أسس في 2007 مؤسسة ليونيل ميسي الخيرية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مخاطر صحية
مؤسسة بيل وماليندا جيتس تتبرع بـ 100 مليون دولار لجهود مكافحة وباء فيروس كورونا (Covid-19)
جيتس يتنحي عن موقعه في إدارة شركتيه ويعلن اتجاهه للتركيز على المؤسسة الخيرية ومكافحة التغير المناخي
بيزوس يتبرع بـ 100 مليون دولار لمؤسسة Feeding America التي تدير شبكةً مخازن للأغذية بالولايات المتحدة
قد يختلف قادةُ الأعمال في ملامحهم الفيزيائية، وصفاتهم النفسية، وتكويناتهم الاجتماعية، وقد يختلفون في “نهجهم” أو مناهجهم أو مدارسهم وتوجّهاتهم في حياتهم العملية، لكنّ القادة “الحقيقيين” في مجال الأعمال والمال لا تختلفُ نتائجُ ملامحهم وصفاتهم ومناهجهم في الأثر والعائد والمردود الذي تحصده المجتمعات من أعمالهم، بل من نتائج الإلهام الذي يستمده من أرواحهم الآلاف بل ومئاتُ الآلاف من البشر الذين يحصلون من أعمالهم ونتاج قراراتهم عائدا مباشرا، أو يأخذون منهم “إلهاماً” يمد أرواحَهم بطاقة تدفعهم على العمل، وتسير بهم في طريق النجاح.. في أكثر من مجال، نستطيع أن نرصدَ “مدرسة” أو “نهجاً” أو “فكراً” أو “نموذجاً” ينفع الناس في غير مكان، وفي غير مجال.. وكما يقول المثلُ الشعبي “العربي”: كل شيخ وله طريقة، لكن النجاح “واحد”، أثره واحد، وطعمه واحد..
والتفكير في أهم الصفات لأفضل القادة في جميع المجالات، من شأنه أن يجعلنا نشاركهم رسائل تحفيز ملهمة، لنتمكن من بذل طاقة جماعية لتحقيق هذه الأهداف، ولنجعل عالم الأعمال عالماً أفضل.. من هؤلاء من غادرنا ولا تزال بصمته ممتدة في هذا العالم، لا يمحوها الزمن، لأنه ترك منهجا علميا ناجحا، ومنهم من يثبتون كل يوم للعالم أن الثراء هو ثراء الروح، ويؤكدون من خلال مبادرات العطاء المتواصلة أنهم قادة ملهمون، كل في مجاله، وكل بقدرته على العطاء.
ومن نماذج إلهام القادة، مدارس ومناهج تؤدي كلها إلى خدمة المجتمع، وربما خدمة البشرية أيضا، ومنهم هؤلاء:
نهج علمي وإنساني
قد يبدو من البديهي اعتبار بيل غيتس ناجحا، نظراً لأنه أسس “Microsoft” عملاق عالم البرمجيات، بالشراكة مع بول ألين عام 1975، ولكنه في حقيقة الأمر، برع في العمل الخيري مع مؤسسة بيل وماليندا جيتس (Bill and Melinda Gates Foundation) وهو ما جعله يظهر بشكل مختلف، فهو يعمل بالتركيز نفسه الذي استخدمه في بناء “Microsoft” من أجل معالجة الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع وتوسيع الفرص في جميع أنحاء العالم، وقد ألهم نهجه الجهات المانحة الغنية الأخرى للمساهمة في المؤسسة، كما ألهمت مشاركته بعض ألمع العقول التقنية والعلمية للانضمام إلى المؤسسة، وبالتالي بناء منظمة ذات مستوى عالمي لعلاج المشكلات الصعبة للغاية، العظماء يتبعون أشخاصاً يلهمونهم.
وقد أعلن غيتس مارس الماضي أنه سيتنحي عن موقعه كعضوٍ في مجلسي إدارة شركتي مايكروسوفت و(Berkshire Hathaway)، بهدف التركيز على المؤسسة الخيرية، إلى جانب جهوده لمكافحة التغير المناخي. حيث تبرعت المؤسسة بنحو 100 مليون دولار للمساهمة في جهود مكافحة وباء فيروس كورونا (Covid-19) في أوائل شهر فبراير الماضي.
التوافق مع قيم القائد
كان ستيف جوبز ناجحاً بلا شك، وقام بإطلاق اختراع تلو آخر، محدثاً ثورة في عالم الحواسيب والترفيه والموسيقى، والهواتف النقالة والاتصالات.
مما يجعل من قصة تيم كوك أكثر إثارة للإعجاب، لقد تسلم السيطرة من ستيف، وحين تولى رئاسة آبل، كانت قيمة الشركة حوالي 350 مليار دولار. الآن، بعد 8 سنوات ونصف، أصبحت قيمة آبل 1.32 تريليون دولار، واستمر في توسيع نطاق الشركة، وحافظ على وتيرة الابتكار، وصنعت آبل ثروة تحت قيادة كوك، أكثر من صافي ثروة أغنى 10 أشخاص في العالم. وازداد رأس المال السوقي وأبقى على مشاركة قاعدة آبل الجماهيرية الواسعة، وقام بكل هذا مع البقاء خارج دائرة الضوء بنفسه، بينما أبقى آبل مركزة على رسالتها وحافظ على ثقافة الشركة: الوقت الذي تقود فيه نجاح الشركة هو ما يصنع قائداً عظيماً.
ورغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت لكوك، إلا أنه استطاع أن يحقق نجاحا مهما وتحت قيادته حققت الشركة صافي مبيعات حوالي 260 مليار دولار في السنة المالية 2019 مقارنة بـ 108 مليارات دولار في 2011، وصافي أرباح حوالي 55 مليار دولار مقارنة بـ 26 مليار دولار في الفترة نفسها. كما تملك الشركة نقدًا بحوالي 49 مليار دولار مقارنة بـ11.2 مليار دولار في وقت تولي كوك.
القيام بمخاطر محسوبة
كان يا مكان، كانت أمازون متجرا للكتب عبر الإنترنت يوشك على الإفلاس، والآن هي شركة تجارة التجزئة الرائدة على الإنترنت التي تمتلك ثاني أكبر سوق في العالم، على طول الطريق، أظهر جيف بيزوس أغنى أثرياء العالم للعام الثالث على التوالي أنه لا يرضى بالسيطرة على سوق ما، بينما لا تزال هناك أسواق أخرى متاحة للاستحواذ عليها، إضافة إلى ربح سوق التجارة الإلكترونية الضخمة بالفعل، قرر أن يقوم بمخاطر محسوبة بالدخول في أي عمل يعتقد أنه كان مفتوحًا للاضطراب، سواء كان أو لم يكن هناك أي مكان ظاهر للمزاحمة مع الأعمال القائمة.
وعلى الجانب الإنساني ، تعهد جيف بيزوس مؤخرا -عبر حسابه على إنستغرام- بالتبرع بملغ 100 مليون دولار لمؤسسة (Feeding America)، وهي منظمة غير ربحية تدير شبكةً من بنوك ومخازن الأغذية في الولايات المتحدة.
روح الفريق.. ومشاركة النجاح
تميز ستيف جوبز بقدرته على جذب المواهب الرائعة والاحتفاظ بها، من جوناثان إيف إلى تيم كوك (المذكور سابقاً) إلى إيدي كيو إلى جيف ويليامز، كان متوسط مدة خدمتهم في شركة آبل أعلى من 20 سنة، وساعدت قيادتهم على جعل آبل الشركة التي تغير الصناعة التي هي عليها اليوم.
حقق جوبز ذلك لان لديه شغفا تجاه شيء ما، ومخططاً واضحاً لتحقيق مراده. وفي حين كان امتلاك الحواسيب الشخصية في سبعينات القرن الماضي، مقتصراً إلى حد كبير على الهواة، كان لدى ستيف جوبز والمؤسس المشارك ستيف وزنياك، فكرة لجعل الحاسوب متوافراً لجميع الأشخاص. وقد قال جوبز في إحدى اللقاءات، إن دور المدير يتمثل في توظيف أفضل الأشخاص وتوجيهم نحو تحقيق الهدف المنشود.
دع العمل يتحدث عن نفسه
ليونيل ميسي أحد أعظم لاعبي كرة القدم الذين لعبوا اللعبة، ولكنه مهتم أكثر بكيفية إدارة نفسه داخل الملعب وخارجه، على الملعب، لا توجد أية دراما ولا حب ظهور صريح، في كل مرة قابلته الصعاب، حاول بذل قصارى جهده للبقاء على قدميه بدلا من التخبط، إنه يسمح لجميع أهدافه وتمريراته الحاسمة بالحديث نيابة عنه، وخارج الملعب، يحقق أهدافًاً مختلفة كسفير لليونيسف، يركز على مساعدة الأطفال الضعفاء، بناء على الصعوبات التي واجهها في طفولته، حيث أسس عام 2007 مؤسسة ليونيل ميسي الخيرية التي تحظى بسجل حافل في تمويل ودعم المبادرات الخيرية، الكبيرة منها قبل الصغيرة بغية مساعدة الأطفال الذين يعانون من مخاطر صحية أو المحرومين من فرص التعليم. وفي عام 2010 تم تعيين ميسي سفيراً للنوايا الحسنة لليونيسيف، وذلك بهدف دعم حقوق الطفل. يقول ميسي في موقع مؤسسة.ooredoo “عندما أقوم بزيارة أحد الأطفال المرضى بالمستشفى، أدرك مدى الأثر الإيجابي الذي يمكن لشخصية شهيرة أن تتركه في نفسه”.
هؤلاء الأشخاص وصفاتهم مصدر إلهام عظيم بالنسبة لنا جميعا، ونأمل أن يلهموكم لتطبيق هذه المبادئ على حل المشكلات والتعاون والتفكير على نطاق كبير.