ضخ 4 مليارات ريال في 58 مشروعاً تعيد رسم مستقبل حفر الباطن
أمير الشرقية للأهالي: متفائل بكم.. وستكونون يداً فاعلة في تنمية محافظتكم
الأمير منصور بن محمد: المشاريع تؤكد حرص القيادة على راحة المواطن
ما شهدته «حفر الباطن» مؤخّراً، وما تشهده من تغيير خرائط الحياة اليومية في كافة المجالات «إضاءة» جديدة على عُمق ما تُحققه «رؤية السعودية 2030» في جميع أرجاء الوطن.. هنا، 4 مليارات ريال غيَّرت وجه محافظة حفر الباطن، وهي اليوم ليست حفر الباطن التي كنا نعرفها بالأمس، وتشريف أمير الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، وافتتاح 58 مشروعاً تنموياً جعلت «حفر الباطن» اليوم «غير»، حيث تتجه نحو مستقبل أكثر إشراقاً، بخُطى ثابتة وواثقة.
فقد أطلق أمير الشرقية ــ بحضور نائبه ومحافظ حفر الباطن الأمير منصور بن محمد بن سعد ــ عدداً من المشاريع التنموية العملاقة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات البلدية والمياه والكهرباء.
تُعدُّ محافظة حفر الباطن من أهم محافظات المنطقة الشرقية، لامتلاكها عدداً من المقومات التي جعلت منها محافظة متنامية الأطراف، نظراً لما تشهده من تزايد في عدد الأحياء المأهولة وتنامي عدد السكان، وموقعها الجغرافي المهم والحيوي على مفترق طرق رئيسة وحركة استثمارية تتزايد يومياً.
نقلة للمستقبل
سمو أمير الشرقية الذي التقى أهالي المحافظة خلال حفل التكريم الذي أقامه الأهالي أكَّد أن حزمة المشروعات التي تم تدشينها، ليست سوى «قطرة في بحر المشروعات التنموية التي تشهدها المملكة في كل أنحائها»، وقال «أنا متفائل بالله ثم بكم في أن تكونوا يداً فاعلة في تطوير وتنمية محافظتكم، وسمو الأمير منصور بن محمد بن سعد محافظ حفر الباطن معكم، يدعم ويوجه وسيرفع باحتياجاتكم، ونحن ـ بإذن الله ـ سنعمل على أن تكون واقعاً تشهدونه، ومرحلةً تعيشونها، والآمال تبدأ بفكرة تدرس ويخطط لها لتنفذ فتنفع جيل اليوم وأجيال المستقبل»، مضيفاً سموه أن «المحافظة واعدة بما فيها من موارد بشرية، ومزايا طبيعية، ومستقبلها ـ بمشيئة الله ـ مشرق، في ظل ما تحظى به من دعمٍ ومتابعة».
من جانبه ثمَّن محافظ الحفر الأمير منصور بن محمد، رعاية سمو أمير الشرقية، تدشين تلك المشروعات التنموية في المحافظة والتي شملت جميع جوانب الحياة التي تلامس وتحقق رغبات وراحة المواطن لتمثل نقلة في تطوير المحافظة، منوهاً «بالدعم اللامحدود من سمو أمير الشرقية وسمو نائبه، وحرصهما على متابعة احتياجات المحافظة تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظهما الله». وأضاف أن «طموحات مسؤولي وأهالي محافظة الحفر لا حدود لها، كيف لا ونحن نستمدها من دعم القيادة الرشيدة وبمتابعة وحرص أمير المنطقة ومتابعته للمتطلبات الرئيسة بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وسنكون على موعد لإطلاق مشاريع نوعية في المستقبل القريب متمثلة في مشروع الطريق الدائري لوزارة النقل، ومشروع تطوير مطار الحفر في القيصومة ليصبح مطاراً إقليمياً، وصولاً إلى استكمال مشاريع شركة المياه الوطنية من شبكات وتشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي وتشغيل المدينة الصناعية».
وأشار الأمير منصور إلى أن العمل يجري على دراسة مشروعي تطوير المنطقة المركزية ووادي فليج من قبل الأمانة، بالتنسيق مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية ومشروع المدينة الطبية، إضافة إلى الاستفادة من الموقع الجغرافي للمحافظة في جلب مشاريع الخدمات اللوجستية واعتمادها موقعاً لوجستياً على خريطة هذا الوطن بالتنسيق مع المسؤولين في وزارة النقل ليتحقق الأمر، مستندين على توجيهات القيادة الرشيدة وحرص سموكم ودعم أصحاب المعالي الوزراء.
من جانبه أكد وكيل محافظ الجمارك للتخطيط والتطوير ماجد بن صالح المرزم، أن مشروع تطوير منفذ الرقعي الجديد سيعزِّز من اقتصاديات المملكة ويدعم رؤية 2030 لتصبح منصة لوجستية عالمية، مضيفاً أن «متابعة إنجاز المشروع الكبير لمنفذ الرقعي الجديد سيواكب الزيادة المتواصلة لحركة العابرين، وسيمثل داعماً مهماً لتعزيز حجم التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين المملكة ودولة الكويت الشقيقة من خلال توفير كافة السبل لتحقيق انسيابية حركة الشاحنات».
المشاريع التي أطلقها أمير الشرقية تنوَّعت بين تنموية واجتماعية، واقتصادية، بمشاركة فعالة من رجال الأعمال والقطاع الخاص في المنطقة. وشملت المشاريع تصريف مياه الأمطار، ودرء مخاطر السيول واستكمال سفلتة الطرق، وإنشاء الحدائق العامة لزيادة الرقعة الخضراء، وتنفيذ البنية التحتية لمباني الكليات الجامعية وخدماتها، وتعزيز الشبكة الكهربائية، وشبكات المياه والصرف الصحي، وتدشين بعض مرافق الشؤون الصحية والمدارس التعليمية والمباني الحكومية وافتتاح منفذ الرقعي الجديد الذي يربط بين السعودية والكويت، وعدد من مشاريع القطاع الخاص، وشكلت مساهمة القطاع الخاص في مشاريع محافظة حفر الباطن %12 من قيمة المشاريع.
كما رعى سموه توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لعدد من الجهات الحكومية والخاصة والتقى أهالي ومشايخ المحافظة.
افتتاح منفذ الرقعي الجديد وإطلاق «إيفاء» لدعم المسؤولية الاجتماعية
إطلاق أول رحلة جوية من القيصومة إلى الدمام.. وقريباً مطار إقليمي
مشاريع ضخمة
من أهم المشاريع، مشروع «منفذ الرقعي الجديد» الرابط بين المملكة ودولة الكويت، والذي بلغت قيمته الإجمالية نحو 1.6 مليار ريال، وتضمَّن المشروع تطويراً شاملاً لأعمال المنفذ، وزيادة عدد كبائن إنهاء إجراءات السفر. ويُعد المنفذ نقلة نوعية ستسهم في مواكبة حركة السفر المتزايدة بين البلدين، وشمل المشروع المباني الإدارية للأجهزة الحكومية المختلفة العاملة في المنفذ، ومن المتوقع أن يصل متوسط كثافة السيارات في المنفذ الجديد يومياً ـ قدوم ومغادرة ـ 12,000 سيارة والشاحنات ـ قدوم ومغادرة ـ 2,000 شاحنة.
كما دشَّن الأمير سعود وحدة قسطرة وجراحة القلب في مستشفى حفر الباطن المركزي، بتكلفة إجمالية تتجاوز 13 مليون ريال، وهي مزوَّدة بأحدث أجهزة القسطرة والعلاج على مستوى المملكة، وعقب الافتتاح باشر الطاقم الطبي إجراء 3 عمليات بالوحدة لعلاج انسداد شرايين القلب بواسطة القسطرة القلبية، وهي الأولى من نوعها في محافظة حفر الباطن، وتكللت جميعها بالنجاح. ويمثل المشروع نقلة مهمة في الخدمات الصحية في المحافظة كونه الأول من نوعه، حيث تم الانتهاء من العمل على جاهزيته بكادر طبي مؤهل والوحدة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية بعد أن تم تركيب جهاز القسطرة والجراحة الذي يُعد من أحدث أربعة أجهزة على مستوى المملكة، وذلك لإجراء القسطرة التشخيصية والعلاجية لأمراض شرايين القلب، ويسهم المشروع في سرعة تشخيص ومعالجة الحالات المرضية، ويرفع المعاناة عن المرضى ومرافقيهم من السفر لمسافات طويلة.
كما دشَّن سموه نظام «عنايتي» الإلكتروني والذي يسهل الربط الإلكتروني بين اللجنة الطبية بالمحافظة والمرضى، وسيسهم النظام بشكلٍ فعال في إصدار قرارات العلاج وتجديدها وإصدار أوامر الإركاب وغيرها من الخدمات المقدَّمة للمرضى، كما يقوم النظام بإرسال رسائل نصية للمستفيدين لكل إجراء تم من خلال النظام، لسهولة متابعة الطلب اختصاراً للوقت وتحقيقاً لإنجاز المعاملات في وقت وجيز وتقدَّر تكلفة النظام بحوالي 153 ألف ريال.
أيضاً تم تدشين مركز مراقبة السموم والكيمياء الشرعية بقيمة تتجاوز 2.5 مليون ريال، ويسهم المركز الجديد في التقليل من إرسال العينات لخارج المحافظة، وإرسال التقارير الشرعية للإدارات المختلفة، كما دشَّن سموه مشروع الإسكان بمستشفى حفر الباطن المركزي، والذي سيخدم 720 نزيلاً، بقيمة تتجاوز 63 مليون ريال، بعد أن اكتملت جاهزيته، وتوقيع مذكرة تفاهم بين صحة حفر الباطن مع مجمع المكان مول التجاري، لتخصيص مرفق صحي يشمل عدداً من العيادات العامة بمساحة تبلغ 174 متراً وتقدَّم خدماته الصحية والتوعوية للمتسوقين.
أيضاً دشَّن أمير الشرقية عدداً من مشروعات أمانة حفر الباطن والتي تتجاوز قيمتها 1.16 مليار ريال، وتشمل مشروعات الطرق والمباني ودرء مخاطر السيول، ومشروعات الحدائق وزيادة الرقعة الخضراء في المحافظة، ومشروعات جامعة حفر الباطن التي تشمل «مشروع الموقع العام لكليات البنات» ومشروع التحوُّل الرقمي لجامعة حفر الباطن، كما وضع سموه حجر الأساس لعددٍ من مشروعات جامعة حفر الباطن وهي: مشروع مبنى الفصول الدراسية للطلاب والطالبات، مبنى كلية العلوم التطبيقية، مشروع تطوير البنية التحتية للحرم الجامعي، الملعب الرياضي والمرافق الرياضية بالحرم الجامعي للجامعة، وتُقدَّر تكلفة هذه المشروعات بحوالي 138 مليون ريال. كما تم تدشين المرحلة الثالثة من مشروع شبكات الصرف الصحي بالمحافظة، بتكلفة تتجاوز 35 مليون ريال، ومشروعات الطاقة الكهربائية التي تتضمَّن إيصال التيار الكهربائي إلى 4,300 وحدة، بتكلفة تقدر بحوالي 3 ملايين ريال، ومشروع تعزيز الشبكة الكهربائية في حفر الباطن بتكلفة إجمالية 4.7 مليون ريال، ومشروع تطوير في محطة القيصومة المركزية تقدر تكلفته بحوالي 456 مليون ريال.
كما دشَّن الأمير سعود من أرض مطار حفر الباطن أولى رحلات مسار حفر الباطن ـ الدمام ـ الذي تشغله شركة طيران ناس، وكشف سموه عن أن مطار حفر الباطن سيتحول قريباً إلى مطار إقليمي.
أيضاً أطلق أمير الشرقية مبادرة المسؤولية الاجتماعية «إيفاء» التي تهدف إلى صناعة روزنامة للمبادرات في المجالات الوطنية، والدينية، والصحية، والمشاركة المجتمعية، والتراث والآثار، والمعرفية، والبحثية، والاقتصادية، والتعليم والتدريب، والإعلامية.
حقيقة ونتائج مهمة
إلى ذلك اعتبر رجال أعمال المنطقة الشرقية، المشاريع الجديدة خطوة كبيرة في تطوير المنطقة، ووضعها في إطار رؤية 2030، مشددين على أن المنطقة لا تزال بكراً اقتصادياً.
يقول رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمّار الخالدي إن المشروعات التي شهدتها محافظة حفر الباطن، وأطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية تؤكد حقيقة مهمة، وسوف تفرز نتائج كبيرة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. فأما الحقيقة المهمة التي تؤكدها تلك المشروعات هي أن رؤية المملكة 2030 لم تقتصر عطاءاتها على المركز وإنما أولت كافة الأطراف في المملكة، انطلاقاً من مبدأ وحدوي وتنموي عميق يتمثل في أن البلاد واحدة، ولا توجد في ميزان التنمية أفضل نطاق جغرافي على آخر، وإنما تحددها الخطط والدراسات التي بُنيت على معطيات وأهداف تنموية واسعة، خاصة وأن بلادنا الحبيبة ذات بيئة جغرافية ومناخية وسكانية متنوعة، تجعل من كافة خطط التنمية تراعي تلك الفروقات.
الخالدي : المشاريع دلالة على عزم القيادة إنفاذ التنمية في كافة المناطق والمدن
المشحن: مساهمة القطاع الخاص بـ %12 من المشاريع بداية لتطور أكبر
الشريع: المنطقة لا تزال بكراً والاستثمارات ستحولها لواجهة اقتصادية مهمة
الشماس: المحافظة تمتلك محفزات جاذبة تضعها في الأولوية من التطوير
البوعينين: المشروعات الجديدة ستؤسس لمرحلة واعدة من التنمية المستدامة
ويضيف الخالدي بأن تلك المشروعات التي حظيت بها محافظة حفر الباطن، سواء أكانت اقتصادية مباشرة، أو كانت اجتماعية ذات علاقة بالمواطن ساكن تلك المحافظة الحبيبة، فإن النتيجة هي واحدة تقريباً تتمثل في دعم الصورة الحقيقية للمحافظة، وتأصيل دورها في التنمية الشاملة، فالمحافظة ـ كما نعمل ـ ذات سمات معينة، تزدهي في الواقع بهذه المشاريع، وننتظر ـ وهذا هو المؤكد ـ أدواراً أوسع وعطاءً أفضل للمحافظة ودورها في الحراك الاقتصادي السعودي، حيث سيلمس المواطن نتائج هذه المشاريع، فالإنسان ـ في وجهة النظر السعودية ــ هو الأساس في كل شيء.
وأشاد الخالدي بحرص سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه على الاهتمام بإطلاق هذه المشاريع التي سوف يكون للقطاع الخاص في المنطقة الشرقية دور مهم في تعزيز مكانة هذه المشروعات.
اقتصاد وتنمية
يقول رجل الأعمال الرئيس السابق لغرفة حفر الباطن التجارية سعد المشحن لـ «الاقتصاد» إن «المشاريع التي تم تدشينها، مشاريع ضخمة سيكون لها صدى سيظهر أمام الجميع قريباً، سواء في النمو الاقتصادي للمنطقة، أو مستوى المعيشة فيها»، مضيفاً أن «مساهمة القطاع الخاص بـ %12 من هذه المشاريع، وهي تنموية في الغالب أمر إيجابي، وسيكون بداية لمشاريع أكبر، سواء في الحفر أو خارجها، فالمنطقة ذات بيئة جاذبة للمستثمرين».
وشدد المشحن على أن هناك أكثر من مشروع سيكون له تأثير واضح على المنطقة، قائلاً: «في تصوري أن المشاريع الخدمية سواء الجامعة أو الأمانة أو الشؤون الصحية هي التي ستخدم المواطنين بشكل مباشر، إضافة لتوسيع منفذ الرقعي الذي يُعدُّ من أكبر المنافذ البرية للسعودية»، موضحاً أن منفذ الرقعي الجديد سيكون له تأثير كبير في تطور الحركة الاقتصادية، مؤكداً أن المنفذ «سيسهم في تطور اقتصاد المنطقة، خاصة في أمور التصدير والاستيراد، كما يمكن أن تستفيد منه الموانئ الكويتية في التصدير عبر الاستفادة منه».
ويؤكد المشحن أن هذه المشاريع مجرد البداية، و«نحن متفائلون بدعم أمير الشرقية، وبوجود الأمير منصور بن محمد، وفي الأشهر الماضية شاهدنا نقلة كبيرة في المحافظة، سواء خدمية أو تنموية أو تجارية، هناك تطور ملحوظ وسريع»، و«بوجود جامعة أكبر لن يضطر شباب المنطقة للسفر لمناطق أخرى، وبتطور القطاع الصحي سيكون العناء أخف على المرضى، خاصة كبار السن ومرضى القلب، إضافة لربط المنطقة بطيران مباشر مع المنطقة الشرقية، هذا سيزيد من ربط الحفر بالدمام، خاصة أنها مرتبطة بالمنطقة الشرقية إدارياً، وهناك وعود بأن يكون مطار حفر الباطن مطاراً إقليمياً».
من جهته يؤكد رجل الأعمال عضو مجلس إدارة غرفة حفر الباطن التجارية السابق أحمد الشريع، أن كثيراً من المشاريع التي تم افتتاحها مؤخراً سيكون لها تأثير كبير على مستقبل المنطقة، خصوصاً المشاريع التي افتتحت في جامعة حفر الباطن، والقطاع الصحي، ويقول لـ «الاقتصاد» إن توسعة الجامعة «سيسهم في الحد من هجرة أبناء المنطقة بدلاً من الذهاب للمجمعة والرياض والحدود الشمالية، وستكون هناك فرصة لأبناء المنطقة في البقاء في المحافظة. كما أن المشاريع الصحية ستسهم في توفير العلاج لأبناء المنطقة»، كما أن «مشاريع درء مخاطر السيول ستحل أزمة كبيرة كانت تهدد المنطقة، وهذا يؤكد أن هناك اهتماماً كبيراً بالمنطقة وأبنائها، فهي مشكلة كانت تؤرق سكان المنطقة منذ فترة طويلة لأنها كانت مهددة بالغرق في أية لحظة ـ ولله الحمد ـ تم تجاوزها».
ويرى الشريع أن مساهمة القطاع الخاص في تلك المشاريع التنموية، هي بداية لمشاركة أكبر، وخطوة ستتلوها خطوات أكبر، وتساعد على تطور المنطقة، «فالمنطقة لا تزال بكر استثمارياً، ومرشحة لأن تكون وجهة اقتصادية مهمة، ومن المشاريع المنتظرة مصنع إسمنت حفر الباطن، هذا المشروع سيفيد أبناء البلد، ويخفف الأعباء على أبناء المنطقة، ويساعد في التوظيف أيضاً، نحن حالياً نجلب الإسمنت من خارج المنطقة، وعندما يكون المصنع في المنطقة، فهذا سيخفف كثيراً من النفقات والمصاريف».
إنفاق كبير
إلى ذلك يؤكد المحلل الاقتصادي فضل البوعينين لـ «لاقتصاد» أن الإنفاق الكبير على مشروعات حفر الباطن التنموية، تأكيد على أهمية المنطقة استراتيجياً واقتصادياً، ويمكن النظر لمشروعات الحفر من جوانب مختلفة، الأول مرتبط بتلبية طلبات المحافظة من المشروعات التنموية واستكمال خدماتها ورفع جودتها، والثاني مرتبط بالإنفاق الحكومي حيث ينعكس إنفاق ما يقرب من 4 مليارات ريال على اقتصاد المحافظة ودعم القطاع الخاص، والثالث مرتبط بجودة الحياة التي لا يمكن تحقيقها إلا باستكمال الخدمات وتعزيز جودتها وتحقيق تطلعات المواطنين، أما الجانب الرابع فهو يتعلق بالتنمية المتوازنة التي تسهم في تحقيق متطلبات الهجرة المعاكسة بعد توفر الخدمات والبُنى التحتية وفرص العمل، مضيفاً أن «مشروع منفذ الرقعي الجديد الرابط بين المملكة ودولة الكويت، أحد أهم المشروعات المؤثرة في اقتصاد المحافظة لما لها من أثر في تعزيز حركة المسافرين والتجارة البينية، الأمر عينه ينطبق على مشروعات أمانة حفر الباطن والتي تتجاوز قيمتها 1.16 مليار ريال، لاستكمال البُنى التحتية ومنها مشروعات الطرق والمباني ودرء مخاطر السيول، ومشروعات الحدائق وزيادة الرقعة الخضراء»، وشدد البوعينين على أن هذه المشروعات التنموية ستؤسس لمرحلة جديدة من التطوير المستدام للمحافظة التي تحتاج لمزيد من المشروعات التنموية الضرورية التي ستكون من أولويات سمو أمير الشرقية وسمو نائبه».
ويتفق المحلل المالي فيصل الشماس مع البوعينين على أن المشاريع الجديدة، ستدفع بحفر الباطن نحو تحقيق سريع لرؤية 2030، مشدداً في حديثه لـ «الاقتصاد» على أن مشاريع محافظة حفر الباطن هي واحدة من سلسلة مشاريع عدة في مناطق ومدن مختلفة في أنحاء البلاد، ويؤكد أن المحافظة «تملك عوامل ومحفزات جاذبة من حيث الموقع الاستراتيجي في شمال شرق المملكة وحدودها مع الكويت والعراق، والتعداد السكاني المرتفع، والثروة الحيوانية، والسياحة البرية في فصلي الشتاء والربيع»، ويضيف أن «كل هذه العوامل جعلت الحكومة الرشيدة تضعها من ضمن أولوياتها من خلال اعتماد عدة مشاريع يصل حجمها إلى ما يقارب 4 مليارات ريال تستهدف تطوير البنية التحتية وتدشين بعض المرافق الحكومية والصحية والتعليمية».
ويشدد الشماس على أن الأهم حسب وجهة نظره هو الخطط المستقبلية لتطوير مطار حفر الباطن ليصبح مطاراً إقليمياً إضافة إلى مشاريع نقل ومشاريع صناعية، ويضيف أن «كل هذا سينعكس بشكل مباشر على مستوى جودة الحياة لمواطني المنطقة أولاً، ومنع الهجرة من المنطقة إلى المدن الرئيسة وجذب استثمارات القطاع الخاص بمختلف أنواعها وقطاعاتها السياحية والصناعية وغيرها»، و«كل هذه المبادرات والمشاريع والعمل الدؤوب والإنجازات في مختلف مناطق المملكة ستسهم في خلق فرص العمل للمواطنين السعوديين وتخفيض نسب البطالة على المدى المتوسط إلى الطويل وتنويع مصادر الدخل للمملكة وبالتالي استقرار وازدهار اقتصادي كبير».