مسؤولية اجتماعية

مبادرات وبرامج وأنشطة تتّسعُ تنوّعاَ «كماَ» و«كيفاً».. الشركات السعودية «تتسابق» في المسؤولية الاجتماعية

يأتي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على رأس أبرز المراكز والمنظمات والجمعيات العالمية في مجال البرّ والأعمال الخيرية، مُقدّماً «النموذج» و«القُدوة» في العطاء للإنسانية، على مختلف الأصعدة إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، إضافة إلى دوره في خدمة مجتمعه المحلي، حتى صارت الشركات والمؤسّسات السعودية تتّخذُه «مثلاً» تسعى إلى الاقتداء بما يقدِّمه من عطاء في مجالات المسؤولية الاجتماعية..

«الظاهرة» التي يمكن رصدُها الآن في المملكة – إلى جانب بروز دور الشركات و«القطاع الخاص» في أعمال المشاركة المجتمعية وأنشطة المسؤولية الاجتماعية وتزايد «عدد» الشركات التي تميل لممارسة دور «اجتماعي» – هي بروز أداء «تنافسي»، وزيادة حدّة «التنافس» في الخير، والتسابق إلى تقديم البرامج والأفكار والمبادرات والمشروعات الساعية إلى خدمة المجتمع، وتخصيص ميزانيات ومبالغ ضخمة لإقامة مشروعات كبرى في مختلف المجالات، مع الاهتمام بنشر ثقافة العمل «التطوّعي»، وتوسيع قاعدة المنتفعين من الأداء «التطوعي» وبرامج الخدمة الاجتماعية.

مساعدات إنسانية لأكثر من 60 دولة ضمن خطة «خمسية» لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

يرى الخُبراء والاقتصاديون والمعنيون بـ «ظاهرة» الأداء «التنافسي»، وزيادة حدّة «التنافس» في الخير، أن هناك مردوداً كبيراً يعود على الشركات والمؤسّسات صاحبة هذه السياسات والتوجّهات الاجتماعية، يتجاوز السّمعة وانتشار العلامة التجارية إلى الربح المادي.. «الاقتصاد» ترصد هنا حجم إسهامات الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية.

سؤال المسؤولية

لا يزال السؤال الذي يطرحه كثيرون: ماذا تقدِّم الشركات الكبرى للمجتمع، بعد أن تطرح منتجاتها وتجني أرباحها؟ وماذا تفعل الشركات الناشئة بعد أن دعم المجتمع بطرق شتى وجودها وترسيخ مكانة علاماتها التجارية في سوق المنافسة؟ هل يقتصر الأمر على حسابات المكسب والخسارة فقط؟ وكيف تستثمر الشركات مكانتها في العمل كمؤسسة مجتمعية؟ ليس فقط من أجل رد الجميل للمجتمع الذي تعيش فيه عبر تقديم الدعم المناسب للفئات الأكثر احتياجاً، بل أيضاً ومن أجل الإسهام في تطوير الاقتصاد، وإحداث تغيير اجتماعي إيجابي.

تُعد المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – يرحمه الله – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – رعاه الله – في طليعة الدول الأكثر عطاءً على مستوى العالم، ويزخر تاريخها العريق بكثير من المواقف الرائعة التي تتمحور حول مد جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد، ويُعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في طليعة المؤسسات الخيرية على مستوى العالم، ومؤخراً أعلن المركز عن خطة سينفذها خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتقديم مساعدات إنسانية لأكثر من 60 دولة، وذلك استمراراً لما قدَّمته المملكة حتى الآن من مساعدات لأكثر من 81 دولة بأكثر من 87 مليار دولار.

مسيرة العطاء

مسيرة العطاء ــ التي دأبت الحكومات السعودية المتعاقبة على تنفيذها ــ انعكست إيجاباً على كافة أبناء المجتمع ورسَّخت مفهوم العطاء والعمل الخيري في قلوب جميع المواطنين، وتطورت في السنوات الأخيرة إلى برامج ومبادرات  تحرص الشركات السعودية على تبنّيها ووضعها في خططها الاستراتيجية تحت مُسَمّى المسؤولية المجتمعية للشركاتCorporate Social Responsibility CSR وهو المصطلح الشائع عالمياً، حيث تأتي الشركات السعودية في طليعة الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط في هذا المجال، وذلك في ظل توجّه القيادة الرشيدة نحو إحداث تحوُّل جذري في مفهوم المسؤولية المجتمعية للشركات، وفقاً لرؤية 2030، وذلك عبر الانتقال من مجرد المساهمة في الأنشطة الخيرية إلى إطلاق مبادرات تنموية محكمة التنظيم على مستوى المملكة.

وتحويل مبادراتها إلى واقع ملموس حيث يتم الربط بين هذه المبادرات وخدمة المجتمع ومعالجة القضايا البيئية والاجتماعية، الأمر الذي ينعكس تعزيزاً لتنافسية بيئة الأعمال في المملكة عموماً، حيث تلعب الممارسات المسؤولة للشركات دوراً أساسياً في التأثير الإيجابي على سمعتها وعلامتها التجارية، إذ يسهم الدور المجتمعي المسؤول للشركة في تنظيم المخاطر في سوق العمل وإدارتها، وتعزيز قاعدة المتعاملين وثقتهم.

برامج متنامية

وتشهد المملكة في ظل توجيهات القيادة الرشيدة زيادة ملموسة في تنفيذ وإطلاق عديد من البرامج والأنشطة المتعلقة بالمسؤولية المجتمعية للشركات في الفترة الأخيرة، أبرزها: قيام شركة «سابك» عبر مبادرة «بر» بتدشين عديد من المشروعات لخدمة المجتمع في الفترة الأخيرة في طليعتها مشروع الإسكان الخيري في محافظة ينبع في أربع مواقع بمجموع 125 وحدة سكنية بتكلفة 45 مليون ريال، كما  سبق للصندوق تنفيذ 40 وحدة سكنية في منطقة جازان بتكلفة قدرها 5.8 مليون ريال. كما تضطلع شركة «أرامكو» بتقديم الرعاية والتمويل المناسب لمجموعة كبيرة من البرامج المتعلقة بالابتكار والتعليم والبيئة ومصادر الطاقة المتجدّدة.

«بِّر» سابك تُطلق مشروع الإسكان الخيري في ينبع و«أرامكو» تمول برامج الابتكار والتعليم والبيئة ومصرف الراجحي يطلق في جنوب شرق بريدة أكبر مشروع عالمي يجمع بين الزراعات المستدامة والوقف الخيري

أكثر من 87 مليار دولار مساعدات لـ 81 دولة والدور السعودي في مُحِيطَيْه الإسلامي والدولي «مستمر»

ممارسات المسؤولية الاجتماعية تؤثّر «إيجابياً» في العلامة التجارية للشركات ودورها المجتمعي يوسّع قاعدة عملائها

وعلى المنوال نفسه، تُعد «مزرعة الراجحي» في جنوب شرق مدينة بريدة بمنطقة القصيم أكبر مشروع في العالم يجمع بين الزراعات المستدامة والوقف الخيري والمسؤولية الاجتماعية. كما يضطلع مصرف الراجحي بدور بارز فيما يخص المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي حيث بلغت الساعات التطوعية لمنسوبي البنك خلال الربع الأول من العام الحالي 2420 ساعة تطوعية وبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات 484 موظف وموظفة وقد تنوعت البرامج وتم تنفيذها في عديد من المناطق والمحافظات حول المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة ومنها الشراكة المجتمعية التي تم توقيعها مع وزارة الصحة لإنشاء مركز مصرف الراجحي للقسطرة القلبية ضمن مستشفى الرس العام وكذلك إنشاء مركز مصرف الراجحي للعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي ومكافحة التدخين ضمن مستشفى طريف العام.

وسبق لمصرف الراجحي أن نفذ خلال العام الماضي 2018 أكثر من 75 مبادرة تطوعية في 22 مدينة حول المملكة. وعلى المنوال نفسه، دشَّنت مجموعة «صافولا» برامج اجتماعيّة عدّة لتدريب ذوي الحاجات الخاصة ودعم روَّاد الأعمال، فضلاً عن حرص شركة المراعي في السنوات الأخيرة على دعم «اللجنة الوطنية لرعاية السجناء» في عدد من مناطق المملكة، سواء بالمشاركة مالياً في حملات إمارات المناطق ومحافظات المدن الهادفة إلى تسديد ديون سجناء الحقوق المالية، أو بالدعم الدوري والمستمر لأسر السجناء بمنتجات غذائية من إنتاج الشركة.

ومؤخراً قدَّمت شركة «المراعي» دعماً مالياً بقيمة 100 ألف ريال لحملة «تفريج كربة» والتي نظمتها محافظة الخرج مؤخراً بالتعاون مع اللجنة الوطنية لرعاية السجناء «تراحم». وتحفل مسيرة شركة المراعي في مجال المسؤولية المجتمعية خلال العام الماضي 2018 بتقديم الدعم لأكثر من 300 مؤسسة خيرية في مختلف مناطق المملكة.

بينما أسهم بنك الجزيرة عبر مبادرة «خير الجزيرة لأهل الجزيرة» في الإفراج عن عدد من سجناء الحقوق المالية في مناطق الجوف والقصيم وجازان والحدود الشمالية، وتفريج كربات السجناء الغارمين والمعسرين والسداد عنهم، ولم شملهم بأسرهم وذويهم.

كما يقوم البنك بدور بارز في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة عبر برنامج خير الجزيرة لأهل الجزيرة، تشمل ذوو الإعاقة البصرية والسمعية والحركية والذهنية وكذلك طيف التوحد وصعوبات التعلم، ومؤخراً أقدم البنك على توظيف 50 شاباً وفتاة من ذوي «متلازمة داون» بعد تأهيلهم من خلال دورات تدريبية متنوِّعة منها دورة المساعد الإداري لعدد 20 شاباً وفتاة ودورة مساعد بائع وفني تعبئة لعدد 15 شاباً ودورة مساعدة فنية تجميل لعدد 15 فتاة.

كذلك قام أكثر من ثلاثة آلاف من منسوبي شركة «السعودية للكهرباء» بتقديم نحو 1.7 مليون ريال لدعم برامج ومشاريع العشرات من الجمعيات الخيرية المختلفة، والتي من بينها جمعيات خاصة بتحفيظ القرآن الكريم، وأخرى خاصة بالتوعية الصحية، وكذلك رعاية الأيتام وغيرها.

وذلك ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية التي تنفذها الشركة. وبلغ عدد الجمعيات الخيرية التي استفادت من استقطاعات وتبرعات موظفي الشركة مؤخراً نحو 32 جمعية خيرية بجميع مناطق المملكة وذلك من أجل النهوض بتلك الجمعيات ومساعدتها على أداء دورها وتنفيذ مشاريعها وبرامجها، وذلك من خلال تبرع الموظف بجزء من راتبه آلياً عبر نظام الرواتب الإلكتروني الخاص بالشركة «ساب» بعد الاطلاع على أنشطة وبرامج وأهداف تلك الجمعيات بالموقع الداخلي للشركة.

كما تقوم مجموعة «سدكو القابضة» من خلال البرنامجين الرئيسين «بادر» و«ريالي» بدور فعال في مجال المسؤولية المجتمعية حيث يبادر موظفو «سدكو» عبر برنامج «بادر» إلى التطوع بما لا يقل عن 20 ساعة في السنة من أجل الإسهام في خدمة المجتمع. أما برنامج «ريالي»، فهو يركز على تثقيف الشباب السعودي ومختلف شرائح المجتمع حول المبادئ المالية، وذلك من خلال التركيز على مفاهيم مالية، مثل التخطيط ووضع الميزانية والادخار والاستثمار والاقتراض، وتطوير مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة التي تمكِّنهم من مواجهة مسؤولياتهم المالية من أجل حياة أفضل.

كذلك قام البنك الأهلي التجاري عبر برنامج تطوع المحترفين بالبنك بتنفيذ 57 مشروعاً خيرياً في الفترة الأخيرة تنوعت مجالاتها بين تقني ومالي وإداري وتسويقي عبر 155 متطوّعاً ومتطوعة من موظفي البنك، حيث بلغ إجمالي الساعات التطوعية لتنفيذ تلك المشاريع 1041 ساعة لصالح 33 جمعية ومؤسسة خيرية في 10 مدن سعودية خلال 2018.

وتهدف مبادرة «تطوع المحترفين» إلى دعم المنظمات غير الربحية من خلال 7 مراحل. كما سبق وقام البنك الأهلي بإطلاق مبادرة «سعادة أهالينا التطوعية» بهدف نشر السعادة والإحسان، وبذل العطاء وروح الإخاء لـ 12 فئة من فئات المجتمع في مقدمتهم الأطفال الأيتام ومرضى السرطان والتوحُّد وغيرهم في 12 مدينة بمختلف مناطق المملكة، كما يُعد البنك أول شركة من القطاع الخاص تقر نظام 30 ساعة تطوعية مدفوعة الأجر للموظفين.

«المراعي» تدعم 300 مؤسسة خيرية في المملكة وبنك الجزيرة يدعم الغارمين وذوي الاحتياجات الخاصة ومنسوبو «السعودية للكهرباء» يموِّلون مشاريع الجمعيات الخيرية

«المهيدب لخدمة المجتمع» أداء واعٍ وتجربة ناجحة وتفعيل لدور القطاع الخاص في العمل التطوّعي

«نلعب معاً» و«قرة أعين» و«مركز هبة» مبادرات لمحاور مهمة في بناء الطفل وصحّته النفسية ودمجه اجتماعياً

قطاع الأعمال في المنطقة الشرقية

سعت «غرفة الشرقية» انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 التي أولت اهتماماً كبيراً بالأدوار المجتمعية وأبعادها في استدامة النمو، إلى تحفيز قطاع الأعمال لإطلاق المبادرات وتنفيذ البرامج المجتمعية على اختلاف أنشطتها، مشيرة إلى حرصها لإقرار دور قطاع الأعمال في تحقيق التنمية الشاملة في البلاد والعودة بمردودات إيجابية على القطاع نفسه؛ كونه يحقق ميزة تنافسية للمنشآت ويمنحها سمعة أفضل بين أفراد المجتمع.

وحرصت غرفة الشرقية ممثلة بمركز المسؤولية الاجتماعية على استقطاب التجارب المتميزة في مجال المسؤولية المجتمعية  لقناعتها بأهمية عكس مثل هذه التجارب الناجحة واستعراض نجاحها التنموي في المجال الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، حيث قدَّمت منذ عقود تجربة أول شركة سعودية تضع ضمن سياستها برامج المسؤولية المجتمعية، ألا وهي شركة أرامكو السعودية وكانت بعنوان «المواطنة في أرامكو السعودية تراث عريق ومستقبل مشرق»، حيث تتلخص رؤية أرامكو السعودية للمواطنة في أن تكون رائدة ومؤثرة في إيجاد الفرص الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، بدأت من 1933 وحتى سبعينيات القرن الماضي عبر تطوير البنية التحتية كالطرق وغيرها.

نماذج وتجارب في الشرقية

مع بدء الخطط الخمسية للمملكة في السبعينيات وما صاحبها من نهضة صناعية، تبنت «أرامكو» دوراً ريادياً في عملية التطوير الصناعي في المملكة من خلال إنشاء شبكة الغاز الرئيسة. حيث أسهم هذا المشروع في إنشاء الصناعات الحديثة في الجبيل وينبع، أما مع إطلالة القرن الحادي والعشرين ومع الاتجاه للاقتصاد المعرفي اتجهت الشركة إلى تطوير إسهامات المواطنة بإنشاء مؤسسات تنموية تساعد المملكة في التحوُّل إلى عصر المعرفة، حيث كان تركيز الشركة على التنمية البشرية هو العامل الثابت في جميع المراحل.

وشاركت «أرامكو» في مجالات البيئة وحماية التنوُّع البيولوجي كما يمثل مركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين خلال رعايته حفل أرامكو السعودية بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسها، مؤسسة اجتماعية ترمي إلى الاحتفاء بالتراث السعودي وبالموروث الحضاري لجميع الشعوب.

وفي نموذج آخر، تُعد مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية في خدمة المجتمع امتداداً لعطاء وبذل عائلة الراجحي في مجالات العطاء والخير وذراع مانحة مستقلة تحقق أهداف الشركة في مجال المسؤولية المجتمعية وحددت المؤسسة عدة ميادين لدعمها، منها: الإرشادي، والإغاثي، والموسمي، والطارئ، والدعوي التطويري، والاجتماعي، والصحي، والميدان التعليمي، والميدان التقني، والإعلامي.

ويأتي من أبرز نماذج إسهامات المؤسسة إنشاء مركز متكامل «بناء» بإصلاحية الدمام لتأهيل النزلاء لسوق العمل، والشراكة مع جامعة الملك سعود في إنشاء كراسي بحثية لتطوير العمل غير الربحي ودور المرأة السعودية في تنمية المجتمع، بالإضافة إلى فكرة أول شركة هندسية مهنية غير هادفة للربح تُعنى بتقديم خدمات تمثيل المالك وإدارة المشاريع والإشراف الهندسي للجمعيات الخيرية والأوقاف والمساجد وأي قطاع اجتماعي أو خيري أو غير ربحي.

وجاءت تجربة شركة التركي القابضة بين النماذج المحترفة، حيث خصصت الشركة إدارة بعينها لتحمل المسؤولية الاجتماعية، تسعى لأن تكون لها إضافة في دوائر تأثيرها، قادرة على بناء العلاقات والشراكات الفاعلة، ولديها مبادرات نوعية قائمة بذاتها، بكوادر ذات قدرة عالية تؤمن برسالة بناء الإنسان، حيث تعتمد سياسة الشركة على ثلاثة مناهج «إنشاء» و«تطوير» و«دعم».

وتمثل تجربة الفوزان لخدمة المجتمع نموذجاً مميزاً، حيث من أهداف المؤسسة الاستراتيجية رفع الوعي الثقافي والبيئي في المجتمع، وبناء جسور التواصل مع المجتمع، وتشجيع التكامل مع القطاعات والبرامج الأخرى، وتنمية الكفاءات الإدارية للتفرغ للعمل الخيري، ودعم الأفكار المتميزة في العمل المجتمعي. ومن مبادراتها جمعية «إطعام» و«أكاديمية الفوزان» ومركز الفوزان للتأهيل الشامل بمحافظة الزلفي ومشروع الفوزان للإسكان والتعمير ومركز عبداللطيف الفوزان للتوحد وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

أما تجربة «روابي القابضة لتمكين الشباب» التابعة لشركة روابي القابضة العائلية، فتصب في أربعة مسارات أساسية وهي برنامج روابي للاستثمار في المجتمع، وبرنامج روابي لتمكين الشباب، وبرنامج روابي لخدمة المجتمع، وبرنامج روابي لمراقبة الأداء الاجتماعي والبيئي.

من جهتها، حددت شركة الكفاح القابضة في المسؤولية المجتمعية ثلاثة أهداف رئيسة وذلك من خلال التميُّز في العمليات المستدامة والحد من الأثر البيئي للعمليات الصناعية وإثراء المجتمع من خلال التركيز والإبداع وتمكين الشباب، حيث من مبادرتها أكاديمية الكفاح ومستشفى العفالق للرعاية الأساسية.

وتبرز تجربة «سبكيم» – شركة بتروكيماويات مساهمة عامة – حيث أنشأت لجنة لخدمة المجتمع وتبنت برنامجاً متخصصاً لرعاية الأيتام والأرامل في كل من الجبيل، والخبر، وحائل، كأول البرامج التي تديرها جمعيات متخصصة وتشرف عليها الشركة، وخصصت %1 من صافي أرباحها لأنشطة المسؤولية المجتمعية وخدمة المجتمع كما وقَّعت 9 اتفاقيات للشراكة المجتمعية مع 8 جهات ومؤسسات خيرية لغرض استدامة مسؤولياتها الاجتماعية.

غطت جوانب الطفل والترفيه والتربية

المسؤولية المجتمعية.. المهيدب «نموذجاً»

تأتي تجربة المهيدب لخدمة المجتمع نموذجاً فريداً في العمل الخيري منذ التأسيس، إذ تمثل الخدمة المجتمعية حجر الزاوية للشركة، التي تسعى دائماً لتطوير ممارساتها في مجال المسؤولية الاجتماعية، واستدامة أعمالها فيما يتعلق بالعمل الاجتماعي، مما دفعها إلى إنشاء مؤسسة تُعنى بالعمل الخيري وخدمة المجتمع وتهتم بالإسكان والتعليم وتعزيز الأخلاق الحميدة، والريادة في برامج الطفولة المبكرة والأعمال ذات الأثر المجتمعي.
وغطت تجربة العمل الاجتماعي في «المهيدب لخدمة المجتمع» طيفاً واسعاً من الأعمال المجتمعية ذات الأبعاد الإنسانية والتنموية والتربوية والترفيهية، مما جعل هذه الشركة حديث التجارب الناجحة للقطاع الخاص، نتيجة فعالية دورها في المسؤولية المجتمعية.


وفي الطفولة، على سبيل المثال، تأتي مبادرة «نلعب معاً» كواحدة من النماذج الفريدة، إذ بعد الاطلاع على عديد من الدراسات التربوية والطبية الحديثة التي أكدت أهمية اللعب في الخارج وفوائده الكثيرة للأطفال، اعتمدت «المهيدب لخدمة المجتمع» سلسلة من الحدائق النموذجية التي تهدف إلى دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع قرنائهم من الأطفال عبر اللعب والمتعة والاكتشاف.
وفي جانب متصل، أطلقت المهيدب لخدمة المجتمع برنامج «قرة أعين» وهي مجموعة من المبادرات التي تُعنى بالطفولة المبكرة، من خلال تقديم برامج تربوية مختارة تسهم في تطوير النشء اجتماعياً وفكرياً وعاطفياً وصحياً، بالشراكة مع منظمات محلية وعالمية متخصصة في مجال الطفولة المبكرة.


ويستهدف البرنامج رفع الوعي عند المربين بأساليب التربية الحديثة وزرع القيم منذ مراحل الطفولة المبكرة، كما يهتم بملف الصحة النفسية لدى الأطفال، وتقديم الاستشارات لأهم القضايا التربوية بجانب التعاون مع المدارس.
وتعزيزاً لدورها تجاه جميع الأطفال بجميع قدراتهم، قدَّمت «المهيدب لخدمة المجتمع» واحداً من أضخم المشاريع التي شهدتها المنطقة الشرقية، متمثلاً في مركز «هبة» لتقديم جلسات تأهيلية وتعليمية للأطفال ذوي متلازمة داون. وتبلغ مساحة المركز 15 ألف متر مربع، وبمسطح بناء يصل إلى 6200 متر، بالإضافة إلى مرافق ومساحات خضراء لأكثر من 8800 متر مربع على أرض ممنوحة من وزارة التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.