لا يختلف اثنان على ما شهدته المملكة وعاشه السعوديون في الأعوام الخمسة الماضية، من حيث أنه “فارق”، بكل معنى الكلمة، في حياة السعوديين، وفارق بمعنى الكلمة أيضا، في حساب “التاريخ”.
حيث التاريخ بالعمق، أي بعُمقه، وعُمق ما يشهده من تحولات في حياة الشعوب وتطورها، وما يشهده من تأثير على حياتهم، التي لا تُقاس بالأيام والأسابيع والشهور، ولا حتى بالساعات، حيث لا يُقاسُ التاريخ في أعمار الشعوب بطول وحداته الزمنية، بل بما يحققه في حياتهم من أثر، يبقى ويمتد وينمو ويتطور معهم، جيلا بعد جيل.
حساب التاريخ يختلف، ليس بطول الأيام والأسابيع والشهور، بل بعُمق ما تُحدثه وتُجريه على حياتهم من تطور وتقدم.
خمسة أعوام مرّت على تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ومع طموحات وليّ عهده الأمير محمد ابن سلمان، حيث حظيت التنمية في المملكة بأكبر الاهتمام.
“التنمية”، ليست كلمة عابرة في حياة الشعوب، ولا في مفهوم قادتها التاريخيين، وفي مقدمة قادة العصر الأمير الشاب محمد ابن سلمان، حيث تعني التنمية الإنسان والأرض، أي البشر الذين تتوقف عليهم نهضة الأوطان وبناؤها، وحيث بدون البشر لا إنجاز ولا بناء ولا تنمية، ثم الوطن بما عليه من ثروات وإمكانات وموارد ومقدّرات يصنع منها البشر وبها وعليها موقعا لهم ومكانة لبلادهم تحت شمس الكون.
خمسة أعوام مرّت على “مبايعة” الشعب السعودي لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز “ملكا” على البلاد، وقائدا للسعودية، (الأرض والإنسان)، فدخل بالإنسان السعودي “عصرا” جديدا من التغييرات الاستثنائية في تاريخ الشعوب، إذ شهدت المملكة في الأعوام الخمسة سباقا مع نفسها، تشهد عليه الأرقام في كل مجال، كما تشهد عليه “الميزانيات” العامة للدولة ومخصصاتها وما رصدته لخدمة الإنسان وخيره ورفاهيته ولـ “جودة الحياة” التي يعيشها في حاضره وفي مستقبل أجياله.
“الأرقام” حاضرة ومُتاحة، جاهزة ومتوافرة لكل من يريد أن “يقرأ” ولكل من يريد أن يعرف حجم ما أنجزته الأعوام الخمسة الماضية في حياة السعوديين، وحجم ما تصبه من مكاسب اقتصادية واجتماعية سواء على مستوى الوطن أو للمواطنين، حيث تصب هذه المشروعات في الارتقاء بمستوى المواطن الاقتصادي والمادي، وتحقيق أكبر قدر ممكن من رفاهيته وتحسين مستواه المعيشي على نحو غير مسبوق في تاريخ المملكة.
أما التحول الاجتماعي والثقافي فلا يُقاس بالأرقام، لأنه يحتاج إلى سنوات لرصد تأثيراته وتحولاته بين الناس وفيهم، حيث يشهد مجتمعنا دخولا حقيقيا في عصره، يعيش حقائقه، ويفتح لأجيال السعوديين القادة آفاقا جديدة لمعايشة عصرها وتحولاته وحقائقه في كل مجال.
و”التنمية” ــ كعمل مجتمعي تاريخي شامل ــ لا تقاس ثمارها بالأرقام، ولا بالإحصاءات، وإنما تقاس بتغير البنية الثقافية للمجتمع، وجاهزيتها لمواكبة العصر بعقل منفتح على الشعوب وما تحرزه من تقدم، خصوصا في مجالات التقنيات الجديدة التي يقتحمها العصر، ومدى استعداده للسباق العالمي في عصر “الرقمنة” الذي بدأنا بالفعل في اقتحامه، مؤكدين أن السعودية قادرة على أن تسبق في كل مجال.
هذا طموح قائد شاب تستعد المملكة لاقتحام دنيا جديدة معه، واقتحام معترك جديد يستدعي فيه إرادة الشعب وهمّة الوطن.
الشعب يُلهم القيادة.
والقيادة تستنهض الإرادة.
وهمّة الوطن قادرة على عبور حواجز المستحيلات.