شرفة

المكيف والسخان

سيظلُّ الامتنان قائماً لمخترع المكيف السيد ويليس كارير، اختراعه في ثلاثينيات القرن الماضي، قدَّم إضافة جوهرية إيجابية على جودة الحياة، خصوصاً في المناطق الصحراوية، أتى المكيف معادلاً للأسمنت والأسفلت، وهما يخزنان الحرارة ليعيدا إطلاقها ببطء، ولو تمكن أحدهم من تخزين البرودة لربما أحدث ثورة أخرى.

وعلى الرغم من أننا نعيش في واحدة من أكثر البلدان حرارة صيفاً، إلا أن إسهامنا في التخفيف من هذه المشكلة نادر، حتى في استجلاب الظل في المباني والطرقات، لدينا فقر مدقع، في الماضي كانت مباني الطين العازلة نسبياً والمتراصة جنباً إلى جنب تسهم في التخفيف من الحرارة. وفي الساحل الشرقي كانت هناك «ملاقيف الهواء» وهي أسلوب تكييف قديم يعتمد على الماء وحركة الهواء لكنه لا يقارن بالتكييف الحديث، وقبل سنوات طويلة حاولت شركة أو مؤسسة محلية بث الروح في «ملاقيف الهواء» ولم يكتب لها النجاح. ولو بحثت قليلاً في الإنترنت ستجد العشرات وربما المئات من «أخبار صحفية» عن ابتكارات تطوير مكيفات محلياً وحصولها على براءات لكنها توقفت عند حدود الخبر، وهو ما أعطى انطباعاً – منطقياً وعقلانياً – بعدم صدقية أخبار الصحف عن الاختراعات المحلية لأسباب مهنية في طياتها رغبات احتفالية، لكن مع ذلك يمكننا رمي حجر في البركة الراكدة باختيار أكثر المناطق حرارة في بلادنا لتكون موقعاً سنوياً في معرض أو منتدى عالمي لاختبارات اختراعات الغير في التكييف وتقييمها وهذه الفكرة ربما تتبناها مجلة غرفة الشرقية لتكون الغرفة رافعة لها.

الأمر الوحيد الذي أظن أننا ابتكرناه هو استفادتنا من السخان في وقت الصيف كخزان ماء أقرب للبرودة مقارنة بالماء الحارق للخزان العلوي، عند الحاجة للاستحمام في الصيف يصبح ماء السخان نعمة عظيمة، المهم تأكد من فصل «الفيش» مبكراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.