شرفة

ويمكرون ويمكر الله

ليس للسعوديين هذه الأيام حديث يعلو فوق واقعة الاعتداء الخطير على منشآت النفط في بقيق وخريص.

يبدأ كلامهم في المجالس عن تحديد المعتدي، ومن أين أتى؟ وكيف أتى؟ ومتى يحسن الرد عليه؟ ومتى يكون الرد؟، ثم يتصاعد الجدل ويحتدم النقاش بين الجالسين في تصنيف الواقفين معنا، والذين تخلوا عنا، والمحايدين، وأولئك الآخرين الذين نعلم يقيناً أنهم ضدنا ويفرحون في مصابنا.

يا له من جدلٍ وصخب، يعلوه القلق والمحبة والخوف على هذا الوطن العظيم الذي يفتديه المواطن بروحه وعياله وماله.

إن كل مواطن سعودي يعلم أن بلاده مستهدفة، ليس في هذا الوقت الحالي فقط، وليس من القوى الأجنبية فحسب، بل حتى من كثيرٍ من المحسوبين على القومية العربية، أو على اللجان الشعبية، أو الحكومات الثيوقراطية الكهنوتية أو البعثية أو الخليجية.

أجل فقد واجهت بلادنا مؤامرات عبدالناصر، ثم القذافي، ثم الخميني، ثم صدام حسين، ثم حمد بن خليفة، لكنهم ذهبوا جميعاً غير مأسوف عليهم، فيما مازالت بلادنا باقية والحمد لله، وستظل شامخةً وراسخة، بحفظ ربنا، ثم بتماسك جبهتنا الداخلية التي نجحت خلال الستين سنة الماضية في مواجهة كل هذه المؤامرات الخسيسة، وهي في هذه الأيام أكثر تماسكا وأوعى عقولاً وإدراكاً للعدو والصديق، وللصادق والمنافق، وهي تعلم يقينا أن كثيرا من المواقف الثلجية التي تدعي وقوفاً معنا، تذوب بمجرد شروق شمس الحقيقة.

إننا لا نلوم أحداً تخلى عنا أو دخل المنطقة الرمادية، بل علينا أن نلوم أنفسنا، إن ظننا أن غيرنا هم أولى منا بحمايتنا، وحماية بلادنا، أو أن غيرنا سيقدم مصلحتنا على مصالحه.

لكن ليعلم الجميع أننا طيبون، وأن حسّنا القومي والإسلامي والإنساني، حتى وإن أوقعنا أحيانا في حسن الظن بمن لا يستحقه، إلا أننا بحسنا الأمني، وإحساسنا الوطني، ندرك ونعرف الصامدين والصادقين معنا، ونعرف ونميز المرتعشين والمتخاذلين.

أخيرا، فإن حالنا مع بعض إخواننا في العرق والدين، هو كما قال الشاعر الأمير عبدالله الفيصل:

على أني أغالط فيك سمعي

وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولا

ولكني شقيت بحسن ظني

فعلاً:

أكاد أشك في نفسي لأني

أكاد أشك فيك وأنت مني

ختاما وفي مناسبة ذكرى يومنا الوطني المجيد لا نملك إلا أن ندعو للموحد العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالمغفرة والرحمة، ولأبنائه الملوك من بعده، وأن يطيل في عمر الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، وأن يحفظ لبلادنا دينها وأمنها ورخائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.