اقتصاديات سحابي

فبراير التقنية

تــوج رحلــــــة التحـــــول الرقمـــــي في المملكــــة بالإعــــلان عن شراكات نوعية عالمية واستثمارات ملياريه في تقنيات المستقبل

إطـــلاق 6 منتجــات جديدة داعمة وممكنة لمنظومة ريادة الأعمال الرقمية والشركات التقنية في المملكة

المملكــــة موطنٌ لأضخم الاستثمارات في التقنية، بحجم سوق تكنولوجي ورقمي يبلغ نحو 40 مليار دولار

 

يعتبر الاستثمار في التقنية من أهم محفزات النمو الاقتصادي، فكلما ارتفع مستوى التقنية السائد في اقتصادات البلدان، كلما زاد النمو على مستوى الاقتصاد الكلي وتأثرت الإنتاجية بالإيجاب وتراجعت مشكلات نقص الأيدي العاملة أو رأس المال، وثمة سباق محموم بين الدول لأجل إدخال التقنية وتكنولوجيا المعلومات إلى عوامل الإنتاج وزيادة الاستثمارات في المجال التقني واستقطاب الرواد والمبتكرين من مختلف أرجاء العالم.

معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات

وقد استطاعت المملكة أن تستـقطب ضمـــــن فعاليـــــات النسخة الثانية لمؤتمر (ليب 23) في شهر فبراير الماضي، استثمارات في مجالات التقنيات المستقبلية وشركات التقنية الناشئة، بما يقارب الـ 34 مليار ريال (9 مليارات دولار)، مقارنة بـنحو 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار) في (ليب 22).

مناطق سحابية جديدة

وشملت استثمارات فبراير 2023م، ما قيمته 2.1 مليار دولار بشركة “مايكروسوفت”، وقرابة الـ 1.5 مليار دولار بشركة “أوراكل”، لتوسيع أعمالها من خلال إنشاء عدد من المناطق السحابية الجديدة في المملكة، وشركة “هواوي” بـ 400 مليون دولار، وأيضًا إنشاء منطقة سحابية لخدمات شركة “زووم” بالشراكة مع أرامكو بـ 434 مليون دولار، لإطلاق 6 منتجات جديدة داعمة وممكنة لمنظومة ريادة الأعمال الرقمية والشركات التقنية في المملكة واستقطاب الشركات التقنية العالمية، إلى جانب استثمارات عالمية ومحلية بـ 4.5 مليارات دولار في مجالات متعددة.

 

بروسبيرتي7 الاستثماري

في حين كانت استثمارات فبراير 2022م، قد اشتملت على إطلاق صندوق (بروسبيرتي7 الاستثماري) التابع لشركة أرامكو فينتشرز بقيمة مليار دولار، لدعم الشركات الناشئة التحويلية، إضافة إلى استثمار شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة بقيمة مليار دولار، واستثمار شركة الاتصالات السعودية (stc) عن (MENA Hub)، بقيمة مليار دولار في مجال الاتصالات والبنية التحتية الإقليمية، واستثمار مجموعة (J&T Express Group)، بما قيمته مليارا دولار بالتعاون مع شركة (eWTP (Arabia Capital) وشركاء آخرين، واستثمارات متعددة أخرى في المجال التقني بما يقارب المليار ونصف دولار، إضافة إلى منافسات وصلت جوائزها لمليون دولار.

نمو الاقتصاد الرقمي

وتعد هذه الاستثمارات سواء التي تضمنها مؤتمر ليب في نسخته الأولى أو الثانية تجسيدًا لجهود المملكة المستمرة في دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي؛ لتحقيق الفائدة والتقدم ولتعزيز الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كونها تمثل مسارات مهمة في مستهدفات توسع المملكة بصفتها أكبر سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزّز من مكانة المملكة الإقليمية وريادتها في استقطاب مواهب التقنية، باحتضانها ـ وفقًا للعديد من الإحصاءات ـ نحو 318 ألف موظف في قطاع التقنية.

ويرجع ارتفاع وتيرة الاهتمام بقطاع التقنية إلى رؤية 2030م، التي وضعت ضمن أهدافها الرئيسية مجال التكنولوجيا، بزيادة مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الاقتصاد بمقدار 50 مليار ريال، مما أفرز حراكًا ملموسًا باحتضان المملكة ندوات ومؤتمرات وفعاليات عالمية كبرى تضم المهتمين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات للالتقاء ومناقشة مستقبل التكنولوجيا، من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص.

 

وجهة لمحبي التكنولوجيا

وأصبحت المملكة وجهة لمحبي التكنولوجيا، وأرضًا لاستقبال أهم الندوات والمؤتمرات في المجال التقني، كمؤتمر (Hack)، وندوة قمة التحول الرقمي السعودي (DTSS)، والمؤتمر الدولي للعلوم والهندسة والتكنولوجيا، ومؤتمر أمن المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (ISC)، إضافة إلى مؤتمر ليب (LEAP)، الذي حضر نسخته الثانية نحو 172 ألف شخص، ليكون أكبر حدث تقني عالمي من حيث الإقبال، وتحدث فيه أكثر من 700 متحدث ومتحدثة من أكثر من 50 دولة حول العالم، يمثلون أهم الجهات العالمية في التقنية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وشارك فيه أكثر من 900 شركة عالمية ومحلية، منها: أريكسون، شركة الاتصالات السعودية (stc)، التي كان لها النصيب الأكبر من الاتفاقيات بتوقيعها لأكثر من 40 اتفاقية، وهواوي، وآي بي إم، وموبايلي، ونيوليب، ونيوم، وساب، وأرامكو السعودية، وسايت، وعلم، وقوقل كلاود، وأمازون، وديل، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأوراكل، وعلي بابا كلاود، وشركات أخرى في مجال التقنية، بالإضافة إلى أكثر من 400 شركة تقنية ناشئة عالمية ومحلية.

هذا وشهدت هذه النسخة، إعلان شركة (Meta) عن افتتاح مقرها بالرياض لأول أكاديمية للميتافيرس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى إطلاق شركة (WEO Technology) و(Camel lab) تطبيق هكتار (Hektar)، منصة التواصل الاجتماعي متعددة المحتوى، وإطلاق شركة (MENA Communication) وتطبيق (Beem)، تطبيق التراسل الفوري والمكالمات الصوتية والمرئية عالية الجودة، وخصائص الأعمال.

رفع الوعي التقني

ويستمد ليب، الذي تحرص المملكة على تنظيمه منذ العام الماضي، وأصبح صانع استراتيجيات استثمارية في قطاعات التقنية، أهميته من خلال اهتمامه بمستقبل التقنية ودورها الفعال، وإيجاد الحلول الابتكارية الرائدة لأهم التحديات التي تواجه القطاع، ويأتي لأجل رفع الوعي التقني بما يعزّز مكانة المملكة بوصفها مركزًا رئيسًا للتقنية والابتكار ونقطة لالتقاء قادة الفكر التقني في العالم ومركز تقني رائد يربط بين القارات الثلاث، حيث يبرز المؤتمر كعامل جذب للشركات التقنية، والاستثمارات، ويعد لاعبًا مهما في عملية التحوّل الرقمي محليًا وعالميًا.

والمتابع لاستثمارات التقنية حول العالم، التي باتت عاملاً أساسيًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي، يلحظ الدور البارز الذي أخذ يلعبه ليب منذ تدشينه في تحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يدعم النمو الاقتصادي والمنظومة الرقمية سريعة التطور في المملكة، الذي جاءت مخرجاته الاستثمارية لهذا العام والعام السابق في البنية التحتية والعديد من مراكز البيانات الجديدة، إلى جانب مجموعة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تزيد قيمتها على مليار دولار، وإطلاق أكاديميات جديدة، لتعزيز المواهب المحلية وصقلها، فإنه يؤسس لمرحلة من شأنها تعظيم الجهود للاستفادة بشكل أكبر من الإمكانات والموارد المتاحة.

 

آفاق مفتوحة ومجالات نوعية

وتعد المملكة اليوم موطنًا لأضخم الاستثمارات في التقنية، إذ يبلغ حجم سوق التكنولوجيا والسوق الرقمية في المملكة نحو 40 مليار دولار، وهو الأكبر على الإطلاق في المنطقة، وبحسب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، يعد قطاع التقنية من القطاعات الواعدة التي تشهد دعمًا غير مسبوق إيمانًا بأهمية الاستفادة من الآفاق المفتوحة والمجالات النوعية على مُختلف أشكالها الاقتصادية الرقمية، وإنترنت الأشياء، والتقنيات البيولوجية والصحية، والعلوم الكمية، والفضاء والأقمار الصناعية، والتقنيات المالية، والمصادر المفتوحة، وأشار إلى أن منطقة الخليج العربي لديها فرصة لأن تكون من أكبر اقتصادات العالم، قائلاً: “اليوم نرى الاقتصاد الرقمي في منطقتنا وهو يشهد نموًا نوعيًا في الاستثمارات التقنية ونماذج العمل الابتكارية للرياديين”.

قفزة اقتصادية نوعية

وأوضح السواحة أن نسخة هذا العام من ليب تمثل قفزة اقتصادية نوعية ضخمة داخل المملكة من خلال العديد من الشراكات، والصفقات، والجولات الاستثمارية، وأيضًا خارج المملكة كونه أوجد حراكًا تقنيًا عالميًا.

وأكد السواحة، أنه في هذا العام يتواصل الحراك الذي يتجلى في مواصلة المملكة ريادتها كأكبر سوق تقني بالمنطقة، مشيرًا إلى أن المؤتمر توج رحلة التحول الرقمي في المملكة بالإعلان عن شراكات نوعية عالمية واستثمارات ملياريه في تقنيات المستقبل لدعم التقنيات المستقبلية وريادة الأعمال الرقمية والشركات الناشئة التقنية لتحقيق مُستهدفات رؤية المملكة 2030م في تنويع الاقتصاد، وتوطين التقنية والصناعات المتقدمة، وأصبح يشكّل أحد أهم الفعاليات التقنية العالمية السنوية التي ينتظرها المبتكرون والمهتمون التقنيون للالتقاء بصناع ومتخذي القرار برواد الأعمال وصناديق الاستثمار الجريء لفتح آفاق جديدة في مجالات استثمارية جديدة، وإطلاق شراكات نوعية متوقعة خلال المؤتمر.