خادم الحرمين لقادة العشرين: نحن بحاجة للتعاون أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تبعات الجائحة
ولي العهد: رئاسة العشرين تحدٍ استثنائي وشرف حقيقي للسعودية خلال العام الصعب
مصرون على اتخاذ التدابير ومواصلة العمل المشترك للتغلب على الجائحة
التوصيات تشدد على ضرورة تحقيق بيئة تجارية واستثمارية حرة وعادلة
“الاقتصاد الدائري للكربون” مبادرة سعودية لحل أزمة الانبعاثات في العالم
سلمّت السعودية مؤخرا رئاسة مجموعة العشرين التي استضافت أعمالها على مدى عام كامل إلى إيطاليا، تخلله واحدة من أكبر التحديات التي واجهت البشرية في العصر الحديث المهددة لحياة الإنسان بتفشي الفيروس الوبائي “كورونا المستجد”.
كانت تجربة استضافة السعودية ورئاسة أعمال مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات العالم وأسرعها نموا، فريدة وعميقة، إذ تزامنت مع مشروع داخلي آخر للتحول الاقتصادي والاجتماعي عبر “رؤية السعودية 2030″، متقاطعة مع كثير من برامج التحول فيها.
دخول وباء “كورونا” على مشهد رئاسة السعودية لهذا الحدث الأهم، لم يكن ليعوق نجاح الاستضافة إذ صدّرت السعودية مشهد “المؤتمر الافتراضي” للعالم وحشدت القادة لإيجاد حل لأزمة “كوفيد ـ 19” في مارس الماضي في قمة تصنف أنها من أهم اجتماعات زعماء العالم من حيث الأهمية والتوقيت في العصر الحديث.
مع ختام استضافة “قمة القادة”، بادرت السعودية رئيسة العشرين، إلى بث رسائل الأمل والتفاؤل منذ اندلاع الأزمة، حيث قامت مع الدول الأعضاء بالإعلان عن حزمة قرارات لصد الأزمة الوبائية وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية المهولة، بحزم تحفيز مالية ضخمة، والإعلان عن مبادرات دعم للرعاية الصحية وإيجاد اللقاح، وتوفير التمويل للدول الفقيرة، وصولا إلى مبادرة الحماية من الجوائح، إضافة إلى عشرات المقترحات والتوصيات في كل المجالات المندرجة تحت مجموعات العمل للشباب، والمرأة والأعمال، والعمال، والصحة، والعلوم والمجتمع المدني والتنمية. في هذا التقرير ترصد “الاقتصاد” أبرز ملامح ختام هذا الحدث العالمي.
تدشين قمة العشرين بالرياض
لن تنسى المملكة تاريخ الـ 21 من نوفمبر 2020 حينما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فعاليات أعمال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها السعودية على مدار عام كامل، حيث أكد الملك سلمان، ضرورة بذل الجهود الدولية لتجاوز الأزمة الصحية، لاسيما ما يتعلق بتهيئة الظروف لإتاحة اللقاحات بشكل عادل وتكلفة ميسورة.
ولفت خادم الحرمين الشريفين في كلمة افتتح بها أعمال القمة إلى أن هذا العام كان استثنائياً حيث شكلت الجائحة صدمة غير مسبوقة طالت العالم في فترة وجيزة، ما دفع لحشد الموارد العاجلة والمساهمة في تدابير استثنائية لحماية الأرواح ودعم الاقتصاد الدولي من خلال ضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار لدعم الأفراد والشركات.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين أنه مع الاستبشار بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا، لابد من الاستمرار في دعم الاقتصاد العالمي، وإعادة فتح الاقتصاد وحدود الدول لتسهيل حركة التجارة والأفراد، إضافة إلى تقديم الدعم للدول النامية بشكل منسق، للحفاظ على التقدم التنموي المحرز على مر العقود الماضية.
ضرورة التغلب على الجائحة
وفي كلمته خلال انعقاد القمة الافتراضية، أكد سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين كانت تحديا استثنائيا، مشددا في الوقت ذاته على الإصرار نحو اتخاذ التدابير للتغلب على الجائحة.
وقال سمو ولي العهد إنه “كان تحدياً استثنائياً، وفي الوقت نفسه شرف حقيقي، أن نتولى رئاسة العشرين خلال هذا العام الصعب، وكنا نأمل بأن تنعقد هذه القمة حضورياً، في العاصمة الرياض التي تروي قصة وطن يعتز بتاريخه الطويل وبإنسانه الأصيل وبمستقبله المزدهر”.
وأكد أننا “مصممون على اتخاذ التدابير ومواصلة العمل المشترك، حتى نتغلب على الجائحة، ونبعث الأمل والطمأنينة لدولنا والعالم أجمع، نحن فخورون بما أنجزناه هذا العام، ونعلم أنه مازال أمامنا الكثير للقيام به”، مشدداً على أن السعودية ستواصل دعم الجهود الدولية المتعلقة بتوفير لقاحات وعلاجات فيروس كورونا المستجد للجميع بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، بمجرد توفرها”.
وأشار سمو ولي العهد إلى أن هناك الكثير ممن يشارك بلاده هذا الالتزام، وقال إننا “نعمل مع شركائنا الدوليين والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في العام المقبل لتحقيق ذلك، كما ستواصل السعودية تلبية النداء العالمي للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين، جنبا إلى جنب مع أعضاء مجموعة العشرين”.
قمتان في العشرين
وأكد سمو ولي العهد أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، كرست جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة، مبيناً أن ذلك يتوازى مع ما تشهده السعودية من تحول اقتصادي واجتماعي كبير، مسترشدين فيه بـ “رؤية السعودية 2030”. وبادر بتقديم اقتراح إبان انعقاد “قمة القادة” بأن تعقد مجموعة العشرين من الآن فصاعداً قمتين، واحدة افتراضية في منتصف العام، وأخرى حضورية في نهايته، حيث لقي اقتراحه أصداء واسعة محليا ودوليا.
وشدد على أن بلاده ستواصل دعم الجهود الدولية المتعلقة بتوفير لقاحات وعلاجات فيروس كورونا المستجد للجميع بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، بمجرد توفرها، وستعمل مع شركائها الدوليين والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في العام المقبل لتحقيق ذلك.
خادم الحرمين الشريفين يسلم رئاسة “العشرين” لرئيس وزراء إيطاليا جوسيبي كونتي
“قمة العشرين” الاستثنائية تهرع لدعم الاقتصاد الدولي بضخ 11 تريليون دولار
إنجازات ومبادرات رئاسة السعودية للعشرين تتخطى الأجندة الرئيسية
قادة العشرين يوافقون على مبادرة الرياض لإصلاح منظمة التجارة العالمية
البيان الختامي يدعو لحشد الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية الصحية
إجراءات غير مسبوقة
كانت استضافة السعودية لرئاسة العشرين، قد شهدت عشرات المبادرات والإجراءات، لاسيما في ظل استفحال التهديد العالمي الذي تشهده البشرية جمعاء، حيث أوضح سمو ولي العهد في كلمة له خلال ختام القمة أن “دول المجموعة بادرت باتخاذ إجراءات غير مسبوقة وتدابير مُنَسقة للتعامل مع الجائحة وتبعاتها”، مضيفا أننا “نقف اليوم في نهاية عامٍ استثنائي، تبنت فيه المجموعة أولويات عملنا معاً لتنفيذها، على رأسها معالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لحماية الأرواح وسبل العيش ومساندة الفئات الأكثر احتياجا”.
وجاء في كلمة سمو ولي العهد أننا “قمنا على الفور بتقديم الموارد اللازمة لمن هم في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا”، مشيراً إلى أن دول العشرين تعهدت في بداية الجائحة بأكثر من 21 مليار دولار لتلبية احتياجات التمويل الفورية، وتحديداً لتطوير الأدوات التشخيصية واللقاحات والعلاجات الفعالة”. وقد “ساهمت السعودية بـ 500 مليون دولار لدعم هذه الجهود”. و”اتفقنا في مجموعة العشرين على ألا ندخر أي جهود لتهيئة الظروف للجميع للحصول على لقاحات وأدوات تشخيصية وعلاجات فيروس كورونا المستجد بشكل عادل وميسور التكلفة، ومازلنا نعمل على ذلك”.
وأضاف ولي ولي العهد أننا “اتخذنا تدابير استثنائية لدعم اقتصاداتنا وشعوبنا، وذلك كجزء من خطة عمل مجموعة العشرين هذا العام، فقد قمنا بضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لدعم الشركات وحماية سبل العيش للأفراد. ويعد ذلك إسهاماً غير مسبوق من قبل مجموعة العشرين”، وذكر أننا “قمنا كذلك بتوسيع شبكات الحماية الاجتماعية لحماية أولئك المعرضين لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم”. كما “قدمنا دعماً طارئاً للبلدان الأكثر عرضة للخطر في العالم، التي تهدد الجائحة بإهدار عقود من التقدم التنموي المحرز فيها”، مشيراً إلى مبادرة تعليق خدمة الديون حيث قال إننا “وفرنا ما يزيد على 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون على البلدان الأكثر عرضة للخطر، التي يزيد عدد سكانها على مليار شخص، كما قمنا بتمديد هذه المبادرة وسنستمر بتقييم الأوضاع لمعرفة ما إذا كان هناك ما يستلزم التمديد مرة أخرى”. كما “تم توفير أكثر من 300 مليار دولار من خلال بنوك التنمية، وصندوق النقد والبنك الدوليين التي تعمل مع مجموعة العشرين لمساعدة البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل”.
مبادرة التصدي للجوائح العالمية
وذكر سمو ولي العهد في كلمته أننا “ندرك جيداً أهمية تحقيق حماية أفضل من الجوائح في المستقبل، كما يتوجب علينا أخذ الدروس من هذه الأزمة، ولتحقيق ذلك فقد اقترحت رئاسة السعودية لمجموعة العشرين مبادرة تساهم في “الوصول إلى أدوات التصدي للجوائح”، مبينا أن المبادرة تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف هي، تشجيع البحث والتطوير والتوزيع للأدوات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لجميع الأمراض المعدية، وتشجيع وتسهيل التمويل الدولي للتأهب للجوائح العالمية، وكذلك دعم تدريب المختصين في الأوبئة بجميع أنحاء العالم.
الأسس الحيوية للتعافي العالمي
وقال سمو ولي العهد إن أعضاء مجموعة العشرين اتفقوا على عدد من المبادرات الحيوية التي من شأنها إرساء الأسس للتعافي العالمي، التي آمل أن يستمر أثرها لعقود قادمة. وقد “أطلقنا مبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية لتقديم الدعم اللازم لإصلاح منظمة التجارة العالمية تحت مظلتها، كما واصلنا جهود تمكين النساء والشباب من خلال توفير التعليم النوعي والشمول المالي، إضافة لذلك أولت رئاسة السعودية أهمية كبيرة لحماية كوكب الأرض”. كما “كثفنا الجهود الجماعية لضمان توفر المياه العذبة المُدارة بأمان لكل شخص على وجه الأرض، مع مواجهة التحدي الرئيسي المتمثل في ضمان الأمن الغذائي للجميع في وقت يتزايد فيه الطلب والضغوط البيئية”.
رسائل التعاون والتفاؤل والأمل
وفي اليوم الثاني من القمة الموافق 22 نوفمبر أعلنت رئاسة السعودية إسدال الستار على أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة العشرين الافتراضية، التي استضافتها الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين بعد عام كامل من استضافة اللقاءات والاجتماعات والندوات عن بعد.
وأنهت رئاسة السعودية أعمال مجموعة العشرين التي استضافتها لمدة عام وتخللتها جائحة كورونا المستجد بآثارها العميقة في العالم، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين أمام “قمة القادة” المنعقدة افتراضيا ضرورة التعاون أكثر من أي وقت مضى لمواجهة الفيروس واستعادة النمو وبناء المستقبل، مشددا على ضرورة استمرار العمل والارتقاء لمستوى التحديات الناجمة.
وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته الختامية إننا “تبنينا سياسات مهمة من شأنها تحقيق التعافي، وصولاً إلى اقتصاد قوي ومستدام وشامل ومتوازن”، متطلعا أن يكون للجهود الجماعية والفردية دور حاسم في التغلب على التحدي العالمي القائم حاليا.
وأضاف أننا “قمنا بتحقيق الكثير هذا العام، وأوفينا بالتزامنا بالاستمرار بالعمل سوياً كي نرتقي لمستوى التحديات الناجمة عن وباء فيروس كورونا، بهدف حماية الأرواح وسبل العيش والفئات الأكثر عرضة للخطر”. و”سيكون لجهودنا الجماعية والفردية دور حاسم في التغلب على التحدي العالمي القائم أمامنا حاليا”، لافتا إلى أنه بالنظر نحو المستقبل “فإننا سنعمل على إرساء الأسس لتحقيق الهدف العام لنا وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”.
نقل الاستضافة
وبعد الانتهاء من الكلمة، قال خادم الحرمين الشريفين إنني “يسرني أن أنقل شرف ومسؤولية استضافة رئاسة مجموعة العشرين في عام 2021 إلى إيطاليا، متمنياً لها النجاح”، مضيفا أننا “على أهبة الاستعداد لتقديم العون بأي شكل ممكن”. ودعا رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي لتقديم كلمته واستلام رئاسة مجموعة العشرين.
من جانبه، شكر كونتي رئاسة السعودية لقمة مجموعة العشرين على توحيد جهود المجموعة، معلناً استعداد بلاده لتولي قمة العشرين، مؤكدا مواصلة النجاح الذي حققته السعودية خلال فترة رئاستها. ووصف تولى بلاده رئاسة المجموعة العام المقبل بالشاملة والفاعلة في تناول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه دول العالم تحقيقاً لأهداف المجموعة، وقال إننا “نتطلع إلى مرحلة ما بعد الجائحة لبناء مستقبل شامل ومتعاف ومستدام وداعم للمجتمعات وأكثر عدلا”.
وبين أن مجموعة العمل ستركز على النظام الصحي ركائزها في ذلك “الناس والطبيعة والازدهار”، مؤكداً استمرار الدعم لتحقيق النمو الاقتصادي وتمكين المرأة، إلى جانب مواجهة التحديات والتخفيف من الآثار البيئة وتفعيل الأنظمة التجارية متعددة الأطراف طبقا لأنظمة الشفافية.
وأضاف رئيس وزراء إيطاليا أننا “يجب علينا أن نعمل سويًا متحدين في مجتمع عالمي يعمل بروح التعاون، مستفيدين من تجربة مواجهة كوفيد ـ 19 خلال الأشهر الماضية التي أثبتت نجاحنا في مواجهة التحديات الدولية وأظهرت لنا وبوضوح أنه لا يمكن أن نعمل وحدنا”.
الإنجازات تجاوزت الأجندة
وفي ختام القمة، عقد “الشربا السعودي” الدكتور فهد المبارك ووزير المالية محمد الجدعان مؤتمرا صحفيا للحديث عن إنجازات فترة الرئاسة مؤكدين أنها تتجاوز الأجندة الرسمية واستوفت جميع المبادرات. وأوضح الجدعان أن مجموعة العشرين لم تحقق الأجندة الرئيسية للمجموعة فقط، بل حققت المواد الإضافية بعد الجائحة، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ المجموعة يتم فيها الموافقة على تعليق سداد الديون، مبينا أن مجموعة العشرين وافقت على مبادرة الرياض لإصلاح منظمة التجارة العالمية، مضيفا أن الابتكار والرقمنة والذكاء الاصطناعي ضروري جداً، وأن المجموعة تدعمها وتشجع عليها، كما تشجع على تمكين الإنسان، في الوقت ذاته، تبحث مستقبل الوظائف، وأسواق العمل، مشيراً إلى حرصهم على توفير دعم أساسي للمؤسسات العالمية الكبرى.
إلى ذلك أكد “الشربا السعودي” نجاح القمة بكل المقاييس، مشيرا إلى مساعي التصدي لتبعات الجائحة، مضيفا أن وزراء التجارة في “العشرين” صادقوا على أهمية العمل مع منظمة التجارة العالمية لفتح الحدود، لضمان نقل البضائع، بمختلف أشكالها، كما وضعوا عدداً من المبادئ لمراجعة أسس التجارة العالمية.
البيان الختامي
وثيقة إقرار قادة العشرين جاء في مطلعها “نحن قادة مجموعة العشرين، نجتمع للمرة الثانية برئاسة السعودية، متحدين في إيماننا بضرورة تنسيق الإجراءات العالمية والتضامن والتعاون متعدد الأطراف في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الراهنة”، لتكون هذه العبارة إعلان قادة مجموعة العشرين الموافقة على البيان الختامي لقمة قادة العشرين مؤكدين موافقتهم على الخطوات اللازم اتخاذها لحماية الأرواح وتشكيل مستقبل أفضل.
البيان الختامي لم يدعُ إلى مجرد العمل للتعافي، بل حث على ما عبر عنه بـ “مستقبل أفضل” من خلال وضع السياسات لضمان الاتصال والوصول المتكافئ إلى التقنية والفرص للجميع، مشددا على حماية الكوكب والموارد الطبيعة المشتركة والتركيز على المرأة والشباب والأشد ضررا من أجل تأمين مستقبل أفضل.
وأثنى القادة على مبادرة رئاسة السعودية حول ضرورة مناقشة إيجاد حلول طويلة الأجل لمعالجة ثغرات إجراءات التأهب للجوائح العالمية والاستجابة لها، بما في ذلك اقتراحها بإطلاق مبادرة إنشاء الوصول إلى أدوات مكافحة الجوائح، مؤكدين التطلع إلى استكمال وتعزيز هذه المناقشات خلال فترة رئاسة إيطاليا للمجموعة.
ووفق البيان فإن “الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ما تزال تلقي بظلالها بشكل غير متكافئ على فئات المجتمع الأكثر ضعفا، مما يستدعي الحاجة إلى تعزيز إتاحة الفرص للجميع”، لافتين إلى مواصلة الجهود في الحد من أوجه عدم المساواة، ومؤكدين الالتزام السابق بتعزيز النمو الشامل.
وشدد القادة على “أن الحد من التدهور البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي، والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وإصلاحها، والمحافظة على محيطاتنا، وتشجيع توفر الهواء والماء النظيفين، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والظواهر المناخية الشديدة، ومعالجة التغيّر المناخي تعد ضمن التحديات الملحة لهذا العصر، وحتى التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجد، نلتزم بالحفاظ على كوكبنا وبناء مستقبل بيئي أكثر استدامة وشمولية للجميع”.
ومن أبرز ما توصل إليه قادة العشرين، في البيان الختامي، الالتزام بتطبيق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، وتمديدها إلى منتصف العام المقبل 2021، حيث تسمح المبادرة للدول المخولة للاستفادة من تعليق مدفوعات خدمة الدين للجهات المقرضة الثنائية الرسمية، مؤكدين ترحيبهم بالتقدم المحرز فيها.
وتعهّد قادة المجموعة ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى الجميع بطريقة عادلة، وتلبية “الاحتياجات التمويلية المتبقية” بشأن هذه اللقاحات. وقالت المجموعة التي تضم أقوى اقتصادات العالم في بيانها “لقد حشدنا الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة في مجال الصحة العالمية لدعم الأبحاث والتطوير والتصنيع والتوزيع لأدوات التشخيص والعلاجات واللقاحات الآمنة والفاعلة لفيروس كورونا المستجد”. و”لن ندخر جهدا لضمان وصولها العادل للجميع بتكلفة ميسورة”، مشددة على التزامها بـ “تلبية الاحتياجات التمويلية العالمية المتبقية”. وفي الملف التجاري والاستثماري، ذكر البيان أننا “نسعى جاهدين لتحقيق بيئة تجارية واستثمارية حرة وعادلة وشاملة وغير تمييزية وشفافة ومستقرة يمكن التنبؤ بها، وإلى جانب ذلك نسعى إلى إبقاء أسواقنا مفتوحة”.