%95 من “ذا لاين” صديقة للبيئة بلا سيارات ولا شوارع وصفر انبعاث كربوني
تدشين المشروعات والرؤى والاستراتيجيات دلالة على المضي نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030
“ذا لاين” أيقونة المدينة الأنقى عالميا ونموذج صديق للطبيعة والحفاظ على الأرض
“ذا لاين” ستولد 230 ألف وظيفة وتساهم بقيمة 180 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول 2030
جزيرة شُريرة واحدة من بين 22 جزيرة يطورها مشروع البحر الأحمر السياحي العملاق
دلف الاقتصاد السعودي العام الجديد 2021م من أوسع الأبواب وفق قاعدة مفادها أن مشروعات السعودية واستراتيجياتها في ظل خطة التحول الاقتصادي الوطني لن تتوقف، رغم الظروف العالمية الراهنة التي تتقدمها جائحة كوفيد 19، وكشفت الأحداث الاقتصادية خلال الأسابيع الماضية أن “رؤية 2030” ماضية في خططها لتعزيز مرتكزات التحول التي تستند إليها، إذ كان المشهد السعودي مؤخرا حافلا بالحراك الجاد والنوايا العازمة للسير نحو تحقيق المستهدفات المرسومة.
فقد خرج ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خلال الفترة الماضية، للإعلان عن الخطط والتوجهات والاستراتيجيات المستقبلية، مشدداً على السير قدما بخطوات عملية للعبور بمشروعات السعودية العملاقة إلى أرض الواقع وفق أهداف الرؤية، حيث أزاح سموه الستار عن أكبر مشروع عالمي حضري صديق للبيئة وأكثرها جودة للحياة من خلال إنشاء مدينة “ذا لاين”، تلا ذلك إقرار استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، التي تضمنت التحول لإحدى ممكنات التنمية للسعودية خلال العقد المقبل وجعله واحدا من أكبر الصناديق السيادية في العالم، تلا ذلك الكشف عن استراتيجية رؤية الرياض التي ستجعلها واحدة من أكبر عشر اقتصاديات مدن عالمية، فيما تم إطلاق رؤية تصاميم الجزيرة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر العملاق غرب البلاد.
الكشف عن هذه المشروعات العملاقة المتتالية، رغم تداعيات الجائحة وآثارها التي ما تزال قائمة، يؤكد جدارة التوجه السعودي لاستكمال مشهد التنمية الوطنية ويعزز استحقاق المرحلة للوفاء بمتطلبات تقوية أركان موارد الدولة المالية وتوسيع أبواب مواردها، وفق ما تم الإعلان عنه، لذا كانت أولويات المرحلة منصبة على استشراف التوجه العالمي، فكان تدعيم مشروعات السياحة الكبرى ووضع استراتيجية الاستثمار المالي وبناء الاقتصاد الحقيقي، ومواصلة السير نحو تبني التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وتأسيس منظومة الاستدامة البيئية.
التقرير التالي يرصد تفاصيل مضامين المشروعات والاستراتيجية المعلنة:
صندوق الاستثمارات يضخ 150 مليار ريال سنويا في الاقتصاد المحلي حتى عام 2025
11 منتجعاً وفندقاً تديرها أشهر علامات الضيافة العالمية في مشروع “كورال بلوم”
إعداد استراتيجيات لمدينة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية وعسير
استراتيجية صندوق الاستثمارات الخمسية تخلق 1.8 مليون فرصة عمل وأصولا بقيمة 4 تريليونات ريال
11 مليار ريال للنهوض بتنمية جبال عسير وتطوير منطقة السودة لتحويلها لوجهة جبلية عالمية
المشروعات والاستراتيجيات
شهدت الفترة الماضية تدشين عدة مشاريع عملاقة وأُقرت استراتيجيات مهمة في إطار “رؤية 2030” أكدت من خلالها السعودية أن المشاريع لا تتوقف، وأن ما تم التخطيط له سيمضي رغم كل الظروف العالمية الراهنة.
ومع أن تداعيات جائحة كورونا مازالت تخيم على مستوى الاقتصاد الدولي، فاجأت السعودية العالم بإعلان سمو ولي العهد في يناير الماضي عن مشروع “ذا لاين” الذي يمثل أيقونة للمدينة العالمية الحضرية صديقة البيئة الخالية من الانبعاث الكربوني، ونموذجا لما تتطلع إليه البشرية في الحفاظ على كوكب الأرض، والمتسقة مع جانب جودة الحياة وتفعيل الطاقة التقنية والذكاء الاصطناعي.
لم يكن تدشين المشروع من رئيس مجلس إدارة شركة “نيوم” الأمير محمد بن سلمان، إلا إيذانا صريحا بأن رحلة التحول الاقتصادي قائمة، رغم كل الظروف، وإعلانا دوليا صريحا لبلدان العالم بأن مشروع “الرؤية” سيتجسد على أرض الواقع وسيكون نبراسا ينير للجميع دروب النموذج الحي والواقع المعاش لمدينة المستقبل بكل تفاصيلها.
وسيكون مشروع “ذا لاين” كما أكد ولي العهد عند إطلاقه، العمود الفقري للاستثمار فيه، سواء بدعم حكومة السعودية أو صندوق الاستثمارات العامة أو المستثمرين المحليين والعالميين، مشيرا إلى أن تكاليف البنية التحتية للمشروع ستكون بين 100 و200 مليار دولار.
انطلاقة عملية
وقال ولي العهد إن مشروع “ذا لاين” يأتي في هذا الوقت تحديداً، كخلاصة لتحضير وتخطيط السنوات الثلاثة الماضية، مؤكداً أن المشروع، الذي بدأ تطويره في الربع الأول من العام الجاري يشكل جزءاً مهماً من أعمال التطوير المكثفة الجارية في “نيوم” في الوقت الراهن، وسيكون متكاملاً تقنياً مع جميع الأنظمة داخل المدينة.
وقال إنه على سبيل المثال، سيكون نظام التنقل في “ذا لاين” مرتبطا مع بقية الأنظمة لتوفير تجربة فريدة من نوعها للسكان، وسيكون معتمداً على تقنيات الذكاء الصناعي، مشيرا إلى أن المشروع سيكون ثورة حضارية للإنسان، وسيحدث ثورة في مجال الحفاظ على الطبيعة من خلال ما يتميز به من مقومات تجعله صديقاً للبيئة.
وأضاف سموه أيضا، أنه وبصفته رئيس مجلس إدارة “نيوم” ستحافظ “ذا لاين” على %95 من الطبيعة في أراضي نيوم حيث ستكون المدينة بلا سيارات وبلا شوارع وبنسبة صفر في المائة من الانبعاثات الكربونية، وهو نموذج لا يوجد مثيل له في العالم، مبينا أن “ذا لاين” ستكون أنقى مدينة عالميا والأكثر حماية للطبيعة على وجه الأرض، ووفقاً لتعريف المناطق المحمية البرية والبحرية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ستكون “نيوم” التي يأتي في قلبها “ذا لاين” أكبر محمية حضرية للطبيعة بنسبة %95 براً وبحراً، متقدمة على بلدان معنية بالطبيعة البرية مثل كاليدونيا الجديدة بنسبة %54، بوتان %48 استراليا بنسبة %19، ومتقدمة على الدول المعنية بطبيعة البحار التي تتصدرها فرنسا بنسبة %49، وبريطانيا %43 واستراليا %41.
الرميان: صندوق الاستثمارات سيمكِّن لمواصلة تحفيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دعم التنمية
البوعينين: “ذا لاين” نموذج للاستثمار النوعي لتصدير الطاقة النظيفة وتقديم الحلول المستدامة
باعشن: على المملكة الاستفادة من ممكِّناتها وقدراتها الاقتصادية لجذب الاستثمار الأجنبي
الشهري: استراتيجية الصندوق تعيد هيكلة الاقتصاد ورفع مستوى المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص
الرشيد: استراتيجية الرياض تستهدف 100 مبادرة ومشروع باستثمارات تقدر بنحو 825 مليار ريال
المدني: بدء استحداث إطار تنظيمي وأنظمة كود عمراني لإزالة التلوث البصري في منطقة السودة
التنوع الاقتصادي
وستعمل “ذا لاين” على تحقيق أهداف الرؤية على صعيد التنوع الاقتصادي من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة في إضافة 180 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030. وستشكل مركزاً للابتكار باحتضان الشركات وأصحاب الأعمال من جميع أنحاء العالم، وتتيح لهم إجراء الأبحاث وتبني أحدث التقنيات وتسويقها على نطاق تجاري، كما ستدمج التجارة في قلب المجتمعات الإدراكية، وتدعم إعادة تشكيل منظومة سلاسل التوريد والإمداد.
وأجمل ما ذكر عن المشروع، ما عبرت عنه صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أن “دولة النفط تصدر أنقى مدن العالم”، وأن ذلك يمثل لحظة تاريخية لدولة تعد المصدر الأكبر للبترول عالميا، مضيفة أن ذلك يشكل مشهداً عملياً لمفهوم المدن الحديثة.
تصدير الطاقة النظيفة
وعن مشروع “ذا لاين” يقول عضو مجلس الشورى فضل بن سعد البوعينين، في تصريحات صحفية إنه يمكن تلمس الكثير من أهداف رؤية 2030 من خلال المدينة الذكية الجديدة، حيث ستسهم في تنويع مصادر الاقتصاد وخلق مدينة ذكية من الصفر، وتعزيز مكانة المملكة السياحية، إضافة إلى تعزيز الخدمات اللوجستية من خلال مطارها الضخم ومينائها النوعي على البحر الأحمر.
وأضاف أن “ذا لاين” تحتضن عددا من مستهدفات الرؤية وبرامجها المهمة، حيث ستخفض البطالة وتوفر وظائف نوعية عالية الدخل، وستزيد من حجم الناتج المحلي وتنويعه، كما ستتبنى 9 قطاعات اقتصادية جديدة جميعها متوافقة مع متطلبات البيئة، موضحا أن المشروع سيفتح رقمية الأعمال وستكون نوعية العيش محفزة لجذب العقول المبدعة والمستثمرة التي ستجد فيها مقرا جميلا للسكنى والاستثمار.
ويلفت البوعينين إلى أن هذا الواقع الجديد سيزيد من مكانة السعودية وقدرتها على تصدير الطاقة النظيفة مستقبلا، كما حدث في تصدير الهيدروجين الأخضر، ما سيسهم في تقديم الحلول المستدامة، ويسهم في مساعدتها على التصدي للتغير المناخي، وتحديات المناخ العالمية، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أن السياحة ستكون من أهم القطاعات في المدينة، نظرا للمقومات المناخية وتنوع التضاريس، وهذا سيكون عامل جذب لأكثر من 5 ملايين سائح مستقبلا.
قيادة قاطرة التحول
العاصمة الرياض، شهدت نهاية يناير الماضي اجتماعا مهما صاغ فيه ولي العهد وأعضاء مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، استراتيجية السنوات الخمسة المقبلة، حيث كانت مخرجات الاجتماع ذات أبعاد جوهرية تجعل من الصندوق قائدا لقاطرة التحول التي تمضي في خطاها السعودية نحو تحقيق مستهدفات “رؤية 2030”. وقال الأمير محمد بن سلمان في أعقاب الاجتماع أن الصندوق لا يستثمر في الأعمال والقطاعات فحسب، بل يستثمر في مستقبل السعودية والعالم، موضحا أن الصندوق يستهدف أصولاً بقيمة 4 تريليونات ريال واستحداث 1.8 مليون وظيفة حتى 2025.
وقد وافق مجلس إدارة الصندوق برئاسة الأمير محمد بن سلمان، على اعتماد استراتيجية الأعوام الخمسة المقبلة، التي وصفها سموه بأنها استراتيجية جديدة تمثل مرتكزا رئيسيا في تحقيق طموحات وطننا الغالي نحو النمو الاقتصادي، ورفع جودة الحياة، وتحقيق مفهوم التنمية الشاملة المستدامة في مختلف القطاعات التقليدية والحديثة.
ضخ المليارات
ومن الاستراتيجيات المعتمدة من مجلس إدارة الصندوق ضخ 150 مليار ريال سنوياً على الأقل في الاقتصاد المحلي، على نحو متزايد حتى عام 2025، والمساهمة من خلال الشركات التابعة له في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بقيمة 1.2 تريليون ريال بشكل تراكمي.
وذكر ولي العهد أن الصندوق استطاع تحقيق إنجازات استثمارية واقتصادية ضخمة، تمكن من خلالها من الوصول إلى مستهدفات استراتيجية مهمة، حيث تهدف استراتيجيته إلى تحقيق مستهدفات الرؤية، عبر تعظيم أصول الصندوق، وإطلاق قطاعات جديدة، وبناء شراكات اقتصادية استراتيجية، وتوطين التقنيات والمعرفة، مما يسهم في دعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بالسعودية، ويُرسخ مكانته ليكون الشريك الاستثماري المفضل عالميا.
تعظيم العائدات
المعروف أن الصندوق حقق مستهدفاته المرحلية حتى 2020، حينما استطاع تنفيذ خططه للسنوات الأربعة الماضية، حيث ذكر محافظ الصندوق ياسر الرميان، في بيان صدر حينها أن رؤية 2030 الطموحة عززت دور الصندوق مع إعادة تشكيل مجلس إدارته برئاسة ولي العهد، وإعادة صياغة استراتيجيته بالكامل، الأمر الذي مكن من تحقيق مستهدفاته على مدى السنوات الأربعة الماضية بكفاءة عالية، وتسجيل أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي، وتعظيم العائدات المستدامة.
وأضاف الرميان أن الصندوق ضاعف حجم أصوله إلى نحو 1.5 تريليون ريال بنهاية 2020، وساهم في تفعيل 10 قطاعات جديدة، كما استحدث 331 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة حتى نهاية الربع الثالث للعام الماضي، موضحا أن استراتيجية الصندوق 2021/2025 ستمكن من مواصلة تحفيز نمو الاقتصاد السعودي وتنويعه عبر تمكين القطاع الخاص في السعودية، ودعم مسيرة التنمية، بما يعزز الاقتصاد السعودي.
وجاء في البيان، أن برنامج الصندوق سيعمل على ضخ استثمارات محلية في مشاريع جديدة، من خلال التركيز على 13 قطاعاً حيوياً واستراتيجياً، بما يدعم رفع مستوى المحتوى المحلي إلى %60 في الصندوق والشركات التابعة له، ويعزز جهود تنويع مصادر الإيرادات، والاستفادة من إمكانات الموارد، وتحسين جودة الحياة، فضلاً عن تمكين القطاع الخاص المحلي، واستحداث الوظائف. ونشير هنا إلى أن الصندوق يسعى أن يكون أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، حيث يستهدف أن تتجاوز أصوله 7.5 تريليون ريال في العام 2030.
تنمية قدرات القطاع الخاص
وقال الخبير في السياسات الاقتصادية أحمد الشهري في تصريح صحفي أن الصندوق يعتمد بشكل بارز على التركيز الاستراتيجي من خلال تعديل الهيكل الاقتصادي للسعودية ورفع مستوى المحتوى المحلي، ما يكفل تنمية القطاع الخاص في البلاد، مبينا أنه على المستوى العالمي، يعمل الصندوق على تعظيم أصوله لبلوغ المرتبة الأولى بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، من خلال اتباع منهج الأداء المتواصل، وتحديدا أن يكون شريكاً استثمارياً مفضلاً وناجحا عبر أدائه وقوة الوصول إلى الفرص النوعية.
وبين الشهري أن الاستثمار في الشركات الوطنية القائمة أو الجديدة سيعمل على تنمية قدرات القطاع الخاص عبر استراتيجية دعم التحول من الاعتماد على فاتورة الواردات الاستهلاكية إلى تعديل نموذجها للصناعة المحلية وتوطين الخدمات في سلاسل القيمة الوطنية، سواء صناعياً أو خدمياً، والتي بدورها ستكون جزءاً من سلاسل القيمة العالمية.
الـرياض أحد أكبر اقتصاديات المدن
ومن الرياض كذلك، جاءت إحدى المبشرات الاقتصادية الحديثة للبلاد، حيث عقد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عرف بـ “دافوس الصحراء” ويتبناه صندوق الاستثمارات العامة، حيث حل الأمير محمد بن سلمان ضيفا في اليوم الثاني للمؤتمر، وكشف عن إطلاق استراتيجية الرياض برؤية تمتد إلى 2030 التي كانت محط اهتمام العالم أجمع بما تضمنته من خطط ومشروعات كبرى ستحول العاصمة السعودية إلى إحدى أكبر عشر اقتصادات مدن في العالم.
وقال ولي العهد إن الاستراتيجية، تعتمد على التحفيز لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الاقتصاديات العالمية لا تعتمد على الدول بل إن %85 من اقتصاد العالم يأتي من المدن، وسترتفع في السنوات المقبلة إلى %95، ما يؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ من المدينة، مشيرا سموه إلى أن الفرص كثيرة جداً في مختلف مناطق السعودية حيث يعملون على استراتيجيات لكل المناطق، حيث يعملون على استراتيجية مدينة مكة المكرمة واستراتيجية المنطقة الشرقية وعسير، وكل المناطق قادمة في الطريق حسب الفرص والممكنات التي توجد بها.
مميزات وسمات
حديث الأمير محمد بن سلمان ضم سمات ومميزات تعزز استراتيجية الرياض، حيث ذكر سموه أن مدينة الرياض تشكل ما يقارب %50 من الاقتصاد غير النفطي في السعودية، وتكلفة توليد الوظيفة بها أقل بـ %30 من بقية مدن البلاد، كما أن تكلفة تطوير البنى التحتية والعقارية فيها أقل بـ %29 من باقي المدن، مؤكدا أن البنية التحتية للرياض رائعة، نتيجة ما نفذه الملك سلمان على مدار 55 سنة، هي فترة إدارته للعاصمة والتخطيط لها، الأمر الذي ضاعف سكانها من 150 ألفا إلى 7.5 مليون نسمة.
وقال سموه إن الرياض تمثل فرصة كبيرة جداً لخلق نمو اقتصادي ضخم في السعودية، وتوليد صناعة وسياحة وتقدم كبير جداً، لذلك نهتم بالرياض، وننظر لها بشكل كبير جداً، لأنها هي أحد ركائز النمو الاقتصادي في السعودية، وكل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكنات لتوليد وظائف ونمو اقتصادي واستثمارات وفرص، لذلك ننظر للرياض بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن العاصمة تشكل تقريباً أكثر من %30 من سكان المملكة ولديها بنية تحتية متميزة، تستطيع أن تستوعب في السنوات العشرة المقبلة من 15 إلى 20 مليون نسمة.
أكبر مدينة صناعية في العــــالم
وأعلن سموه أن الرياض ستحتضن أكبر مدينة صناعية في العالم مربوطة بشبكات طرق، كما ستُربط بشبكات قطارات مع جميع أنحاء السعودية، مضيفا أن لدى العاصمة آثاراً تاريخية بعضها مسجل في اليونيسكو، كما يوجد بها إنفاق عالٍ ورؤوس أموال ضخمة، وبنية تحتية تكاد تكون من أميز 10 بنى تحتية للمدن في العالم، ولدى الرياض مشروعات جبارة في البيئة، مثل حديقة رئيسية بحجم حديقة “سنترال بارك” 3 مرات، كما أن هناك مئات الحدائق التي ستبنى في الرياض، بجانب برنامج “الرياض الخضراء” لتشجير ملايين الأشجار، ما سيؤثر على خفض درجة الحرارة بين 1 إلى 4 درجات مئوية، وخفض مستوى الغبار، إضافة إلى محميات ضخمة ومشروعات بيئية أخرى في المملكة، سيتم الإعلان عنها لاحقا.
من جهته ذكر الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية للرياض فهد الرشيد عن قرب موعد إعلان استراتيجية الرياض، لافتا إلى أن الإعلان سيكون قريبا، بينما قال وزير الاستثمار خالد الفالح إن الرياض سيكون نصيبها 6 مناطق اقتصادية من أصل 20 منطقة اقتصادية في أرجاء البلاد يجري تهيئة تشريعاتها التنظيمية لتوليد بيئة جاذبة للمستثمرين السعوديين والأجانب.
وقال الرشيد في تصريحات صحفية أن الاستراتيجية تحوي نحو 100 مبادرة ومشروع، وأن حجم الاستثمارات الحكومية المتمثلة في الهيئة الملكية وصندوق الاستثمارات والأذرع الاستثمارية بلغ 825 مليار ريال، موضحا أن الرياض تحتل حاليا المرتبة الـ 40 على مستوى اقتصادات مدن العالم، ما يعزز توجهها لمضاعفة عدد السكان لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية، وقد بدأت الرحلة من خلال مشاريع النقل العام والمترو، ومشاريع البنية التحتية العملاقة التي احتلت المرتبة الـ 13 عالميا، بجانب المشاريع النوعية والبيئية والثقافية الكبرى كحديقة الملك سلمان ومسار الرياض والقدية والسياحة التراثية في الدرعية.
وأشار الرشيد إلى أن أكبر مدينة صناعية في العالم ستكون في الرياض، وتستهدف سد حاجة 100 مليون نسمة في المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أنها ستكون مركزا لوجستيا وصناعيا يخدم التجارة البينية بين الدول، وذكر أن ملامح الاستراتيجية تستند على 4 محاور، الأول تعزيز البصمة الاقتصادية للرياض من خلال تطوير قطاعات الصناعة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والتقنية الحيوية والتحول الرقمي، والثاني تحسين جودة الحياة، لاسيما من خلال المشاريع البيئية والحدائق العامة، أما الثالث فهو تطوير الموهبة من خلال تطوير التعليم وإطلاق المبادرات المحفزة للمواهب، والأخير تعزيز القدرة الاستيعابية، حيث سيتضاعف عدد السكان.
إطلاق تصاميم مشروع البحر الأحمر
ومن مدينة جدة تتواصل بشريات المستقبل، حيث أطلق رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر للتطوير ـ الشركة المطورة لمشروع البحر الأحمر أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحا ـ في بداية فبراير الماضي الأمير محمد بن سلمان تحفة حضرية سياحية صديقة للبيئة ومتناغمة مع الطبيعة، ستكون نموذجا جديدا تقدمه السعودية للعالم، حيث دشن سموه الرؤية التصميمية لمشروع “كورال بلوم” للجزيرة الرئيسية بمشروع البحر الأحمر، حيث صممت الشركة البريطانية “فوستر وشركاه” التصاميم لتتماهى مع البيئة الطبيعية البكر للجزيرة الرئيسية.
ويشير الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو إلى أن التصاميم مستوحاة من النباتات والحيوانات الأصلية في السعودية، مشيرا إلى أن جزيرة شُريرة تعتبر البوابة الرئيسية للمشروع، ومن المهم جداً أن ترسي معايير استثنائية للهندسة المبتكرة والتصميم المستدام على مستوى العالم، ولا يقتصر تحقيق ذلك على حماية البيئة فقط، وإنما يتعداه إلى تبني نهج متجدد في عمليات التطوير.
وتتمحور الرؤية التصميمية لجزيرة شُريرة حول اعتبارات التنوع البيولوجي، حيث تتم المحافظة على أشجار المانجروف والموائل الأخرى لتشكل خطوط دفاع طبيعية ضد عوامل الانجراف والتعرية، بينما سيتم إلى جانب ذلك تطوير موائل جديدة من خلال الحدائق المنسّقة لتحسين الحالة الطبيعية للجزيرة.
مانجروف وكثبان
وتغطي الرؤية التصميمية المنتجعات والفنادق المقرر إنشاؤها، مع مراعاة أن تتواكب تصميميا لما بعد جائحة كورونا، بما فيها توفير مساحات أوسع، والاندماج أكثر في المشهد الطبيعي لتتماهى مع الكثبان الرملية، بجانب إنشاء شواطئ جديدة على الجزيرة الشبيهة بالدولفين.
وستضم جزيرة شُريرة 11 منتجعاً وفندقاً يتولى تشغيلها عدد من أشهر علامات الضيافة العالمية، حيث ستتم الاستفادة من المشهد الطبيعي لإضفاء تأثير دراماتيكي على هذه المنشآت خصوصاً أن جميع فنادق وفلل الجزيرة مكونة من طابق واحد، مندمجة مع الكثبان الرملية، ولا تتضمن أية ممرات داخلية، كما أنه سيتم إنشاء المنتجعات باستخدام مواد بناء خفيفة ذات كتلة حرارية منخفضة ومصنّعة خارج الموقع، الأمر الذي يحقق كفاءة أعلى في استهلاك الطاقة، وتأثيراً أقل على البيئة.
الاستدامة وحفظ البيئة
وتكشف رؤية تصاميم المشروع تحقيق نسبة حفظ بيئي تصل إلى %30 بحلول عام 2040، بينما يتم العمل على تطوير أكبر نظام لتخزين البطاريات في العالم، مما يسمح بتشغيل الموقع بأكمله بالطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة، كما يشمل إنشاء محطات تبريد مناطق مركزية لضمان راحة الضيوف على امتداد أنحاء الواجهة. وانسجاماً مع هذا الالتزام، يستند المخطط العام للمشروع إلى تخطيط مساحي بحري موسّع، ويضمن عدم المساس بـ %75 من جزر الواجهة.
وتعد شُريرة واحدة من 22 جزيرة تم اختيارها بعناية لعمليات التطوير، بينما يجري العمل لاستقبال أولى دفعات الضيوف بحلول نهاية عام 2022 مع افتتاح المطار الدولي والفنادق الأربعة الأولى، فيما سيتم افتتاح باقي الفنادق الـ 12 المقرر إنشاؤها ضمن المرحلة الأولى في عام 2023.
ويتألف مشروع البحر الأحمر عند اكتماله في عام 2030 من 50 منتجعا وفندقا توفر ما يصل إلى 8 آلاف غرفة فندقية ونحو 1300 عقار سكني موزع على 22 جزيرة، و6 مواقع داخلية، كما ستضم الواجهة مراسي فاخرة، وملاعب جولف، والعديد من مرافق الترفيه والاستجمام.
أفضل بنية تحتية سياحية
وفي تصريح صحفي ذكر مؤسس مجموعة دوين للاستثمار السياحي ناصر الغيلان، عن إطلاق تصاميم “كورال بلوم” أن المملكة في وقت قريب ستكون في مصاف الدول المتقدمة سياحيا، على صعيد البنية التحتية المتكاملة ووجود الدعم اللوجستي الكبير والتمويلي وفسح المجال أمام القطاع الخاص والمستثمر الأجنبي. مشيرا إلى إن الدولة تخطط لأخذ حصة معتبرة من سوق السياحة العالمية، مستشهدا بنموذج “كورال بلوم” الذي من المنتظر أن يجذب أعدادا كبيرة من السياح لاسيما أن المشروع يراعي إجراءات التباعد تحديدا في مرحلة يشهد فيها العالم تحدياً كبيراً جراء تداعيات أزمة كورونا.
وأضاف الغيلان أن المشاريع السياحية السعودية تمضي بهوية وطنية محافظة على البيئة المحيطة مع وجود الرفاهية والأمان العالي والتكامل في تقديم الخدمة، مفيدا أن جميع الخدمات اللوجستية موجودة في المشروع الجديد لتسهيل الوصول إلى تلك المنطقة، وإنعاش البحر الأحمر.
منطقة عسير وجهة جبلية سياحية عالمية
وبعد شمال المملكة مرورا بغربها، حطت رحال مبادرات التنمية التحولية إلى جنوب البلاد، عندما أطلق ولي العهد آواخر فبراير شركة السودة للتطوير في منطقة عسير باستثمارات تفوق 11 مليار ريال، للاستثمار في البنية التحتية وتنمية قطاعي السياحة والترفيه، والعمل على تطوير منطقة المشروع التي تشمل السودة (20 كيلو عن مدينة أبها) وأجزاء من محافظة رجال ألمع، لتصبح وجهة سياحية جبلية عالمية، جنوب المملكة.
وتهدف الشركة الجديدة المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، بحسب بيان رسمي صدر حينها، إلى الاستفادة من التميز الثقافي الأصيل للمنطقة وتراثها الفريد وطبيعتها وجغرافيتها الساحرة (ترتفع 3 آلاف متر فوق سطح البحر) وتقديم خيارات سكنية وترفيهية متنوعة.
ويأتي إطلاق الشركة المطورة دلالة تعكس استثمار قدرات المملكة السياحية وتحويلها إلى وجهات سياحية عالمية تقدم خيارات ترفيهية وسكنية متنوعة، وترجمة عملية لما ذكره ولي العهد السعودي بأن التنمية ستطال جميع مناطق المملكة.
وستعمل الشركة خلال تطوير قطاعي السياحة والترفيه، حيث ستساهم الشركة بزيادة إجمالي الناتج المحلي تراكمياً بـ29 مليار ريال (7.7 مليار دولار)، وإيجاد 8 آلاف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030.
ووفق البيانات الرسمية، تهدف الشركة إلى تقديم خيارات سكنية وترفيهية متنوعة، من خلال تطوير 2700 غرفة فندقية، و1300 وحدة سكنية، بالإضافة إلى تطوير القطاعين التجاري والترفيهي بأكثر من 30 مشروعاً نوعياً، ورفع جودة الخدمات المقدمة في منطقة المشروع من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية بأكثر من 20 مشروعاً بقيمة تتجاوز 3 مليارات ريال، وذلك بهدف استقطاب مليوني زائر محلي ودولي سنوياً بحلول عام 2030.
وفي تصريحات للرئيس التنفيذي للشركة المهندس حسام الدين المدني أوضح أن الإعلان عن مشاريع البنية التحتية مع المخطط العام سيتم لاحقا، موضحا في الوقت ذاته أن ما يقدر بنحو 3 مليارات ريال ستكون ميزانية تهيئة البنية التحتية للمناطق الجبلية المستهدفة في المنطقة.
ووفق المدني، بدأت الشركة العمل عملياً على الحفاظ على إرث وثقافة المنطقة، والاهتمام بأصالتها وتمكين المجتمع المحلي في المنطقة، مضيفا أن ذلك يشمل استحداث إطار عمل تنظيمي وتطوير أنظمة “الكود العمراني”، وإزالة التلوث البصري.