استثمار

الدواجن.. سلة الفرص

خطط توسعية لرفع الإنتاج المحلي بالمملكة إلى أكثر من %85 في 2030م

 

نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن ارتفعت من %45 في عام 2016م إلى %68 في عام 2022م

تستهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن إلى %80 بحلول عام 2025م كمرحلة أولى للأمن الغذائي

الخطة التوسعية تسهم في ضخ استثمارات جديدة في قطاع الدواجن بقيمة 17 مليار ريال حتى عام 2025م

إجمالي مبالغ الدعم المقدمة لقطاع الدواجن عبر برنامج الإعانات الزراعية بلغ أكثر من 723 مليون ريال

مشروع لإدارة وتشغيل سلسلة دواجن متكاملة في المملكة، بقيمة استثمار تصل إلى 350 مليون دولار

حجم الاستهلاك في المملكة من لحم الدجاج 1.38 مليون طن سنويًا ومن بيض المائدة 350 مليون طن

خطة تعاونية جديدة لدعم التأمين على إنتاج الدواجن تشمل إنشاء برامج أمن بيولوجي أكثر صرامة

 

تعتبر صناعة الدواجن من أهم الصناعات التي تسهم في توفير البروتين الحيواني بأسعار مقبولة إذا ما قورنت بأسعار المشتقات الحيوانية الأُخرى، وتتميز بعدة خصائص من أهمها سرعة دوران رأس المال بجانب عدم احتياجها إلى مساحات زراعية كبيرة، بجانب الارتفاع النسبي للكفاءة التحويلية الغذائية مقارنة بمختلف أنواع الحيوانات الآُخرى.

تطور ملحوظ

وقد حققت المملكة تطورًا ملحوظًا في صناعة الدواجن، حتى أصبحت الأولى عربيًا في إنتاج الدواجن؛ إذ يصل إنتاجها الحالي إلى 1.3 مليار دجاجة، و5.4 مليار بيضة سنويًا، وبلغ إجمالي عدد حظائر مزارع الدجاج البياضة بالمملكة حتى عام 2018م نحو 5162 حظيرة، على مساحة حظائر بلغت 765,520.6 مترًا مربعًا بطاقة استيعابية بلغت 268.237.46 طير.

واحتلت المملكة المرتبة الثامنة عالميًا في وفرة الغذاء خلال عام 2020م بعد أن كانت في المرتبة 46 في عام 2019م، وأصبح يُغطي إنتاجها الذاتي المحلي %60 من الاحتياجات الغذائية، وثمة العديد من الخطط الحكومية للتعاون مع القطاع الخاص بهدف رفع الإنتاج المحلي إلى أكثر من %85 بحلول عام 2030م، وتأمين سلال إمداد مكونات الأعلاف اللازمة، لاسيما بعد ما شهدته من ارتفاع في الأسعار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتعطل صادرات الأخيرة من مكونات أعلاف الدجاج إلى المملكة وغيرها من دول العالم.

مكونات الأعلاف

وبجانب تعطل مكونات الأعلاف الأوكرانية يرجع مراقبون زيادة أسعار الدواجن ومنتجاتها من بيض المائدة إلى ارتفاع تكلفة النقل بسبب زيادة أسعار الطاقة، وانخفاض إنتاج أوروبا من الأعلاف بنسبة %3، فضلاً عن انفلونزا الطيور التي لعبت دورًا في زيادة الأسعار، إذ اضطر المزارعون إلى إعدام ملايين طيور الدجاج لوقف انتشار الفيروس، حيث أعدمت الولايات المتحدة الأمريكية فقط نحو 40 مليون دجاجة، وأيضًا لجوء بعض الدول إلى منع تصدير الدجاج لمنع تفاقم الأسعار كماليزيا التي حظرت تصدير 3.6 مليون دجاجة شهريًا.

حجم الاستهلاك

وتسعى المملكة إلى دعم القطاع محليًا، وتخفيف الاعتماد على الواردات لسد الطلب الكبير على الدواجن، إذ يصل إجمالي حجم الاستهلاك في المملكة من لحم الدجاج إلى نحو 1.38 مليون طن سنويًا، في حين يصل حجم استهلاك بيض المائدة فيها إلى 350 مليون طن سنويًا، وذلك من خلال توفير كامل أنواع الدعم الممكنة لمشاريع القطاع الخاص.

م. عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي
وزير البيئة والمياه والزراعة

دعم الدولة

وتقدم الحكومة تمويلاً يصل إلى %70 من رأس المال في المشاريع ذات التقنية الحديثة في قطاع الدواجن، كما تقدم تسهيلات في منح الأراضي للمشاريع، وأعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عام 2021م أنَّ مبالغ الدعم لقطاع الدواجن بلغت نحو 723 مليون ريال حتى شهر فبراير 2021م، وهو ما أكده وكيل وزارة البيئة والزراعة المهندس أحمد بن صالح العيادة في تصريح له بجريدة “الاقتصادية” من أن إجمالي مبالغ الدعم المقدمة لقطاع الدواجن عبر برنامج الإعانات الزراعية بلغ أكثر من 723 مليون ريال، وذلك بهدف تعزيز منظومة الأمن الغذائي ودعم الاستثمارات الجديدة في صناعة الدواجن وفق مستهدفات رؤية 2030م.

الأمن الغذائي

وتستهدف المملكة قطاع الدواجن للمساعدة في تحقيق أهداف استراتيجية الأمن الغذائي للمملكة، من خلال تزويد منتجي الدواجن المحليين بأنواع مختلفة من دعم الإنتاج التي تشمل دعم العلف الحيواني والقروض بدون فوائد وخصومات على شراء معدات الدواجن.

 

خطة تعاونية

وللحد من المخاطر المرتبطة بارتفاع معدلات الوفيات وتشجيع المستثمرين المحليين، نفذ الصندوق السعودي للتنمية الزراعية (ADF) خطة تعاونية جديدة لدعم التأمين على إنتاج الدواجن، تشمل الأهداف المعلنة لهذا المخطط الوطني إنشاء برامج أمن بيولوجي أكثر صرامة لمزارع الدواجن المشاركة، وخفض متوسط معدل نفوق الدجاج في المزارع من %25 إلى %5، وتشجيع الاستثمارات الجديدة في قطاع الدواجن، من خلال تعويض المزارعين عن الخسائر المالية التي قد يتكبدونها في حالة تفشي أمراض الدواجن.

المزيد من الفرص

وبالتالي، هناك الكثير من الفرص في قطاع الدواجن فيما يتعلق بالتجارة وتجهيز الأغذية ومتطلبات البنية التحتية، نظرًا لأن العديد من المستوردين في هذه المنطقة يستوردون الحيوانات الحية، فهناك فرص كبيرة لإنشاء المسالخ ومصانع التجهيز في المنطقة، فضلاً عن أن الفرص تزداد أكثر خلال الفترة الحالية لاسيما مع رفع الدولة مستهدفها للاكتفاء الذاتي من الدواجن إلى %80 بحلول عام 2030م من المستوى البالغ خاليًا %65.

 

الاكتفاء الذاتي

وكان معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، قد كشف عن خطة توسعية لقطاع الدجاج اللاحم والخدمات المساندة، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن إلى %80 بحلول عام 2025م كمرحلة أولى لتحقيق الأمن الغذائي.

وأوضح، أن الخطة التوسعية ستسهم في ضخ استثمارات جديدة في قطاع إنتاج الدواجن في المملكة بقيمة 17 مليار ريال حتى عام 2025م، لتحقيق طاقة إنتاجية مستهدفة تقدر بنحو 1.3 مليون طن من الدجاج اللاحم سنويًا، مؤكدًا أن الخطة تستهدف تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وزيادة المساهمة في المحتوى المحلي، وتوفير فرص العمل.

 

التكلفة الاستثمارية

وأكد أن تمويل صندوق التنمية الزراعية للشركات والمؤسسات الراغبة في التوسع في صناعة إنتاج الدواجن يصل إلى حوالي %70 من التكلفة الاستثمارية عند استخدام التقنيات الحديثة، موضحًا أن هذه الاستثمارات التوسعية الجديدة تأتي تعزيزًا لدور قطاع إنتاج الدواجن في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير منتجات محلية بجودة عالية وأسعار مناسبة، وذلك اتساقًا بشكل مباشر مع رؤية المملكة 2030م التي تستهدف دعم القطاع الخاص، وزيادة مساهمته في التنمية الاقتصادية، ورفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

ويذكر أن نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن ارتفعت من %45 في عام 2016م إلى %68 في عام 2022م، حيث تسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر خططها وبرامجها والمتابعة والدعم الفني إلى رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن إلى %80 لتحقيق الأمن الغذائي.

 

توطين صناعة الدواجن

ودعمًا لتوجه المملكة نحو التوسع في توطين صناعة الدواجن، أقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، معرض الشرق الأوسط للدواجن في نسخته الأولى تحت شعار “المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي”، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في أواخر شهر مارس الماضي، وذلك بمشاركة أكثر من 60 متحدثًا وخبيرًا دوليًا ونحو 150 شركة من 30 دولة حول العالم والعديد من المتخصصين والمهتمين بصناعة الدواجن في الداخل والخارج، ما جعل المملكة في قلب صناعة الدواجن العالمية، فقد كان بمثابة منصة عالمية للشركات لدخول سوق الدواجن المتنامي استفاد منه الموردين الدوليين والمستثمرين المحليين.

 

التراخيص الجديدة

وفي نفس السياق، وصل في عام 2020، إجمالي التراخيص الجديدة في قطاع الدواجن إلى نحو 222 ترخيصًا استثماريًا، كما شهد العام الماضي توقيع شركة “برازيل فودز” (BRF)، وهي أكبر مصدّر للدواجن في العالم، مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لإنشاء مشروع لإدارة وتشغيل سلسلة دواجن متكاملة في المملكة بقيمة استثمار تصل إلى 350 مليون دولار، كانت عملاقة إنتاج اللحوم العالمية أعلنت نيتها إنشاء مصنع في محافظة جدة باستثمار نحو 120 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف طن سنويًا.

كما أعلنت شركة “المراعي” السعودية، في مايو من العام الماضي عن ضخِّ استثمارات تصل قيمتها إلى 6.6 مليارات ريال للتوسع في قطاع الدواجن، ونيتها مضاعفة إنتاجها من الدواجن في غضون خمس سنوات، وكذلك شركة “دواجن الوطنية” التي أعلن رئيسها التنفيذي أن الشركة تعمل في إطار استراتيجية المملكة لتوفير اكتفاء ذاتي، “بما يزيد عن %80 خلال الأعوام القادمة، مما سيسهم في خفض فاتورة الاستيراد الغذائي للمملكة.