ولي العهد يؤكد التزام المملكة بتعزيز التوافق العالمي والتصدي لتحديات المستقبل
مجموعة التنمية تطالب العمل بمنظور تعاوني بين الدول والمنظمات
مجموعة المسار المالي تدعو لتعزيز شمولية المالية الرقمية للنساء والشباب
مطالب بضرورة معالجة التحديات الضريبية النابعة من الاقتصاد الرقمي المتنامي
سيأتون ليشربوا “القهوة” السعودية، ويتذوقون “الهيل” الذي يُعطيها رائحتها المتميزة ونكهتها الفريدة، وسيتوقفون كثيراً ليتأملوا مفردات لا تزالُ حيّة في التراث السعودي في نسيج “السّدو”، فيما هم يناقشون تحديات تفرضها تحولات الاقتصاد العالمي، ويقررون مصائر البيئة والأرض والمناخ والاقتصاد الرقمي وموقف الإنسان أمام الذكاء الاصطناعي.. سيأتون إلى العاصمة السعودية “الرياض”، موعدهم نوفمبر 2020، أعضاء نادي الـ 20، من قادة الدول الأقوى اقتصادياً في العالم، والذين يملكون مصائر الاقتصاد العالمي، فيما نرى العالم من الآن يوجه بوصلة صناعة قراراته الاستراتيجية وتوجهاته الاقتصادية والتنموية إلى المملكة، التي حملت مطلع ديسمبر 2019 راية ضيافة التجمع الأضخم والأقوى والأكثر تأثيراً “اقتصادياً” في العالم، لتكون المملكة عاصمة الاقتصاد العالمي ومحضن صناعة القرارات التنموية العالمية..
السعودية، ليست مجرد مُضيف، بل تحمل استحقاقات نالتها نظراً لمكانتها الدولية على صعيد الاقتصاد الدولي، وتأثيرها في مسارات التنمية العالمية، مما جعلها محط أنظار المشهد الدولي، لما ستقدمه من إضافة في هذا المحفل الذي يستمر لعام، يشهد خلاله ورش عمل ممتدة بطول أيام وأسابيع وشهور 2020، إذ ستكون عاصمتها الحبيبة مسرحا مرتقبا لرصد التحديات والعراقيل، فيما ستضيء حكومات الدنيا بالتوصيات والمقترحات، التي من شأنها أن تعزز مسيرة التنمية، وتنعكس بدورها على الإنسان ومستوى الحياة. “الاقتصاد” تستعرض بواكير استضافة المملكة لهذا المنتدى العالمي حتى نوفمبر المقبل، في متن هذا التقرير:
الضيافة التزام
يعتبر مطلع ديسمبر 2019 البداية الرسمية لرئاسة المملكة مجموعة دول العشرين لعام 2020، وتستمر رئيسة للمجموعة حتى موعد انعقاد قمة القادة بالرياض نوفمبر المقبل 2020، في وقت أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، التزام السعودية بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا خلال رئاسة اليابان للمجموعة.
وقال ولي العهد: تلتزم السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي، وسنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل.
وأضاف سموه: تقع المملكة على مفترق الطرق لثلاث قارات وهي: آسيا وإفريقيا وأوروبا، وباستضافة المملكة لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونحن نؤمن أن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدُول العالم في المملكة.
وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قبيل أيام من تسلم المملكة رئاسة المجموعة، قال ــ من ناغويا اليابانية في اختتام آخر لقاء في اليابان ــ إن بلاده أعدت برنامجاً متكاملاً لقمة مجموعة العشرين، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة مستمرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تزامنا مع تسلم المملكة لرئاسة قمة مجموعة العشرين في دورتها الحالية.
المحاور ومجموعات
وفور تسلم المملكة راية استضافة أعمال مجموعة العشرين لمدة عام كامل، أعلنت السعودية برنامجاً يركز على هدف عام هو: “اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”، والمتضمن ثلاثة محاور رئيسة: الأول تمكين الإنسان، وذلك من خلال تهيئة الظروف التي تمكِّن جميع الأفراد، وبخاصة النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار. والثاني الحفاظ على كوكب الأرض عبر تعزيز الجهود التعاونية، فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي، والمناخ، والطاقة والبيئة. وثالث المحاور تشكيل آفاق جديدة، باعتماد استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وبحسب بيان صدر عن اللجنة التحضيرية لمجموعة العشرين في المملكة، ستستضيف السعودية خلال الفترة التي تسبق قمة القادة عشرات الاجتماعات والمؤتمرات ولقاءات وزارية واجتماعات لمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل، وهي: مجموعة الأعمال (B20)، ومجموعة الشباب(Y20)، ومجموعة العمال(L20)، ومجموعة الفكر(T20)، ومجموعة المجتمع المدني(C20)، ومجموعة المرأة(W20)، ومجموعة العلوم(S20)، ومجموعة المجتمع الحضري (U20).
كما تقرر أن يكون هناك مساران رئيسيان للاجتماعات العليا، الأول المسار المالي الذي يركز على القضايا الاقتصادية والمالية، بما فيها النمو العالمي ومرونة النظام المالي العالمي، ويبحث التشريعات المالية والرقابة والاستثمار في البنى التحتية والشمول المالي والضرائب الدولية والبنية المالية العالمية. ويركز المسار الثاني على القضايا الاجتماعية والتنموية، ومن ضمنها التغير المناخي والطاقة ومكافحة الفساد والزراعة والبيئة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والتعليم والسياحة والتنمية والعمل والصحة.
140 اجتماعاً ومؤتمراً وورشة عمل ولقاء لمجموعات العمل حتى نوفمبر 2020
المملكة توسع وجهات النظر بدعوة منظمات أممية وبلدان نامية واتحادات قارية
تمكين الإنسان والحفاظ على الأرض وتشكيل آفاق جديدة محاور استراتيجية لمجموعة العشرين
الشباب والعمل والمرأة والعمال والعلوم والمجتمع والفكر والأعمال مجموعات العمل الثماني
خارج المنظومة
بجانب المحاور، تؤكد المملكة – أثناء رئاستها لمجموعة العشرين – على ضمان استمرار المجموعة في إظهار نطاق واسع وشامل لوجهات النظر الدولية، لذا وجهت الدعوات إلى كل من الأردن وسنغافورة وإسبانيا وسويسرا، في وقت بادرت كذلك لدعوة المنظمات الإقليمية منها: صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وفيتنام بصفتها رئيسا لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجنوب إفريقيا بصفتها رئيسا للاتحاد الأفريقي، والإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسنغال بصفتها رئيسا للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا.
كذلك ضمن نطاق امتداد المشاركة العالمية، قررت السعودية دعوة المنظمات الدولية التي كان لها مساهمات جلية تاريخيا في مجموعة العشرين، وتشمل منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية.
وهذه التكتلات والمظلات العالمية المعروفة لها تأثير واسع على مجاميع الدول والمنظومات التي تقع تحت اعترافها، وهو ما يعزز تحفيز السعودية لتقارب وجهات النظر، والدفع إلى تقاطع المهام والمستهدفات للخروج بنتائج مفتاحية تؤدي إلى مزيد من التنمية والتطوير الاقتصادي والتنموي في العالم.
اجتماعات محتشدة
وقبيل انطلاق أول اجتماعات مجموعة العشرين، قدّر وزير الدولة السعودي عضو اللجنة العليا واللجنة التحضيرية لاستضافة المملكة لقمة العشرين الدكتور فهد المبارك أن يبلغ عدد الاجتماعات 140 لقاء وورشة عمل ومؤتمرا ومنتدى على هامش القمة، تتضمن اجتماعات على مستوى وكلاء وزارات ومحافظين لكافة الأجهزة والقطاعات المعنية تستمر حتى عقد القمة في نوفمبر 2020.
وبحسب المبارك، فإن عدد الاجتماعات سيصل إلى 80 اجتماعاً لممثلي الحكومات ونحو 60 اجتماعاً لمنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى مؤتمرات وورش عمل ومنتديات على هامش هذه الاجتماعات تدعم وتسند القضايا التي يتم طرحها من مجموعة العشرين أو مجموعات التواصل.
ويؤكد المبارك أن السعودية راجعت سنوات الرئاسة السابقة في اليابان والأرجنتين وغيرهما، إضافة إلى عمل مسح شامل، من خلال دور الفكر والمنظمات الدولية لبحث القضايا التي تنوي مناقشتها مع الأعضاء في مجموعة العشرين، إضافة إلى بحث القضايا المستقبلية التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين.
ويلفت عضو اللجنة التحضيرية لاستضافة المملكة للقمة حول التحديات والمعوقات التي تواجه مجموعة العشرين إلى أن هناك تحديات كثيرة في مجال الاقتصاد والمجتمع منها التجارة العالمية والتغير المناخي واستخدامات الإنترنت والأمن السيبراني والخصوصية وتدفق المعلومات، مشددا على أن مجموعة العشرين تبحث في القضايا العابرة للحدود.
وقال ــ في تصريحات له من على منصة منتدى الإعلام الذي انعقد في الرياض نوفمبر الماضي ــ استلهمنا ثلاثة محاور رئيسية من رؤية المملكة 2030، وهي: تمكين الإنسان، والقضايا المتعلقة بالبيئة والمناخ، ومحور تشكيل آفاق جديدة للقضايا التقنية والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن المملكة تستشعر المسؤولية لإطلاع العالم على القضايا المهمة وعلى الحلول التي تم التوافق عليها.
بدء المسؤولية
وانطلق عملياً في السادس من ديسمبر 2019 أول اجتماعات مجموعة العشرين، حيث بدأت بالملف المالي والاجتماعات التحضيرية المتعلقة بالترتيبات الأولية والتحضيرات لاجتماع “الشربا” -المصطلح الذي يرمز لممثلي قادة مجموعة العشرين– حيث شددت الأجهزة المالية والبنوك المركزية بحضور وكلاء ونواب الأجهزة ذات العلاقة بمجموعة العشرين، على أهمية التحرك تجاه تعزيز مستوى شمولية المالية الرقمية، خاصة للنساء والشباب والمنشآت الصغيرة، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة معالجة التحديات الضريبية النابعة من الاقتصاد الرقمي.
ولفت مساعد وزير المالية للشؤون المالية الدولية والسياسات المالية الكلية عبد العزيز الرشيد الذي رأس أول لقاء إلى أن الاجتماعات ركزت على رفع مستوى شمولية الخدمات المالية الرقمية للنساء والشباب والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، واعتبارها من أولويات أعمال السنة الرئاسية، مفيداً أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين ستعمل على إيجاد حلول ابتكارية لتطوير أسواق المال المحلية، وتوظيف التقنية في تطوير البنى التحتية، ووضع أطر للمسائل الرقابية والتنظيمية دعما لعصر التقنية، ومعالجة التحديات الضريبية النابعة من الاقتصاد الرقمي.
المبارك: السعودية راجعت سنوات الرئاسة السابقة للوصول لقضايا القرن الحالي
الدوسري: المملكة تعزز التعاون مع القطاع الخاص لتلبية احتياجات البنية التحتية
اليوسف: المباحثات استهدفت وضع أطر للقضايا الرقابية والتنظيمية في توظيف التقنية
التعاون والتنمية
في وقت أكدت جلسة مجموعة العمل المتخصصة في ملف التنمية يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر 2019 ضرورة العمل وفقا لسياق تعاوني بين الدول الأعضاء، حيث أشار الحاضرون إلى أهمية العناية بملفات البنية التحتية والتنمية المستدامة، وبحثت النقاشات الأهمية المرتبطة بموضوعات تمويل التنمية المستدامة، وترابط البنية التحتية الإقليمية، وإطار المساءلة المتعلق بالتزامات التنمية لمجموعة العشرين.
وفي سياق آخر، حث فريق العمل المختص بالبنية التحتية على ضرورة حشد موارد القطاع الخاص لسد فجوة تمويلية ضخمة في العالم، حيث ناقشت اجتماعات مجموعة البنية التحتية المنعقد في 18 و19 من ديسمبر 2019، بمشاركة المنظمات الدولية ورواد من مديري الأصول والمؤسسات الاستثمارية، الحلول العملية للتحديات التي تحول دون استثمار القطاع الخاص في البنية التحتية.
وبحسب بيان صدر حينها، شدد وكيل المحافظ للأبحاث والشؤون الدولية بمؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد الدوسري في كلمة للمشاركين بالمؤتمر على أهمية حشد موارد القطاع الخاص لسد الفجوة التمويلية في البنية التحتية، مبينا أنه خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين ستعمل على تعزيز التعاون مع القطاع الخاص للمساهمة في تلبية احتياجات البنية التحتية.
وأضاف الدوسري أن هذا المؤتمر سيوفر منصة مهمة لدول مجموعة العشرين، والمنظمات الدولية، ومديري الأصول والمؤسسات الاستثمارية لإطلاق نموذج تعاوني يهدف إلى مواصلة الجهود الرامية لتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية، مفيدا أن بيانات مركز البنية التحتية العالمية تشير إلى وجود فجوة تمويلية في البنية التحتية تبلغ 15 تريليون دولار من الآن حتى عام 2040.
ووفقا لبيانات مجموعة البنك الدولي، يعيش نحو مليار شخص في العالم على بعد أكثر من كيلومترين من الطرق المعبدة، ونحو مليار شخص دون كهرباء، و4 مليارات شخص دون إنترنت؛ مما يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عملية تهدف إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية.
وفي هذا الخصوص، تتضمن أولويات مجموعة عمل البنية التحتية، برئاسة المملكة، العمل على تطوير أطر فعالة وملائمة لمشاركة القطاع الخاص في تمويل البنية التحتية، مما سيساعد على تعزيز الاستثمارات في قطاع البنية التحتية، وكذلك العمل على تعزيز استخدام التقنية في مشاريع البنية التحتية لكونها تسهم في تقديم خدمات بنية تحتية مستدامة وعالية الجودة والكفاءة.
رضا المُضيف
ويمكن اختزال بواكير اجتماعات العشرين التي تمت خلال الأسابيع الأولى من استضافة المملكة، بما أبداه مجلس الوزراء المنعقد أواخر ديسمبر، من رضا بما اضطلعت به أولى فعاليات اجتماعات مجموعة العشرين تحت رئاسة المملكة، بمشاركة الممثلين الرسميين لقادة دول المجموعة (الشربا) في الرياض، ضمن سلسلة الاجتماعات التي تستضيفها المملكة قبل قمة القادة، مشيراً إلى التزام المملكة بالعمل من أجل الوصول إلى حلول جماعية لمعالجة التحديات المشتركة.
السدو.. شعار التراث المحلي لإلهام مستقبل العالم
من بين 30 شعاراً قام عليها مصممون سعوديون، قبيل استضافة المملكة لمجموعة العشرين، لفت أنظار المنظمين للشعار الفائز، تصميم تراثي اتخذ من صميم التراث التقليدي السعودي واقعا لإلباس قضايا وتحديات العالم، عاكسا وحدة شعورية في أذواق الجميع، بتعددية ألوان الملبوس التقليدي السدو.
وتصدر اسم الشاب السعودي محمد الحواس – البالغ من العمر 28 عاما- أسماء الفائزين بعد أن نجح في عكس الهوية المكتوبة البصرية لشعار رئاسة المملكة لمجموعة العشرين: “لنلهم العالم برؤيتنا”، مستلهما من خيوط السدو الملونة أذواق كل الدول المشاركة في قمة العشرين، عبر حلقة دائرية تنطلق من أن البداية من المملكة، والوصول في النهاية إلى المملكة، بعد الطواف حول العالم.
وبحسب تغريدة للحواس على حسابه في موقع الرسائل القصيرة “تويتر”: “فخور جدا بأن أتيحت لي فرصة تصميم شعار رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، شكرًا للثقة الكريمة بأبناء الوطن، وشكرا لوزارة الثقافة التي قدمتني لهذه الفرصة العظيمة”.
والشعار عبارة عن قطعة ملتوية من السدو، كتب أسفلها اسم المملكة وعام رئاستها لمجموعة العشرين باللغة الإنجليزية. والسدو هو أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي الذي انتشر في شبه الجزيرة العربية، وقد أدرجته منظمة اليونسكو العالمية، في قائمة التراث غير المادي للبشرية.
وحياكة السدو من الصناعات التقليدية القديمة التي تعتمد على نسج الصوف باستخدامات متعددة، وهو العنصر الأساسي في تكوين بيوت الشعر، وكانت صناعة السدو في القدم تعتمد على وبر الجمال وشعر الماعز، والقطن، في حين تعتمد اليوم على الصوف الصناعي، بأدوات تمثل الصناعة وهي المغزل، والنول، والمدرارة، كما أن أبرز ما ينتجه صانعو السدو بيت الشعر، والمزودة، والخرج.
ويتميز السدو، بجانب تعدد ألوانه المشبعة لأذواق جميع ثقافات المشاركين في القمة، أنه يغطي ثقافات أطياف المجتمع السعودي من جبال عسير وأطراف جازان جنوبا حتى أقصى حدود البلاد شمالا.
مجموعة العشرين .. التشكيل والهوية والهدف
نشأت فكرة تكوين مجموعة العشرين عام 1976، ولم تكن تضم في البداية إلا 7 دول صناعية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، وكندا. وكانت تعرف آنذاك باسم مجموعة السبع G7 وفي وقت لاحق انضمت روسيا إلى المجموعة لتصبح مجموعة G8.
في العام 1999، جرى تأسيس مجموعة العشرين على هامش قمة مجموعة الثمانية في واشنطن، بهدف تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، حيث استدعت الظروف العالمية أهمية التصدي للأزمات المالية بعد أزمة آسيا.
واستمرت الاجتماعات التي كانت على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، حتى تم تجاوز الأزمة بوضع التشريعات المالية المناسبة، واستمرت لمدة 10 سنوات إلى أن واجه العالم الأزمة المالية في عام 2008، وتم بعدها الاتفاق على رفع التمثيل إلى قادة الدول. وتضم المجموعة في لائحتها 20 دولة: الولايات المتحدة – كندا – المكسيك – البرازيل – الأرجنتين – فرنسا – بريطانيا – ألمانيا – إيطاليا – جنوب إفريقيا – تركيا – السعودية – روسيا – الصين – اليابان – كوريا الجنوبية – الهند – إندونيسيا- استراليا – والاتحاد الأوروبي.
أول اجتماع لقمة العشرين عقد في الولايات المتحدة عام 2009، وبعد ذلك قررت أن تستمر هذه الاجتماعات سنوياً وتدور بين الدول، لتضيف حاليا إلى جانب التركيز على الملفات الاقتصادية طرح الجانب الاجتماعي.
ما يميز هذا المنتدى هو أنه يضم مجموعة صغيرة من 20 دولة، بخلاف الأمم المتحدة التي تضم 190 دولة وغيرها من المنظمات، ما أعطى القادة فرصة الجلوس على طاولة واحدة لمناقشة كل القضايا وتطويق الأزمات ووضع الحلول والمسارات للأزمات التي قد تواجه الدول في قضايا التنمية والعمل.
وتمثل “جي 20” نحو %66 من سكان العالم، و %75 من التجارة الدولية، و %80 من الاستثمارات العالمية، و %85 من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
والسعودية عضو مؤسس في هذه المجموعة منذ بدايتها قبل نحو 20 عاما، إضافة إلى كونها العضو العربي الوحيد فيها، ما يحملها مسؤولية نقل القضايا العربية والإسلامية لطاولة مجموعة العشرين.