الجبيل تضم أكبر تجمع عالمي لاستخدام الطاقة في الصناعات الكثيفةالسعودية تنتج %12 من إجمالي مخرجات البتروكيماويات في العالم
هدفنا استقطاب 1056 مليار ريال من الاستثمارات لمدن الهيئة
نسعى لتكثيف الاستثمار في العناصر البشرية وتوظيفها
القادم مناطق متخصصة للصناعات العملاقة وأخرى خاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير خدمات تكاملية
تحمل الدولة المقابل المالي عن العمالة الوافدة يحفز القطاع الصناعي ويخفف الضغوط عن القطاع الخاص
أثار الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل، المهندس مصطفى بن محمد المهدي أكثر من “مفاجأة”، في حوار خاص بـ “الاقتصاد”، كاشفاً عن تطلعات الهيئة الملكية للجبيل لتحويل أهم المدن الصناعية في المنطقة الشرقية إلى عاصمة خليجية للصناعات “العملاقة”، لافتاً إلى أن الهيئة تسعى إلى تأسيس تجمّع صناعي كبير يضم أكبر “مَجْمَع” إقليمي لصناعة السيارات والسفن والبلاستيكيات المتقدمة والصناعات المنزلية، إضافة إلى صناعات المستقبل التي تتجه قيادةُ المملكة إلى الاهتمام بها، في إطار الاستراتجية التي تضمنتها “رؤية 2030”. وقال المهدي إن الجبيل الصناعية تمثل نموذجاً ثرياً في إدارة المشاريع والمدن الصناعية، وإن المنطقة الصناعية بالجبيل شهدت، خلال أربعة عقود، تطورا متنامياً ومستمراً، حتى باتت ثالث أكبر تجمع عالمي في صناعة البتروكيماويات، وإن الهيئة تأمل أن “تستثمر” ما تمتلكه الجبيل من مقومات اقتصادية وإمكانات طبيعية وموارد بشرية، بحيث تضيف المزيد إلى عناصر قوتها وإنجازاتها، خاصة في مجال الصناعات المتطورة والصناعات العملاقة.. وتناول المهندس المهدي في حواره مع “الاقتصاد” قضايا عدّة، منها أسباب تطور المدينة، البيئة والتعلم، والاستثمارات الجديدة، وموضوعات أخرى، فإلى التفاصيل:
خلال الـ 45 عاما الماضية، نجحت الهيئة الملكية بالجبيل في تحقيق إنجازات كبيرة لم يكن أحد يتوقعها. في تصوركم ما أبرز العوامل التي ساعدت الجبيل الصناعية في أن تصل لما وصلت إليه اليوم؟
حين يأتي الحديث عن النجاحات والإنجازات، فإننا في فريق الهيئة الملكية بالجبيل نعود بالذاكرة لأربعة عقود مضت، ونستذكر البدايات التي انطلقت من رؤية عظيمة وواضحة لقيادة الوطن آنذاك، ونستحضر جهود الآلاف من الكفاءات الوطنية التي تعاقبت على إدارة الهيئة وعضوية إداراتها المختلفة، والتي حولت المشروع من حلم على الورق إلى واقع يعيشه الآلاف ممن سكنوا المدينة أو زاروها على مدى السنوات.
الجبيل الصناعية – بفضل الله – تضم اليوم أكبر تجمع للصناعات الكثيفة في استخدام الطاقة حول العالم، وتعد أهم مراكز جذب الاستثمارات المرتبطة بالصناعات البتروكيماوية في المنطقة. المخطط العام للهيئة ضمن بناء المناطق السكنية بإتقان ومهنية، لتلبية متطلبات سكان المدينة والعاملين بها، وبما يراعي وجود فرص استثمارية تجارية وسكنية تشمل قطاعات الخدمات العامة والصحة والتعليم والترفيه. ولم يغفل مخططو الهيئة أن تكون مناطقها الصناعية ملتزمة بأعلى المعايير البيئية من خلال التزامها بالاشتراطات العالمية. وقد قامت الهيئة في هذا السياق بإجراء دراسة بيئية معمقة لتحديد أكثر المواقع الملائمة لتخصصيها بالأنشطة الصناعية والسكنية والتجارية مع الحفاظ على نقاء شواطئ المدينة – التي يبلغ طولها أكثر من 30كيلو مترا – والمطور منها حاليا ويستخدمها القاطنون في المدينة يبلغ طولها 17 كيلو مترا، وبقاؤها ضمن النطاق السكني بشكل يضمن جودة حياة عالية لسكان المدينة وزوارها.
تضافر هـذه الجهود أدى بالهيئة الملكية لتصبح – بفضل من الله – مرجعاً مهماً للخبرات الفنية المتعلقة بالتخطيط وتنفيذ مشاريع البنية التحتية المتكاملة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
استثمارات تفوق 1065 مليارا
تعتمد خطة التحول الوطني ورؤية 2030 على زيادة الإيرادات غير النفطية، ومن أهم هذه الإيرادات البتروكيماويات، واللدائن والمطاط، وهي مصانع وشركات يتمركز معظمها في الجبيل الصناعية.. ما خططكم لتحقيق هذا الهدف المهم؟
ــ تنتج المملكة العربية السعودية حوالي %12 من إجمالي مخرجات البتروكيماويات في العالم، محتلة المركز الثالث بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومدينة الجبيل الصناعية هي مركز هـذه الصناعة المهمة في المملكة، ولذلك فإن دور المدينة في تحقيق رؤية 2030 أساسي ومهم، وذلك من خلال استقطاب استثمارات جديدة تزيد على 1065 مليار ريال لمدن الهيئة الملكية، وقد بدأت أولى بوادر نجاحها في تحقيق مستهدفات الرؤية، من خلال تحقيق ناتج صناعي يفوق 309 ملايين طن خلال عام 2020 في مدن الهيئة الملكية.
استثمار العناصر البشرية
يقدر حجم الصناعات البتروكيماوية على مستوى العالم بـ 4 تريليونات دولار، تبلغ حصة المملكة منها نسبة 7 – %8 ويكفي أن نعلم أن مدينة الجبيل الصناعية تعد أكبر مدينة منتجة للبتروكيماويات عالمياً وهي قلعة هذه الصناعة بالمنطقة، هذا الأمر لم يأت بسهولة، كيف تخططون للحفاظ عليه وزيادته مستقبلا؟
النتائج التي حققتها الجبيل لم تأت من فراغ. فالمولى الكريم أنعم على المدينة بفريق عمل دؤوب يسعى إلى الحفاظ على موقع المدينة الريادي، وقيادة داعمة لرؤية المدينة ومؤمنة بحلمها.
وسنواصل في فريق الهيئة الحفاظ على المنجزات، من خلال تكثيف الاستثمار في العناصر البشرية، وتوظيفها في إدارة دفة قطاعات الهيئة، لترسيخ فلسفتها القائمة على المزج بين المناطق الصناعية والسكنية بتواؤم مريح.
مشاريع الهيئة القادمة تتضمن تطوير مناطق متخصصة للصناعات العملاقة، بالإضافة إلى مناطق خاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، والتي يتم من خلالها توفير متطلبات وخدمات المناطق الأخرى بشكل تكاملي.
نحن في إدارة الهيئة الملكية نشجع على نمو الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ونوفر لها البيئة الخصبة للاستفادة من فرص سلاسل الإمداد الحالية، وندعم محاولاتها تحقيق القيمة المضافة بالتعاون مع المصانع الأساسية والثانوية.
النجاح فيه شركاء، ولا شك أن التزام شركائنا في القطاعات الصناعية والتجارية بالمعايير التي وضعتها الهيئة بشكل مهني وبأداء متميز يجتمع فيه الحفاظ على البيئة مع تحقيق أعلى درجات الكفاءة، الدور الأكبر في تحقيق الإنجازات التي وصلنا إليها اليوم.
ولا شك أن لسكان الجبيل الصناعية دوراً كبيراً في تحقيق النجاحات المتوالية من حيث اهتمامهم بمدينتهم وتعاونهم في الحفاظ عليها معلماً للأجيال القادمة. روح المسؤولية المجتمعية التي أظهرها أهل الجبيل الصناعية ومبادراتهم التي يشارك فيها الجميع ساهمت في الوصول بمستوى جودة الحياة في المدينة إلى مستويات أعلى. فالجبيل أصبحت بفرقها التطوعية من المدن المتميزة التي يقدم أبناؤها وبناتها خبراتهم بالمجان لخدمة الوطن ورفعته.
تحفيز القطاع الخاص
قبل أشهر، أعلنت الدولة عن تكفلها بالمقابل المالي للوافدين العاملين في المصانع، كيف سينعكس ذلك على نتاج تلك المصانع؟
بالتأكيد، فإن قرار مجلس الوزراء يعتبر قراراً إيجابياً، ولا شك في أن تحمل الدولة المقابل المالي عن العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية لمدة 5 سنوات، سيسهم في تحفيز القطاع الصناعي بشكل كبير، كما أنه سيخفف الضغوط عن القطاع الخاص، والقرار يصب في مصلحة القطاع الصناعي بشكل كبير، ويدفعه للتوسع في إنشاء مصانع جديدة والوصول إلى مستهدفات القطاع الصناعي في رؤية المملكة 2030.
ندعم 29 مشروعاً لرواد الأعمال تمتد من الخبر إلى الخفجي بـ 7.8 مليون ريال 13 مشروعاً منها بالجبيل الصناعية
11 مبادرة لجذب الاستثمارات الجديدة وفتح أبواب لصناعات متطورة
معايير بيئية وبرنامج صارم تديره كفاءات وطنية مدربة واستخدام أحدث تقنيات المراقبة لحماية البيئة
الوظائف والمقاعد الدراسية متاحة للسعوديين بالتساوي ولا تمييز لسكان الجبيل
المنطقة الشرقية أقل المناطق السعودية من حيث معدلات البطالة
مع رواد ورائدات الأعمال
تشجع الهيئة الملكية رواد الأعمال من الشباب والشابات بهدف تمكينهم من العمل على تحويل أفكارهم إلى مشروعات نوعية، ماهي المساعدات التي تقدمونها إليهم؟
الهيئة الملكية تقوم حاليا برعاية هذه الشريحة من رواد الأعمال من خلال مركز التنمية الصناعية (الحاضنات) بالمعهد التقني. وهي تقدم لهم الدعم الاستشاري والتدريبي لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع بتمويلات من بنك التنمية الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى تخصيص مكاتب متكاملة الخدمات بأسعار رمزية.
ويبلغ عدد المشاريع التي يشرف عليها المركز حالياً 29 مشروعاً باستثمارات فاقت 7.8 مليون ريال (ممولة من بنك التنمية الاجتماعية ب 5.5 مليون ريال)، ممتدة على النطاق الجغرافي من مدينة الخبر إلى مدينة الخفجي، شاملة 13 مشروعاً تم افتتاحها بمدينة الجبيل الصناعية.
وقد اعتمدت الهيئة مؤخراً ضمن هيكلها الإداري إدارة متخصصة لتطوير الإعمال وأدرجت بها قسماً خاصاً لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لتنمية هذا القطاع وربطه بسلاسل القيمة المضافة، واستكشاف الفرص الاستثمارية الصغيرة والمتناهية الصغر وممكنات نجاحها لتقديمها للمستثمرين.
استثمارات غير تقليدية
هل هناك نية لجذب استثمارات في قطاعات إنتاج جديدة وغير تقليدية؟
تركز الهيئة الملكية في خططها على التزام ذهنية ديناميكية تمكنها من استقطاب الاستثمارات غير التقليدية لرفع جودة الحياة وتقوية منهج الاستدامة والتكامل والذي بدوره يجذب تلك الصناعات المتنوعة. وقد تمكنت الهيئة في الآونة الأخيرة بعد وضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في نوفمبر 2016، من استقطاب عدد من المشاريع المبتكرة مثل صناعات الطاقة البديلة والمتجددة، صناعة السيارات، صناعة الأجهزة المنزلية، صناعة المنتجات البلاستيكية الهندسية ذات المحتوى التقني، صناعة المحفزات المستخدمة في صناعة البتروكيماويات وتكرير النفط، صناعة بناء السفن والتي تقع في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في مدينة رأس الخير الصناعية، هذا فضلاً عن الصناعات الغذائية الجديدة (الاستزراع السمكي، المكملات الغذائية، البروتين، المنكهات)، وتوفر الهيئة للمستثمرين في قطاع الترفيه الوليد في المملكة فرصا لإقامة فعاليات جديدة ومبتكرة.
مركز جذب
باتت المنطقة الصناعية في الجبيل الصناعية، مركز جذب لكبار المصنعين في العالم، فما أهم التسهيلات التي يمكن أن تقدم للمستثمرين الأجانب، لجذبهم أكثر للمنطقة، وخاصة الصناعات العملاقة؟
لعل الهدف الأساسي في إنشاء الهيئة هو بناء نموذج لمدينة ذكية تعمل في إطار الأتمتة لتوفير البيئة الحاضنة للصناعات بمختلف أنواعها. ومع التطورات التقنية المتلاحقة، تطورت رؤية الهيئة لدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات إنترنت الأشياء في دعم البنية التحتية للمدينة مع بقاء الهدف الأساسي في جذب أرباب الصناعة من كافة أرجاء العالم. وتتبنى الهيئة الملكية العديد من المبادرات لجذب المصانع التحويلية عبر مبادرات مبتكرة مثل مشروع إنشاء منطقة (البلاس كيم) وهي منطقة تحتوي على خدمات مشتركة تزيد من فرص نجاح الصناعات التحويلية من خلال خفض التكاليف الإنتاجية والتشغيلية.
كما يجري حالياً تطوير منطقة تعنى بتوفير الخدمات اللوجستية المتنوعة لشركائنا الصناعيين. وفي مجال توفير القدرات البشرية تم تطوير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة لتوفير احتياجات القطاع الصناعي من الأيدي العاملة المحلية من خلال التركيز على دعم الكليات التقنية والمعاهد الصناعية القائمة حالياً واستحداث حاضنات متخصصة للابتكار والمعرفة والبحث العلمي.
استراتيجية الهيئة ورؤية 2030
ما هي استراتيجية الهيئة الملكية في جذب المزيد من الاستثمارات لتحقيق الجانب المالي في مستهدفات رؤية المملكة 2030؟
أطلقت الهيئة الملكية عدداً من المبادرات المرتبطة ببرامج الرؤية ومنها:
- جذب صناعات تكاملية متنوعة ذات قيم مضافة أعلى
- تعظيم وتنويع الموارد المالية وزيادتها
- رفع كفاءة استخدام الأصول والعمليات
- زيادة حجم الاستثمارات والإنتاج
- توفير بيئة استثمار خدمية منافسة لجذب الاستثمارات
- تطوير مخرجات التعليم
- تحسين مستوى التأهيل للتجهيزات الأساسية والمرافق العامة
- المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها وتنميتها
- تحسين المستوى المعيشي والأمني والصحي
- توفير بيئة استثمار خدمية منافسة لجذب استثمارات قطاع التعدين (قطاعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمدينة رأس الخير الصناعية)
- استقطاب القطاعات الصناعية الغذائية غير التقليدية (المكملات الغذائية، البروتين، المنكهات، الاستزراع السمكي)
البيئة بين معايير ورقابة
يتخوف البعض من أن يؤثر حجم المصانع ومخرجاتها على سلامة البيئة، كيف تساهم الهيئة الملكية بالجبيل في منع ذلك؟ وما هي المشاريع التي تسعى من خلالها لتنقية البيئة المحلية؟
أولت الهيئة الملكية البيئة جل اهتمامها، حتى قبل إنشاء المدينة، من خلال عمل مسح بيئي شامل، ودراسة الأثر البيئي الذي قد ينتج عن إطلاق النشاطات الصناعية في المدينة. ونتج عن ذلك المسح معايير بيئية صارمة يتم تحديثها بشكل دوري كل خمس سنوات لتواكب التطور في العمليات الصناعية مع ربطها بآخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في مجال المحافظة على البيئة.
وهناك برنامج رقابي صارم يدعم المعايير البيئية، وتديره كفاءات وطنية مدربة، مع استخدام أحدث تقنيات المراقبة. وتأكيداً لحرص الهيئة الملكية على عدم تأثر البيئة جراء الأنشطة الصناعية، فإنها تشترط على الشركات الصناعية استخدام أحدث التقنيات للحد من التأثير البيئي، وذلك قبل إصدار الرخصة البيئية الخاصة بها، حيث تتضمن الاشتراطات على سبيل المثال مراقبة انبعاثات المداخن من المصدر مباشرة لتحديد نسبها بشكل آني، ما يساعد على اتخاذ الإجراءات بشكل سريع في حال وجود أي تجاوزات للمعايير البيئية الخاصة بجودة الهواء. وقد حصلت الهيئة الملكية على شهادة مطابقة برنامج مراقبة جودة الهواء لاشتراطات ومعايير المنظمة الأمريكية لحماية البيئة.
ولضمان عدم تصريف أي نوع من المياه الصناعية إلى البحر أو إلى باطن الأرض، تتم في الجبيل الصناعية معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي معالجة ثلاثية، واستخدامها في أعمال البستنة والتشجير لري أكثر من 1.5 مليون شجرة وأكثر من 2 مليون متر مربع، من المسطحات الخضراء، الأمر الذي جعل مدينة الجبيل الصناعية تتربع على أعلى نسب مساحات المناطق الخضراء مقابل الفرد من السكان في المملكة.
أما في مجال الاستدامة البيئية، فقد وصلت نسبة إعادة التدوير للنفايات الصناعية في الجبيل خلال 2019 إلى %55 من الإجمالي العام. وفي الحالات التي لم تتوفر فيها تقنيات لإعادة تدوير بعض الأنواع من النفايات، فقد تم التخلص منها بطرق علمية وحديثة متوافقة مع الاشتراطات العالمية الخاصة بهذا الشأن. وقد حصلت الهيئة الملكية على شهادة الجودة أيزو 9001 لبرنامج المراقبة البيئية والذي اشتملت إجراءات تحقيقه الخضوع للعديد من الزيارات التفتيشية ومراجعة وتدقيق أعمال وبرامج المراقبة البيئية.
تطوير للمستقبل
مشروع الكلية الجامعية أحد المشاريع المهمة، هل يمكن أن نرى فيها كليات ذات تخصص متنوع، أم سترتكز على الهندسة والبتروكيماويات، والتخصصات العلمية لتواكب سوق العمل في المنطقة؟
التعليم التقني والصناعي واكب الهيئة الملكية منذ أيام إنشائها، واستمرت الإدارات المتعاقبة في إضافة مؤسسات تعليمية متخصصة قادرة على استيعاب الطلب المتنامي محلياً والمرتبط بزيادة عدد السكان، إضافةً إلى تطوير القائم منها كي يتوافق مع احتياجات المراحل الجديدة ومتطلباتها المعرفية والمهنية، وإمداد السوق الصناعي المحلي بكفاءات سعودية قادرة على بدء مشروعاتها الخاصة في السوق. ويعتبر مشروع المبنى الجامعي أحد أهم المشاريع التعليمية على مستوى المنطقة الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – حجر الأساس له أثناء زيارته للمدينة.
ولعل أبرز ملامح استثمار الهيئة الملكية الواسع في قطاع التعليم وتطويره هو في افتتاح كلية الجبيل الصناعية والكلية الجامعية ومعهد الجبيل التقني. وستقوم الكليات عند اكتمال المباني الجديدة لها باستحداث تخصصات جديدة متنوعة، لتساهم بمخرجاتها في سد احتياجات سوق العمل بالمملكة. والعمل قائم حالياً على إنشاء حرم جامعي تقدر مساحته بحوالي 2 مليون متر مربع وتصل طاقته الاستيعابية إلى 18000 طالب وطالبة، بعد اكتمال جميع مراحله، تتضمن سكناً للطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والمرافق الصحية والترفيهية.
التميز الفردي والقيادة الإبداعية
هل سينتقل قطاعا التعليم والصحة في الهيئة الملكية بالجبيل لوزارتي التعليم والصحة، أم سيتم تخصيصها؟
التعليم والصحة رافدان خدميان يميزان نمط الحياة في مدن الهيئة الملكية. وإيمانًا منها بأهمية ربط برامجها التعليمية بالخطة التنموية الشاملة فقد حرصت الهيئة على التنسيق المستمر مع وزارة التعليم في الأنظمة والبرامج والمناهج والخطط الزمنية.
وتقدم مدارس الهيئة لأجيالها الصاعدة برامج دراسية متميزة تعتمد على مبدأ بناء الإنسان وتوظيف قدراته من سن مبكرة. وتفخر الهيئة بحصول طلابها على مراكز متقدمة في مسابقات الأولمبياد العلمية العالمية.
وتتميز برامج رعاية الموهوبين التي تقدمها مدارس الهيئة، ضمن حزمة البرامج اللاصفية، بمنهجية فريدة، تجمع ما بين تشجيع التميز الفردي، وصياغة الشخصية القيادية القادرة على الإبداع والتميز تحت أي ظرف.
وبالنسبة للقطاع الصحي، فالهيئة تمتلك منظومة صحية متكاملة في الجبيل الصناعية، متوزعة ما بين مستشفيات ومراكز تحت إدارة الهيئة الملكية، وأخرى تتبع القطاع الخاص، وهي تضاهي في الخدمات التي تقدمها مثيلاتها من المدن الطبية المتواجدة في مدن المملكة الكبرى.
وتتميز مقاربة الصحة التي تعتمدها الإدارات الصحية في الهيئة التحول من مجرد (مكافحة المرض) إلى تطوير (جودة الحياة) بمبادرات نوعية تشجع الحفاظ على نمط حياة صحي.
فرص متكافئة
هل هناك سياسة تفضيل في قطاع التوظيف والتعليم الجامعي لسكان مدينة الجبيل؟
لا توجد سياسة تفضيل لسكان المنطقة أو المدينة في التوظيف، حيث تعتمد الهيئة مبدأ (الفرص المتكافئة)، فالوظائف والمقاعد الدراسية متاحة لجميع المواطنين والمواطنات، والمعيار الأساسي هو معدلات التحصيل الدراسي وانطباق الشروط لكل وظيفة حسب متطلبات العمل المعتمدة.
البطالة والتعليم وفرص العمل
كيف تقيمون مستويات البطالة في الجبيل الصناعية، وكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟
بناءً على الاحصاءات التي قام بها المرصد الوطني للعمل حتى شهر اكتوبر لعام 2019، فقد صنفت المنطقة الشرقية كأقل المناطق السعودية من حيث معدلات البطالة. كما أن كلية الجبيل الصناعية والمعهد التقني بالجبيل والكلية الجامعية صنفت حسب المرصد أنها من أعلى الجامعات التي حظي خريجوها بفرص عمل مباشرة في المنطقة الشرقية وتحديداً في مدينة الجبيل الصناعية، وكانت نسب المشتغلين من الخريجين كالتالي:
- معهد الجبيل التقني: %90
- كلية الجبيل الصناعية: %86
- الكلية الجامعية بالجبيل: %71
لا يفوتني الإشارة إلى (لجنة الاستدامة والتكامل الصناعي)، التي تم تأسيسها لتمثل الرؤساء التنفيذيين للشركات الصناعية الكبرى ومقدمي الخدمات وقياديي الهيئة الملكية، وتتمثل رؤية هذه اللجنة في تحسين القدرة التنافسية للقطاعات الاقتصادية عموماً -والصناعية خصوصاً- بمدن الهيئة الملكية وذلك من خلال تعزيز التكامل الصناعي وربطه بمنظومة التكامل الشامل لمدن الهيئة الملكية كالصحة والبيئة والتعليم والإسكان والترفيه والأمن والسلامة.
وتم خلال عام 2019م عقد سبع اجتماعات لهذه اللجنة بمدينة الجبيل الصناعية، نوقشت فيها العديد من الموضوعات الاستراتيجية التي من شأنها أن تحقق الاستدامة والتكامل الصناعي والتي من أبرزها:
- الروزنامة الموحدة للهيئة الملكية
- آليات استدامة الأعمال الاقتصادية
- التوجهات المستقبلية للتعليم الصناعي
- تجسير العلاقات الصناعية والتكامل بين المصنعين والموردين ومقدمي الخدمات
- توجهات الخطة العامة لمدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين
- تطورات شبكات اللقيم والهيدروجين وإدارة حمى خطوط الأنابيب
كما تم تشكيل لِجان فرعية متخصصة تُعنى بالخدمات المشتركة والبيئة والأمن والسلامة والتكامل الصناعي لوضع مؤشرات وخطط عمل تضمن تطبيق أفضل الممارسات في هذه المجالات.