أتطلع لتأسيس مركز متخصص للتعليم والتدريب “من التصميم إلى التسويق” وتأهيل الشباب والشابات لسوق العمل
كل تركيبة من الروائح العطرية هي فكرة جديدة والاختلاف ضروري والتميز يستقطب الزبائن لمعرفة منتجاتي
وراء نجاحي دعم كبير من زوجي وعائلتي ومركز جنى ومركز ريادة اللذان يشجعان تطوير المشاريع التجارية
كانت انطلاقتي بتدريب 1500 متدربة داخل وخارج المملكة ولاقيت إقبالا كبيرا من المراكز والجمعيات والجامعات
حصلت على شهادة الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود، لكنها تحولت بميولها إلى العمل في مجال آخر، ومهنة مختلفة عن تخصصها الجامعي ومؤهلها الدراسي، فقد سعت لتكون رائدة اعمال، وباتت مدربة معتمدة في مجال تصنيع العطور والصابون.. هنا حوار مع المدربة إيمان الصقعبي، التي عملت على إثراء شخصيتها ومهاراتها الحقيقية، فقطعت شوطا كبيرا في تطوير قدراتها، مدركة أن العمل التجاري “مفتاح به أسرار وله أحكام”.
من هي ايمان الصقعبي؟
على رغم أنني خريجة أصول الدين وتربية إسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمامي باعتبار أن تخصصي نظريا ويتطلب العمل بمهنة التدريس، لذلك بحثت كثيرا في ذاتي لمعرفة هواياتي وما يمكن أن يترك أثرا في جوانب شخصيتي، فاكتشفت أن العمل التجاري مفتاح له أسرار لكل من يطمح ويخطط بشكل استراتيجي. كما عملت في القطاع المصرفي مدة 5 أعوام ولدي خبرة في العمل الجامعي مدة 5 اعوام أيضا، وحاليا متفرغة لعالم التدريب في مجال العطور والصابون بعد أن تمكنت من تصنيعهما.
كيف ولدت فكرة مشروعك وكيف تم تنفيذه على أرض الواقع؟
الفكرة موجوده منذ فترة لأن عالم الروائح يستهويني دائما وبشغف، لذلك قررت أن أرفع من قدراتي واستكشف العالم المليء بالروائح العطرية الأصلية، وكنت أقرأ كثيرا حول صناعة العطور وكيفية ومراحل تصنيعها حتى لحظة وصولها إلى المستهلك أو السوق، وهذا ما ينطبق على الصابون أيضا.
سوق العمل تشهد تغييرات جذرية والبطالة لم تعد شبحا والفرص الوظيفية متاحة بدعم الدولة وتسهيلات جهات عدة
الدورات التدريبية خطوة أولى لنجاح العمل التجاري وتسهم في تعزيز ريادة الأعمال وترفع مستوى الأداء المهني
التسويق أساس العمل التجاري والجودة والسعر والتميز والصدق أهم معايير أتكئ عليها في عملي
هل الدافع للعمل هو الشغف؟ وما الجهة الداعمة لمشروعك؟
الدافع هو محبة العمل أولاً، وفضولي المستمر في معرفة أسرار هذا العالم، وأما الجهة الداعمة لمشروع العطور أولا زوجي وعائلتي وحب المتدربات لاكتساب المعلومات والخبرة مني والجهات الرائعة والواعدة مثل مركز جنى وريادة، فهما من المراكز التي تبحث عن الراغبين في العمل وتطوير المشاريع التجارية، لتصبح ريادية قادرة على الاستمرارية.
كيف تتم آلية العمل من تصميم وتنفيذ؟ حدثينا عن كيفية استحداث الأفكار والخامات المستخدمة، والمعدات اللازمة للتصنيع؟
آلية العمل تبدأ بالتجربة وتركيب الروائح العطرية، من زيوت وتوليفات جديدة ومن ثم اعتمادها وتركيبها بشكل أكبر وأوسع، حيث أن كل تركيبة تعتبر فكرة جديدة وعالماً رائعاً تزهو في أماكن عدة، فالاختلاف الذي طالما بحثت عنه ساهم في توليد التميز والتفرد، ما يستقطب الزبائن لمعرفة منتجاتي.
وفيما يتعلق بمقر العمل والتصنيع، فأنا أملك معملاً متكاملاً قريباً من منزلي، ويحوي جميع الأدوات والمواد اللازمة للتصنيع، مع توفير جميع المستلزمات المتعلقة بالتعقيم و التقطير، فمراحل تصنعي العطور والتركيبات وعمل ألواح الصابون ومرحلة التقطيع، تستوجب خبرة ودارية مهمة.
كيف تمكنت من إثبات الكفاءة وتعريف اسمك في مضمار العطور والصابون داخل السوق؟
كبداية كانت انطلاقتي بعالم التدريب وبالتحديد تنمية الذات وتدريب عدد لا يقل عن 1500 متدربة داخل وخارج المملكة ولاقيت إقبالاً كبيرا من المراكز والجمعيات والمؤسسات والجامعات وغيرها، ثم انطلقت بعدها بعالم العطور وتحديدا دورات تدريبية متخصصة.
من وجهة نظرك ما رأيك بالعمل من المنزل هل يجب دعمها أكثر وهل هذا النوع من العمل له تأثير إيجابي على المجتمع؟
العمل من المنزل، حظي بأهمية كبيرة خلال العامين الأخيرين عبر تنظيمه واستحداث لوائح وأنظمة تتعلق به، ما ساهم في زيادة الالتحاق به، وأنا أعمل من المنزل ضمن شروط و لوائح، وأسعى إلى تطوير المكان بصورة مستمرة، وتوفير المعايير اللازمة التي تتوفر في المنشآت.
مع زيادة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المشاريع التجارية، ما هي طرق التسويق المعتمدة لديك للوصول للزبائن؟
في بداية أية دورة تدريبية أقدمها أو ورشة عمل أنصح المتدربات باستحداث طرق تسويق تليق بمنتجاتهن، فالتسويق أساس العمل التجاري وهو عامود لا يصلح العمل بدونه، وخلل العامود يؤدي إلى ضعف في المنشأة تمهيدا لبداية سقوطها، فالجودة، والسعر، والتميز والصدق، معايير أتكئ عليها في نهج عملي التجاري، علما بأنني أنافس نفسي فقط.
من خلال الدورات التدريبية التي تقدمينها هل هناك راغبات للدخول في هذا المجال؟ وما هي الفائدة التي يحصلن عليها من التدريب؟
الدورات التدريبية خطوة أولى لنجاح العمل التجاري، وتسهم في تعزيز ريادة الأعمال وترفع من مستوى التقدم المهني، علاوة على أن الدورات تمنح مزيدا من قوة الاستمرارية، وتضمن سير المشروع وفق نهج عالي الجودة، وكفيل للعمل بصورة تتوافق مع متطلبات السوق المحلي والدولي أيضا، لاسيما أن الدورات التدريبية، تساعد على معرفة المستجدات ومواكبة وتيرة العمل التجاري، التي تشهد تصاعدا إيجابيا منها التقني، التسويقي، رفع مستوى الجودة و الإنتاجية.
معدل البطالة في السعودية يشهد انخفاضا بصورة متفاوتة، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟
سياسات الدولة متمثلة في ولاة الأمر حفظهم الله، سبب مهم في تغيير وتلاشي مفهوم البطالة، وعطفا على ما تمر به الممكلة أيضا من تقدم في مستوى تنمية الموارد البشرية، لاحظنا متغيرات جذرية في سوق العمل، ما انعكس إيجابا على المشهد الاقتصادي بصورة عامة، والبطالة لم تعد شبحا كما كانت في السابق، فالفرص الوظيفية مطروحة، وبيئة الاستثمار مهيأة من خلال تنوع الفرص والتسهيلات المقدمة من الجهات التمويلية و الاستشارية.
برأيك هل ريادة الأعمال أداة أساسية للتنمية المستدامة؟
الروح الريادية تتصف بالإبداع، والقدرة على المجازفة، فهي ركنٌ أساسيٌّ من قدرة الرواد والرائدات على العمل ضمن معدلات التنافسية المرتفعة، ويعد تأسيس المشاريع، والشركات الجديدة من الأمثلة على ريادة الأعمال، وهي أداة لضمان التنمية المستدامة علماً أن هناك العديد من المقوّمات التي يجب أن تتوافر في الشخص ليُصبح رائد أعمال ناجح، ومن أهمّها ضمان الاستقرار الماليّ وتطوير وبناء مجموعة متنوّعة من المهارات، مع ضرورة بناء مجموعة متنوّعة من المحتويات المتعلّقة بالمشاريع على شكل كتب أو محاضرات، ونشرها عبر قنوات متعدّدة، وتحديد المشاكل والقدرة على حلّها، إضافة إلى حلّ المشاكل المتعلّقة بالأعمال. ومن هنا ندرك أن التنمية المستدامة أحد وجوهها ريادة الأعمال.
ما رأيك في وجود مراكز تدريب بالمجال الذي تعملين فيه هل هو جزء من طموحك؟
هدفي إنشاء مركز متخصص بعالم العطور بمثابة أكاديمية جديدة، تطرح الفكرة وتناقشها وتدربها، وتطلق الشباب الجديد الشغوف لسوق العمل على دراية وفهم من التصميم الصحيح إلى التسويق، لأنه مهما كان المنتج مميزاً لن يرى النور بدون تسويق صحيح.
