نافذة

اضطرام «شوش» القناصين.. المشاءون بالنميم

البائعون أنواع، وتتنوع الأسواق و”السوقة”.

البائع الخبير يعرف كيف يسوق بضاعته ومتى، وأين؟، وكيف يناور، ويعرف سلوكيات المشترين ونزعات السماسرة والسوقة والمتطفلين.

والبائع “غشيماً” ستلتهمه السوق. و”خيرها بغيرها”. و”مصلح راح” على قول “خالة خيرية”.

حينما يذهب المرء لعرض سيارته المستعملة للبيع في سوق “الحراج”، يتلقاه السماسرة “الشريطية” بتكتيكات مألوفة: يأتي أحدهم ويتفحص السيارة بإشارات امتعاض صامتة، ولغة جسد توحي بالاشمئزاز، يمط شفتاه، أو يقطب جبينه ويغامز بعينيه، ثم يولي الأدبار، كالهارب من “بلاء”!.

يأتي آخر ويكرر فعل صاحبه، لكنه يضيف “كم السوم؟”، ثم “ما تسوى”، ويدعو: “الله يرزقك” ويمضي. ويأتي ثالث، ثم الرابع، وهو يظن الضحية قد “نضجت” واستوت و”حان قطافها”، فيضرب ضربته و”يقصف” السيارة بسعر زهيد.

هذه تكتيكات سماسرة لكسر إرادة البائع، وتذويب ثقته، كي يغير رأيه ويوافق على ثمن بخس.

في الشهور الماضية، شهدنا ذات المسرحيات والتكتيكات، بل التجنيات و”الحرب الضروس”، في مسرح أوسع، هو “حراج البورصات” الأكثر خداعاً وتلوناً وبطشاً.

منذ إعلان شركة الزيت العربية السعودية “أرامكو السعودية” العزم على طرح أسهم للاكتتاب العام، اشتعلت النيران في “شوش” السماسرة الدوليين، وبدأت مكائن السمسرة و”شريطية” البورصات، بـ “القصف”، وكتبت تقارير ومقالات “قناصين”، خصيصاً للقدح في الشركة، والتقليل من أهميتها، في محاولة محمومة لتثبيط عزائم القيادة السعودية ومسؤولي الشركة. وهز الثقة بالشركة، كي تطرح الأسهم بأسعار أقل. فأي تخفيض في سعر الشركة، تراه المكائن مكسباً عظيماً لميليشيات الدعاية.

وهذا يفسر لماذا تقرر الطرح في البورصة السعودية أولاً، حيث المعرفة الحقيقية بالشركة والثقة بإمكاناتها. وأيضاً لتقديم برهان على ثبات الشركة، ودحر المكائن ومروجي الاختلاقات والمختلقين والمشاءين بالسوء والنميم.

ووظفت المكائن كل طاقاتها وعلاقتها وأذرعها لمهاجمة “أرامكو”، وأقحمت السياسة في مسألة محض استثمارية، بل ووظفت الأذرع الأبواق “الشعوبية”، التي تعتنق أيديولوجية كره العرب، للترويج لمهاجمة الشركة، فقط لكونها شركة سعودية عربية.

وشهدنا صحفاً ومنصات وأذرعا إخوانية تركية وصفوية إيرانية، بدأت الحملة مبكراً، تنسج فبركات وتقدم محللين وهميين يُعرِّضون بالشركة وبالمملكة. مثلاً صحيفة “فايننشال تايمز” لم تتورع عن نشر مقال ينضح بالسياسة، يهاجم الشركة ويُعرِّض بالقيادة السعودية، وصور الأمر وكأن الشركة قد “رسبت” وعزف عنها المستثمرون، كما لوكانت مجرد “دكان عاير” صغير. وجاء الرد الميداني سريعاً وكاسحاً، إذ هرع خمسة ملايين إلى الاكتتاب وأكملت المؤسسات اكتتابها، وحققت الشركة ضعف ما كانت تأمل به.

وكررت مكائن الضرار هجماتها بذات الأسلوب العدواني، حين انخفضت أسعار النفط في مارس الماضي، وبدأت جولة محمومة أخرى من “قصف” أرامكو، لكن الشركة كانت ثابتة وراسخة، تستمر في اكتشافاتها واستثماراتها وتعظيم عوائدها.

وباءت حرب السماسرة الضروس الهوجاء بالفشل، وأثاروا غباراً لم يتأثر به سوى السوداويين المتاهمين مع اللواعج الشعوبية وتكتيكات مكائن الدعاية السوداء.

والمفرح أن القيادة السعودية كانت واعية تماماً لمثل هذه الحبائل وخدع المزايدين، وقدمت إنجازاً شجاعاً ومميزاً ومؤسسياً منظماً ولم تأبه للضجيج الغادر والمروجات المريضة الخداعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.