الدور المطلوب من الغرف التجارية في تعزيز المحتوى المحلي مازال كبيراً
الخريف: المملكة حققت تقدماً كبيراً في مسارات الثورة الصناعية الرابعة
الخالدي: كل المؤشرات تؤكد مواصلة الاقتصاد الوطني لانتعاشه
آل الشيخ: “تجسير” تدفع باتجاه بناء جسور التعاون بين مختلف المصانع
رعى أميـر المنطقة الشرقية صاحب السموّ الملكي الأميـر سعود بن نايف بن عبد العزيز، مؤخراً، انطلاق مبادرة غرفة الشرقية لتعزيز المحتوى المحلي والتجارة البينية “تجسير”، وذلك في الحفل الذي نظمته الغرفة في مقرها، بحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالقطاع الصناعي.
ونوه سموه بحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ـ يحفظهما الله وحكومتنا الرشيدة ـ على تمكين المحتوى المحلي، وجعله خياراً أولاً في مختلف الصناعات والمشروعات، مبيناً أن الخطوات التي خطتها المملكة نحو تعزيز المحتوى المحلي، وتعظيم أثره الاقتصادي، سيسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 لزيادة حجم القطاع غير النفطي بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، موضحاً سموه أن دور الغرف التجارية في تعزيز الصناعة المحلية، لا يقتصر على هذه المبادرة وحسب، فالفرص مازالت واسعة أمام الغرف التجارية للربط بين كبرى الشركات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد مبادرات متنوعة لدعم وتمكين المحتوى المحلي، وترسيخ مفهوم الجودة والاستدامة، وإقامة المعارض والمؤتمرات واللقاءات التي تدعم المحتوى المحلي والصناعة الوطنية وتعرِّف بها، مشيراً سموه إلى الدور المهم الذي تقوم به وزارة الصناعة والثروة المعدنية في مساندة دور الغرف التجارية، والعمل على تعزيز استخدام المنتجات المحلية في المشروعات والصناعات الوطنية، ودعم البحث والتطوير في القطاع الخاص، وتوفير فرص العمل، وفق استراتيجية الوزارة في دعم قطاع التصنيع، وخططها لبناء سلسلة توريد محلية تتمتع بالقدرة والكفاءة. ولدى وصول سموه إلى مقر الحفل، تجول في المعرض المصاحب، ثم رعى سموه توقيع عدد من الاتفاقيات لدعم المبادرة.
وفي الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة، ألقى وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف كلمةً أعلن فيها اعتزام الوزارة إطلاق “بنك الصادرات” خلال الأيام المقبلة ليكون داعما للقطاع الصناعي الذي تعول عليه الدولة في التنمية، ومن خلاله سوف يتم إطلاق التجمعات الصناعية المختلفة، التي تعنى بالنظر للتجمعات كمفهوم يتم من خلاله بناء أفكار صناعية والعمل على تقريب المصانع التي تعمل في نشاط واحد، مؤكداً أن تلك المبادرات والجهات ستساعد القطاع الصناعي على النمو وتحقيق النتائج والأهداف المرصودة، مضيفاً أن الدولة تعوّل على قطاع الصناعة في تحقيق التنوع الاقتصادي، وإحداث نمو حقيقي، لتحقيق التنمية المستهدفة، في قطاعي الصناعة والتعدين، وهي كبيرة في الواقع، لذلك جاء تشكيل وزارة مستقلة لإيجاد فريق عمل يقف على قاعدة قوية بنيت خلال أكثر من 40 سنة ماضية، ودورنا اليوم هو إكمال هذه المسيرة من خلال المحافظة على المكتسبات وزيادة القيمة المضافة واستغلال الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن.
وأضاف الخريف أن الوزارة تعمل على إدخال التقنيات الحديثة ومساعدة المستثمرين لتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي خيار مناسب للمملكة لعدة عوامل منها، أن التركيبة السكانية السعودية تعتمد على فئة الشباب، وهي ثروة حقيقية، إضافة إلى حرص الدولة على خلق ممكنات يستطيع المستثمر من خلالها أن يتبنى هذه التقنيات لتطوير نشاطه، حيث تم رفع رأسمال صندوق التنمية الصناعي من 65 إلى 105 مليارات ريال، حيث تم تصميم برامج للتمويل لا تقتصر على الأصول الثابتة، مشدداً على أن الثورة الصناعية الرابعة، من أكثر المسارات التي تحقق فيها المملكة التقدم ابتداء من الوزارة إلى الهيئات التابعة لها، مثل هيئة الصادرات، وهيئة مدن، والهيئة الملكية للجبيل وينبع وغيرها. وتطرق إلى برنامج “ندلب” الخاص بالصناعة والخدمات اللوجستية، الذي يعد من أكبر البرامج التي أطلقت ويستهدف توحيد جهود القطاعات التي يخدمها البرنامج وهي الصناعة والتعدين والطاقة واللوجستيك.
من جانبه قال رئيس الغرفة عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي إن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد مواصلة الاقتصاد الوطني لانتعاشه، مدعوماً بعوامل عدة يأتي على رأسها تلك الشراكة التي أقرتها رؤية 2030م ومنحتها للقطاع الخاص في مسيرة النمو والتنمية، موضحاً أن مبادرة “تجسير” تدخل ضمن جهود الغرفة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030م، بتعزيز دور القطاع الخاص في مسيرة النمو والتنمية الاقتصادية التـي تعيشها البلاد في مختلف القطاعات والمجالات، وجهودها في تقديم خدمات جديدة ومبتكرة تدعم مجتمع الأعمال من الصناعيين والموردين المحليين، فهي تنطلق من أهمية إيجاد صياغات واضحة نحو ترسيخ قيم التعاون والمشاركة والتكامل بين الصناعيين المحليين، بما يُحققه العمل التعاوني من سهولة في تبادل المعلومات والمنتجات والخامات بين المصانع وبعضها البعض، وهو ما يصب في رفع نسبة المحتوى المحلي في الصناعة الوطنية.
وثمن الخالدي رعاية سمو أمير الشرقية للمبادرة، مؤكدا أن دعم سموه يشجع الغرفة على مواصلة العمل لخدمة قطاع الأعمال وفق أعلى المعايير، وأيضا تقديم الخدمات المختلفة للمجتمع.
ولفت الخالدي إلى الجلسة الوزارية الحوارية التي حضرها وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، ونائب الوزير لشئون الصناعة أسامة بن عبدالعزيز الزامل، ونائب الوزير لشؤون التعدين خالد بن صالح المديفر، برئاسة عضو مجلس إدارة الغرفة رئيس لجنة الصناعة والطاقة إبراهيم بن محمد آل الشيخ.
إلى ذلك أوضح عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الصناعة والطاقة بالغرفة إبراهيم آل الشيخ أن التصنيع يُمثل خياراً استراتيجيًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، كونه قطاعًا يتمتع بقدرات كبيـرة في تعزيز النمو الاقتصادي، ويحمل مزيدًا من الفرص الاستثمارية والوظيفية، ويتَّسم باتصاله وتداخله مع العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخُرى، لافتا إلى أن مبادرة “تجسير” تعد نموذجًا تطبيقًا مصغرًا لها ولإفرازاتها من حاضنات صناعية هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة، تأتي كخطوة مبتكرة تدفع في اتجاه بناء جسور التعاون بين مختلف مصانعنا، وهو ما يؤدي إلى تخفيض تكاليف التشغيل، ورفع الطاقة الإنتاجية، وتخفيض رأس المال، وبالتالي زيادة قدرتنا على منافسة الاقتصاديات المتقدمة.
وأكد آل الشيخ أن التكامل بين المصانع، يفضي إلى تنافسية الصناعة السعودية بمستويات عالية من الأداء والإنتاجية، وإيجاد منتجات ذات قيمة مضافة تُعزّز من المسيرة الصناعية في البلاد وتدعم تطوير قطاع الأعمال من الصناعيين والموردين المحليين، مشيراً إلى حلقتي نقاش اللتين تم تنظيمهما على هامش إطلاق المبادرة الأولى بعنوان “مستجدات القطاع الصناعي”، بمشاركة مدير تطوير الصناعة والمدن الخاصة بـ “مدن” نايف الدريويشي، ومدير إدارة تطوير الأعمال بصندوق التنمية الصناعي السعودي محمد الحميد، ومدير عام التسويق والتواصل المؤسس بهيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس مازن الجاسر، برئاسة عضو لجنة الصناعة والطاقة بالغرفة سعيد بسحم.
والثانية كانت بعنوان “تجارب ناجحة” بمشاركة ليام هارلي من شركة أميرسون، وسالم الجوهي من مصنع المبادئ الفنية للصناعات المعدنية، وخالد سعد الدين من حلويات سعد الدين، ومحمد الثبيتي من الزامل للطلاء الصناعي، برئاسة عضو لجنة الصناعة والطاقة بالغرفة مثنى الرقطان. كما أقيم على هامش إطلاق المبادرة معرض مصاحب شارك فيه عدد من الشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية.
الرعاة والداعمون .. يحظون بتكريم خاص من سمو أمير المنطقة الشرقية