الدولة دعمت الأندية بـ 2.5 مليار ريال .. والرعايات تكفلت بالباقي
العليو: الميزانيات الضخمة لا تصنع بطولة ..والحوكمة ضرورية في الأندية
تعيش الأندية السعودية الممتازة، واحدا من أفضل مواسمها من الناحية المالية، بعد الدعم السخي للدولة، التي دعمت الرياضة المحلية بـ 2.5 مليار ريال، وزعت على الأندية بالتساوي حسب درجاتها، ونتائجها. نال كل فريق من الأندية الممتازة 50 مليون ريال، ويمكن أن يصل مبلغ الدعم لمائة مليون ريال في حالة تطبيق بعض الاشتراطات التنظيمية والجماهيرية، فيما نالت فرق دوري الدرجة الأولى 4 ملايين لكل ناد، وهو أمر لم يتوفر للأندية طوال تاريخها الطويل.
ولا يقتصر الأمر على الدعم الحكومي، فالاهتمام الكبير بالرياضة، ومن أعلى سلطة في الدولة، أعاد للأندية بريقها، وهو ما أغرى الشركات لرعاية عدد كبير منها، الأندية الكبيرة حصلت على أكثر من راع، وصل عدد الرعاة في الهلال إلى 5، وفي الأهلي 4، وفي النصر والاتحاد 3 رعاة لكل منهما، ومازالت الأندية تبحث عن المزيد.
أكد مدير مؤسسة نادي ليفربول سابقا جاري أدلين، الارتباط الوثيق بين قطاعي الرياضة والترفيه، موضحا أن التوأمة بين القطاعين تنتج عنها قيمة اقتصادية مضافة، تسهم في رفد الاقتصاد الوطني للدول باستثمارات مميزة.
وقال أدلين خلال محاضرة نظمتها حاضنة الرياضة السعودية وقادة التغيير لتنظيم المعارض والمؤتمرات بالتعاون مع غرفة الشرقية ومعهد إعداد القادة مؤخرا، بعنوان “علاقة الرياضة بالترفيه ودورها في تحقيق الاستثمار والسياحة في السعودية” إن الأندية العالمية تعتمد على التدفقات المالية التي تأتي من استثماراتها في عقود اللاعبين والمنشآت الرياضية، والأصول العقارية المملوكة للنادي، حيث أن منظمي الموسم الرياضي يستغلون هذا الموسم لصناعة فعاليات وبرامج ترفيهية موجهة للعائلة والطفل ولجميع أفراد المجتمع.
وأوضح أدلين خلال المحاضرة التي حضرها رئيس الغرفة عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، والأمين العام للجنة الأولمبية السعودية سابقا محمد المسحل، متحدثا، والأمين العام للغرفة عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، ومدير عام مكتب هيئة الرياضة بالمنطقة الشرقية حامد السريعي، أن قطاع الأعمال في العالم يتفاعل مع الأحداث الرياضية لمعرفته يقينا بأن ذلك سيكون له مردود اقتصادي كبير، مشيرا إلى أن جميع مساحات المنشآت الرياضية تستغل جيدا، وتوضع لها رؤية استثمارية قبل إنشائها، بحيث تستطيع خدمة الهدف من بنائها وأيضا المساهمة في تفعيل الدور الاجتماعي، للمستفيدين منها، وبذلك يكون الاستثمار فيها ذا قيمة وأثر إيجابي على صناعة الترفيه والمنشأة نفسها والمجتمع.
وذكر أدلين أن صناعة الرياضة والترفيه ازدهرت في دول أوروبا، فأصبحنا نشاهد الكثير من الشعوب المختلفة تتابع الأحداث الرياضية التي تقام بين الأندية العريقة في بريطانيا، وهذا أسهم في انتعاش قطاع السياحة في المملكة المتحدة وفي أوروبا، وأيضا عمل على تهيئة البنية التحتية، لاستقبال السياح الرياضيين، وكذلك توفير الخدمات لهم، مبينا أن التطوير الحاصل في القطاع الرياضي أثر في قطاعي الترفيه والسياحة، بجميع جوانبه، حيث فتح العديد من الوظائف، وأصبحت هناك استدامة في موضوع الاستثمار نفسه.
إلى ذلك تحدث المسحل عن أهمية الاستثمار في قطاع الرياضة الذي يعتمد على المبادرات والأفكار الجديدة التي تضمن تحقيق عوائد مالية من القطاع نفسه والقطاعات المرتبطة به. وذكر أن المنشآت الرياضة في المملكة لا تُستغل بالشكل المطلوب، حيث أن الملاعب الرياضية تستغل ربع مساحتها فقط المتمثلة في أرضية الملعب، التي تقام عليها اللقاءات الرياضية، وباقي المساحات الكبيرة إما أن تكون مواقف للسيارات أو مرافق غير مستغلة، مشيراً إلى أن المنشآت الرياضية في بريطانيا تُستغل كاملة بحيث تقسم إلى مساحات صغيرة يتم استغلالها في تنظيم الفعاليات المتنوعة التي تجتذب المشجعين من جميع أفراد المجتمع، وبذلك يحقق النادي العائد الاستثماري الذي يهدف إليه.
وأوضح المسحل أن للإعلام دوراً رئيسيا في تعزيز الاستثمار في قطاع الرياضة والترفيه، حيث يستطيع نقل الأحداث والمناسبات بصورة احترافية، ليشجع بذلك قطاع الأعمال ليستثمر في تلك الفعاليات، مبيناً أن هذه الشراكة بين الرياضة والترفيه والإعلام بإمكانها صنع قيمة اقتصادية مضافة للمنطقة التي تحتضن الفعاليات المختلفة والانتقال بها إلى آفاق جديدة.
وقال المسحل إن الرياضة هدف ترفيهي ومتنفس للشخص، فهو يقضي جزءا من وقته في الترفيه عن نفسه بممارسة أية رياضة، وفي الفترة الحالية تعتبر الرياضة صناعة قائمة ومشغلة لقطاعات أخرى متنوعة، مشيراً إلى أن العديد من الدول استفادت من هذه الصناعة في تطوير مرافقها، ووضع اسمها على قائمة الدول المتقدمة في هذا المجال، مبينا أن الرياضة والترفيه يعدان من الاستثمارات الهادئة التي تسير بشكل تصاعدي، بخطى موزونة بعكس باقي القطاعات التي تشهد صعودا في فترة وهبوطا في فترات أخرى، لافتاً إلى أن الاستثمارات العالمية في رياضة الدراجات بلغت حتى اليوم 135 مليون دولار في العام الواحد، فيما بلغت الاستثمارات في الألعاب الإلكترونية 137 مليون دولار في اليوم و95 مليار دولار في العام الواحد، أما الاستثمارات في محاربة البدانة فقد بلغت 187 مليار دولار في العام، أما الاستثمارات في الأدوات والمكملات في تخفيف الوزن فبلغت 91 مليون دولار في اليوم، و62 مليار دولار في السنة الواحدة، كما بلغت قيمة الرعايات الاستثمارية في قطاع الرياضة 65 مليار دولار في العام 2018.