أكد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أن الدولة منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ إلى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ يحفظهما الله ـ أولت اهتماما بالغا بكافة ما يخص حياة المواطن وفق ما نصت عليه المادة الـ 27 من النظام الأساسي للحكم، والتي تكفل حق المواطن وأسرته في العلاج في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة، كما حرصت الدولة على الرفع من الخدمات التي تسهم في تعزيز برامج جودة الحياة وما يحقق السعادة والنمو لكافة شرائح المجتمع.
وأعرب سموه خلال تدشينه مركز الفوزان الشامل للتوحد بالمنطقة الشرقية مؤخرا، عن سعادته بافتتاح المركز الذي يخدم أبناءنا وبناتنا ممن يعانون من التوحد والذين يزيد عددهم على 17 ألف نسمة بالشرقية، حسب التقرير الصادر من مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة للعام 2018، وأشار إلى أن هذه الأعداد الكبيرة من أبنائنا الذين يعانون من التوحد يستحقون منا البذل والوقوف على شؤونهم وتثقيف المجتمع في التعامل معهم وقبولهم ودمجهم في شرائح المجتمع المختلفة بما يتوافق مع قدراتهم، وبين أن ما قام به برنامج الفوزان لخدمة المجتمع بإنشاء مركز الفوزان للتوحد الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع وزارة التعليم يأتي تجسيدا لمبدأ دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضمن مرتكزات رؤية المملكة الطموحة 2030.
وأضاف سموه أن ما شاهدته اليوم في هذا المركز من بنى تحتية وتجهيزات وتقنيات سيدعمها ـ إن شاء الله ـ الأخوة والأخوات القائمون عليه من الأخصائيين والمعلمين والمعلمات والقائمين على شؤون أبنائنا المنتسبين لهذا المركز.
ووجه سموه العاملين والعاملات من المعلمين والمشرفين أن يجعلوا هدفهم الأسمى في هذا العمل المشرف، مرضاة الله سبحانه وتعالى، من خلال تنمية مداركهم والوقوف على شؤونهم، وجعل أسرهم سعداء بما يقدم لهم. وشكر سموه عبداللطيف الفوزان وأسرته على ما بذلوه في هذا المركز الذي يعد نموذجا لمراكز خدمة التوحد والأحدث من نوعه على مستوى العالم.
من جهته شكر رئيس مجلس الأمناء عبدالله الفوزان، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي تبنى هذه المبادرة، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف الداعم لهذا المشروع منذ مراحله الأولى. بعدها شاهد الجميع فيلما وثائقيا عن المركز وأهم مميزاته.
ويعتبر مركز الفوزان للتوحد في الخبر أكبر مركز متخصص وشامل في الخليج العربي، ومن الأكبر في العالم ويقدم خدمة نوعية لأطفال التوحد، إلى جانب تأهيل وتدريب أسر الأطفال في كيفية التعامل معهم، وفق أحدث الوسائل التعليمية والتجهيزية في العالم.
وأنشئ المركز وفق أحدث المعايير العالمية الحديثة في التصميم والتجهيزات، ويدار بكفاءات متخصصة. وتجاوزت تكلفة المركز الذي أنشئ على مساحة 16857 مترا مربعا، أكثر من 60 مليون ريال، وسيوفر لأطفال التوحد احتياجاتهم من أدوات ووسائل تعليمية وتأهيلية. ويستهدف المركز أطفال التوحد الذين تنطبق عليهم الشروط المعتمدة من وزارة التعليم، وسيكون تعليم الأطفال حتى سن 9 سنوات بواسطة طاقم تعليم نسائي، كما سيشارك المركز في المناسبات والفعاليات الخاصة بالتوحد محليا وإقليميا ودوليا.
صمم المركز سايمون همفريز، المهندس المتخصص في التوحد، حيث صمم العديد من مباني التوحد في جميع أنحاء العالم. ويستند تصميم المركز إلى المعايير العالمية لتحقيق الاحتياجات المحددة للأطفال المصابين بالتوحد، وكيف يستجيبون لبيئتهم بحيث يكون هيكل المبنى متوازنا، هادئا، ومرتبا وبسيطا، وتكون المساحات التي يتحرك بها طفل التوحد مفهومة وسهلة وخالية من التعقيد، وتستخدم أقل عدد ممكن من المواد والألوان، لتوفير قدر أقل من التشتت والعزلة. والمبنى بشكل عام قابل للتكيف ولديه مساحة كبيرة من المرونة قابلة للتعديل لتحقيق الاستجابة للحاجات التي تخدم أطفال التوحد في المستقبل.