتحديد نطاقات ترددية خاصة لتقنيات الجيل الخامس بناءً على التوجهات العالمية، وتجهيز مواقع في 9 مدن، مما أسهم في تمكين شركات الاتصالات من إجراء 680 تجربة للجيل الخامس غطت 791 موقعاً. الأمر الذي ينبئ عن قرب تعميم تقنيات الجيل الخامس في السوق المحلية في المستقبل القريب وذلك في حال قدرة الشركات على تعزيز قدراتها التنافسية بشكل أكبر، والمواصلة في تطوير أعمالها، مما يعزِّز من عوائدها المالية واستقطاب عملاء جدد لمنظومة خدماتها خلال الفترة المقبلة.
15 مليون تيرابايت «استهلاك البيانات» حتى مارس 2019 منها %54 عبر شبكات الاتصالات الثابتة و%46 عبر شبكات الاتصالات المتنقلة
«STC» و«موبايلي» في المركزين الـ 24 والـ 99 بقائمة أقوى العلامات التجارية في العالم 2019
اتفاقية بين «الاتصالات السعودية» و3 شركات عالمية تعزِّز السعودة والمحتوى المحلّي بـ 2 مليار ريال
نحو المستقبل: تنافس محموم
تأثير رؤية 2030 على منظومة عمل الشركات السعودية العاملة في قطاع الاتصالات أسهمت في توفير المناخ المناسب لتحقيق طفرة في أدائها ونتائجها المالية، حيث بلغ حجم الأرباح المحققة خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 2.95 مليار ريال مقابل 2.42 مليار ريال بالفترة نفسها من العام الماضي وهي نتائج مالية متميزة مقارنة بما سبق وشهدته السنوات الأخيرة. وكان لذلك بالغ الأثر في تعزيز توجه مجالس الإدارات في غالبية الشركات العاملة في السوق للمضي قدماً نحو تقنيات الجيل الخامس وقيادة المستقبل الرقمي بمنطقة الشرق الأوسط بما يتوافق مع المستقبل الرقمي الذي تخطو إليه المملكة.
وسجلت شركات الاتصالات الكبرى في المملكة حراكاً خلال العام الجاري، يعطي دلالة واضحة على بدء تفعيل تكنولوجيا الجيل الخامس وبدء العمل بتقنياتها منذ العام الماضي، حيث جاءت خطوات الشركات السعودية متماشية مع سياستها المستقبلية على النحو التالي:
- شركة الاتصالات السعودية (STC):
تنتهج وفقاً لرؤية 2030 خطة استراتيجية، تشمل ترشيد التكاليف التشغيلية، والاستثمار في مسارات جديدة ومتنوعة مما يسهم بتحقيق التحوُّل الرقمي. وأثمرت تلك الاستراتيجية عن نجاح الشركة مؤخراً في إجراء اتصال باستخدام هاتف ذكي مزود بتقنية الجيل الخامس لأول مرة لمشغل في الشرق الأوسط، وضمن أوائل المشغلين على مستوى العالم. وكانت الشركة قد قامت بإطلاق شبكة حيَّة للجيل الخامس في مايو 2018 لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ضمن خطتها لاختبارات الجيل الخامس، التي بدأتها منذ عام 2017.
وأعلنت الشركة عن قيامها بنشر شبكة الجيل الخامس في 450 موقعاً في مختلف مناطق المملكة، وهو مستوى يُعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وضمن الأسرع انتشاراً على مستوى العالم. وترتبط شركة الاتصالات السعودية STC بثلاث اتفاقيات كبرى مع كل من الشركات العالمية «نوكيا» و«أريكسون» و«هواوي». وذلك ضمن مشروع «طموح الجيل الخامس».
ومن المرجح أن تسهم تلك الاتفاقيات في تعزيز المساهمة في المحتوى المحلي السعودي بأكثر من 2 مليار ريال، كما ستسهم في تعزيز السعودة وبناء القدرات البشرية والمعرفية لتكنولوجيا الجيل القادم، وزيادة توطين الوظائف في المراكز العليا لدى الشركاء بنسبة %50، وتحسين دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة %20، ومضاعفة الاستثمار الابتكاري المباشر خلال الفترة المقبلة.
وتقدر القيمة السوقية لشركة الاتصالات السعودية STC بنحو 215 مليار ريال، وإجمالي الأصول 109.48مليار ريال، ورأس المال 20 مليار ريال، وبلغت أرباحها 2.75 مليار ريال عن الربع الأول من العام الجاري. وتمتلك الشركة استثمارات أخرى في عدد من الشركات داخل وخارج المملكة أبرزها أبراج الاتصالات المحدودة، فيفا البحرين، اس تي سي تركيا القابضة، الاتصالات الكويتية العربية للكوابل البحرية، أوجيه للاتصالات المحدودة – بالإمارات، اتحاد فيرجن موبايل السعودية.
- شركة الاتصالات المتنقلة «زين السعودية»:
ترتبط باتفاقية، تعاون مع شركتي «نوكيا» و«هواوي» لتجهيز البنية التحتية لخدمات إنترنت الأشياء المتوقع الانتهاء منها نهاية الربع الرابع من العام الحالي، بجانب خدمة المدفوعات الرقمية. ومؤخراً أجرت الشركة أول اتصال تلفوني باستخدام تقنية الجيل الخامس معلنة بذلك عن انتهائها من تجارب خدمات الجيل الخامس في أكثر من 7 مدن في السعودية، مفصحة أن الربع الثالث من العام الجاري سيشهد إطلاق خدمات الجيل الخامس في السوق تجارياً.
ومؤخراً أعلنت «زين»، عن استحواذها على 100 ميجاهيرتز من النطاق الترددي 3.5 جيجاهرتز لمدة 15 عاماً، مشيرة إلى أن هذه الترددات ستكون متاحة ابتداءً من بداية يناير 2020، كما أنه سيتم استخدام الطيف الترددي 3.5 جيجاهيرتز في تقديم خدمات الجيل الخامس 5G.
ومن المرجح أن زيادة الأطياف الترددية، ستُحسّن بشكل كبير السعات الاستيعابية، وستسمح بنشر تقنيات الشبكات المستقبلية للشركة، بما في ذلك الجيل الخامس 5G. وتقدر القيمة السوقية لشركة «زين» السعودية بنحو 6 مليارات ريال، وإجمالي الأصول 27.96 مليار ريال، ورأس المال 5.83 مليار ريال، وبلغت أرباحها 129 مليون ريال عن الربع الأول من العام الجاري ويقدر عدد عملائها بنحو 8.2 مليون عميل. وتمتلك الشركة استثمارات أخرى في عدد من الشركات أبرزها زين للأعمال، وزين للمبيعات.
- شركة اتحاد اتصالات «موبايلي»:
تعمل على جلب التقنيات التي تمكنها من تسريع عملية التحوُّل الرقمي وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. وتنتهج في سبيل ذلك استراتيجية ترتكز على رفع قدرات شبكتها لنشر تقنيات الجيل الخامس في المملكة، وتقديم خدمات إنترنت بسرعات أفضل. وتمكنت مؤخراً من الحصول على نطاق 100 ميجاهرتز في النطاق الترددي 3.5 جيجاهرتز مما يمهد الطريق لجاهزية الشركة لتقديم هذه الخدمات في المستقبل. وترتبط الشركة باتفاقية تعاون مع شركة «هواوي»، من أجل تطوير جودة الخدمات، وتقليل التكاليف التشغيلية للشبكات.
وبموجب هذه الاتفاقية ستقوم «موبايلي» بنشر شبكة مبسطة خلال هذا العام 2019، تهدف إلى تحقيق أقصى فائدة ممكنة من هيكلة النفقات التشغيلية والاستعداد للتشغيل التلقائي الذاتي في المستقبل. وتقدر القيمة السوقية لشركة اتحاد اتصالات «موبايلي» بنحو 16 مليار ريال، وإجمالي الأصول 39.5 مليار ريال، ورأس المال 7.7 مليار ريال، وبلغت أرباحها 67.3 مليون ريال عن الربع الأول من العام الجاري. وتمتلك الشركة استثمارات أخرى في عدد من الشركات داخل وخارج المملكة، أبرزها: موبايلي فنتشرز القابضة، وشركة موبايلي إنفوتك الهند، وبيانات الأولى لخدمات الشبكات، وشبكة زاجل الدولية للاتصالات، والشركة الوطنية لحلول الأعمال.
الوزارة: موعد إطلاق الخدمة
وحول التطورات المنتظرة والتحولات في صناعة الاتصالات والخدمات الرقمية مع بزوغ الجيل الخامس وبعيداً عن توترات المشهد العالمي في الاتصالات وحروب التجارة بين الدول المصنعة كالولايات المتحدة والصين، تتأهب السعودية بوضوح ليس لاستقبال الجيل الخامس فقط، بل بدأت وقطعت شوطاً في ذلك كما يؤكد ذلك المهندس عبدالله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية.
وقال السواحة إن السعودية تُعد من الدول السبَّاقة في إطلاق شبكة الجيل الخامس بعد نجاحها في إطلاق أول المواقع الحية لشبكة الجيل الخامس للمرة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأمر الذي يعكس مدى التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم مسيرة التحول الرقمي المنشود في المملكة.
ولفت السواحة خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في فبراير الماضي في المؤتمر العالمي للجوال (MWC) بمدينة برشلونة في إسبانيا – التجمع الأكبر من نوعه على مستوى العالم في قطاع اتصالات المحمول – أن المملكة تخطو خطوات حثيثة نحو التشغيل التجاري لخدمة الجيل الخامس خلال العام الجاري 2019 مع إضافة 400 ميجاهرتز في النطاق المتوسط (3.5 جيجا هرتز) للمشغلين التجاريين في نهاية فبراير الماضي.
ولفت إلى التطلع بأن تكون المملكة الأولى في دول المنطقة والسبَّاقة دوماً بتفعيل هذه التقنية من خلال تنفيذ عديد من المبادرات التي تُعنى بتوفير شبكة الجيل الخامس للاستفادة المبكرة من مكتسباتها بفتح مجال واسع أمام عديد من التقنيات المتقدمة التي تعتمد عليها مثل إنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والروبوتات والمدن الذكية وغيرها من التقنيات المستقبلية الحديثة.
وأوضح وزير الاتصالات أن الإعلان عن بدء تطبيق ونشر شبكات الجيل الخامس سيوفر ما يزيد على 1 جيجا هرتز من الطيف الترددي وفي ظل وجود أكثر من 1000 قاعدة للجيل الخامس حالياً تمكن المستهلكين في المملكة بالوصول إلى أحدث خدمات الجيل الخامس على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متوقعاً أن تسهم شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2030 في ضخ أكثر من 8 مليارات دولار إيرادات في سوق الاتصالات ودعم 45 مليون جهاز جديد من أجهزة إنترنت الأشياء وخلق سوق تتجاوز قيمتها 12 مليار دولار بحلول العام 2030.
وأكد السواحة أن التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة يعود لوجود محفز قوي يتمثل في الاندفاع نحو تحقيق مشروع رؤية المملكة 2030 وترسيخ مكانة المملكة عالمياً كواحدة من الدول الأكثر تقدماً في هذا المجال.
الجيل الخامس.. تخوُّف شركات أوروبية و«هواوي» توحي بأزمة صراع دولي
الدمام – «الاقتصاد»
أدى بروز تقنيات شبكة الجيل الخامس وما ستؤدي إليه من قفزة على صعيد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات الإلكترونية إلى اضطراب في العلاقات الدولية وارتباك في مشهد قطاعات الاتصالات والأعمال في العالم.
وفي مايو الماضي، اندلعت أزمة الشركة الصينية المعروفة هواوي بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً رئاسياً يقضي بمنع وحظر الشركة الصينية المسيطرة على مشهد الجيل الخامس من التقنيات، بناءً على قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA) وهو قانون فدرالي يمنح الرئيس سلطة تنظيم التجارة بعد إعلان حالة طوارئ وطنية رداً على أي تهديد غير عادي للولايات المتحدة.
وجاء قرار ترامب مستنداً على أن «هواوي» تشكِّل خطراً على الولايات المتحدة من ناحية التجسس وأنها «خطر أمني»، إذ تُعد حالياً أكبر مورِّد لمعدات الاتصالات بالعالم وثاني أكبر شركة للهواتف الذكية، مما زاد اعتقاد الولايات المتحدة من أنه يمكن أن تستخدم الحكومة الصينية هذه الشركة لأغراض التجسس.
وعلى الرغم من أن هواوي نفت هذه الادعاءات بشكل متكرر، تنظر بعض الآراء إلى أن ذلك يأتي في سياق الضغط الأمريكي والحرب الباردة التجارية بين عملاقي الصناعة العالمية الصين والولايات المتحدة، إذ لفتت «رويترز» إلى أن ترامب قد يعيد النظر في قراره، مقابل تنازلات تجارية يحصل عليها من نظيره الصيني شي جين بينغ.
ونفذت الجهات المعنية القرار الأمريكي إذ علقت شركة البحث والبيانات الأكبر في العالم غوغل العمل مع الشركة الصينية فيما يخص نقل العتاد أو البرمجيات أو الخدمات الفنية، فيما تعول الشركة الصينية على حل القضية نتيجة اعتمادها على تجهيزات الشبكات بمكونات وقطع أمريكية سيعاد تصميمها.
وفي الجانب الأوروبي، أعلنت شركات الاتصالات الأوروبية عن صعوبة تحمل نفقات إقامة الجيل الخامس، حيث أكد مسؤولو أغلب شركات الاتصالات العالمية صعوبة تحمل هذه الشركات بمفردها الأعباء المادية المطلوبة لإقامة الجيل الخامس من شبكات الاتصالات اللاسلكية دون أن تتضرر أوضاعها المالية.
وأشارت شركات الهاتف المحمول: «فودافون» البريطانية، و«تيليكوم إيتاليا» الإيطالية، و«تيليفونيكا» الإسبانية إلى استعدادها للتشارك في أبراج الهواتف والمعدات والشبكات لتجنب تكرار البنية التحتية وترشيد استخدام الموارد المحدودة لديها.
وبحسب وكالة بلومبرج فإن «فودافون» البريطانية أبدت استعدادها للعمل مع بعض أكبر منافسيها في مجال الجيل الخامس لشبكات الاتصالات حيث شكلت فريقاً مع «تيليكوم إيتاليا» الإيطالية لدراسة سبل الإسراع بإطلاق خدمات الجيل الخامس بتكلفة أقل، وقد تدمج الشركتان أبراج الاتصالات الخاصة بهما في شركة واحدة.
وترى الوكالة أن هذه التصريحات تشير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من اتفاقيات الشراكة في معدات البنية التحتية للجيل الخامس من شبكات الاتصالات اللاسلكية التي تستهدف توفير إمكانات نقل كميات أكبر من البيانات بسرعة أكبر وربط المصانع والسيارات والمنازل بشبكات الإنترنت والاتصالات فيما يعرف باسم «إنترنت الأشياء».