دعا الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، المهندس نظمي النصر، شباب وشابات الأعمال للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة نيوم، مؤكدًا أن فريق العمل على استعداد تام للتدريب والتأهيل على احتياجات المشروع المستقبلية.
وقال النصر خلال برنامج “تجربتي”، الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شباب الأعمال شهر أبريل الماضي، وشهد حضور رئيس غرفة الشرقية بدر بن سليمان الرزيزاء، ورئيس مجلس شباب الأعمال، سعد بن خالد المعجل، ومشاركة عدد كبير من قطاع الأعمال والمهتمين والإعلاميين، إن مشروع نيوم صمم ليكون دائم التطور والاستقصاء لكل ما هو جديد، وأشار إلى أن مراحل تنفيذ المشروع متعددة وتتطلب إمكانيات مختلفة في كل مرحلة.
وتحدث النصر، عن بداياته وخصوصًا مراحل التعليم والعمل وأبرز التحديات والإنجازات في حياته وصولاً إلى مشروع نيوم، مبينًا بأن الأقدار لعبت دورًا كبيرًا في حياته كما هو الحال مع أبناء جيله الذين عاصروا الطفرة الأولى للمملكة التي شهدت المرحلة الذهبية بعد اكتشاف النفط، وبأنه عندما كان يدرس في المرحلة الثانوية كان شغوفًا ومتعلقًا بأمور الطاقة والهندسة الكيميائية، وكان لسان حاله يقول بأن هذا هو المستقبل، لذا قرر الالتحاق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ودراسة تخصص الهندسة الكيميائية في العام 1973م، ومنها إلى شركة أرامكو السعودية .
وحول أبرز التحديات التي واجهها اثناء مسيرته العلمية والعملية خصوصًا في تلك الفترة التي لا تتوفر فيها الإمكانيات المتاحة لأبناء جيل اليوم، قال بأنه واجه أول تحد في حياته عندما تخرج من الجامعة وبالتخصص المذكور، إذ تقدم للعمل في شركة أرامكو السعودية وتفاجأ بقبوله مباشرة، وبعد انقضاء 12 يومًا ذهب إلى مديره المباشر، وأخبره بأنه متخصص في الهندسة الكيميائية وليس المدنية حيث كان يعمل في الانشاءات، فأخبره مديره بأنه حامل للشهادة وليس متخصصًا بعد، وأنه إذا أراد أن يكون له شأن في المستقبل عليه أن يتعلم في ميدان العمل، وقال النصر:”لقد سأني أسأله في لب تخصصي ولم أعرف إجابتها”، ثم قال لي اذهب وتعلم لتصبح شيئًا مرموقًا، ومن هنا كانت انطلاقتي”.
وأشار النصر، بأنه وأبناء جيله كانوا يواجهون تحديات كثيرة خصوصًا اثناء عملهم في المناطق النائية ووسط البراري وعلى البحار، ولكنهم كانوا يخرجون منها بفرص ذهبية، ويتعلمون فيها الكثير ويحتكون بالخبرات العالمية التي ساعدتهم في قراءة المستقبل وتحقيق الإنجازات.
وعرج النصر، إلى حقل شيبه والتحدي الكبير الذي واجهه فريق العمل آنذاك، حيث اكتشف الحقل في العام 1968م، ولم يتم العمل على تطويره إلا في العام 1995م، وقال إن المشروع قرر له أن يتم خلال 5 سنوات بميزانية قدرت بخمسة ملايين دولار، وشكل فريق من 55 مهندسًا منهم 50 مهندسًا سعوديًا، وبعزيمة الرجال وحسهم الوطني العالي، استطعنا الانتهاء من تطوير الحقل في ثلاث سنوات وبربع الميزانية المقررة.
ويذكر أن المهندس النصر، تولى قيادة عدة مشاريع استراتيجية في أرامكو السعودية، وفي العام 2006م، تولى الإشراف على أعمال تطوير جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) قبل أن يتفرغ للجامعة في العام 2013م وفي منتصف العام 2018م بدأ المهندس النصر ترأسه لمشروع نيوم، والذي يعد حجر الزاوية في رؤية المملكة 2030م ليقود برنامج الشركة الجريء والطموح، لتكون نيوم محركًا اقتصاديًا، ومركزًا عالميًا للابتكار ومشاريع الأعمال لبناء المستقبل.
وخلال اللقاء، قال رئيس مجلس شباب الأعمال سعد بن خالد المعجل: “للمجلس دورٌ مُتنام في تطوير رواد أعمال المستقبل من أبناء المنطقة، برصد خبراتهم وأفكارهم وابتكاراتهم ليُجسدها في مشروعات استثمارية ذات قيمة مُضافة في الاقتصاد الوطني”.. موضحا بأن المجلس حقق على مدار أعوامه السابقة الكثير من الإنجازات في خدمة قطاع شباب الأعمال، وذلك بإثراء معرفتهم الاقتصادية وزيادة مهاراتهم في العمل الحر، ويأتي هذا اللقاء مع شخصية وطنية أنجزت العديد من المشروعات الطموحة وأمضى سنوات عديدة في العمل مع الشركات الدولية الهندسية والاستشارية، وله مسيرة مهنية حافلة بالتجارب، بمثابة الفرصة لنا كشباب أعمال للنهل من تجربة ومسيرة شابة لا يزال عطاؤها مستمرًا.